حديث شريف عن رمضان

حديث شريف عن رمضان
حديث شريف عن رمضان

شهر رمضان

يستقبل المسلمون شهر رمضان الكريم بالفرح والبهجة، إذ هو شهر الخيرات والرحمات والمبرَّات، وفيه تصفد الشياطين وتنحسر الوساوس، وتتنزل رحمات الله ومغفرته على المسلمين، فيتقربون إلى الله بالصلاة والصدقات والدعاء وقيام الليل والتراحم، ويأتي شهر رمضان بعد شهر شعبان ويتبعه شهر شوال، وهو الشهر التاسع من أشهر التقويم الهجري، ويبدأ عند ثبوت رؤية الهلال ليلة التاسع والعشرين من شهر شعبان، وورد في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا لما له من عظيم الفضل، كما ورد في القرآن الكريم إذ قال الله تعالى فيه: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "[١].[٢]


حديث شريف عن رمضان

عن أبو هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احصوا هلالَ شعبانَ لرمضانَ، و لا تخلِطوا برمضانَ، إلا أن يوافقَ ذلك صيامًا كان يصومُه أحدُكم، وصوموا لرؤيتِه، وأفطِروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم، فأكملوا العدَّةَ ثلاثين يومًا، فإنها ليست تُغمى عليكم العدَّةُ)،[٣] ويعدّ صوم شهر رمضان المبارك رُكنًا من أركان الإسلام، كما أنه أجمل العبادات التي يفعلها المسلمين، فلا بد للمسلمون تحري ميقات ذلك الشهر المبارك، وفي الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "احصوا هلال شعبان لرمضان"، بمعنى احسبوا وعدوا نهاية شهر شعبان وبداية شهر رمضان، وإحصاء شهر شعبان يكون 29 يومًا عند رؤية هلال شهر رمضان، أو 30 يومًا إذ انعدم رؤية هلال شهر رمضان، كما خص النبي صلى الله عليه وسلم شهر شعبان بالذكر؛ لكي يدخل الإنسان في صوم شهر رمضان بيقين وليس بظن، "ولا تخلطوا برمضان" بمعنى عدم خلط الشهرين، وهذا يدل على عدم الصيام يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شهر شعبان، "إلا أن يوافق ذلك صيامًا كان يصومه أحدكم"، بمعنى إذ اعتاد شخص على صوم يوم معين، مثل صيام يوم الإثنين، فلا مانع من صيام ذلك اليوم إذا صادف آخر شهر شعبان، "وصوموا لرؤيته" بمعنى البدء بالصيام من بعد مشاهدة هلال شهر رمضان، "وأفطروا لرؤيته" بمعنى ينتهي الصيام ويبدأ عند مشاهدة هلال شوال، "فإن غم عليكم" بمعنى إذ تعذر رؤية هلال الشهر لأي مانع من عواصف أو غيم فلا بد من إكمال الصيام ثلاثين يومًا.[٤]


فضل شهر رمضان

توجد العديد من الفضائل لصيام شهر رمضان، وفيما يأتي ذكرها:[٥]

  • تستجاب الدعوات في رمضان، إذ يكون العبد قريبًا من الله في صيامه وصلاته وقيام الليل، كما أن فيه ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر المباركة.
  • تضاعف فيه الحسنات وتزال فيه السيئات والخطايا وتمحى الذنوب، فتكون فرصة ليفتح العبد صفحة جديدة في حياته يتبع فيها أوامر الله عز وجل ويبتعد عن المعاصي والنواهي.
  • تكثر فيه الصدقات والخيرات والعطايا، فيشعر الناس ببعضهم البعض ويتقاربون ويتراحمون، إذ تشيع الألفة والمحبة فيما بينهم.
  • تسهل على المتخاصمين فرصة الإصلاح في هذا الشهر الكريم، فإصلاح ذات البين وصلة الرحم شرط لقبول العبادة.
  • تطهّر النفوس وتهذب على الأخلاق الحميدة في شهر رمضان، فيشعر العبد بوازع يمنعه من الكذب والغيبة وارتكاب المعاصي ويسهل عليه تركها دون رجعة.
  • تشحن الطاقات وتعلو الهمم في شهر الصيام، فتضاعف الجهود وتنجز الأعمال.


أركان الصيام وفوائده

توجد أربعة أركان للصيام، وفيما يأتي ذكرها:[٦]

  • النية.
  • الإمساك عن المفطرات، مثل؛ الشرب والأكل ونحوهما.
  • الزمان، ويكون وقت الصيام من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس.
  • الصائم: وهو المسلم العاقل البالغ، والقادر على الصوم الخالي من الموانع؛ كالمريض والمسافر والنفساء والحائض.

وتوجد الكثير من الفوائد للصيام وفيما يأتي ذكرها:[٦]

  • فوائد روحية: تعد التقوى المتواجدة في النفس أعظم أسرار الصيام، كما يقوي الصيام الإرادة ويعوّد الصبر، ويضبط النفس، كما أنه يكسر النفس، ويخلي القلب للذكر والفكر، إذ يُعمي عن الشهوات ويقسيه وينكسر قوة الغضب والشهوة، كما يحول بين القلب وبين الفكر والذكر، إذ يزيل خلو البطن من الشراب والطعام قسوة القلب وينوره ويوجب رقته.
  • فوائد اجتماعية: يعود الصيام المسلمين على الاتحاد والنظام، كما ينشر المساواة والعدل بينهم، ويُنمي السلوك الحسن والرحمة، ويصون المجتمعات من المفاسد والشرور.
  • فوائد صحية: يُصلح الصيام المعدة، ويطهر الأمعاء، كما ينظف الجسم من الرواسب والفضلات، ويخفف ثقل البطن من الشحم ووطأة السمنة.


محرمات الصوم ومكروهاته

تعد محرمات الصوم كل أمر حرّم على الشخص فعله في غير شهر رمضان، مثل؛ الغيبة والنميمة والقول الفاحش، والنظر إلى ما حرّمه الله، وسماع الأغاني، أما مكروهات الصيام فهي تذوّق الطعام من غير حاجة، والمبالغة في الاستنشاق والمضمضة، وجمع الصائم ريقه وبلعه، ومضغ اللبان، وترك الصائم بقايا الطعام بين أسنانه، ووصال الصوم ليومين أو أكثر من غير تناول الطعام بينهما، ومن الامور التي يستحب من الصائم فعلها ما يأتي:[٦]

  • الإكثار من تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع.
  • الإكثار من ذكر الله سبحانه.
  • الإكثار من الصدقات.
  • كف الجوارح واللسان عن الأفعال التي لا إثم بها وعن فضول الكلام.
  • تعجيل الإفطار.
  • الإفطار على تمر ومرطبات.
  • الدعاء وقت الإفطار.
  • السحور.
  • قيام ليالي رمضان خاصةً ليلة القدر.
  • الاعتكاف بالعشر الأواخر.


المراجع

  1. سورة البقرة، آية: 185.
  2. "معلومات عن شهر رمضان المبارك"، www.arabiaweather.com، 24-4-2019، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 199، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  4. "الموسوعة الحديثية"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  5. "فضل شهر رمضان المبارك وأهم الأعمال والعبادات فيه"، www.annajah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت "رمضان.. فضائله، أركانه، فوائده، سننه و مكروهاته "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :