- ذات صلة
- أين تقع سبأ
- أين تقع مدينة سلا
مملكة سبأ
تُعدّ مملكة سبأ إحدى أهم الممالك العربية القديمة ومن أهم الممالك في اليمن، وازدهرت المملكة بين القرن الثامن قبل الميلاد إلى 275 ميلاديًا [١]، وسمِّيت المملكة بهذا الاسم نسبةً إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بس سام بن نوح، كما ذكرت مصادر عربية أنَّ سبأ له اسم آخر وهو عامر، لكن سمّي بسبأ لأنه أول من سبى جنودًا من الأعداء، وعرفت سبأ كمملكة ثرية نمت ثروتها من خلال التجارة الّتي كانت تمتد من جنوب الجزيرة العربية وحتى ميناء غزة على البحر الأبيض المتوسط، وذُكِرت مملكة سبأ في جميع الكتب السماوية كالقرآن الكريم، والتوراة، والإنجيل.[١]
عُرفت ملكة مملكة سبأ باسم بلقيس، وتولّت الحكم في القرن العاشر قبل الميلاد، ولم يذكر اسم بلقيس في القرآن ضمن قصة سليمان عليه السلام في سورة سبأ، لكن المؤرخين عرفوا ذلك، وسمع سليمان أنَّ بلقيس ومملكتها يعبدون الشمس فأرسل لها رسالة تطلب منها عبادة إله واحد وهو الله عزّ وجل، وردتّ عليه بإرسال هدايا له عبارة عن أربعين رجلًا من أفضل الرجال آنذاك عقلًا ورشدًا بالإضافة إلى الذهب والفضّة والدرّ والزبرجد والزمرد، فرفض سليمان الهدايا ثم أتت بلقيس إلى مملكة سليمان بنفسها.[٢]
موقع مملكة سبأ
تقع مملكة سبأ في جنوب الجزيرة العربية في اليمن تحديدًا، وتبعد مقدار 200 ميل عن منطقة عدن، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأسفار التوراتية تشير إلى وجود موقعين لمملكة سبأ؛ أحدهما في الشمال بالقرب من أراضي تيماء، والآخر في الجنوب بجوار حضرموت، وعرفت عاصمة مملكة سبأ باسم مأرب، وتبعد قرابة 120 كيلو متر من صنعاء العاصمة، وتقوم مأرب على علو 2900 قدم فوق سطح البحر كم، وعرفت بمعلم عظيم وهو سد مأرب الّذي يُعدّ أعجوبة معمارية لإتقانه الهندسي،[٣] كما يعدّ من أقدم السدود وأوائلها في العالم، كان يروي 98.000 ألف متر مربّع، وبناه السبئيون لحفظ أمطار المياه والاستفادة منها في ريّ الأراضي الزراعية، ولم تقف آثار مملكة سبأ عند السد بل امتدت لتتضمّن القصور والحصون والمعابد، وامتلكت بلقيس ملكة المملكة ثلاثة قصور وهي بينون، وغمدان، وسلحين إضافةً إلى عرشها المعروف بعرش بلقيس، وهو عبارة عن سرير مصنوع من الذهب الخالص وأرجله من اللؤلؤ المرصّع بالجواهر مثل الياقوت الأحمر، والياقوت الأخضر، والدُّر.[٤]
ديانة مملكة سبأ
كان الدين في مملكة سبأ قائمًا على عبادة القمر، والشمس، والكواكب منذ القرن السابع قبل الميلاد، وهو دين متعارف عليه في منطقة ما بين النهرين، كما كانوا يعتقدون أن الآلهة خلقت كل شيء في العالم وزودتهم بالمواهب الجيدة، وكان إله القمر يُعدّ من أقدم الآلهة في المملكة، وإضافة إلى عبادتهم للأصنام، إذ بدوأ بعبادة صنم اسمه "تألب ريام"، وثم بدأت كل قبيلة بصنع صنم خاص بها وعبادته على طريقتها، وبعد فترة أخذ السبئيون يقدّسون الوعْل؛ وهو حيوان من فصيلة الماعز، ثم مع انتشار الدعوة الإسلامية أصبحوا يعبدون إلهًا واحدًا، ولأنَّ كلمة الله في اللغة العبرية تعني "إيل" فإننا نجد أن كثير من أسماء السبئيين تحتوي على هذا الاسم مثل شرحبيل (شرحب إيل) وكرئبيل وجبرائيل وغيرها، وكان سكان مملكة سبأ يمارسون قبل اعتناقهم الإسلام بعض العادات التي كانوا يعتقدون أنها تقوي علاقتهم مع الآلهة مثل إقامة علاقات شخصية معهم، كما مارسوا حرق وتحنيط الموتى بمواد خطيرة، بالإضافة إلى إيمانهم بالعرافة وبإمكانية التراسل مع الموتى عن طريق إرسال الرسائل لهم.[١]
