الصلاة
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي واجبة على كلّ مسلم بالغ عاقل راشد سواء أكان ذكرًا أم أنثى، وقد فرضت الصلاة في السنة الثالثة من البعثة النبوية في مكة المكرمة قبل هجرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة، وكان ذلك خلال رحلة الإسراء والمعراج، وفرضت الصلاة خمس مرات يوميًا، فهي تشكل رابطة بين العبد وخالقه التي لا يكون هناك أيّ حاجز أو عائق بينهما يمنع سماع الخالق صوت عبده وهو يناجيه ويطلب عونه، إذ قال اللخه تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}[١] وتشكل مصدر سعادة وراحة داخلية لا يعلمها سوى الشخص الذي يؤديها ويشعر بعون الله ومساعدة على مثاقل الحياة وصعابها عندما يقف ضعيفًا متيقّنًا في قلبه من نصرة الله له وأنه لن يرده خائبًا، وتعد الصلاة مصدر أمان وراحة لقلب المؤمن الذي لا يستطيع الشيطان التغلغل له وأن يخول لروح الشخص إطاعته بالسوء، وقد فرضت الصلاة في أول مرة على الرسول بركعتين فقط قبل الهجرة، وبعد الهجرة فرضت الصلاوات في ليلة الإسراء والمعراج وكان عددها خمسين صلاة، وكون الأمر شقَّ على المسلمين استمر الرسول الكريم بالدعاء لله بتخفيض عددها حتى فرضت خمس صلوات في اليوم ولها أجر عظيم، وقد شكلت علاقة مقدسة تربط العباد مع الله في جميع حالاتهم يأتون ساجدين مسبحين بحمده، وفي حال انقطاع هذه العلاقة ينقطع العبد عن ربه ويصبح في حالة ضياع، مما يسبب تفكك المجتمع،{وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} [٢].[٣]
كيفية آداء الصلاة
أول الأعمال التي يسأل الله عباده عنها ويهتم بها يوم الحساب هي فرائض الصلاة، كونها مهمة وفرضت على العباد، وقد بيّن الرسول عليه السلام كيفية آداء هذه العبادة وأراهم الطريقة الصحيحة وطريقة الوضوء وبين لهم المواقيت، فعلى المسلم التطهر والوضوء قبل الوقوف بين يدي الله، وتتمثل أركانها على التوالي بالنية وتكبيرة الإحرام ثم البسملة وقراءة الفاتحة وما تيسر من كتاب الله، ثم يضع يديه منحنِّ على ركبتيه مسبح الله العظيم ثلاثًا، ويعود لوضعه السابق ثم يسجد مسبحًا ربه الأعلى ثلاثًا، وعند القيام من الركوع والجلوس بين السجدتين يتحلى بالطمأنينة وعند الجلوس الأخير يقرأ التشهد مشيرًا بسبابته لأعلى وأسفل وهو يقرأ التشهد والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد التشهد الأخير، ثم يدعي ويطلب من الله توفيقه له وعونه ونيل الجنة، وعند الانتهاء من الدعاء يسلم وتنتهي الصلاة بالسلام على الله.[٤]
مكروهات الصلاة
مكروهات الصلاة هي ليست مبطلة للصلاة، ولكنها غير مستحبة ويجب تفاديها، وتتمثل في عدة أمور منها:[٥]
- رفع البصر إلى السماء، والصحيح النظر مكان السجود.
- إغلاق العينين في الصلاة.
- وضع اليد على الخاصرة إلا للضرورة.
- كثرة التثاؤب.
- الصلاة بحضور الطعام، إذ أمر الرسول الكريم بتناول الطعام أولًا لحكمة.
- تكرار نفس السور في الركعتين.
- بسط الذراع في السجود.
- الصلاة على الأخبثين وهما البول والغائط أي الصلاة في مكان قذر.
- استخدام حركات الإشارة في الصلاة وقبل الانتهاء.
- البصاق أثناء الصلاة على مكان الصلاة متعمدًا.
- التحرك بحركات غير ضرورية أثناء آداء الفرائض؛ مثل النظر في العيون والتلفت في كل مكان واللعب باليدين وشبكهما ببعضهما البعض أو مع القدمين.
- القهقهة والتبسم لدرجة الضحك متعمدًا مبتعدين عن التركيز في الصلاة.
الفرق بين صلاة الرجال والنساء
ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في الكثير من الحقوق والأفعال، إلا أنه توجد بعض الفروق في فريضة الصلاة يقوم بها الرجال ولا تقوم بها المرأة؛ كالأذان الذي يقوم به الرجل لعلوّ صوته وضخامته على عكس إمكانية المرأة من أن تجهر بصوتها، والرجال فرضت عليهم صلاة الجماعة والذهاب إلى المساجد لتأديتها إلا في حال وجود عذر منعه من القيام بها وهي مؤكدة للرجل، بينما المرأة ليس فرضًا عليها الصلاة جماعة والخروج مع النساء أو أن تصبح إمام وسطهن، والرجل هو الذي يصحّ إمام للمرأة ويقف في المقدمة، والمرأة لا تستطيع القيام بذلك بأن تقف أمامه في الصلاة جماعة، وإذا صلّت بوجوده يفضل أن تكون وراءه لا أمامه.[٦]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية: 238.
- ↑ سورة النساء، آية: 102.
- ↑ عمر أحمد، "أهم 8 معلومات عن الصلاة"، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-2. بتصرّف.
- ↑ "كيفية الصلاة"، islamweb، 2001-5-22، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-2. بتصرّف.
- ↑ محمد الشوبكي (2015-8-1)، "مكروهات الصلاة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-2. بتصرّف.
- ↑ محمد المنجد (2001-4-21)، "الفروق بين النساء والرجال في الصلاة ؟"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-2. بتصرّف.