جنيف
هي واحدة من أهم المدن في القارة الأوروبية، إذ تقع إلى أقصى الجنوب الغربي من سويسرا على مقربة من الحدود الفرنسية، ولعل شهرتها نابعةٌ من كونها مدينة قامت على العامل البشري والبناء والعمران الإنساني وليس بسبب الجغرافيا أو الدين أو الثروات وغيرها، فمنذ القرن السادس عشر أصبحت المركز الرئيسي لروما البروتستانتية، وبقيت معزولة عن المدن الأخرى حتى عام 1815م بسبب الإصلاحات العقائدية للكنيسة والصراع الديني آنذاك، إذ أُقيمت فيها مستعمرة من قِبل الرومان عام 50 قبل الميلاد، وفي وقت لاحق بدأت بتشكيل علاقات مختلفة مع البلدان الأوروبية على أساس فكري وثقافي، مما جعلها جسرًا تجاريًا مهمًا يربط بين البحر الأبيض المتوسط من جهة ودول أوروبا من جهة أخرى، أما اليوم فقد لعبت جنيف دورًا رئيسًا في عدد من الاتفاقيات والمعاهدات واللقاءات التاريخية؛ بسبب وجود مجموعة من المنظمات العالمية على أرضها، والمقرات التابعة لمنظمات دولية ومنظمات غير حكومية؛ أي أنها توفر العديد من فرص العمل خاصةً للاجئي الحروب وضحايا الكوارث أو الأزمات الاقتصادية أو السياسية، وتتميز المدينة جغرافيًا بطبيعة خلابة إذ تنتشر المساحات الخضراء فيها وتتنوع التضاريس الجبلية والسهلية والدويان وغيرها، بالإضافة إلى احتوائها على نصيب الأسد من أشهر سلسة جبلية في العالم ألا وهي جبال الألب شاهقة الارتفاع، ولعل ذلك ما يبرر الانخفاض الشديد في درجة حرارتها وهطول الأمطار بغزارة في فصل الشتاء، أما بالنسبة للسكان فإن هنالك تنوعًا عرقيًا ودينيًا يميزهم، فثلثهم سويسري وثلثهم أوروبي وثلثهم الأخير من سكان المنطقة الأصليين، ويتحدثون بلغات عدة أوروبية، لكن لغة الأكثرية الكبرى هي الفرنسية، ويعملون في قطاعات شتى منها الصناعة في مجال المجوهرات الثمينة و الساعات والبنوك والمعاملات التجارية والنقل والسياحة، وتحظى المدينة باهتمام كبير من قِبل الحكومة يظهر من خلال شبكة النقل الحديثة والبنية التحتية وتحسن مستوى المعيشة للأفراد في المجتمع[١].
السفر إلى جنيف
يقول مأثور لسايمون هيغينز: "عندما تسافر، تواجه ثقافات بديلة لها أساليب مختلفة في إنجاز الأمور والتفكير والاعتقاد"، إذ تختلف البلدان عن بعضها البعض من حيث العادات والتقاليد وسمات الشعوب والثقافات؛ لذلك فإن السفر مهم في حياة الفرد، ويُمَكِنه من الإطلاع على تلك العوالم والتعرف عليها عن قرب والحصول على فرص عملية ومهنية جديدة، وكذلك للخروج عن الروتين اليومي والتخلص من ضغوطات المجتمع وممارسة النشاطات المثرية والممتعة عمومًا؛ ولأن مدينة جنيف هي إحدى أشهر مدن سويسرا والأكثر خضرةً في أوروبا، فهي خيار مثالي للسفر في الإجازة، فمناخها معتدلٌ أغلب مواسم العام، ومعظم أماكنها ومواقعها تتميز بغطاءٍ نباتي خلاب، كما أنها تطل على بحيرة جنيف المعروفة، وفي حال رغب الشخص في السفر إليها فتوجد مجموعة من الأمور التي يجب وضعها في عين الاعتبار، وسنبينها فيما يلي[٢]:
- في حال السفر إلى جنيف بالطائرة، يمكن للمسافر استخدم بطاقة المواصلات العامة المجانية في جنيف لمدة 80 دقيقة.
- يجب للمسافر أن يُطالب ببطاقة النقل المجانية في جنيف من مركز استقبال الفندق، إذ ستمكنه من ركوب الترام والحافلة بسعر زهيد.
- يجب الالتزام بقواعد السير والمرور بحذافيرها، فمدينة جنيف مليئة بالرادارات والكاميرات لتجنب الحوادث.
- يجب تجنب الفضول حول الأشخاص في جنيف، فالشعب يتميز بهدوئه وميله للخصوصية ويفضل احترام ذلك.
- يمكن للمسافر الحصول على حزمة إنترنت مجانية من أي مكان في جنيف من خلال شراء نقطة اتصال مع أي محل مختص.
- يجب إحضار الملابس الثقيلة؛ لأن جنيف معروفة ببرودتها وحتى في فصل الصيف، فإن درجات الحرارة تنخفض في الليل.
