محتويات
الحرب العالمية الثانية
بدأت الحرب العالمية الثانية عندما غزا هتلر النمسا في العام 1938م، ولاحقًا احتلت ألمانيا النازية مناطق في أوروبا واعتُدي عليها، أما عن الأسباب التي دعت للحرب العالمية الثانية فقد تبدو ظاهريًا باحتلال ألمانيا لمناطق في أوروبا، ولكن المحللين يعدّون أنها نتيجة لما أفرزته الحرب العالمية الأولى، بالإضافة لظهور ما يُسمى بالنازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، فهما من أسسا حلفًا انضمت إليه اليابان لاحقًا، إذ احتل هذان النظامان النمسا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا، وهددا باحتلال ألبانيا من قبل إيطاليا، الأمر الذي دعا بريطانيا وفرنسا إلى إعلان الحرب على هذا الحلف، فاشتعلت الحرب وكان التفوق العسكري لألمانيا واضحًا على جميع جبهات الحرب في أوروبا، فاحتُلّت أغلب الدول ودخلت العاصمة الفرنسية، ثم انتقلت لمهاجمة الاتحاد السوفياتي عام 1941م، أما فيما يتعلق بالولايات المتحدة فلم تدخل الحرب في بدايتها، ولكنها كانت مع دول المحور بأن حظرت النفط عن اليابان ومنعت تصدير الحديد إليها، مما دفع اليابان في العام 1941م إلى مهاجمة أسطول أمريكا البحري الموجود في المحيط الهادي، والمعرف بميناء هاربر الواقع في جزر هاواي، فأصبحت أمريكا إحدى دول الحلفاء ضد دول المحور.
شهدت هذه الحرب الطاحنة العديد من المعارك التي كان لها تأثير في مسار الحرب ونتائجها، والتي من أهمها معركة ستالينغراد، ميداو، العلمين، إنزال النورماندي، وأخيرًا انتهت الحرب بإلقاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي في اليابان، وبخلاصة الحرب التي استمرت ست سنوات قُتل ما لا يقل عن 17 مليونًا من العسكريين، وربما أضعاف هذا العدد من المدنيين، كما أنه في هذه الحرب استخدم السلاح الذري المدمر لأول مرة في تاريخ البشرية [١].
عدد ضحايا هيروشيما
تعرّضت اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية لهجوم ذري، إذ أُلقيت قنبلتان كانت الأولى على مدينة هيروشيما، ولحقتها قنبلة أخرى أُلقيت على مدينة ناغازاكي، وبذلك تكون اليابان هي الدولة الوحيدة التي تعرضت لهذا النوع من الهجوم في تاريخ البشرية، فبتاريخ 15 أغسطس من العام 1945م أُعلن انتهاء الحرب العالمية الثانية باستسلام اليابان بعد هذا الهجوم الذي عدّه المؤرخون أبشع هجوم يخلّف أعدادًا كبيرة جدًا من المدنيين خلال ثوانِِ معدودة، إذ يقدر عدد ضحايا هيروشيما بسبب القنبلتين بعشرات الآلاف، بالإضافة لأعداد تقدر بـ 140 ألف ماتوا بسبب تداعيات القصف خلال شهور.
بدأت قصة القصف بتاريخ 6 أغسطس عام 1945م بأوامر من الرئيس الأمريكي "هاري ترومان" بأن تُلقى قنبلة نووية سماها " الولد الصغير" على مدينة هيروشيما اليابانية، والتي يصل وزنها إلى 4.5 طنًا، وذلك في تمام الساعة الثامنة والربع من صباح ذلك اليوم، إذ يعدّ هذا التوقيت متزامنًا مع خروج سكان المدينة إلى أعمالهم، الأمر الذي حوّلها بعد إلقاء القنبلة لمدينة أشباح مشتعلة، وارتفع الدخان الناتج عن النيران لحوالي 1000م، وخلال أقل من ساعتين سقطت أمطار سوادء ظلت تسقط بهذا الشكل بعد مرور سنوات من إلقاء القنبلة، أما ما أعقب القصف من تبعات سياسية فتمثل برفض اليابان التي كان يقودها الإمبراطور هيرهيتو لإنذار الاستسلام من قبل أمريكيا، فما كان من ترومان الرئيس الأميريكي إلا أن أصدر أمرًا آخرًا بإلقاء قنبلة أخرى على مدينة ناغازاكي بعد يومين من قصف هيروشيما، مما أسفر عن مزيد من القتلى وصل عددهم بحسب التقديرات إلى 80 ألف، وبالتالي استسلمت اليابان وانتهت الحرب العالمية الثانية باستسلامها [٢].
ما هي القنبلة الذرية
لفهم ما تحدثه القنبلة النووية أو الذرية من دمار هائل عند إلقائها لا بد من معرفة الأساس الذي تقوم عليه في صناعتها، فمن المعروف أن الذرة هي أساس تكوّن المادة، وفيها النواة التي تتكون من البروتونات والنيوترونات، كما أن الإلكترونات هي ما يحيط النواة، وفي ثلاثينيّات القرن الماضي أثبتت تجارب العلماء أنه من الممكن إنتاج طاقة نووية من الذرة، إذ يكون ذلك بانقسام النواة، أي انشطارها، أو بدمج ذرتين أصغر لتكوين ذرة أكبر أو ما يُسمى بالاندماج، فكان التركيز على كيفية الانشطار النووي من خلال إطلاق نيترون حر لذرة من اليورانيوم المشع، أو عنصر البلوتونيوم، فوجد العلماء طريقة تحفز لتفاعلات متسلسلة تودي للانشطار داخل القنبلة النووية، والتي بدورها تولد كمية هائلة من الطاقة، ولها القدرة على قتل الآلاف خلال ثوانٍ معدودة، وهذا ما حصل في اليابان مع نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ كان تأثير إلقاء القنبلتين وما خلّفه من دمار مادي وبشري يفوق الخيال [٣].
حقائق عن قنبلة هيروشيما
تعدّ قنبلة هيروشيما التي أنهت الحرب العالمية الثانية من أبشع الكوارث الإنسانية التي حصلت في التاريخ، ولم ينسَها العالم ولا اليابانيون على الإطلاق، وفيما يأتي بعض الحقائق التي لا يعلمها الكثير من عامة الناس عن هذه الكارثة الإنسانية:[٤]
- لم يكن اختيار مدينة هيروشيما من قبل الحكومة الأميريكية عبثًا، فالمدينة تمتلك مقومات ترفد اليابان بالعديد من المزايا التي كانت تساعدها في الحرب، ففيها معسكر للجيش، ومصانع حربية دُمّرت بسبب القصف النووي، بالإضافة إلى أنها أهم مدن جزيرة هونشو، وفيها نهر "أوتا" الذي يعدّ أهم أنهار اليابان على الإطلاق.
- كان الهدف الرئيسي لقصف هيروشيما بالنووي إنهاء الحرب العالمية الثانية التي استمرت لمدة 6 سنوات، فاليابان كانت من الدول المحورية في الحرب.
- من أهم تبعات إلقاء القنبلة وانتهاء الحرب؛ تبعات سياسية غيرت مسار التاريخ السياسي في العام، إذ انقسم العالم لمعسكر رأسمالي قادته الولايات المتحدة الأمريكية، ومعسكر شرقي يتبنى الاشتراكية قاده الاتحاد السيوفاتي، بالإضافة لغياب التأثير السياسي في العالم لدول أوروبا لا سيما بريطانيا العظمى.
- ميدانيًا؛ أدّى إلقاء القنبلة إلى إزالة المدينة تمامًا، وبالتالي فقدت المدينة جميع سبل الحياة فيها، فالنيران اشتعلت فيها لمساحة تُقدّر بـ 11 كم.
- كان من نتائج إلقاء القنبلة تأثيرًا امتد لأجيال، لا سيما ما يتعلق بالمشكلات الصحيّة التي ظهرت بعد سنوات من إلقاء القنبلة، كالتشوهات الخلقية وأمراض السرطان، وغيرها الكثير.
- أدى إلقاء القنبلة لإذابة جثث أكثر من سبعين ألف إنسان بسبب النيران المشتعلة، ففي حصيلة عام 1945م كان عدد القتلى حوالي 140 ألفًا.
المراجع
- ↑ "aljazeera"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "74 عاماً على إلقاء "الولد الصغير" على هيروشيما"، albayan، 6-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
- ↑ شفاء ياسر (21-2-2019)، "قصة هيروشيما: لماذا استخدم الأمريكيون القنبلة الذرية؟"، ida2at، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "أهم 7 معلومات عن قصة قنبلة هيروشيما ...قنبلة واحدة قتلت عشرات الآلاف "، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
