محتويات
مفهوم البحث العلمي
يشير مفهوم البحث العلمي إلى بحث الباحث عن صحة معلومة ما، أو التحقق من فرضية معينة، أو تفسير ظاهرة من ظواهر المجتمع ومعرفة خلفيتها، وتحليل أبعادها، كما يحاول الباحث من خلال البحث العلمي معالجة المشكلات من حوله وإيجاد الحلول المناسبة لها، ويتكون البحث العلمي من عدة عناصر؛ وهي: المدخلات، والعمليات، والمخرجات، والضوابط التقييمية.[١] أما الشخص الذي يقوم بإعداد البحث العلمي فيسمى بالباحث، وللباحث العديد من الصفات التي تجعل منه باحثًا ناجحًا كصفاء الذهن، وحب العلم، والأمانة العلمية، والتأني والصبر، وحب المثابرة.[٢]
طرق البحث في علم النفس
من أهمّ المناهج والطرق البحثيّة في علم النفس ما يأتي:
- المنهج الذاتي: المنهج الذاتي، أو المنهج التأملي واحد من أقدم طرق البحث في علم النفس، وهو طريقة تُصنف على أنها بدائية وأقل الطرق علميًا؛ ويعتمد هذا المنهج على الملاحظة الداخلية للخبرات الحسية والانفعاليّة والعقليّة، ويسمى المنهج الذاتي أيضًا بالمنهج الباطنيّ إذ يُلاحظ الفرد ما يجول في داخله بالوصف والتحليل، ومن المآخذ على المنهج الباطني أنه منهجًا غير علميّ، ويفتقر لمهارات الوصف والتحليل ويطغى عليه الطابع الفرديّ بوضوح، وبالتالي لا يُمكن تعميم نتائجه.[٣]
- المنهج التجريبي: يعتمد المنهج التجريبي على التأكد من فرضية نظرية معينة من خلال مقارنة معطيات الفرضية قيد البحث بالمعطيات التي يمكن الحصول عليها من عملية التطبيق العملي في الواقع الحياتي للأفراد، ويتركز هدف البحوث التجريبية في علم النفس على التحكم بالأسباب التي تؤدي إلى حصول ظاهرة سلوكية معينة، وتعتمد البحوث التجريبية على الملاحظة المقصودة للأفراد قيد البحث، ومراقبة كل ما يصدرعنهم من سلوكيات تحت ظروف معينة يضعها الباحث لاختبار صحة الفرضية، والوصول إلى العلاقات السببية.[٤]
- المنهج الوصفي: يتعلق المنهج الوصفي بوصف الظاهرة بطريقة موضوعية من خلال استخدام أدوات البحث العلمي وتقنياته كالاستبيان، وهذا بالتحديد ما يُعطي المنهج الوصفي الأهمية في تطويره، ويعتمد المنهج الوصفيّ على وصف الظواهر، وتفسيرها، وتحليل خصائصها، ومن مميزات البحث الوصفي واقعيته في التعامل مع مشكلة البحث.[٥]
- المنهج التاريخي: يهتم المنهج التاريخيّ بدراسة الخلفية التاريخية للظواهر المختلفة من خلال تتبع تطورها من كافة الجوانب السياسية والاجتماعية، والثقافية، والنفسية، كما يهتم بمتابعة التاريخ الزماني والمكاني للظاهرة على حِد سواء، ويدرس المنهج التاريخي العلاقة بين الماضي والحاضر، والحاضر والمستقبل، ومن خلال الوثائق التاريخية يبدأ الباحث بتأويل الوقائع وتفسيرها، وإعطاء المعطيات التاريخية تحليلًا وتركيبًا.[٦]
خصائص البحث العلمي
من أهم خصائص البحث العلمي:[٧]
- الموضوعية: ويشير مفهوم الموضوعية إلى الحيادية في البحث العلمي، إذ يعرض الباحث المعلومات على حقيقتها ويدعم بحثه العلمي بالمقاييس والدراسات العلمية حتى يصل للنتائح.
- الأسلوب الصحيح: يجب على الباحث أن يتبنى الأساليب العلمية الصحيحة التي تقوده إلى تحقيق أهداف وأغراض البحث في النهاية.
- توسيع الأفق: ويعني ذلك أن يتسم الباحث بالانفتاح الفكري وتقبل الأفكار كافة، كما يجب أن يتقبل الباحث حقيقة أن كافة أنواع العلوم قابلة للتحديث المستمر.
