محتويات
العنف الأسري
لم يعد العالم مكانًا آمنًا كما كان في السابق، فمع تزايد المشكلات الاقتصادية والتربوية ظهرت الكثير من المشكلات الاجتماعية التي باتت تهدد نسيج الحياة في النواة الصغيرة المهمة في المجتمع ألا وهي الأسرة، ومن صور تلك المشكلات ظاهرة العنف الأسري التي باتت تطفو على السطح حاملةً معها الكثير من التساؤلات عن التعريف والأسباب وسبل المعالجة.
وتعني ظاهرة العنف الأسري الإساءة التي تنجم عن أيّ فرد من أفراد الأسرة وتحديدًا الأم أو الأب لكونهما الكتفين الأقوى والعنصرين الأنضج والأقدر على إدارة مركب العائلة، وتلك الإساءة قد تحمل الكثير من الأشكال النفسية كالتعنيف اللفظي أو التخويف أو السعي للنيل من القدرات أو الإحباط والاكتئاب أو محاولة فرض السيطرة بالقوة، وأيضًا الأشكال الجسدية كالضرب باليد أو الأدوات الحادة المتعددة أو الاعتداء الجنسي، وقد تكون تلك الصور واضحةً ومرئية للعين؛ كآثار الضرب على يد الطفل أو ظهره ورقبته وكافة أجزاء جسمه، وقد تكون مخفية غير ظاهرة كحرمانه من مصروفه أو إفقاده ثقته بنفسه نتيجة فعل أمور سيئة يجب ألا يرتكبها مثل السرقة أو التسول أو الكذب وغيرها، وفي المقال الآتي توضيح أسباب ظاهر العنف الأسري، إضافة إلى ذكر حلول لها.[١]
أسباب انتشار ظاهرة العنف الأسري
من المهم الوقوف عند أسباب إقدام أي طرف في الأسرة على تعريض بقية الأفراد للعنف الأسري؛ لأن ذلك لا يهدم الأسرة فحسب بل يفتت المجتمع بأسره، وقد أجرت الكثير من المراكز والمعاهد بحوثًا حول أسباب ذلك من خلال عدد من الدراسات، فكانت هذه من أهم النتائج المترتبة على ذلك:[٢][٣]
- تعاطي أحد الزوجين المخدرات والكحول الأمر الّذي يجعلهم يرتكبون أفعالًا دون وعي كالضرب والسرقة والسباب اللفظي.
- شعور أحد الزوجين في المنزل بحاجته للسيطرة على الآخر، وبعض التقاليد الخاطئة كظن الرجال أن النساء أقل منهم شأنًا.
- قد يعاني بعض الأفراد من حالات مرضية نفسية تُخلف اضطرابات كبيرة قد تصيب الصغار والراشدين على حدّ سواء، إذ ينجم ذلك عن التعامل السيء مما يكوّن ردود أفعال خاطئة؛ كتنفيس الغضب في غير مكانه والقلق وارتكاب أفعال شائنة.
- الظروف الاقتصادية الصعبة والفقر وعدم توفر الحاجيات الرئيسية للأسرة، بالإضافة إلى البطالة.
- للبيئة التعليمية الدور المهم والفاعل في تثقيف الوالدين وحثهما على العناية بالأطفال بالطريقة الأمثل من حيث الحصول على التعليم الأفضل والخدمات الصحية الأمثل والحاجات الأساسية كالمأكل والمشرب، وعلى نقيض ذلك إن لم يحصل كل من الأب والأم على التثقيف السليم الكافي فسينظران إلى الأبناء على أنهما عبء وعالة، مما يجعلهما مقيدين بالضغوطات المادية والنفسية على الدوام، ويلجؤون لتعنيفهم.
- قد يكون العنف في بعض الأحيان ناجمًا عن الأطفال أنفسهم رغبةً منهم بالاستقلال والعيش بعيدًا عما يرونه تسلطًا وحكمًا.
- تعرض أفراد الأسرة (الأب والأم) للعنف في مراحل سابقة خلال سن المراهقة؛ إذ يمكن أن تنتقل هذه التصرفات إلى أبنائهم.
مظاهر العنف الأسري
للعنف الأسري مجموعة من المظاهر الدالّة عليه في وقتنا الحالي، ولا يمكن حصر هذه المظاهر في هذا المقال، إذ يمكن إجمال بعضها فيما يأتي:[٤]
- منع الشخص من رؤية أصدقائه الجيدين أو حتى أفراد الأسرة.
- اللجوء إلى إحراج أفراد الأسرة في عدة مواقف.
