محتويات
طريقة السعي بين الصفا والمروة
ذكر الله سبحانه وتعالى السعي بين الصفا والمروة في القرآن الكريم على أنه شعيرة من شعائر الله، فهو بمثابة تذكير للمسلمين بفضل الله تعالى على هاجر وإسماعيل حين أنقذهما من العطش، لذلك فهو يعد من أهم شعائر الحج والعمرة،[١]إذ يبدأ المعتمر أو الحاج رحلته من الصفا وصولًا إلى المروة، فيعد الطريق من الصفا إلى المروة شوطًا، والطريق من المروة إلى الصفا شوطًا آخر، وهكذا إلى أن يُتم المسلم السبع أشواط المطلوبة منه، إذ عليك أن تبدأ بالسعي من الصفا وتختم بالمروة، فإذا بدأت بالسعي من الصفا إلى المروة فهذا شوط، وإذا رجعت من المروة إلى الصفا، فهذا الشوط الثاني، ورجوعك مرة أخرى من الصفا إلى المروة فهذا الثالث، وهكذا إلى أن تتم السبعة أشواط كاملة.[٢]
شروط السعي بين الصفا والمروة
قال تعالى في كتابه الحكيم: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}[٣]، فيترتب عليك إذا كنت حاجًا أو معتمرًا أن تلتزم بعدة شروط ليكون سعيك بين الصفا والمروة صحيحًا ومقبولًا، وإليك أهمها:[٤]
- يُشترط أن يكون عدد الأشواط سبعة وليس أقل من ذلك.
- يشترط أن يكون السعي في المسعى، وهو الطريق الممتد بين الصفا والمروة، وذلك اقتداءً بفعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: [رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَرْمِي علَى رَاحِلَتِهِ يَومَ النَّحْرِ، ويقولُ: لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه][٥].
- يشترط أن تبدأ بالسعي من الصفا وتختمه بالمروة، فإذا بدأت بالمروة قبل الصفا، فلا يُحسب شوط، ولا بد لك من إعادة العد مرة أخرى عند وصولك الصفا.
- اشترط بعض أهل العلم أن السعي لا يكون إلا بعد الطواف، والراجح عدم اشتراط ذلك في الحج يوم النحر، لعدم وجود دليل صحيح على ذلك، لكن قد يصح هذا الاشتراط في سعي العمرة.
سؤال وجواب
كم تبلغ المسافة بين الصفا والمروة؟
لا يتأثر حُكم السعي بين الصفا والمروة على المسافة بينهما، وقد حددها بعض من أهل العلم من أتباع المذهبين الحنفي والشافعي، فجاء في كتاب البحر الرائق شرح كنز الدقائق وهو أحد كتب الحنفيين عن الشيخ عبد الرحمن المرشدي أن المسافة بين الصفا والمروة تبلغ 750 ذراعًا، وجاء في كتاب فتوحات الوهاب وهو أحد كتب الشافعية، أن المسافة بين الصفا والمروة تبلغ 770 ذراعًا.[٦]
هل يجوز السعي بين الصفا والمروة راكبًا؟
لا حرج في الركوب أثناء السعي بين الصفا والمروة إذا كان هناك عذرًا لذلك، فقد قال العلامة ابن قدامة في كتاب المغني: "ومن طاف وسعى محمولًا لعلة، أجزأه"،[٧]أما فيما يتعلق بالسعي راكبًا دون عذر، فقد اختلف العلماء في ذلك على قولين؛ الأول مذهب الشافعية الذي أجاز السعي راكبًا دون عذر، والثاني وهو القول بعدم جوازه وهذا ما جاء عن المالكية والحنفية والحنبلية، أما رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فلم يسعَ راكبًا إلا لعذر.[٨]
ما الأدعية والأذكار المشروعة عند السعي بين الصفا والمروة؟
لا بد أن تعلم بأنه لا يوجد أدعية أو أذكار محددة عند السعي بين الصفا والمروة، إذ يشرع أن تدعو الله وتذكره دون حد لذلك، فتذكره بقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"، وتدعوه بما تيسر لك من الدعاء، وتسأله بأن يغفر لك ذنوبك ويدخلك الجنة، ويستحب أن تكثر من الدعاء والذكر والتكبير على الصفا والمروة مستقبلًا القبلة، وأن تكرر ذلك ثلاث مرات اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الطريق بين الجبلين تذكر الله بما يسر لك من الحمد والثناء والدعاء، كأن تقول: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني"، وتقول: "اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار"، و"اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قولٍ وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل".[٩]
المراجع
- ↑ "مسعى الصفا والمروة"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-28. بتصرّف.
- ↑ "كيفية السعي بين الصفا والمروة"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-28. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:158
- ↑ "أحكام السعي بين الصفا والمروة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-28. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:1297، صحيح.
- ↑ "ما هي المسافة بين الصفا والمروة؟"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-28. بتصرّف.
- ↑ "مذاهب الفقهاء في الطواف والسعي راكبًا لعذر ولغير عذر"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-28. بتصرّف.
- ↑ "الفصل السابع: سُنَنُ السَّعيِ، وحكم السعي راكبا"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-28. بتصرّف.
- ↑ "الأدعية والأذكار المشروعة في الطواف والسعي"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-29. بتصرّف.