التجارة والإقتصاد في مملكة سبأ
اشتهر السبئيون في الزراعة، إذ أخذوا يحتفظون بمياه الأمطار ويسخرّونها في عملية الريّ، كما كانوا يحصدون المحاصيل مرتين في السنة نتيجة وفرة المياه، وساعدتهم الزراعة على التمتّع بحياة مستقرة أدت إلى التقدم المدني وتطور نظام الحكم بعد أن كانوا قبيلة، كما تميّزت سبأ بإنتاج أجود أنواع اللبان الذي ينمو في الجزء الأوسط من الساحل الجنوبي في بلاد المهرة وظفار الّذي كان معروفًا بأنه أحب أنواع الطيوب وأغلاها ثمنًا في بلاد الشرق القديمة، فيما أدى ذلك إلى تطوير التجارة وتوسيع نطاقها على مستوى كبير خصوصًا في حوض البحر المتوسط، وتمركزت تجارة سبأ على اللبان كسلعة أساسية ثم توسّعت إلى سلع أخرى ونادرة، إضافة إلى تصدير محاصيل التمور والشعير، والعنب، والقمح، والفواكه المتنوعة.[٥]
كان طريق التجارة يسلك طريقًا رئيسيًا ابتداءً من ميناء قنا في مصب وادي ميفعة على بحر العرب مرورًا إلى ميناء غزّة في فلسطين على البحر المتوسط، إلى مدينة شبوة ومأرب، ثم وادي الجوف، ثم يمر بنجران؛ إذ يأخذ هذا الطريق فرعين: الأول يعبر من قرية الفاو في وادي الدواسر ومنه إلى هجر ومنطقة الخليج، ثم إلى جنوب وادي الرافدين، والفرع الثاني يعبر من طريق رئيسي يمتد من نجران نحو الشمال، ثم يمر بيثرب، وصولًا إلى شمال الحجاز لمنطقة اسمها دادان، ومنه يتوجه إلى البتراء، ثم يتجّه من الطريق من البتراء إلى ميناء غزّة بينما يتوجه فرع آخر إلى دمشق وإلى مدن ساحل الفينيقي، ومن الجدير بالذكر أنَّ الجمل لعب دورًا كبيرًا في ازدهار التجارة في سبأ؛ لمساعدته على حمل الأثقال والتنقّل فيها لمسافات طويلة، كما أنَّ استئناس الجمل بدأ في القرون الأخيرة من الألف الثاني قبل الميلاد، وكانت وفرة العائدات المادية من التجارة منعكسة على الحياة العامة في المملكة، كما أدت إلى ازدهارها وتحسين كافة الخدمات في الفترة حينها، خاصةً في أرض سبأ وعاصمتها مأرب، ويشهد سد مأرب على الحضارة الزراعية المتينة والمتقنة.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت Joshua J. Mark (2-3-2019), "Kingdom of Saba"، ancient, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ "queen of sheba", britannica, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ "Sabean Kingdom", globalsecurity, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ "من تاريخ اليمن السعيد: مملكة سبأ وملكتها بلقيس" alquds، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019. بتصرّف.
- ↑ Joshua J. Mark, "Kingdom of Saba"، ancient, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ "مملكة سبأ"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019. بتصرّف.