خطبة بمناسبة عيد الأم
إنّ الحمد لله الذي أنزل الشريعة الإسلامية والدين هدى للناس ورحمةً بهم ولطفًا بأحوالهم، والحمد لله الذي جعل الهداية طريقًا واضحًا إلى سعادة الدارين الدنيا والآخرة، والشكر له وحده عز وجل حين هدانا لهذا الطريق، وفضَّلنا على سائر الأمم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أعز الطائعين، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله أفضل المصلين، وإمام المرسلين الخاشعين، اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه، والحافظين لحدود الله، أما بعد عباد الله إنّ التاريخ لا يعلم ديناً ولا حتى نظاماً قد كرَّم المرأة والأمً، ولا أعلى من شأنها كما جاء بهِ ديننا الإسلام الذي جاء على يدي المصطفى محمد صلى الله عليهِ وسلم، فديننا إخوة الإسلام قد جعل بر الأم من أصول الفضائل وأعظمها، كما وقد جعل حقها أعظم وأعلى شأنًا من حق الرجل والأب لما تحملته من متاعب الحمل والولادة والرضاعة والتربية، وكل هذا جاء نصًا واضحًا في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. إخوة الإسلام إن من أعظم الدلائل الإيمانية على منزلة الأم في الإسلام ما ورد في حديث حبيبنا المصطفى الذي يروي قصَّة رجل جاء سائلًا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ" [المصدر : صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث :صحيح]، والأمومة في معناها لغويًا فهي اسم صريح مشتق من الجذر الثلاثي أمم، وأُمّ كل شيء: معناه معظمه، ويقال عن الشيء في حال اجتمع حوله شيء آخر وضمّه بين أحشائه هو أُم له، كما ورد في قوله تعالى "فأُمُّه هاوية" [القارعة: 9]، أما اصطلاحًا فالأمومة هي عاطفة راسخة في قلب كل أُنثى سوية، تدفعها إلى الرحمة والشَفقة والعطاء.
أهمية الأمومة في الدين الإسلامي
عباد الله إن أهمية الأم والأمومة هي من الأولويات التي يجب على كل أسرة غرسها في قلب كل طفل، فقد جاء ديننا الحنيف حاضًا على خلق بر الوالدين فالأم هي من تربي الابن على تعاليم دينه، وهي أو من يغرس في قلبه مفهوم الحب والأخلاق الحميدة، وهي التي تعطي بلا انتظار لهذا فلها أهمية عظيمة في الدين الإسلامي الحنيف، فقد ورد في آيات الله تعالى حرمة نهر الآباء وضرورة الالتزام بما يطلبان وجعل هذا من صفات أولياء الله وعباده الصالحين، فاللهم اجعلنا من خير الأبناء وخير الآباء، واجعلنا ممن قدر أمه حق قدرها، واللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على خاتم النبيين، وإمام المتقين وعلى آله وصحبه أجمعين.