بواسطة رانيا سنجق
الأخلاق هي الطِّباع والسِّمات والصفات التي يمتاز بها المرء في سلوكه اليوميّ، والأخلاق منها ما هو مكتسبٌ عن طريق التربية والمحاكاة والاختلاط والتقليد، وجزءٌ منها يُولد مع المرء بالفطرة السَّوية والسليمة التي خلق الله عليها جميع الخَلق من الذكور والإناث على حدٍّ سواءٍ؛ فالأخلاق لا تقتصر على جنسٍ دون آخر أو على أناسٍ دون آخرين، فهي شاملةٌ للبشر جميعًا. وقد دعت جميع الشرائع السماوية إلى التحلي بالأخلاق الحميدة والابتعاد عن رذائل الأخلاق التي تأنفها وترفضها النفس البشرية والمجتمع ككلّ.
أخلاق الفرد تحدد مكانته في المجتمع
حثّت جميع الأديان والأنظمة والشرائع في كافة الأزمنة والعصور الفرد على الالتزام بمكارم الأخلاق ونبذ أراذلها؛ فلطالما كانت للأخلاق الحميدة مكانةٌ مرموقة لدى الناس ويتبوأ صاحبها مكانةً عظيمةً في نفوس الآخرين وقبولًا ومحبةً واحترامًا، ويستطيع الفرد لمس ذلك من خلال:
- تحقيق الفرد احترام الآخرين والنظرة إليه من منظار الإجلال والتقدير والتصديق.
- اللجوء إلى هذا الفرد من أجل حلّ المشاكل والأخذ برأيه ونصيحته ومشورته فكلما كانت أخلاق الفرد حميدةً زادت مصداقيته لدى الناس.
- انتقال ذلك التقدير والاحترام والمكانة الرفيعة في نفوس الناس والسمعة الطيبة إلى الأبناء والأحفاد بحيث ينالون ذات التقدير خاصةً إن تحلوا بأخلاق من قبلهم من العائلة.
- اعتبار الفرد قدوةً حسنةً للآخرين من الكبار والصغار ومِثالًا يُحتذى به.
- تكرار سؤال الناس عن الفرد حَسن الخُلق والاطمئنان على أحواله والحزن على غيابه أو سفره.
- وعلى النقيض الفرد المُتِّصف بالأخلاق السيئة والمذمومة من قبل الناس والشرائع يحظى بكراهية وبُغض الناس أجمعين في مجتمعه وقد يصل الأمر إلى نبذه أو طرده من مجتمعٍ ما سواء على مستوى الأُسرة أو العائلة أو المنطقة وغيرها.
- افتقار الفرد سيئ الخُلق إلى احترام الناس وتقديرهم وعدم تصديقه فيما يقول أو يفعل.
- كراهية وجوده في المناسبات والاحتفالات والابتعاد عنه تجنُّبًا لأخلاقه السيئة.
- عدم اكتراث محيطه له في حال الغياب أو المرض أو السفر.
- الشعور بعدم الطمأنينة في حال وجوده كونه قد يتسبب في مشكلةٍ أو إلحاق ضررٍ بأحد الموجودين.
كيفية تربية الأبناء على الأخلاق
جزءٌ كبيرٌ من تحقيق الفرد للمكانة المرموقة في المجتمع تقع على عاتق الوالدين في تربية الأبناء على الأخلاق الفاضلة وإبعادهم عن الأخلاق السيئة من خلال اتباع العديد من الطرق والأساليب المتنوعة من أجل تحقيق الغاية في جعل الطفل يحقق المكانة الطيبة في المجتمع والعمل والمنزل من خلال:
- غرْس الأخلاق الفاضلة في نفوس الأبناء منذ نعومة أظافرهم كالصدق والإخلاص والأمانة واحترام الآخرين والإحسان إلى الفقير والضعيف واليتيم وغيرها من الأخلاق عن طريق قراءة القصص لهم أو مشاهدة برامج الأطفال التي تحثّ على خُلقٍ فضيلٍ في كل حلقةٍ ثم مناقشة ذلك الخُلق معهم، ومراقبة الوالدين لهم في كيفية تطبيق الأخلاق التي جرى اكتسابها.
- المبادرة إلى إيجاد الحل المناسب في حال ارتكب الطفل خُلقًا سيئًا كالكذب أو السرقة أو التكسير للأغراض والممتلكات أو السبّ والشتم والابتعاد عن اللجوء إلى الضرب حيث إنه يعطي غالبًا نتائج عكسيّة تجعل الطفل يتمسّك في أفعاله.
- أن يكون الوالدان قدوةً حسنةً لأبنائهم فلا يصح أن ينهى الوالدان أبنائهما عن الكذب مثلًا وفي المقابل يرى الطفل أحد والديْه -أو كليهما- يكذب في أمرٍ ما على صديقه أو قريبه.
- تعزيز بعض الأخلاق لدى الأطفال عن طريق المشاركة الفعلية في عملٍ جماعيٍّ كالأعمال التطوعيّة التي تعزز لديهم أخلاق التعاون والمشاركة والإيثار وتقديم المساعدة وتُخلِّصهم من الأنانية وحب التملُّك.
- مدّح الأبناء وتشجيعهم بالثناء والإطراء في حال التزامهم بتطبيق قواعد الأخلاق حتى تُصبح تلك الأخلاق جزءًا لا يتجزأ من شخصيتهم التي يحملونها معهم أينما كانوا.