المناطق السياحية في جنيف
توجد العديد من المعالم السياحية الجميلة والمهمة في جنيف والتي لا يجب للسائح المغادرة دون العروج عليها، ومن أهمها[٣][٤]:
- نافورة جنيف: تقع هذه النافورة في مياه بحيرة جنيف، وهي نقطة مهمة لجذب السياح، فكل من يزور المدينة ينبهر فيها، إذ إن ارتفاع المياه ما يقارب 140 مترًا في السماء، ويمكن ممارسة مختلف النشاطات بالقرب منها، مثل: السباحة، الساونا، تناول الطعام والقيام برحلات بحرية على متن القوارب في البحيرة.
- بحيرة جنيف: تعد بحيرة جنيف من أكبر البحيرات في أوروبا الغربية كافة، إذ إنها تقع غرب سويسرا على الحدود مع فرنسا، وتبلغ مساحتها 582 كيلومترًا، ويوجد فيها جزيرتان هما: (إيل دو لا هيربي) و(إيل دو بيلز)، وتعد بحيرة جنيف من أكبر مصادر المياه في سويسرا، فهي نظيفة جدًا وباردة، وترتبط بوادٍ رئيسي من جبال الألب.
- كاتدرائية القديس بطرس: احتلت كاتدرائية القديس بطرس في القرن الرابع الكنيسة التي تقع بالقرب من بحيرة جنيف، وهي مكان مقدس يعكس العمارة الرومانية الخلابة والتي تتميز بواجهة كلاسيكية جديدة، وما زالت الكاتدرائية تسيطر على وسط المبنى في مدن سويسرا الأخرى.
- زهرة جنيف على مدار الساعة: نشأت زهرة جنيف في عام 1955م في الحديقة الإنجليزية، وهي واحدةً من أهم الحدائق التي يأتي لها السياح للحصول على الراحة والاستجمام وتأمل الفن والدقة في اختيار الألوان المختلفة للزهور، وترمز هذه الساعة أيضًا إلى القدرات التكنولوجية في سويسرا، فقد أصبح مدار الساعة يتفق مع ترتيب الحديقة وفنها البيئي.
- نهر الرون: من العوامل الجاذبة لجنيف أيضًا نهر الرون الذي يمتد على طول بحيرة جنيف، إذ يتيح للسائح فرصة التجول في البحيرة وما حولها من مناطق مختلفة في سويسرا عن طريق استئجار القوارب، وفي هذه الجولة والرحلة البحرية سيندهش السائح أكثر ويكتشف المزيد من أسرار وروعة هذه المدينة.
- جزيرة روسو: سميت بهذا الاسم نسبة للفيلسوف الجنيفي جان جاك روسو، وتقع في وسط نهر لورون ،وتطل على مجموعة من المناظر الخلابة، وهي مكان رائع للاسترخاء.
جنيف العالمية
عندما يبدأ الرجل بإعداد العدة ووضع الملامح الأساسية لبرنامج السفر في عطلة الصيف، فإنه توجد العديد من الخيارات التي ستتنافس أمامه وخاصة في أوروبا، ولكن يجب أن تحظى جنيف بأولوية على غيرها؛ بسبب مجموعة من العوامل العالمية والأسباب وأهمها؛ أن جنيف تعد مركزًا لانصهار الثقافة، فعندما يزورها الفرد سيلتقي بأشخاص من أوروبا وأمريكا وآسيا والشرق الأوسط، وسوف يسعده للغاية التآلف والتناغم والسلام المتولد بينهم، وكذلك فإن جنيف مدينة تهتم كثيرًا بالعلوم وخاصة علم الفلك ويوجد مركز علمي يستقبل السياح والراغبين بمراقبة الأجرام السماوية والنجوم والشهب والمذنبات ليلًا، بالإضافة إلى إمكانية ممارسة الرياضات المائية في كل مكان وخاصة التزلج على الجليد، أو القيام بجولة تحت أعماق المياه للتعرف على الثروة السمكية فيها، كما أن جنيف مدينة مريحة للنظر بسبب الغطاء الطبيعي فيها، وهو جزءٌ مهم من أهداف الإجازة للكثيرين، وإلى جانب المتعة والمغامرة والمرح فإن الحصول على خلوة وراحة نسبية أمر مطلوب لصحة الجسم و الأعصاب، وكذلك تعد جنيف مكانًا رائعًا للتسوق بسبب كل تلك المحلات التي تقدم للمشتري أفضل المعروضات وبأجود السلع والتصميمات، ويجب ألا يغفل المسافر التعرف على المطبخ السويسري وتذوق الأطباق الشهية الغنية باللحم والخضراوات، وتناول الحلويات الغنية بالشوكولاتة الداكنة، ولهذا يجب أن تكون آلة التصوير حاضرة مع أمتعة السفر لتوثيق جميع تفاصيل هذه الرحلة الرائعة[٥].
المراجع
- ↑ "Geneva", britannica, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ↑ "Tips for visiting Geneva", geneva, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ↑ "The Geneva Water Fountain, Geneva", inspirock, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ↑ "12 Top-Rated Tourist Attractions in Geneva", planetware, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ↑ "9 Reasons Why Everyone Should Visit Geneva at Least Once", the culture trip, Retrieved 2019-11-8. Edited.