بواسطة: وائل العثامنة
يشكل الزواج أهمية كبيرة لدوره في تكوين أساس المجتمع وهي الأسرة، وما تقدمه من دور في بناء مجتمع صحي ومتماسك، ويعتمد نجاح الأسرة على النجاح الزواج من البداية، وقد شجع الإسلام الشباب على الزواج لتحقيق أهداف الشريعة والتي تحتاج إلى بناء متماسك، وفي الزواج طاعة لله تعالى وتطبيق لسنة نبيه الكريم، وقد اشترط اكتمال الزواج على وجود شروط محددة تضمن استمراره وتحميه من المشاكل وصعوبات العيش والتوافق بين الطرفين من خلال اختيار الزوج أو الزوجة القادرين على تحمل المسؤولية وتكوين أسرة.
وفي الزواج ابتعاد عن المحرمات والمعاصي بطريق شرعي يبعد المجتمع عن التفكك ومشاكل كثيرة، وفيه توافق مع الفطرة الإنسانية والرغبة بالاستقرار لما يقوم عليه الزواج من مودة ورحمة بين أفراده والتشارك فيما بينهم، كما أن في الزواج تحقيق رغبة التكاثر وتكوين الذرية، وفي الزواج رفعة للمجتمع وزيادة الترابط بين أبنائه من خلال علاقات النسب مما ينشر المحبة والتواد بينهم، لذا لا يمكن اعتبار الزواج أمرًا فرديًا فقط بل للزواج فوائد تشمل المجتمع كافة وعليه يجب الحرص على اتخاذ هذه الخطوة بجدية ومسؤولية وتحمل كافة واجباتها.
التعدد في الإسلام
شرع الإسلام خلافًا للشرائع والمعتقدات التعدد في الزواج، ويقصد بالتعدد هو جواز أن يتزوج الرجل بواحدة واثنتين وثلاث وأربع زوجات بحسب ما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع" وقد بينت هذه الآية الكريمة حكم التعدد بحسب الشريعة ولكن بتوفر شروط محددة ولتحقيق غايات عدة شُرعت من أجلها، ولا خلاف في إباحة التعدد في حال تحقق الشروط الآتية:
- أن يعدل الرجل بين زوجاته وإن كانتا اثنتين فقط، وهو شرط أساسي وردت في القرآن الكريم، ويقصد بالعدل بين الزوجات هو أن يساوي الرجل بينهن من حيث الإنفاق والمعاملة والأمور المادية كافة، ولا يمكن أن يشمل ذلك العدل في المحبة على أن تبقى في القلب دون أن تؤثر في المعاملة، كما يجب أن يعدل الرجل في وقته فيخصص لزوجاته وقتًا متساويًا يقضيه مع أسرته ويرعى أمور بيته.
- أن يكون الرجل قادرًا على الإنفاق على أكثر من زوجة، لأن الإنفاق من شروط استمرار الزواج والمحافظة على هناء العيش.
فوائد التعدد للرجل
جاءت حكمة السماح بالتعدد في الإسلام رغبةً بالتكاثر وتكثير عدد المسلمين والذي لا يكون إلا بالزواج الشرعي وقد لا يحققه الزواج بواحدة فقط، وفي ذلك زيادة قوة الأمة ويعتمد عليها في حماية المجتمع، كما أن التعدد قادر على حل مشكلة تأخر الزواج عند الكثير من الفتيات أو الزواج بالمرأة المطلقة أو الأرملة لحفظ أمن واستقرار المجتمع، كما أن بعض الرجال لا يستطيعون الاكتفاء بزوجة واحدة وجاء التعدد لإبعادهم عن طريق المعصية، كما أن التعدد يأتي لحل مشكلة كعدم الإنجاب أو مرض الزوجة وغيرها من الأسباب، وبالرغم من اعتبار التعدد موضع خلاف بين معارض ومؤيد، فإن بعض الدراسات العلمية وجدت فوائد للتعدد وجاءت النتائج كالتالي:
- في المجتمعات التي يسمح بها بالتعدد كالمجتمعات العربية والإسلامية تزداد معدلات أعمار الرجال عن أعمار الرجال غير المسموح لهم بالتعدد في الزواج، وجاء تفسير ذلك بسبب ما يشعر به الرجل من علاقات طيبة بين زوجاته وأبنائه.
- يزيد التعدد من الاستقرار النفسي للرجل خاصةً في حال توفر القدرة المالية والجسدية.
- بعض الدراسات تؤكد زيادة الصحة الإنجابية وصحة الجسم وحمايته من الأمراض عند الرجل المتزوج بأكثر من واحدة.
- التعدد يحقق للرجل الأمان في المستقبل فهو يدرك أن هناك من سيرعاه ويهتم به في كبره ومرضه وهو ما يحافظ أيضًا على العلاقات في المجتمع.