حكم الصلاة على الشهيد

حكم الصلاة على الشهيد
حكم الصلاة على الشهيد

مذاهب العلماء في حكم الصلاة على الشهيد

اختلف العلماء في حكم الصلاة على الشهيد، فمنهم من قال بأنه لا صلاة على الشهداء ومنهم من قال بوجوب الصلاة على الشهيد، وفيما يلي سنوضح لك آراء المذاهب فيما يتعلق بذلك الموضوع كما يلي:[١]

مذهب العلماء في عدم الصلاة على الشهيد

تعد الصلاة على الميت شفاعةً له، فمن المعروف أن صلاة الجنازة تؤدى على أموات المسلمين بعد تغسيلهم، أما بالنسبة للشهداء فقد قدموا روحهم لله تعالى من أجل الإسلام والمسلمين، وهم أعلى درجة من غيرهم فقد غُفِرَت ذنوبهم بإذن الله تعالى، لذا فقد أجمع جمهور العلماء في المذاهب التالية وهم الحنابلة والمالكية والشافعيه على أنه لا صلاة على الشهيد الذي يقتل في المعركة، كما ولا يجوز تغسيل الشهيد فالميت يُغسَّل من أجل أن يصلى عليه فلا داعي لتغسيل الشهيد، وقد استدل على ذلك الحكم وفقًا لما قام به النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أمر بدفن قتلى معركة أُحُدْ بدمائهم بدون صلاة ولا تغسيل،

وقد رُوِى عن جابرِ بنِ عبدِاللهِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، قال: [كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يجمعُ بينَ الرَّجُلَينِ مِن قتلى أُحُدٍ في ثوبٍ واحدٍ، ثم يقولُ: أيُّهُم أكثرُ أخذًا للقُرآنِ؟ فإذا أُشيرَ لهُ إلى أَحدهِما قدَّمهُ في اللَّحدِ، وقال: أنا شهيدٌ على هؤلاءِ يومَ القيامةِ، وأَمَرَ بِدَفْنِهِم في دِمائِهِم، ولم يُغَسَّلوا، ولم يُصلَّ عليهِم][٢].

مذهب العلماء في وجوب الصلاة

أجمع العلماء وهم النووي والشوكاني وابن قدامه على وجوب الصلاة على من مات شهيدًا دون قتل في أرض المعركة كالشهيد الذي مات غرقًا أو حرقًا أو طعنًا أو مبطونًا، كما وأجمع مذاهب الحنفية والمالكية والحنابلة على وجوب الصلاة على من مات مقتولًا ظلمًا، واعتمد العلماء في ذلك عندما صلّى المسلمون صلاة الجنازة على كلٍ من الصحابة الكرام وهم عمر بن الخطاب وعلي بن أي طالب وعثمانبن عفان رضي الله عنهم عند وفاتهم مع أنهم قد ماتوا شُهداء لكن ليس في أرض المعركة.


هل يغسل الشهيد ويكفن؟

قال الإمام ابن باز بأن الشهيد الذي مات في المعركة يدفن في ثيابه بدون تغسيل ولا كفن ولا صلاة عليه، وقد اعتمد في ذلك على فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في معركة أُحُد فقد أمر بدفن الشهداء بثيابهم بدون تغسيل ولا كفن ولا صلاة كما بينا في الحديث الوارد في الفقرة السابقة، وقد قال تعالى في وصف الشهيد: {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[٣]، أما بالنسبة لمن أُصيب بجراح في المعركة ومات متأثرًا بجراحه بعيدًا عن أرض المعركة فإنه يغسل ويكفن، كما ويغسل الشهداء الذين لم يشاركوا في معارك لكنهم يعتبروا شهداء كمن قُتل ظلمًا كالمرجوم والزاني المُحصن الذي أقيم عليه حد الزنا، أو من مات مطعونًا أو غريقًا أو مبطونًا فهؤلاء تجب عليهم الغسل والكفن والصلاة بارغم من أنهم شُهداء.[٤]


قد يُهِمُّكَ: مراتب الشهداء

تُعرف الشهادة بأنها الموت في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الدين الإسلامي والدفاع عنه، فقد خصص الله تعالى للشهداء مائة درجة من درجات الجنة المتعددة، وحياة الشهداء في الجنة حياة غيبية لا نعلم عنها، وبالنسبة لمراتب الشهداء فقد اختلفت الآراء حول ذلك ووردت العديد من الأحاديث الشريفة ومنها:[٥]

  • للشهداء مرتبة عظيمة تتبع مرتبة الصديقين والنبيين، فقد قال تعالى {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}[٦]
  • سئل النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلم أيُّ الأعمالِ أفضَلُ؟ قالَ: [إيمانٌ لا شَكَّ فيهِ وجِهادٌ لا غلولَ فيهِ وحجَّةٌ مبرورةٌ قيلَ: فأيُّ الصَّلاةِ أفضلُ ؟ قالَ: طولُ القنوتِ قيلَ فأيُّ الصَّدقةِ أفضلُ ؟ قالَ: جُهْدُ المُقِلِّ قيلَ فأيُّ الهجرةِ أفضلُ قالَ من هجرَ ما حرَّمَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ قيلَ فأيُّ الجِهادِ أفضلُ ؟ قالَ: من جاهدَ المشرِكينَ بمالِهِ ونفسِهِ قيلَ: فأيُّ القتلِ أشرفُ ؟ قالَ: من أُهَريقَ دمُهُ وعُقِرَ جوادُهُ][٧].
  • أن رجلًا سأل رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أيُّ الشهداءِ أفضلُ؟ قال: [الذين إنْ يلقوا في الصفِّ لا يلفتون وجوهَهم حتى يَقتلوا أولئك ينطلقون في الغرفِ العُلا من الجنَّةِ ويضحك إليهم ربُّهم وإذا ضحك ربُّكَ إلى عبدٍ في الدنيا فلا حسابَ عليه].[٨]
  1. "مَن يُصلَّى عليه ومَن لا يُصلَّى عليه"، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 8/1/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:1343، صحيح .
  3. سورة ال عمران ، آية:169
  4. "هل يُغسل ويُكفن الشهيد"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 8/1/2021. بتصرّف.
  5. "بعض أحكام الجهاد ودرجات الشهداء وحياتهم بعد الموت"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 8/1/2021. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية:69
  7. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبدالله بن حبشي الخثعمي، الصفحة أو الرقم:2525 ، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن نعيم بن همار الغطفاني، الصفحة أو الرقم:1371، صحيح.

فيديو ذو صلة :