السياحة في مدينة تطوان المغربية

مدينة تطوان المغربية

تقع مدينة تطوان المغربية في الجزء الشمالي من المملكة المغربية في القارة الأفريقية، وهي قريبة من مدينة سبتة المحتلة من قبل الإسبان، تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد، سكنها الرومان والفنيقيون والمسلمون، وفي عام 1860 خضعت لسيطرة إسبانيا بقيادة ليوبولدو أودونيل، فدمروا المدينة وشوهوا طابعها الأندلسي وعاثوا فيها فسادًا كبيرًا، وقد ترك المحتل الإسباني بصماته في المدينة، وأبسط مثال على ذلك هو وجود كثير من المغاربة التطوانيين يتحدثون الإسبانية إلى جانب لغتهم العربية، وسنتحدث في هذا المقال حول أسماء مدينة تطوان ومعانيها، بالإضافة إلى سرد مفصل حول أبرز المعالم السياحية والأثرية التي تجذب الوافدين المحليين والدوليين إليها.[١][٢]

كانت تسمى مدينة تطوان المغربية باسم تمودا في العصر الروماني، ثم سماها المسلمون في العهد الإسلامي باسم تيطاوين، وبحسب أستاذ التاريخ الإسلامي محمد جبرون فإن تطوان اسم غير عربي وليس له معنى في معاجم اللغة العربية، وأما بالأمازيغية فمعناه العين أو العيون كناية عن كثرة العيون المائية في المدينة، وفي هذا المقام ينبغي التنويه إلى أن لقب المدينة بين أهلها هو الحمامة البيضاء، ويوجد تمثال يجسد هذا المعنى على مدخلها.[١][٣]


السياحة في مدينة تطوان المغربية

يوجد في مدينة تطوان الكثير من المقومات السياحية التي شكلت لبنة أساسية أنعشت قطاع السياحة ككل، ويمكن تفصيل هذه المقومات فيما يأتي:

