اعراض التهاب عضلة القلب

اعراض التهاب عضلة القلب
اعراض التهاب عضلة القلب

التهاب عضلة القلب

يؤدي التهاب عضلة القلب (Myocarditis) إلى حدوث التهاب وتضخم وضعف في عضلة القلب، كما أنه يترك ندوبًا في القلب ويدفعه إلى العمل بقوة أكبر لدفع الدم المحمل بالأكسجين إلى الذهاب إلى أعضاء الجسم الأخرى، وبعكس ما يعتقد به الكثيرون، فإن ظهور هذا المرض لا يقتصر على الكبار بالسن فحسب، وإنما يُمكن أن يظهر عند البالغين والأطفال والشباب الأصحاء أيضًا، وفي الحقيقة فإن التهاب عضلة القلب يشيع أكثر عند الرياضيين الشباب والأصحاء، تحديدًا عند الفئة العمرية الواقعة بين مرحلة البلوغ وثلاثينات العمر، وتكثر حالات المرض عند الرجال أو الذكور، وليس عند الإناث، بل إنه يُصيب الذكور بمقدار الضعف تقريبًا، وللأسف يحتل التهاب عضلة القلب المرتبة الثالثة في قائمة الأسباب المؤدية إلى الموت المفاجئ عند الأطفال والشباب، لكن على أية حال، يُصنف التهاب عضلة القلب ضمن قائمة الأمراض النادرة على الرغم من ظهوره عند آلاف الأطفال والبالغين في الولايات المتحدة وفي أماكن العالم الأخرى[١]، وستحاول الأسطر التالية شرح أهم الأعراض والأسباب المرتبطة بهذا المرض.


أعراض التهاب عضلة القلب

لا يتسبب التهاب عضلة القلب غالبًا في ظهور أعراضٍ على الإطلاق، بل إن معظم المصابين قد يُصابون به ويُشفون منه دون أن يكونوا على دراية بأمر وجوده لديهم أصلًا، لكن تبقى احتمالية ظهور أعراض واردة لدى البعض، ويُمكن لأعراض هذا المرض أن تتضمن الآتي[٢]:

  • الشعور بضيق التنفس أثناء القيام بالأنشطة البدنية في بداية المرض، ثم البدء بالشعور بضيق التنفس حتى أثناء فترات الراحة.
  • حدوث شذوذ أو عدم انتظام في دقات القلب، وقد يتسبب ذلك في الإغماء عند بعض الحالات النادرة.
  • الشعور بالدوخة أو التعب أو الإعياء.
  • الشعور بألم حاد في الصدر، وقد يمتد هذا الألم ليصل إلى الرقبة أو الكتفين.
  • ظهور علامات الإصابة بالعدوى؛ كالحمى، والتهاب الحلق، والصداع، والإسهال، وآلام العضلات.
  • الشعور بالألم في المفاصل.
  • تورم المفاصل، أو الساقين، أو أوردة الرقبة.
  • تبول كميات قليلة من البول.
  • حدوث توقف مفاجئ لعضلة القلب نتيجة لعدم انتظام ضربات القلب أو ما يُعرف بالإحصار الأذيني البطيني (Atrioventricular Block)[٣].

أما بالنسبة إلى علامات هذا المرض عند الأطفال، فإن من المهم التذكير هنا بأن الأطفال الرضع هم عرضة أكثر للإصابة بالتهاب عضلة القلب مقارنة بفئات عمرية أخرى؛ وذلك بسبب إمكانية مرور الفيروسات أو البكتيريا من الأم إلى الطفل أثناء الولادة، وللأسف تنزاح علامات التهاب القلب نحو الخطورة الشديدة عند الأطفال الرضع، وقد تتضمن حدوث صعوبة في إطعام أو تنفس الطفل، وشحوب في لون جلده، وإحساسه بالإعياء والنكد، أما عند الأطفال الأكبر عمرًا، فإن المرض قد يتسبب في حدوث حمى، وتسارع في التنفس، وسعال، وشحوب أو برودة اليدين والقدمين، وقد يُعاني البعض منهم من التعب، وألم في الصدر، وخفقان في القلب أيضًا[٤].


أسباب التهاب عضلة القلب

يعجز الأطباء غالبًا عن تحديد أسباب الإصابة بالتهاب القلب، لكن الأسباب المحتملة تبقى كثيرة وقد تتضمن الآتي[٥]:

  • الفيروسات: تمتلك فيروسات كثيرة المقدرة على التسبب في حدوث التهاب في عضلة القلب، منها –مثلًا-الفيروسات التي تؤدي إلى الزكام أو ما يُعرف بالفيروسات الغدية، وفيروس التهاب الكبد الوبائي ب، والتهاب الكبد الوبائي ج، وفيروس الهربس البسيط.
  • البكتيريا: توجد أنواع كثيرة من البكتيريا الضارة القادرة على التسبب في حدوث المرض أيضًا، منها ما يُعرف بالبكتيريا العنقودية والبكتيريا العقدية المسببة لمرض الدفتيريا.
  • الطفيليات: تشتمل أبرز أنواع الطفيليات القادرة على الولوج إلى القلب والتسبب في حدوث التهاب فيه على ما يُعرف بالمثقبية الكروزية (Trypanosoma Cruzi) والمقوسة (Toxoplasma)، التي تنتقل عبر لسعات الحشرات.
  • الفطريات: بمقدور بعض أنواع فطريات الخميرة والمبيضة أن تؤدي إلى حدوث التهاب في عضلة القلب، وهذا الأمر ينطبق أيضًا على فطريات العفن وأنواع أخرى من الفطريات.
  • أسباب مختلفة: يُمكن لالتهاب عضلة القلب أن يكون ناجمًا عن تناول بعض المضادات الحيوية، أو أدوية علاج السرطان، أو مضادات الصرع، أو الأدوية المخدرة غير القانونية؛ كالكوكايين مثلًا، بل ويُمكن كذلك أن يؤدي التعرض للأشعة الضارة أو المواد الكيميائية إلى الإصابة بهذا المرض أيضًا، وهنالك علاقة كذلك بين الإصابة بالتهاب عضلة القلب وبين الإصابة بأمراض أخرى؛ كمرض الذئبة مثلًا.


علاج التهاب عضلة القلب

يتوقف علاج التهاب عضلة القلب على درجة خطورة المرض وماهية الأسباب التي أدت إليه؛ ففي حال كان السبب هو عبارة عن التهاب فيروسي بسيط، فإن الطبيب قد يكتفي بنصح المريض بالبقاء في منزله للراحة مع تجنب التدخين وشرب الكحوليات والحد من ممارسة الأنشطة البدنية المجهدة، بينما في حال تسبب التهاب عضلة القلب في ظهور أعراض الفشل القلبي أو عدم انتظام دقات القلب، فإن الطبيب سيلجأ غالبًا إلى تحويل المريض إلى المشفى من أجل اخضاعه لأحد العلاجات الطبية المناسبة لحالته، مثل[٦]:

  • تزويد المريض بالأكسجين عبر الأنف.
  • وصف الأدوية لعلاج عدم انتظام دقات القلب أو حتى تركيب منظم لدقات القلب داخل صدر المريض.
  • وصف أنواع أخرى من الأدوية كمدرات البول أو موسعات الأوعية الدموية المستخدمة لعلاج الفشل القلبي.
  • وصف بعض أنواع الأدوية المضادة للالتهابات لتخفيف حدة الألم.
  • وصف المضادات الحيوية لعلاج التهاب عضلة القلب الناجم عن البكتيريا.
  • وصف أنواع أخرى من الأدوية لعلاج التهاب القلب الناجم عن الدفتيريا أو أمراض المناعة الذاتية.


مَعْلومَة

يشتهر التهاب القلب بكونه أكثر أمراض القلب شيوعًا عند وفيات الإيدز أو فيروس نقص المناعة البشري، وذلك وفقًا لتقارير الأطباء المشرحين لجثث هؤلاء المرضى، بل وقد تصل نسبة وجود التهاب القلب في هذه الجثث إلى حوالي 50% أو أكثر، ومن الجدير بالذكر أن التهاب عضلة القلب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمرض قلبي آخر هو ضعف أو اعتلال عضلة القلب (Cardiomyopathy)، وعلى الرغم من كثرة الدراسات والأبحاث العلمية التي بحثت في أمر التهاب عضلة القلب، إلا أن نسب الإصابة الحقيقية بهذا المرض في المجتمع تبقى مجهولة إلى حدٍ بعيد[٧].


المراجع

  1. "Discover Myocarditis Causes, Symptoms, Diagnosis and Treatment", Myocarditis Foundation, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  2. James Beckerman, MD, FACC (5-9-2018), "What You Should Know: Myocarditis"، Webmd, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  3. Wai Hong Wilson Tang, MD (19-12-2016), "Myocarditis"، Medscape, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  4. Joseph Rossano, MD, MS, FAAP, FACC, "Myocarditis"، The Children’s Hospital of Philadelphia, Retrieved 23-5-2020. Edited.
  5. "Myocarditis", Mayo Clinic,16-3-2019، Retrieved 23-5-2020. Edited.
  6. "Myocarditis", Harvard Health Publishing,12-2018، Retrieved 23-5-2020. Edited.
  7. Leslie T. Cooper, Jr., M.D (9-4-2009), "Myocarditis", N Engl J Med, Issue 15, Folder 360, Page 1526–1538. Edited.

فيديو ذو صلة :