دولة تيمور

دولة تيمور
دولة تيمور

دولة تيمور

تيمور الشرقية إقليم عانى شعبه أسوأ الأعمال الوحشية في العصر الحديث لنضالهم من أجل تقرير المصير وتشكيل دولتهم، في عام 1975 ميلاديًا حينما غادرت البرتغال البلاد ضمتها أندونيسيا لأراضيها وقمعت بقسوة حركة الاستقلال، وفي نهاية المطاف استولت الأمم المتحدة على الإدارة وأشرفت على انتقال الإقليم إلى الاستقلال بشكل سلمي، والآن تيمور هي دولة مستقلة، وعاصمتها هي مدينة ديلي، ويبلغ عدد السكان في تيمور قرابة 1.2 مليون، ومساحتها حوالي 14,609 كم مربع، واللغات الرئيسية فيها هي لغة التيتوم المحلية واللغة البرتغالية (الرسمية)، ولغات العمل الرئيسية فيها هي اللغة والإندونيسية والإنجليزية، وكبرى الديانات هي المسيحية، ومتوسط العمر للرجال في تيمور هو 62 سنة، أما للنساء فهو 70 سنة، والعملة الرسمية للبلاد هي الدولار الأمريكي، ويقود الدولة حاليًا السيد غوتيريس المعروف باسم "لو أولو" من حزب فريتلين، وكان هذا الحزب عصابة سابقة تُقاتل ضد احتلال إندونيسيا أراضي تيمور الشرقية.[١]


تاريخ تيمور

شهدت تيمور الكثير من الأحداث السياسية والعسكرية بالرغم من صغر حجمها، بدايةً عندما استقر البرتغاليون لأول مرة في تيمور عام 1520 ميلاديًا، ووصلها الأسبان في عام 1522 ميلاديًا، واستولى الهولنديون على الجزء الغربي من الجزيرة في عام 1613 ميلاديًا، وحكم البريطانيون الجزيرة بين أعوام 1812-1815 ميلاديًا، وتقاتَل الهولنديون والبرتغاليون من أجل السيادة على تيمور، وتمت تسوية السيادة البرتغالية على النصف الشرقي للجزيرة بموجب معاهدات وُقّعت في عام 1860 وعام 1893 ميلاديًا، وبعد عدة سنوات وخلال الحرب العالمية الثانية احتلت القوات اليابانية تيمور، وظلت تيمور الشرقية في ملكية البرتغاليين بعد ذلك حتى عام 1975 ميلاديًا، وبعد خروجهم احتلتها إندونيسيا، وعلى مدار عقدين حصل الكثير من القتال بين الثوار والأندونيسيين، ووصل عدد الذي لقوا حتفهم لحوالي 200 ألف شخص، واستجابةً للضغط الدولي المتصاعد سمحت الحكومة الإندونيسية بإجراء استفتاء في تيمور في يوم 30 أغسطس 1999 ميلاديًا لتحديد مستقبل تيمور الشرقية، وأيد ما يقارب من أربعة أخماس الناخبين الاستقلال، وألغى البرلمان الإندونيسي ضم إندونيسيا إلى الإقليم، وأُعيدت تيمور الشرقية إلى وضع الاستقلال بعد خروج البرتغاليين، ولكن كإقليم غير متمتع بالحكم الذاتي تحت إشراف الأمم المتحدة، ومع ذلك فإن نقل السلطة كان مصحوبًا بأعمال عنف ارتكبها مسلحون مناهضون للاستقلال، وقُتل مئات الأشخاص في قتال العصابات هذا، وهرب الآلاف إلى النصف الغربي من الجزيرة.[٢]


استقلال تيمور الرسمي

انتُخب زانانا غوسماو رئيسًا للمجلس الوطني للمقاومة التيمورية في أبريل من عام 2002 ميلاديًا كرئيس لدولة تيمور الشرقية، وعدّ الجميع هذه الخطوة إعلانًا حقيقيًا لاستقلال البلاد، وانتُخب خوسيه راموس هورتا الذي كان أحد رواد جائزة نوبل للسلام لعام 1996 ميلاديًا كرئيس للوزراء، وفي عام 2007 ميلاديًا خلف هورتا الرئيس غوسامو كرئيس لدولة تيمور الشرقية، ولكن ظلت التوترات داخل البلاد قائمة بالرغم من استمرار وجود بعثة أمنية تابعة للأمم المتحدة في البلاد، وفي فبراير من عام 2008 ميلاديًا أُصيب الرئيس راموس هورتا بجروح خطيرة عندما أطلقت عليه القوات المسلحة النار في محاولة لاغتياله، وقد حاول هورتا تحسين وضع البلاد بعد محاولة اغتياله، ولكن معظم هذا النمو الذي حصل للدولة كان مرتبطًا بالاعتماد الشديد على إنتاج الهيدروكربون، وبقيت نسبة كبيرة من السكان تعيش في فقر مدقع، وقد تعرضت حكومة غوسماو للانتقاد الشديد بسبب هذا، وفي عام 2011 ميلاديًا قدمت تيمور طلبًا رسميًا بالانضمام لاتحاد دول جنوب شرق آسيا، ولكن بقي الطلب معلقًا حتى عام 2017 ميلاديًا، ولكن كل هذه الإصلاحات لم تفد الشعب، وما زالت البلاد تُعاني من الفقر.[٢]

