ثقف نفسك في الحياة

• ذات صلة
• كيف تحب نفسك
• كيف تتجاوز مصاعب الحياة

ثقف نفسك في الحياة

خلق الله تعالى البشر في الدنيا الزائلة والمؤقتة لتكون مكان اختبار مؤقت يعطي الدروس ويعلم الأفراد أمورًا قيمة ومهمة تساعده على العيش والتكيف في الدنيا لتحسم الأمور في الأخرة، لذلك كلما كان الشخص لديه مستوى وعي ثقافي ومعلومات مطلع عليها تتقدم حياته نحو الأمام ونحو الأمور الصحيحة التي تقوده للتقدم والتطور، نتيجة لذلك يوجد تفاوت بين جميع الفئات وجميع الأفراد؛ لأن مستوى الوعي الثقافي المكتسب في الحياة يقود أشخاصًا للقمم ويقود أشخاصًا للسقوط من المنحدرات على وجوههم محاطين بالفشل، ولا يوجد لديهم وعي ولا خبرات في الحياة؛ وذلك لغياب مفهوم الثقافة عندهم، ففي الوقت الحاضر أصبح لدى الناس مفهوم غير صحيح عن الثقافة السائدة في مجتمعاتهم، ومنهم من يعتقد أن الثقافة عبارة عن المعلومات والأرقام التي يحصلون عليها، ومنهم من ربطوها بالحضارة والتقدم الحضاري وهي على العكس من ذلك، وهذا المفهوم الخاطئ لدى الناس فقد أصبحت الكثير من الدول التي لها مفهوم للثقافات يظنون أن بإمكانهم فرض ثقافتهم على بقية المجتمعات الأخرى معتقدين أن ثقافتهم تحصل على الأهمية الأكبر والمكان الأعلى والأفضل وذلك لكونهم متقدمين، وذلك غير صحيح لأن التقدم غير مرتبط بالثقافة التي هي في اعتقادهم الأمر الذي يقاس من تطور المكاتب والسياحة والفنون والمجلات التي سببت أزمة فيما يريده الشخص بصورة حقيقية وفعلية، فأثرت على اختياراته وما يريده، وذلك الأمر يكون خاصة عند المجتمع العربي الذي يقلد غيره في الكثير من الأمور معتقدًا أنه سيصبح لديه وعي ثقافي متحضر، مما يجعله أمام مسؤولية كبيرة لينظر إلى الآخرين ويتعلم منهم الأمور الصحيحة ليتجه نحو مجتمع ثقافي وحضاري متقدم.^[١]

معلومات ثقافية تفيد في الحياة

عندما تُثقف الحياة الشخص وتهديه مستوى وعي ثقافي في كيفية العيش حينها من المؤكد أن هذا الشخص قد دفع الثمن وتعرض لضغوطات ومصاعب جمة وفترات صعبة شعر بها بالتعب والرغبة في التوقف وعدم القدرة على المواصلة، ولكن عندما يفهم ما تريده الحياة وما تريد تعليمه للشخص حينها سوف يصبح أقوى وستجعله الحياة مندفعًا للأمام ومقاتلًا للفوز دون استسلام؛ ليستطيع تحمل الضغوطات والألم ومصاعب الحياة التي لا ترحم أحد ولا تنظر إليه بعطف أو تتعاطف معه، وللعيش والتأقلم عليه معرفة كيف يعيش معها بوعيه والكم الكبير من المعلومات والخبرات والدروس التي تراكمت نتيجة الثقافة العامة، وأعطته أكبر درس وهو درس البقاء على قيد الحياة وعدم السقوط والاستمرار في المضي والتبسم، وعدم العبوس والرضوخ لهجمات الحياة التي تجعل من الشخص قوي قادر على التعايش مع الظروف الصعبة، ومن المعلومات الثقافية المعروفة والمنتشرة أن حجم عيون الإنسان لا يتغير، وتوجد بعض الأفاعي الأفريقية يمكنها أن تبقى سنين دون أن تأكل أي شيء، والبحر الميت هو أعمق البحار في بقاع الأرض، وتشتهر تونس بزراعة أشجار الزيتون على نطاق العالم، وبعد وفاة الإنسان لا يتوقف القلب بل يستمر فترة من الوقت بالنبض.^[٢]