- البخل في الإنفاق على أفراد الأسرة وعدم توفير ما يلزم المنزل من احتياجات.
- إخافة أفراد الأسرة بمجموعة من التصرفات غير المبررة.
- إجبار أفراد الأسرة على ارتداء الملابس وإنجاز المهام بالطريقة التي يرغب بها صاحب السلطة في المنزل.
- التدخّل الدائم من قِبَل صاحب السلطة في قرارات أفراد العائلة الخاصة واجبارهم على تغيير الآراء.
- تهديد الزوجة بتعنيف أطفالها أو إيذاء الحيوانات الأليفة في المنزل، أو إخبارها بأنها أم سيئة لا تجيد التربية.
- الضغط على أفراد العائلة لتناول الكحول أو تعاطي المخدرات أو إجبارهم على السرقة مثلًا لتأمين متطلبات المنزل وخاصةً الأطفال.
- منع الزوجة أو الأطفال من الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو إجبارهم على اليقظة طوال الليل للتعرض لسوء الأداء في العمل أو الحصول على تقديرات سيئة في المدرسة.
- النيل من ممتلكات أفراد الأسرة وحاجاتهم الخاصة.
- تخويف أفراد العائلة بأدوات حادة أيًا كان نوعها وشكلها، ولو كان هذا الأمر غير مبالغ فيه.
- إجبار الزوجة على ممارسة أمور خارجة عن رغبتها.
- المراقبة المبالغ فيها لأفراد العائلة في كل خطوة يخطونها.
كيفية التخلص من العنف الأسري
يظهر العنف الأسري في وقتنا الحالي كمشكلة تحتاج إلى مجموعة من التدابير اللازمة لمنع تفاقمها، وفيما يأتي بعض الحلول التي تحدّ من هذه الظاهرة:[٥]
- تقع مسؤولية التخلص من العنف الأسري بدايةً على عاتق المجتمع بأسره، وذلك من خلال إقامة الكثير من الحلقات الثقافية التوعوية لكل أفراد الأسرة في المدارس والجامعات وعبر شاشات التلفاز وترتيب الندوات الخاصة بذلك كلٌ في ميدانه ومسؤوليته، وتوعيتهم بدورهم الفعّال في إنماء المجتمع وأهمية بنائه بعيدًا عن مثل هذه الظواهر.
- دعم أفراد الأسرة ماديًا ومعنويًا دون الإسراف.
- مراقبة الوالدين الحثيثة للأبناء منعًا من مرافقة أصدقاء السوء أو تعاطي الممنوعات.
- ممارسة الرياضة، إذ لها الدور الأمثل في تفريغ الطاقات المكبوتة من قبل كل أفراد الأسرة.
- اللجوء إلى مراكز التوعية وحلّ الخصومات التي تؤسسها الدولة حرصًا على منع العنف الأسري.
- الابتعاد عن مشاهدة البرامج والأفلام التي تحوي مشاهد دموية.
كيفية الحماية من العنف الأسري
يمارس صاحب السلطة في الأسرة في بعض الأحيان مجموعة من التصرّفات تُصنّف بأنها من أشكال العنف الأسري، إذ يتوجب اتخاذ بعض التدابير اللازمة لحماية أفراد الأسرة من تلك التصرفات، وفيما يأتي بعض هذه التدابير:[٦]
- التحدث لشخص مقرب يمكن الوثوق به وأخذ رأيه بما يجب فعله.
- عدم التردد بالاتصال بالشرطة في حال عدم الشعور بالأمان وإبلاغهم بما يحدث، فهم الأجدر بتوفير الأمن لهؤلاء الأشخاص.
- عدم التردد في حال وجود أي دلائل على العنف الأسري بالخروج من المنزل والذهاب لصديق أو قريب ما.
- عند تعرض الشخص لأي اعتداء جنسي عليه الاتصال بالطوارئ أو زيارة أقرب قسم للطوارئ في منطقته.
المراجع
- ↑ "What Is Domestic Violence?", thehotline, Retrieved 10-10-2019. Edited.
- ↑ Toby D. Goldsmith, MD (8-10-2019), "What Causes Domestic Violence?"، psychcentral, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ "Domestic Violence", medicinenet, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ "What Is Domestic Violence?", ncadv, Retrieved 10/10/2019. Edited.
- ↑ "Solutions To Domestic Violence", marriage,29-1-2019، Retrieved 10-10-2019. Edited.
- ↑ "Domestic violence and what you can do about it", reachout, Retrieved 10-10-2019. Edited.