محتويات

- ذات صلة
- ما هو عقد النكاح
- شروط النكاح
النكاح في الإسلام
لقد حدد الإسلام العلاقة بين الرجل والمرأة والطريقة التي يجتمعان بها ، فشرع النكاح ورغّب فيه وحثّ عليه ونظّمه، فجعل له شروطًا وواجبات وأركان ، قال الله تعالى: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[١]، وقد مدح عزّ وجلّ أولياءه بدعائهم لذلك، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}[٢]. وقد ورد في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ].[٣][٤]
طريقة عقد النكاح
تتمثّل طريقة عقد النكاح في الإسلام بتحقيق أركانه وشروطه، أما أركان عقد النكاح في الإسلام فهي ثلاثة:[٥]
- أن يكون الزوجان خاليان من الموانع التي تمنع صحة النكاح، كالزواج من المحرمين بسبب النسب أو الرضاعة أو العدة ونحوه، أو أن يكون الرجل كافرًا والمرأة مسلمة.
- أن يحصل الإيجاب، وهو اللفظ الذي يصدر من الولي، أو الشخص الذي يقوم مقامه، فيقول للزوج زوجتك فلانة أو أنكحتك فلانة.
- أن يحصل القبول، وهو اللفظ الذي يصدر من الزوج، أو الشخص الذي يقوم مقامه، فيقول الزوج: قبلت.
وأمّا شروط صحة عقد النكاح فهي كما يأتي :
- تعيين كلًا من الزوجين بالتسمية أوالإشارة أو الوصف.
- رضى كل من الزوجين بالآخر، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لا تُنْكَحُ الأَيِّمُ ( وهي التي فارقت زوجها بموت أو طلاق ) حَتَّى تُسْتَأْمَرَ ( أي يُطلب الأمر منها فلا بدّ من تصريحها ) وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ ( أي حتى توافق بكلام أو سكوت ) قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ ( أي لأنها تستحيي ) قَالَ: أَنْ تَسْكُتَ][٦]
- أن يعقد للمرأة وليّها، فقد خاطب الله تعالى الأولياء بالنكاح فقال عزّ وجلّ : {وأَنْكِحوا الأيامى منكم}[١] ولقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: [أيُّما امرأةٍ نُكِحت بغيرِ إذنِ وليِّها فنكاحُها باطلٌ نِكاحُها باطلٌ ، ولها مهرُها بما أصاب منها ، فإنِ اشْتجروا فالسلطانُ وليُّ مَن لا وليَّ له][٧]
- وجود شاهدين على عقد النكاح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [لا نكاح إلا بوليّ، وشاهدين][٨]
- إعلان النّكاح، فقد قال صلى الله عليه وسلم : [أَعْلِنُوا النِّكَاحَ].[٩]
حكم النكاح
يعتمد حكم النكاح أي الزواج على عدّة أمور، وفيما يأتي بيان ذلك:[٤]
- واجب: قد يكون الزواج واجبًا في حال كان الرجل قادرًا على النفقة والوطء، وكانت تميل نفسه إلى الزواج وخاف على نفسه من الوقوع في المعصية والزنا إذا لم يتزوّج، لذلك فإنّ اجتناب الحرام واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
- سُنّة مؤكدة: قد يكون حكم النكاح سنة مؤكدة، وذلك في حق الرجل إذا كان قادرًا على الزواج، ولا يخاف على نفسه من اقتراف ما حرم الله.
- حرام: قد يكون حكم النكاح حرامًا، وذلك في حق الرجل العاجز عن أداء الحقوق الزوجية في النفقة والوطء، فقد قال الإمام الطبري رحمه الله: "فمتى علم الزوج أنه يعجز عن نفقة زوجته، أو صداقها أو شيء من حقوقها الواجبة عليه، فلا يحل له أن يتزوجها حتى يبين لها أو يعلم من نفسه القدرة على أداء حقوقها"[١٠].
- مكروه: إذ يُكره النكاح في حق الرجل الذي يخل بالزوجة في الإنفاق والوطء، لكن ذلك لا يسبب ضررًا للمرأة، في حال كانت غنية ولا تمتلك رغبة قوية في الوطء.
أسس اختيار الزوجة
لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم الصفات التي ينبغي للمسلم المُقدم على الزواج أن يراعيها في اختيار الزوجة، فعن أبي هريرة رضيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: [تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ][١١]، لذلك يجب أن يكون معيار الاختيار الأول هو الدين، فإذا كانت المرأة ذات دين ومن بيت فيه صلاح، فلا بأس بعد الدين أن تكون المرأة غنية، أو ذات حسب، أو جمال، فالمهم أن يكون الدين هو أساس الاختيار وأصله.[١٢]
ويُسن اختيار الزوجة الولود؛ ومعنى ذلك بأن تكون من نساء معروفات بكثرة الأولاد، فقد ورد في حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة][١٣]ويمكن معرفة ذلك من خلال ما يبدو على المرأة من سلامة بدنها وقياسها على مثيلاتها من قريباتها، كما يجب على الزوجة مراعاة العديد من الأسس في اختيارها لزوجها، فلا بُدّ من أن يتوفر في الزوج الدين، وحسن الخلق.[٤]
المضامين التربوية المتعلقة بالنكاح
أمر الله تعالى المسلمين بالزواج، وذلك لغاياته السامية كحصول الاطمئنان والاستقرار النفسي بين الزوجين، وحصول المودَّة والرحمة بينهما، بالإضافة إلى إشباع الغريزة الجنسية بالطريقة الشرعية، وحصول التقارُب والتعارُف بين الناس والشعوب، ولاستمرار النوع البشري وحفظه، والحفاظ على سلامة المجتمع من الأمراض المعنوية والحسّية الناتجة عن العزوف عن الزواج، وفيما يأتي بعض المضامين التربوية المتعلقة بالنكاح في الإسلام:[١٤]
- يتميّز المجتمع الإسلامي عن غيره من المجتمعات، بميزة رباط الأخوَّة الإيمانية، ووحدة المجتمع وتماسُكه، وقد حثّنا الشرع على رعاية هذه الرابطة والحفاظ عليها، لما يترتَّب على ذلك من تماسك للمسلمين، بالإضافة إلى الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، ولذلك فإن مساعدة المسلم لأخيه المسلم المقبل على الزواج ودعمه والوقوف معه في أمور الزواج بأي شكل ممكن من أشكال المساعدة المادية أو المعنوية أو العينية، تدخل في أُطر الأخوَّة والتعاوُن والتماسُك.
- يجب إنشاء جمعيات خيرية أهلية لمساعدة المقبلين على الزواج؛ وذلك لما يتطلبه الزواج من تكاليف باهظة في هذه الأيام.
- يجب على المجتمع المسلم التناصُح والتعاوُن فيما بينهم للقضاء على العقبات التي قد تقف عائقًا أمام الراغبين في الزواج، ومن هذه العوائق؛ ارتفاع المهور الفاحش لدى بعض الناس، والإسراف الكبير في ولائم الزواج مع هدر بقايا الطعام في معظم الحفلات، وكثرة وتعدُّد الفعاليات والمناسبات والحفلات قبل يوم حفل الزواج الرئيسي، لذلك ينبغي الحرص على تخفيف تكاليف حفلات الزواج، وتقليل تكاليفه بحيث تكون مقبولة ومعقولة دون إفراط أو تفريطٍ، لِأن في ذلك مدعاة لجلب الخير والبركة للزوجين، ويُؤكِّد هذا المفهوم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: [أعظمُ النساء بركةً أيسرُهُنَّ صداقًا][١٥]، لذلك يجب على المسلم أن يكون قدوة لغيره في تخفيف تبعات الزواج من مهر وحفلات وغيرها، وينال بذلك الأجر بإذن الله؛ فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [مَن سَنَّ سُنَّةً حَسنةً فعمِلَ بِها، كانَ لَهُ أجرُها وَمِثْلُ أجرِ مَن عملَ بِها ، لا يَنقُصُ مِن أجورِهِم شيئًا ومن سنَّ سنَّةً سيِّئةً فعملَ بِها ، كانَ عليهِ وزرُها وَوِزْرُ مَن عملَ بِها من بعده لا ينقصُ من أوزارِهِم شيئًا][١٦].
المراجع
- ^ أ ب سورة النور، آية: 32.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 74.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 5065.
- ^ أ ب ت "أحكام الزواج"، islamway، 2014-6-20، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-19. بتصرّف.
- ↑ "ملخّص مهم في أركان النّكاح وشروطه وشروط الوليّ"، islamqa، 1999-11-28، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-19. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 5136.
- ↑ رواه يحيى بن معين، في السنن الكبرى للبيهقي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 7/105.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 9906 .
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم: 4066.
- ↑ الإمام الطبري، تفسير الطبري، صفحة 3/153.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1466، حديث صحيح.
- ↑ د.أحمد المحمدي (2013-3-19)، "كيفية اختيار الزوجة.. وما الشروط المطلوبة فيها؟"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-19. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في المقاصد الحسنة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 198.
- ↑ د.عبد الرحمن الحازمي (2018-11-12)، "النكاح في الإسلام ومضامينة التربوية"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-19. بتصرّف.
- ↑ رواه العراقي، في تخريج الإحياء، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/52.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن جرير بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 169.