- دورية البحث العلمي: تتميز البحوث العلمية بأنها تفتح المجال لبدء البحث في مشكلات جديدة، ولذلك فإن كل باحث يبدأ بحثه من حيث انتهى الآخرون، ويعتمدها كنقطة بداية لبحثه القادم.
خطوات البحث العلمي
يجب تتبع خطوات البحث العلمي بالترتيب أثناء إعداد البحث، ويمكن تلخيص هذه الخطوات فيما يأتي:[٨]
- المقدمة: يمكن للباحث وضع مشكلة البحث العلمي في المقدمة، وما هي الحاجة والضرورة من دراستها، ومدى اهتمام الباحث فيها.
- صياغة المشكلة: تتضمن التعريف المشكلة وطبيعتها وأهميتها.
- الدراسات السابقة: تساعد الدراسات السابقة الباحث على إضافة معلومات جديدة، واستكمال النقص الحاصل في موضوع البحث، كما يذكر الباحث بذكر نقاط التشابه في الدراسات السابقة والاختلاف في البيئة.
- حدود الدراسة: تحتاج بعض الدراسات أن يجمع الباحث معلومات كثيرة لا يمكن له توفيرها، ولذلك في هذه الحالة من الأفضل له وضع حدود معينة للدراسة؛ إذ يأخذ في عين الاعتبار المنطقة الجغرافية للدراسة المراد تغطيتها وغيرها من العوامل.
- هدف الدراسة: يجب أن تكون أهداف الدراسة واضحة ومحددة فيها، وقابلة للتحقيق.
- وضع فرضيات الدراسة: من أهم شروط الفرضيات أن تكون محددة وواضحة.
- تحديد أهمية البحث العلمي: والهدف من ذلك هو توضيح الأهداف وراء إعداد الدراسة.
- تحديد المنطقة الجغرافية التي ستخضع للدراسة: وهذا يعتمد على نوع الدراسة العلمية القائمة، وعلى الغرض من إجراء الدراسة.
- تحديد منهجية الدراسة: وفيها يتضح المنهج المُتَّبَع في الدراسة، فقد تكون المنهجية تجريبية، أو وصفية، أو تاريخية، أو غيرها.
- اختيار العينة: وهي الفئة التي سيكون البحث عليها، فتتضح الأساليب المستخدمة في سحبها، وبيان حجم هذه العينة.
- أدوات الدراسة: وهذه الأدوات يجب أن تكون مناسبة للمنهج المتّبع في الدراسة.
البحث العلمي في علم النفس
يعدّ البحث في علم النفس من ضمن الأبحاث السلوكية، وذلك لأنها تختص في دراسة الإنسان وسلوكياته خاصةً، وغالبًا ما تأتي هذه الأبحاث على شاكلتين؛ أوّلهما الأبحاث النظرية التي تساهم في تنمية المعرفة الأساسية، أما النوع الثاني فهو البحث التطبيقي أو التجريبي، والتي تتركز أهميته بقيمته في الحياة العمليّة، كان العلماء سابقًا يعتقدون أنّ الأبحاث النفسيّة هي أبحاث تجريبية واضحة، إلا أن رفع مستوى كفاءتها لا ينحصر بالجانب العملي التطبيقي فقط؛ فالتطبيق الدقيق والناجح يكون على أساس الفهم النظري العميق والصحيح لكافة المعطيات الخاصة بظاهرة ما.[٩]
المراجع
- ↑ " الــبــحــث الــعــلـــمــــي ( ماهيته وخصائصه،طرقه ومراحل إعداده و مصادره ) "، www.pitt.edu، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019.
- ↑ أحمد عبد المنعم حسن (1996م)، أصول البحث العلمي (الطبعة الأولى)، القاهرة: المكتبة الأكاديمية، صفحة 36 - 37، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ حلمي المليجي، "مناهج البحث في علم النفس"، www.bookleaks.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019.
- ↑ نسرين السلطاني، "مناهج بحث في التربية وعلم النفس"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019.
- ↑ "المنهج الوصفي، تعريفه وخصائصه"، www.mobt3ath.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019.
- ↑ جميل حمداوي، "مناهج علم النفس وعلم النفس التربوي"، hamdaoui.ma/، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019.
- ↑ "خصائص البحث العلمي"، weziwezi.com، 11-4-2018، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019.
- ↑ منذر الضامن (2007م)، أساسيات البحث العلمي (الطبعة الأولى)، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع، صفحة 226 - 227، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ جابر عبد الحمير، أحمد كاظم، "مناهج البحث في التربية وعلم النفس"، dar.bibalex.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019.