طريقة الاكل بالشوكة والسكينة

طريقة الاكل بالشوكة والسكينة
طريقة الاكل بالشوكة والسكينة

الإتيكيت

مع تقدم الزمن وتتابع العصور اختلف شكل الحياة التي عرفها الإنسان عن الطريقة البدائية التي عاش بها من قبل، وذلك لعدد من العوامل أهمها؛ الأريحية المعيشية، وتزايد عدد السكان، والثروات الطبيعية، وظهور الطبقية التي فرضت على أفرادها العيش ضمن إطار معين من الروتين المجتمعي حتى ظهر ما يُعرف بالإتيكيت، وهو عبارة عن مجموعة من القواعد التي تساعد على فهم كيفية التصرف في مواقف معينة، وتسمى بالآداب؛ لأن غايتها هي تهذيب طريقة الشخص وأسلوبه في التعامل مع ما حوله، كما يعرفه البعض الآخر بأنه أسلوب وطريقة تميز الإنسان عن الحيوان، فالكائن البشري اجتماعي بطبعه، ويحاول العثور على طريقة تظهر مقدرته على تحمل المسؤولية والالتزام من حين إلى آخر، والسبب الذي يجعل الكثير من الأشخاص يتعلمون آداب الإتيكيت هو أنها تعكس ثقافة الشخص المجتمعية ورغبته بترك بصمة ظاهرة له أينما ذهب، وذلك لا يقتصر على مجتمع العائلة الكبيرة والصغيرة فحسب، بل في بيئة العمل وبين الزملاء والأصدقاء والأقارب أيضًا، وظهرت آداب الإتيكيت لدى نبلاء فرنسا في الفترة المحصورة بين عامي (1600- 1700)م؛ بسبب رغبتهم بالتميز والاختلاف عن الطبقة الشعبية والوسطى في المجتمع، كما كتب عنها جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية للتأكيد على أهمية علامات النضج والكياسة لدى الفرد، وقد تغيرت العديد من آداب الإتيكيت مع القرنين التاسع عشر والعشرين، إذ أصبحت دائرتها أكثر اتساعًا لتشمل فئات ومجالات أكبر[١][٢].


طريقة الأكل بالشوكة والسكين

يقول جيري ساينفيلد في افتتاحيَّةٍ لأحد برامجه الكوميديّة: "ما يثير إعجابي (وسُخْرِيَتِي على حدٍّ سواء) لدى الصينيين هو تعلُّقهم باستخدام عيدان الأكل (Chopsticks) طوال هذه الفترة، إذ إنه باعتقادي أنّ الصينيين قد سمعوا بالشوكة أو الملعقة من قبل، ولربّما كانت ردّة فعلهم كالتالي: (كلّ هذه الأدوات جيِّدة وسهلة الاستخدام، ولكن سنستمرّ باستعمال العيدان على أي حال)، والمثير للاستغراب أكثر في حالة الصينيين، هو استيقاظ الفلّاح الصيني مبكِّرًا طوال الآلاف من السنين ليتناول فطوره بالعيدان ويخرج بعدها للعمل في حَقْلِه مُستخدِمًا المجرفة والشوكة، فكلّ شعبٍ لديه عاداته وتقاليده وثقافته الخاصّة التي تناسب تعاليمه وأسلوب حياته، ومن أكثر هذه الأساليب انتشارًا حول العالم هو استخدام الشوكة والسكين للأكل، إذ يعد استعمالهما سهلًا وعمليًّا للغاية، ومناسبًا لغالبية أنواع الطعام، وتوجد العديد من الطرق لاستعمالهما، وهو ما سنتطرق إليه بالتفصيل فيما يأتي[٣][٤]:

الطريقة الأوروبيّة (كونتينانتال)

وهي كما يلي:

