المستكة
تُعرف المستكة بأسماء أخرى أيضًا؛ كالعلكة العربية، والعلكة اليمنية، والبطم العدسي، والمصطكى، وغيرها، لكن يبقى مصطلح المستكة دالًا في النهاية على الراتنج أو الصمغ المستخلص من نبتة المصطكى التي دأب الإغريق القدماء على استخدامها لتغيير رائحة الفم وتحسين الوظائف الهضمية، وقد حازت نبتة المصطكى على منزلة مهمة عند الإغريق الذين يسكنون في جزيرة شيوس أو خيوس الموجودة في بحر إيجة، وقد كان هؤلاء السكان يسعون إلى إحداث شقوق في لحاء نبات المصطكى للحصول على الراتنج بين شهري تموز وتشرين الأول من كل عام.
وقد تعود الناس على استهلاك المستكة على شكل علكة لمضغها داخل الفم حتى يتحول لونها الأصفر إلى لون أبيض، لكن في الوقت الحاضر أصبح بالإمكان إيجاد المستكة على شكل مكملات غذائية أو زيوت أيضًا، كما يُمكن إذابة بعض المستكة في الماء من أجل استخدامها كغسول للفم، ولا يجوز بلعها وإنما غسل الفم بها أو علكها، لكن يُمكن بالطبع بلع أو تناول مكملات أو كبسولات مصنوعة من المستكة.[١]
فوائد التبخر بالمستكة
دأب سكان المدن والدول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط على استخدام المستكة منذ آلاف السنين بغرض تسكين الآلام، وعلاج مشاكل البطن، وشفاء الجروح، وعلى الرغم من أن المستكة تُستخدم عادةً عبر علكها أو مضغها داخل الفم، إلا أن الإغريق والرومان القدماء أضافوها على العسل والفلفل والبيض بغرض تحضير نكهات جديدة من النبيذ، كما تمكن البعض من استخدام المستكة لتغيير طعم الطعام أو بغرض التبخير أو لتعطير الجو.
أما فيما يتعلق بفوائد التبخر بالمستكة، فإن الباحثين عادةً يتحدثون عن فوائد المستكة عبر علكها بالفم وليس عبر التبخر بها، لكن تشير إحدى الدراسات إلى استخدام بعض المعالجين الشعبيين للمستكة بغرض حرقها والتبخر بها لعلاج الجروح المفتوحة على مدى ثلاثة أيام متواصلة، وقد كانت هذه هي الدراسة الوحيدة التي بحثت في فوائد التبخر بالمستكة، ومن المثير للاهتمام أن التبخر واستخدام دخان النباتات الراتينجة هو ممارسة شائعة بين رواد الطب الشعبي، خاصة عند سكان أمريكا الأصليين، لكن لا يوجد الكثير من الأدلة العلمية التي تُدعم فائدة أو نجاعة هذه الطريقة في العلاج، ويُمكن ذكر بعض الفوائد الأخرى المرتبطة بعلك وتناول مكملات المستكة على النحو الآتي:[٢]
- علاج المشاكل الهضمية: توجد الكثير من الدراسات التي تحدثت عن أن علك المستكة ومكملات المستكة مفيد لعلاج بعض المشاكل الهضمية؛ كمرض كرون، وسوء الهضم، وقرحة المعدة، وبكتيريا المعدة، لكن يوجد تباين في نتائج الدراسات التي سعت إلى تحديد قدرة المستكة على علاج بكتيريا المعدة.
- الوقاية من أمراض القلب: تمتلك المستكة آثارًا إيجابية على مستويات الكوليسترول في الدم، وهذا يعني أنها قد تكون مفيدة للوقاية من أمراض القلب، كما قد تكون مفيدة أيضًا بغرض خفض مستوى ضغط الدم، لكن الكثير من الدراسات التي أجريت لتقصي هذه الفوائد كانت قد أُجريت على الفئران والأرانب وليس على البشر.