دروس ثقافية تكتسب من الحياة

دائمًا ما تكون الحياة المعلم الأول والأساس ليفهم المرء طبيعة الحياة والصراع الذي يعيشه، إذ وجد بداخلها ليبقى على قيد الحياة، ويبقى صامدًا غير منهزم ومطأطئ الرأس بسبب هجمات الحياة التي أحنت رقبته وأضعفته، وعوضًا عن ذلك يستطيع التعلم منها ومواجهة حياته؛ كأن يبتعد عن الأشخاص الذين لا يريدون الخير له وينتظرون سقوطه ولا يريدون سوى رؤيته ضعيفًا، وكأن يعلم أن المرء أن أحباءه قليلون وليس كل من قال للشخص بمقدار حبه والاحترام المتواجد في قلبه هو يعني ذلك؛ لأن المرء أصبح يكذب على والديه وهو ينظر في أعينهم، فبالتالي لا يجب الانتظار من الآخرين الصدق معنا ونحن كاذبون مع أنفسنا وغير صادقين، ويجب التواجد دائمًا في المحيط الذي يدخل البهجة لقلوبنا ويزرع السكينة، فالمكان الذي يشعر المرء بالراحة فيه عليه التواجد به والذي يزعجه يبتعد عنه، ويجب على الشخص معرفة قيمة حياته وتقديرها، وأن يضع حلمًا ليحققه ويجعل لحياته دافعًا للاستمرارية لا أن يستسلم بمجرد أول وقعة توجه له في الحياة؛ لأن هذه الوقعة هي التي ستقوده ليصبح قويًا لا يهزم، ومن الأمور التي يجب دائمًا تذكرها ومعرفتها أن الضحك والابتسامة لا يجب أن تفارق ثغور الشخص؛ لأن الحياة ستجبره على أن لا يبتسم، وعليه المقاومة وعدم الالتفات للأمور الصغيرة، فيحرص المرء على نفسه حتى من نفسه ومن ظلمه لذاته ويرسم الابتسامة ولا يجعلها تفارقه ويمضي في حياته؛ لأن ثقافته في فهم طبيعة الحياة والتي توضح أنها هي التي تعطي الدافع ليبقى الشخص على قيد الحياة رافضًا الاستسلام والذهاب عن الدنيا، مما يجعله شخصًا يرفض المغادرة دون أن يترك بصمته الخاصة به.^[٣]

ماهية الثقافة العامة

ماهية الثقافة واسعة وكبيرة غير مشتملة على حروف وكلمات معينة، بل تتعدى لمفاهيم وغايات واسعة غير مقتصرة على التعلم أو على المجالات العلمية والتعليمية، لذلك تتمثل الثقافة العامة في الشخص الذي يدرس بأمر معين ودراسة معينة، ويمتلك ثقافة واسعة فيها تحيط بجوانبها، فيصبح متمرسًا للعلوم التي أقتصرت دراسته عليها، ولكن لا يعني الأمر أن هذا التخصص الذي يدرسه هو من الثقافات في الحياة بل هو من أحد علومها ودراساتها وعلى مرتبة أقل من الثقافة الأشمل والأوسع، وعندما يريد الشخص التثقف لا يقتصر على شيء معين بل يتوسع في الأمر ويتصفح مجموعات متنوعة من الكتب المختلفة، ويستطيع المرء البحث عن أكبر الثقافات وتفاصيلها والتوضيحات التي توضحها بين الكتب ليستنشق عبيرها ويتعبق برائحتها وتتسلق كلماتها ومعرفتها نحوه وترسخ بداخله، وتنعكس على سلوكه موضحة مقدار الوعي الثقافي الذي حصل عليه وجعل من تعامله مع الأفراد أمرًا سهلًا وراقيًا في مستوياته مطورًا من نفسه ومن الجواهر التي في مكنونه الداخلي.^[٤]

أنواع الثقافة

يختلف مفهوم الثقافة من مكان إلى آخر ومن زمن إلى زمن آخر، لذلك تعددت مفاهيم الثقافة وأنواعها وتفرعت لمفاهيم متنوعة تتمثل فيما يلي:^[٥]

• الثقافة المادية: التي ينتجها الإنسان بنفسه ويعود ذلك لكونه يحصل عليها من خلال مواد صناعية يستخدمها الإنسان؛ مثل تصنيع أدوات الطعام.
• الثقافة المكتسبة والعامة: التي تشمل كل الأفراد وكلّ العلاقات التي تنشأ بينهم وتجمعهم كشخص واحد.
• الثقافة المعنوية: التي يحصل عليها المرء من الأشخاص الذين يتواجدون من حوله؛ لأن المرء عندما يتواجد في بيئة معينة فهو يكتسب مما فيها من تصرفات وعادات وطرق للتفكير، فالجزء يتأثر بالأكثرية ولأنها لا تأتي من العدم ولا تأتي فجأة فيسهل على الأفراد الحصول على وعي تراكمي مع مرور الحقبات الزمنية منها.
• الثقافة الدينية: التي تتمثل في الخبرات التي قدمها الإسلام.
• الثقافة الاقتصادية: هي الثقافة التي تتعلق بالأموال وطرق إنفاقها.
• الثقافة السياسية: هي معرفة الأخبار والاطلاع عليها ومعرفة ما يدور من أحداث متعلقة بالوطن.

المراجع

1. ↑ ظاهر صالح (2018-8-22)، "أزمة الثقافة في مجتمعاتنا العربية!"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-16. بتصرّف.
2. ↑ رندا عبد الحميد، "معلومات ثقافية مفيدة وهامة جدًا "، thaqfya، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-16. بتصرّف.
3. ↑ جهاد الراجي، "10 دروس في الحياة ، عليك تعلمها قبل بلوغ 28 عامًا"، ma3loma، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-16. بتصرّف.
4. ↑ سفيان بهاتي، "ما معنى الثقافة العامة؟"، aqarabic، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-16. بتصرّف.
5. ↑ "اقسام الثقافة وانواعها"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-16. بتصرّف.