  • ترتب الأدوات في هذه الطريقة بوضع السكين على يمين الطبق والشوكة على يسارِه، وقد يُقدِّم المُضيف شوكةً إضافيّةً لتناول السلطة مثلًا، ويمكن تمييزها من شكلها ومكانها من الطبق، فالشوكة القصيرة والموضوعة للطرف الخارجي من الطبق هي شوكة المُقبِّلات والسلطات، والشوكة الأطول والأقرب للطبق هي شوكة الطعام.
  • البدء بالإمساك بالسكِّين باليد اليمنى بقبضة مشدودة مع مراعاة فرد السبّابة على الجهة المعاكسة لنصل السكين الحاد، مع جعل قاع السكين مائلًا بوضعية مريحة على راحة اليد؛ لزيادة التحكم باتّجاه التقطيع.
  • إمساك الشوكة باليد اليسرى مع وضع السبابة على مقدِّمة الشوكة، وإراحة القاع على راحة اليد، ويجب الحذر من اقتراب القبضة من الطعام منعًا لِلَمْسِهِ بطرف اليد عفويًّا.
  • توجيه كلّ من قمّتي الشوكة والسكين باتجاه الطعام، ومراعاة الاعتماد على الرسغين لآداء الحركة، وتحرير الأكواع لحرية الحركة دون أن يلامسا سطح الطاولة، وتجنب التلويح بهما عاليًا أثناء الأكل وطوال فترة تناول الوجبة.
  • يجب استعمال الشوكة لتثبيت الطعام عند البدء بالأكل حتّى يتسنّى للشخص قطعه بالسكّين، وجعل حركة السكين موازيةً لِقمّة الشوكة طوال الوقت؛ لكي يتمكّن من تقطيعه طوليًا في الطبق، إذ تختلف نوعيّة التقطيع حسب الطعام المُقدّم، فتحتاج الّلحوم لقوة أكبر وتكرار التقطيع ذهابًا وإيابًا، أمّا بالنّسبة للخضار والباستا والعجين وغيرها فلا تحتاج الكثير من العناء والقوة في تقطيعها.
  • يمكن تقطيع أكثر من لقمة قبل البدء بأكلها خاصةً إذا قُدِّمَ طبق من الأرز مع الّلحم أو الخضار.
  • يجب رفع الشوكة رفعًا مائلًا مع مراعاة توجيه الجهة المعكوفة من الشوكة إلى الأسفل بكلّ الأحوال عند تناول لقمة الطعام، وأثناء ذلك يجب الانتباه إلى اليد الحاملة للسكين وجعلها بوضعية مريحة مائلة من باب الحذر.

الطريقة الأمريكيّة أو طريقة زيغ – زاغ

وهي كما يلي:

  • يُراعى بترتيب أدوات المائدة لهذه الطريقة نفس القواعد السابق ذكرها للطريقة الأوروبيّة، إذ إن القِسم الأيمن من الطبق مخصَّصٌ للسكين والأيسر للشوكة، أمّا المفارقات فستبدأ ملاحظتها بأسلوب القبضة وطريقة التقطيع وتناول الطعام.
  • إذا كانت قبضة الشوكة في الطريقة الأوروبيّة أشبه بنسخة مصغّرة من قبضة الصيد المستقيمة، فقبضة الشوكة في الطريقة الأمريكيّة أقرب ما تكون "لقبضة القلم" للشخص الأعسر، إذ تُوضع مُقدِّمة الشوكة بين السبابة والوسطى مع الاستفادة من الإبهام للتّحكّم، لتشكّل الشوكة زاوية قائمة ومتعامدة مع قبضة اليد.
  • يماثل أسلوب مسك السكِّين قبضة الشوكة تمامًا، مع مراعاة تقسيم التحكّم بين كلٍّ من إصبعيّ السبابة والإبهام.
  • يُراعى جعل الشوكة أقرب للشّخص من السكّين عند البدء بعمليّة تقطيع الطعام إلى لُقَم، وذلك بتثبيت الطعام بالشوكة وتقطيعه بالسكين بنفس أسلوب التقطيع الطوليّ كما هو بالطريقة الأوروبيّة، ويُفضّل تجهيز أكثر من لُقمة قبل البدء بالأكل.


أساليب أخرى للإتيكيت

لا يقتصر اتباع قواعد الإتيكيت والآداب على تناول الطعام فحسب، بل يشمل العديد من المجالات والقطاعات الحياتية، وما ذلك إلا رغبة الإنسان بالتحضر في العصر الحديث، وفيما يأتي توضيح ذلك[٥]:

  • التحدث: إذ توجد العديد من القواعد الكلامية والعبارات اللطيفة التي يمكن أن يستخدمها الشخص في حواراته وحديثه مع الآخرين وتدل على احترامه للغير وحسن تربيته، ومن ذلك قول: (شكرًا) عندما يقدم له الآخرون مساعدةً أو خدمةً ما، وقول: (لو سمحت) عند رغبته بطلب أمر ما من الآخرين، وقول: (عذرًا أو آسف) عند ارتكابه لأي خطأ مقصود أو غير مقصود.
  • السلوك: وهو أمر اجتماعي عام يحتاجه الجميع بحكم التعايش معًا في مجتمع واحد، وله أهمية كبيرة في إقامة علاقات وطيدة قد تكون على المستوى العاطفي أو المهني، ومن ذلك؛ المبادرة بالتعريف عن النفس، وفتح الباب للسيدات، وإفساح المجال للكبار بالعمر للجلوس، وغيرها الكثير.


المراجع

  1. "Etiquette - Meaning, its Need and Types of Etiquettes", managementstudyguide, Retrieved 2019-12-10. Edited.
  2. "History of Etiquette", modern-manners-and-etiquette, Retrieved 2019-12-10. Edited.
  3. "Put a Fork in It", slate, Retrieved 2019-12-10. Edited.
  4. "Miss Manners: Fork’s history is not a big mystery", washingtonpost, Retrieved 2019-12-10. Edited.
  5. "How to Have Good Manners", wikihow, Retrieved 2019-12-10. Edited.

فيديو ذو صلة :

541 مشاهدة