- حماية الكبد: نشرت دراسة أُجريت في عام 2007 جاء فيها أن علك المستكة يُساهم في حماية الكبد من التلف، كما يوجد دراسة أخرى حديثة أكدت على فائدة المستكة في حماية الكبد من التلف عند الفئران عند استخدامها كمضاد للالتهابات.[٣]
- علاج أعراض الربو: ينصح بعض الخبراء باستخدام علكة المستكة بغرض علاج أعراض الربو التحسسية؛ بسبب احتواء المستكة على مركبات قادرة على محاربة الالتهابات، وقد سعت إحدى الدراسات التي أُجريت على الفئران في عام 2011 إلى الكشف عن تأثير المستكة على الوظائف التنفسية، وقد استنتجت بأن لها قدرة على تثبيط المواد الالتهابية في المسالك التنفسية.[٣]
- تعزيز الصحة الجنسية: ذاع صيت المستكة بين زوجات سلاطين الدولة العثمانية القديمة؛ بسبب الروايات المنسوبة حول قدرتها على زيادة الرغبة الجنسية، ومن المثير للاهتمام أن العثمانيين تجنبوا التصادم مع القرى اليونانية المنتجة للمستكة بسبب قيمة المستكة عندهم، وقد حاولت إحدى الدراسات في عام 2010 تحري فوائد المستكة فيما يخص الصحة الجنسية، ووجدت بأن المستكة تحتوي على نسب عالية من عنصر الزنك، والذي يشتهر بأهميته الكبيرة للصحة الجنسية، خاصة المستكة القادمة من جزيرة شيوس اليونانية.[٤]
- فوائد أخرى للمستكة: قد تكون المستكة مفيدة لخفض مستوى السكر في الدم وحماية الفم واللثة من الأمراض، كما أنها قد تمتلك القدرة على مقاومة البكتيريا والالتهابات، وقد أكد بعض الباحثين على تحلي المستكة بخواص مضادة للسرطانات، ومن المثير للاهتمام أن بعض الناس يلجؤون إلى المستكة لوضعها مباشرة فوق الجلد والجروح، كما يطمح البعض إلى استعمالها كطارد للحشرات، أما فيما يتعلق بالاستخدامات الصناعية للمستكة، فهي كثيرة ومتنوعة، ومنها؛ صناعة العلكة، وصناعة حشوات الأسنان، وصناعة بعض المنتجات الغذائية أيضًا،[٥]ومن الجدير بالذكر أن لزيت المستكة الأساسي أيضًا فوائد كثيرة فيما يخص الصحة الجلدية، خاصة فيما يتعلق بعلاج الدمامل والجروح.[٦]
أضرار المستكة
يؤكد الباحثون على وجود عدد محدود من الدراسات السريرية التي أجريت على البشر بغرض الكشف عن تأثير المستكة، كما أنهم يشيرون إلى أن الدراسات السريرية المتوفرة هي دراسات صغيرة، ومن الضروري التنبيه إلى عدم توفر الكثير من المعلومات حول الآثار بعيدة المدى لعلكة المستكة أيضًا، وعمومًا، فإن الباحثين ينفون وجود أعراض جانبية للمستكة عند تناولها بالجرعات أو الكميات الطبيعية، لكن قد تظهر بعض الأعراض التحسسية لدى البعض بسببها، كما قد يؤدي تناول المستكة إلى الإصابة بالإمساك أيضًا،[٢]بل ويُمكن لعلكة المستكة أن تؤدي إلى الشعور بالصداع، وآلام البطن، والدوار أحيانًا، أما فيما يتعلق بمكملات المستكة، فإنها تبقى غير خاضعة للسلطات الرقابية الرسمية، مما يعني ضرورة شراء المكملات من منتجين موثوقين،[٣]ومن الجدير بالذكر أن إعطاء المستكة للأطفال يُمكن أن يتسبب في إصابتهم بالإسهال، كما أن بعض الدراسات قد تحدثت عن آثارٍ غريبة للمستكة على صحة الكبد والدم أيضًا.[٧]
حقائق عن المستكة
تمتلك المستكة تاريخًا طويلًا بين الناس، خاصة في الدول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، ويمكن ذكر بعض أهم الحقائق المرتبطة بها على النحو الآتي:[٧]
- استخدم المصريين القدماء راتينج المستكة بغرض صناعة البخور وتحنيط الموتى.
- استخدم الناس راتنيج المستكة لإضافة نكهة على الحلويات، والكيك، وقد لجأ الإغريق إلى المستكة من أجل صناعة نوع خاص من الخمور.
- تتميز المستكة بلزوجة مناسبة بغرض الاستخدامات الصناعية، خاصة في مجال تلميع الزجاج، والخزف، والمعادن، والأخشاب.
- تدخل المستكة في صناعة بعض أنواع مواد التجميل، والعطور، ومعجون الأسنان.
- يلجأ البعض إلى المستكة بغرض حماية الشفاه من الجفاف.
المراجع
- ↑ Richard N. Fogoros, MD (24-10-2019), "The Health Benefits of Mastic Gum"، Very Well Health, Retrieved 10-2-2020. Edited.
- ^ أ ب Jonathan Ritter, PharmD, PhD (8-1-2020), "5+ Mastic Gum Benefits + Side Effects, Dosage"، Selfhacked, Retrieved 10-2-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Debra Rose Wilson, PhD, MSN, RN, IBCLC, AHN-BC, CHT (21-9-2017), "What Is Mastic Gum and How Is It Used?"، Healthline, Retrieved 10-2-2020. Edited.
- ↑ Dorene Petersen (10-1-2014), "Top 5 Reasons Why You’ll Love Mastic"، American College of Healthcare Sciences, Retrieved 10-2-2020. Edited.
- ↑ "Mastic ", Webmd, Retrieved 10-2-2020. Edited.
- ↑ Ané Orchard and Sandy van Vuuren (2017), "Commercial Essential Oils as Potential Antimicrobials to Treat Skin Diseases", Evid Based Complement Alternat Med, Issue 2017, Page 4517971. Edited.
- ^ أ ب "Mastic", Drugs,23-9-2019، Retrieved 10-2-2020. Edited.