 

عاصمة تيمور

ديلي هي عاصمة تيمور الشرقية وأكثر مُدنها اكتظاظًا بالسكان، وهي مقر الحكومة الوطنية لتيمور الشرقية، تقع المدينة على الساحل الشمالي لجزيرة تيمور، وتبلغ مساحتها حوالي 48.3 كم مربع، وعدد سكانها 222,323 نسمة، والكثافة السكانية فيها تقدر بحوالي 4,600 شخص لكل كم مربع، ويتراوح ارتفاع ديلي عن مستوى سطح البحر حوالي 36 قدمًا، ويسود المناخ الرطب والجاف في المدينة، وحاليًا ديلي ليست فقط العاصمة السياسية لتيمور الشرقية، ولكنها أيضًا مركز الأنشطة التجارية في البلاد، وفيها أكثر المطارات ازدحامًا في تيمور الشرقية، وتوجد في المدينة العديد من المباني التي تعود للحقبة الاستعمارية، وتضم المدينة العديد من المعالم والآثار والكنائس.[٣]


تاريخ ديلي

استقر المستكشفون البرتغاليون في ديلي في حوالي عام 1520 ميلاديًا، وأقاموا الحكم الاستعماري في تيمور وأعلنوا ديلي عاصمة المستعمرة في عام 1769 ميلاديًا، وفي عام 1864 ميلاديًا حُوّلت المستوطنة رسميًا لمدينة، وبالرغم من أن البرتغاليين ظلوا محايدين إلى حد كبير خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن قوات الحلفاء أرسلت قوات إلى تيمور في عام 1941 ميلاديًا للحماية من الغزو الياباني، وعلى الرغم من هذا تمكنت اليابان من غزو ديلي في يوم 19 فبراير 1942 ميلاديًا واحتلالها، وظلت المدينة تحت الاحتلال الياباني حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، وبعد الحرب استعادت البرتغال السيطرة على ديلي، وبعد ثلاثين عامًا في 28 نوفمبر 1975 ميلاديًا، انسحبت البرتغال من تيمور الشرقية وأصبحت دولة مستقلة، ولكن هذا دام لفترة قصيرة فقط، فبعد 9 أيام استولت القوات الإندونيسية على ديلي وبقية تيمور، وبعد أيام قليلة بدأت حرب العصابات في تيمور، واستمر الاقتتال لمدة عقدين من الزمن بين العصابات والجيش الأندونيسي، وكانت هذه الفترة واحدة من أسوأ الفترات في تاريخ ديلي، وقتل فيها الآلاف من المدنيين ونشطاء الاستقلال، وبعد دعم دولي من الأمم المتحدة استطاعت تيمور الشرقية الحصول على استقلالها في عام 2002 ميلاديًا تحت إشراف الأمم المتحدة.[٣]


المشاكل الداخلية في دولة تيمور

تميز العقد الأول لاستقلال تيمور بالاضطرابات المدنية والأمن العسكري والتي هددت قابلية تيمور للاستمرار كدولة جديدة، ففي عام 2006 ميلاديًا أدى العنف على نطاق واسع إلى نزوح أكثر من 150,000 شخص عن منازلهم، وقد صدمت أزمة عام 2006 ميلاديًا المراقبين الدوليين عندما شاهدوا دولة قُدمت كقصة نجاح دولية تتحول بسرعة إلى دولة صراعات وحروب داخلية، وكان المُحفز المباشر للأزمة هو الصراعات المؤسسية داخل الكيانات الأمنية والعسكرية الجديدة، وبسبب التمييز داخل الجيش، وفي عام 2017 ميلاديًا قُدم تقرير للأمم المتحدة يشتمل على 34 توصية لحل مشاكل القوات المسلحة التيمورية، وقوات الشرطة ومؤسسات الدولة الأخرى، ووفقًا للتقرير فإن معظم سكان تيمور الشرقية أدركوا أن القوات المسلحة والشرطة الوطنية لتحرير تيمور كانت مؤسسات غير ناضجة في عام 2006 ميلاديًا، وبعد هذه التوصيات هدأ الجو المتوتر في البلاد واستقر الوضع فيها لحد آلان.[٤]


المراجع

  1. "East Timor country profile", bbc,26-2-2018، Retrieved 22-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب " East Timor ", britannica,20-9-2019، Retrieved 22-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Oishimaya Sen Nag (29-11-2017), "What Is the Capital of East Timor?"، worldatlas, Retrieved 22-11-2019. Edited.
  4. "Assessing the Evolution of Legitimacy in Timor-Leste’s Security Sector (AELTSS)", siwps, Retrieved 22-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

482 مشاهدة