  • الشواطئ:
    • شاطئ كابو نيغرو: يحتضن الكثير من المنتجات المنتشرة على طول الساحل، ويعدّ من أكثر الشواطئ شهرة وازدحامًا في المدينة، وهو مناسب للرحلات العائلة كونه يحتوي على مظلات وكراسي وأماكن للترفيه والسباحة.
    • شاطئ مرتيل: يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، رماله ناعمة ذهبية، ومياهه نقية صافية، وموقعه إستراتيجي قريب من مدينة سبتة وخدماتها، ويمكن للسائح الاستمتاع بجولة عبر المراكب المائية إلى منتصف البحر، والتقاط صور تذكارية لا تنسى، أو الحصول على حمام رملي عن طريق دفن الجسد داخل رمال الشاطئ المفيدة، إضافةً لممارسة الرياضات المائية كالسباحة، وصيد الأسماك، ونشاطات أخرى كركوب الجمال، والاستمتاع بالحفلات الليلة المقامة على أرض الشاطئ.
    • شاطئ سيدي عبد السلام: يقع على ساحل البحر المتوسط، يبعد 13.7 كيلومترات عن مدينة تطوان، وبضع كيلو مترات عن ميناء المضيق، ويتميز بموقعه بين شاطئي أزلا شمالًا ومارتيل جنوبًا، وله بعد تاريخي ظاهر في التكوينات الصخرية المحيطة به، والتي تدل على تاريخ المنطقة وقيمتها حضاريًا وتراثيًا، ويمكن للسائح الاستمتاع برحلة صيد من خلال استئجار قارب صغير وسط الشاطئ، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة التقليدية من سباحة ولعب بالرمال وما شابه.[٤]
  • المعالم الهامة:
    • المدينة القديمة: تتميز بكونها محافظة على أصالتها الأندلسية الإسلامية من خلال مظاهر العمارة التاريخية المتمثلة في الأبنية الخالدة التي لا زالت تحافظ على هيأتها القديمة، فقد كانت من عام 1484 ملجأ للأندلسيين النازحين من غرناطة، وفي عام 1997 أدرجتها الجهات المختصة على قائمة مواقع التراث العالمي الخاص بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو.
    • المتحف الأثري: يحتضن العديد من القطع الأثرية والمقتنيات القديمة التي تحكي عن تاريخ البلاد، ومنها قطعة فسيفساء رومانية تعرف باسم النعم الثلاث، وآثار خاصة بشمال المملكة المغربية، وأدوات تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، بالإضافة إلى المسكوكات المعندينة، وقطع برونزية وفخارية، ناهيك عن مكتبة تضم ما يزيد عن 60 ألف مجلدًا خاص بأدب شمال أفريقيا.
    • حي السوق: عبارة عن مركز تسوق يتيح للزائر استكشاف أهل المدينة عن قرب والاختلاط بهم للتعرف على عاداتهم وتقاليدهم وأكلاتهم التقليدية، يضم كثيرًا من الأكشاك، وسوق الفوقي الخاص ببيع الخبز المميز بجميع أشكاله وأحجامه، وسوق الحوت الخاص بالسلع الخزفية والمجوهرات المصنوعة يدويًا، بالإضافة إلى الهدايات التذكارية، ويتمتع هذا الحي بأسعاره الرخيصة مقارنة مع غيره من الأسواق في مراكش وفاس، كما يمكن الاختلاط بالسكان المحليين، والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم، إلى جانب تذوق عدد من الأطعمة التقليدية الشهية.
    • متحف الإثنوغرافيا: يقع في باب العلكة، داخل جدار حصن السلطان مولاي عبد الرحمن، تأسست سنة 1948م، يقدم للزوار ثقافة تطوان بالتفصيل من خلال الأزياء التقليدية الخاصة بحفل الزفاف، والحياة اليومية وغير ذلك، ويمكن للزائر الصعود على سطح المبنى للاسمتاع بإطلالة بانورامية على مدينة تطوان من علو.
    • جبال الريف: تقع في الناحية الجنوبية الشرقية من مدينة تطوان، يؤمها السياح بالاستمتاع بمساحاتها الخضراء اليانعة، فهي بمثابة منتزه وجنة ساحرة لا سيما بالنسبة لمحبي المشي في المسارات الطويلة، ولمحبي ركوب الدراجات، ومشاهدة الطيور البرية، وهي قريبة من حديقة تلسمتان وبوشناخيم الوطنيتين.[٥]
    • منتزه الزرقاء: يقع في ضواحي المدينة، يتميز بوجود بحيرة مشهورة فيه، وقد بادر نشطاء على رسم جداريات مميزة تجسد صورًا طبيعية وتراثية في محيط المنتزة، وهو ما ساعد في الترويج السياحي له كمتنفس طبيعي يؤمه السياح لقضاء العطلة الصيفية.[٦]
    • مدينة شفشتاون: تعرف باسم المدينة الزرقاء أيضًا كناية عن زرقة مبانيها وأعمدة الإنارة فيها وصناديق القمامة وكل ما يوجد فيه، وزقتها تعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي عندما فر اليهود من إسبانيا إبان الاضطراب الديني فاستقروا فيها، وبدأوا بتحويلها إلى مدينة زرقاء لأن اللون الأزرق هو لون السماء مما يعني أنه يذكرهم بالله جل وعلا والقرب منه، وقد ظلت المدينة تكتسي ثوبها الأزرق حتى يومنا الحاضر، مع العلم أن سكان المدينة اليهود انتقلوا إلى فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية تاركين وراءهم هذا التراث، وتجدر الإشارة إلى وجود قلعة قديمة وسط المدينة كانت قد بناها المغربيون لحماية مدينتهم من الغزاة البرتغاليين.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب الحسن سرات (27-1-2009)، " تطوان .. مدينة مغربية فقدت طابعها الأندلسي"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019.
  2. "معلومات عن مدينة تطوان المغرب"، المرتحل، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019.
  3. " السياحة في تطوان المغرب .. و أجمل 10 أماكن سياحية"، المرتحل، 25-4-2018، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019.
  4. " افضل 3 من شواطئ تطوان التي ننصح بزيارتها"، رحلاتك، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019.
  5. Azza Rezke، "تعرف على.. أهم المعالم السياحية في تطوان بالمغرب"، موسوعة المسافر، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019.
  6. عثمان جمعون (21-8-2018)، "بالصور … منتزه الزرقاء بتطوان يتحول إلى تحفة فنية"، كتال تطوان، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019.
  7. " جوله سياحية في مدينة شفشاون في المغرب"، المسافر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2019.

فيديو ذو صلة :