التخلص من الخوف إبراهيم الفقي

التخلص من الخوف إبراهيم الفقي
التخلص من الخوف إبراهيم الفقي

إبراهيم محمد السيد الفقي، خبير التنمية البشرية والبرمجة العصبية اللغوية، واضع نظرية ديناميكية التكيف العصبي ونظرية قوة الطاقة البشرية. هاجر لكندا لدراسة الإدارة، وعمل في جلي الأطباق وعامل في الفنادق لحمل الأمتعة، وترتيب الكراسي والطاولات في المقاهي والمطاعم، وفي وظيفة حارس ليلي، واستطاع أن يحقق النجاح من اللاشيء، ثابر وصبر حتى وصل في وقت قصير، حيث إنّه لم يلتفت للمعيقات الجانبية، بل كان تركيزه منصبًا على هدف واحد وهو النجاح. وتحول من عامل في فندق إلى مدير أكبر فنادق كندا، وحصل على شهادة الدكتوراة في علم التنمية البشرية، وكما قال في موقعه الشخصي، إنّه استحدث علمين جديدين مسجلين باسمه، الأول: علم الطاقة البشرية، والثاني: علم ديناميكية التكيف العصبي. وتوفي رحمه الله في 10/2/1912 إثر حادث مؤسف وأليم إثر حريق اشتعل في شقته.   وسنتناول في الأسطر القليلة القادمة موضوع الخوف من وجهة نظر الدكتور إبراهيم الفقي، من حيث تعريفه، أسبابه، طرق التخلص منه.   الخوف كما عرفة الدكتور إبراهيم الفقي على صفحته الشخصية على الفيس بوك، هو التوتر والقلق والخوف من المستقبل والحزن، حتى تتمكن هذه الكلمات من الإنسان وتسيطر عليه، وتصبح هاجسًا يعيقه عن ممارسة حياته اليومية الروتينية بشكل طبيعي. وفي هذا المجال قال مقولته الشهيرة "ارحم دماغك". وصنف الخوف لدى الناس إلى نوعين، الأول: خوف بسيط يتمثل بالخوف من الأماكن، الحشرات، المصاعد، والظلام. والنوع الثاني: خوف اجتماعي؛ وهو خوف الاختلاط بالناس، والتحدث أمامهم والالتزام بعلاقات اجتماعية.   ومن الأسباب التي تؤدي بالإنسان إلى الشعور بالخوف، وإذا تمادى به ولم يعالجه، يمكن أن يتحول ليصبح وسواسًا قهريًا، ومن ثم يتحول لمرض نفسي مزمن، ومن هذه الأسباب:   • المرور بتجارب سلبية في مراحل الطفولة، تؤثر على الشخص بطريقة سلبية، فبدل أن يواجه مخاوفه ويتحدث عنها، يحفظها في زاوية مظلمة من دماغه تخرج في حال وجد المحفز، وهذا المحفز لا يشترط سنًا محددًا، فقد يحدث في أي مرحلة عمرية.   • عدم تعزيز ثقة الفرد بنفسه، وتحطيم الأهل لمعنوياته وسيطرتهم، وأحيانًا التسلط من الإخوة الكبار، مما ينتج عنه شعوره بالإحباط، وبالتالي خوف من الفشل في كل أموره، حتى يتطور الأمر، ويصبح حالة نفسية مزمنة.   • طفولة متوترة ومراهقة غير مستقرة ناتجة عن مشاكل عائلية، تشعره أنه السبب في حدوثها، أو انفصال الوالدين وفقد الأمان، والشعور بالضياع.   • مواجهة الإنسان لعقبة في مشوار حياته ويتعامل معها بطريقة خطأ، فيعظمها ويبالغ في جلد نفسه ولومها، مما يسبب لديه حاجزًا نفسيًا وخوفًا من القيام بأي مبادرة، والالتزام بالجانب الروتيني للحياة بدون مغامرات أو مخاطرات، من شأنها أن تعطي الحياة التشويق والإثارة وتطرد الملل.   • التعرض إلى التنمر من قبل بعض التلاميذ في المدرسة، مما يدخله في دوامة الرغبة في الوحدة والعزلة الاجتماعية، والانطواء على الذات.   • عدم إعطاء الطفل الفرصة ليستقل بذاته، ويعتمد على نفسه في ارتداء الملابس، تناول الطعام، اختيار ملابسه على ذوقه ومنها أيضًا حقيبة المدرسة، شكل أقلامه ودفاتره، حيث تعمد الأم من حبها الشديد لطفلها بالاختيار عنه في كل أمور حياته، وبالتالي عندما يشب ويكبر يتوتر ويصاحبه شعور الخوف من الفشل وعدم معرفة تدبير أموره، والبعض منهم يقرر أن يخطو ويغامر والبعض يستسلم للخوف والتردد.   ويقدم الدكتور إبراهيم الفقي خبير التنمية البشرية رحمه الله، بعض الخطوات الواجب اتباعها للتغلب على الخوف، وهي مأخوذة من كتابه بعنوان "سيطر على حياتك"، وهي:   • حدد ما الذي تخاف منه: اجلس مع نفسك جلسة صفاء، أزل كل العقبات من تفكيرك، واعتبر نفسك طرفًا محايدًا في البحث عن العوامل المسببة للخوف، بعيدًا عن العواطف، حتّى تصل بكل مصداقيّة وموضوعيّة لما يخيفك وفي هذه حل نصف المشكلة.   • الحديث: لا تعتقد أنك الوحيد في هذا الكون الذي يخطئ، أو الإنسان الوحدي على ظهر البسيطة الذي يملك صفات سلبية، فنحن بشر نخطئ ونصيب، ننجح ونفشل، فبادر بمشاركة من تثق به مشاكلك وهمومك حتى سلبياتك، لا تنغلق على نفسك، كن منفتحًا وتحدث عمّا يخيفك؛ لتتحرر منه.   • القراءة: أصبح الحصول على المعلومة في عصرنا الحاضر أسهل من قبل، فبمجرد كبسة زر على الحاسب الآلي تستطيع الحصول على إجابات لتساؤلاتك، اقرأ ما يساعدك على فهم حقيقة الخوف الذي تعانيه، فالمعرفة هي الحل.   • النظام الغذائي: الغذاء المتوازن الصحيّ له دور كبير في التأثير على مزاجية الإنسان، فكثرة تناول الأطعمة الجاهزة، والمشبعة بالدهون تجعل العقل متبلدًا ومتقلب المزاج، الأكل الخفيف يعطي الحيوية الدائمة والانتعاش وعدم الشعور بالثقل.   • الإيجابية: كلما زادت معدلات ضربات قلبك كلما تغيرت ملامح وجهك، كن دائم التذكر للمواقف الإيجابية، وتعلم دروس من مثيلاتها السلبيّة، راقب طريقة كلامك، فلها أثر كبير على النفسية، فهناك دراسة تفيد أنّ الدماغ يتذكر آخر كلمة في الجملة، فبدل أن تقول فشلت فترسخ هذه الكلمة في اللاوعي، قل لم أنجح فيتشبث اللاوعي بكملة أنجح ويكون وقع الموقف أخف على النفس.   • العمل التطوعي: من الأمور التي توصف للكثير من المشاكل النفسية، فهي تشجع على الانخراط في الأعمال المجتمعية، ونبذ الوحدة والانعزال، بالإضافة إلى أن البذل والعطاء يصفي الروح ويزيد شعور السعادة عند الفرد، ومن خلال التطوع في القضايا الإنسانية والمجمتعية يرى أنه أفضل من غيره بكثير، ويستطيع أن يمدّ يد العون لهم، وهو بذلك يساعد نفسه.   • ممارسة التأمل: من أهم العوامل التي تمنح الشخص تفكيرًا صافيًا، ومنطقية في تحليل الأمور، وإيجابية في تقبل الفشل والرغبة في إعادة الكرة لتحقيق النجاح.   • فهم الفشل: الفشل ليس شيئًا غريبًا عن الحياة البشرية، فهو أمر طبيعي ويتميز به كل من يحمل صفة إنسان، فلا نجاح دائم، وبالمقابل لا فشل دائم، فالفشل مؤشر على انطلاقة جديدة.

فيديو ذو صلة :

606 مشاهدة