محتويات
موقع مدينة جنين
تقع مدينة جنين في دولة فلسطين وسمّيت بهذا الاسم بسبب كثرة الجنائن والبساتين التي تحيط بها وذلك لوفرة وغزارة المياه فيها، وتبعد عن مدينة نابلس حوالي 43 كيلو متر، أمّا عن مدينة القدس فتبعد حوالي 75 كيلو مترًا باتجاه الشمال، وكان يُطلق عليها قديمًا اسم جانيم التي تعني جنان، وتطلّ على سهول مرج ابن عامر، وترتفع المدينة عن مستوى سطح البحر بين 125 إلى 250 مترًا، وتعد ثالث أكبر مدينة في الضفّة الغربية بعد مدينة الخليل ومدينة نابلس، وتتميّز بتنّوع البيئات الطبيعية فإنها تضمّ البيئة الجبلية، والبيئة الغورية، بالإضافة إلى البيئة السهليّة، وتعد نقطة مواصلات مهمّة بين مدن فلسطين الأخرى؛ فهي محطّ للأفراد المتوجّهين شمالًا إلى مدينة حيفا ومدينة النّاصرة، وللمتوجهيّن جنوبًا حيثُ مدينة نابلس ومدينة القدس، كما قُدّر عدد سكانها حسب إحصائيات تعود للعام الماضي حوالي 44,311 نسمة.[١][٢][٣]
تُعدّ مدينة جنين منطقة زراعيّة إذ تضمّ العديد من المساحات الواسعة المزروعة بشتّى أنواع البقوليات والخضراوات والفاكهة، كما تتميّز تربة الأراضي فيها بالخصوبة ذات الإنتاج الكبير، إذ يُزرع فيها نباتُ القمح والشعير والسمسم، بالإضافة إلى البطيخ واللوز وغيرها من الأشجار المثمرة، وتعد أيضًا من أشهر المناطق في زراعة أشجار الزيتون في دولة فلسطين، وتصنّفُ قرية قباطية التابعة للمدينة من أشهر القرى إنتاجًا للزيتون ويُعد زيتها من أفضل الأنواع، وتعتمد مدينة جنين للاستخدام البشري على مياه تأتي مصدرها من بئر متواجد في قرية عرابة، وتنتقل إليها عن طريق شبكة من الأنابيب.[٢][١]
مناخ مدينة جنين
يتّصف مناخ المدينة بالمعتدل أيضًا؛ إذ يتبع لمناخ منطقة البحر الأبيض المتوسط، فتتراوح متوسط درجات الحرارة بين 14 درجة مئوية كمتوسط للنهاية الصغرى، و24 درجة مئوية كمتوسط للنهاية الكبرى، كما يصل المعدّل السنوي للرطوبة النسبية في المدينة نحو 58%، وتتلقى المناطق الشمالية الغربية لمدينة جنين معدلات هطول خلال السنة بنسبةٍ أعلى من تلك المناطق الواقعة فيما تبقّى منها، فيشهد شهر كانون الثاني أعلى المعدّلات من الهطول والتي تصل إلى 138.9 مل، أمّا أقلّها فهو شهر أيّار إذ تصل معدّلات الهطول فيه إلى 5.5 مل، إذ تهطل معظم كمية الأمطار التي تشهدها المدينة في 4 أشهر فقط.[١][٢]
مدينة جنين عبر العصور
نشأت واستقرّت في أراضي مدينة جنين العديد من الحضارات عبر التاريخ، ففي العصور القديمة سكن الكنعانيون المنطقة وأسّسوا فيها مركزًا عمرانيًّا في قرية عين جنيم، وتعاقب عليها فيما بعد البابليون والآشوريون، بالإضافة إلى الآراميين، إذ كانت المدينة عرضةً للعديد من الغزوات، وتعرضت أيضًا للخراب والتدمير أثناء الغزو القديم، ثمّ حكم الرومان المنطقة وخلّفوا العديد من الآثار التاريخية التي ما زال بعضها موجودًا حتى الآن، كما سكنها العرب والمسلمون في القرن السابع الميلادي.[١]
حكم المدينة فيما بعد الخلفاء الراشدون، وتعاقبت العصور الأمويّة والعباسيّة والفاطميّة إلى أن جاء الحكم الصليبي وأحكم قبضته على المدينة لتصبح جزءًا من الأراضي التي تتبع لهم سنة 1103 للميلاد، إذ أطلقوا عليها اسم جبرين الكبرى، وبنوا فيها القلاع الحصينة، وأحاطوها بالأسوار لتبقى منيعة ضدّ أي هجوم قد يقع على المدينة، ولكنّ القائد صلاح الدين الأيوبي حرّرها فيما بعد وعادت للحكم الإسلامي، وفي عام 1255 للميلاد أصبحت المدينة جزءًا من الأراضي التي تتبع للحكم المملوكي، إذ كانت تكمن أهميتها في كونها محطةً ومركزًا للرسائل البريدية المبعوثة عن طريق الحمام الزاجل بينها وبين مدينة دمشق وصفد مرورًا بمدينة غزة إلى دولة مصر.[١]
وقعت مدينة جنين تحت السيطرة العثمانية سنة 1602 للميلاد، إذ كانت تحت حكم الأمير أحمد بن طرباي والذي كان من أبرز أمراء قبيلة حارثة، ثمّ نشأت العديد من الحروب والفتن داخل المدينة وأدّى ذلك إلى وقوع المدينة تحت سيطرة الأمير فخر الدين المعني الثاني سنة 1633 للميلاد، كما تعاقب عليها الحكم المصري بقيادة حسين عبد الهادي الذي اختاره القائد إبراهيم باشا ابن محمد علي الذي استطاع إخراج الأتراك من فلسطين سنة 1840 للميلاد، وقد احتلّ الانتداب البريطاني المدينة سنة 1918 للميلاد، وهي اليوم تعاني من وطأة الاحتلال الإسرائيلي.[١]
المعالم الأثرية والسياحية في مدينة جنين
تضمّ مدينة جنين العديد من المعالم والآثار التاريخية والسياحية الجذّابة، ومن أبرزها:[٤][٢]
- كنيسة برقين: يُطلق عليها أيضًا اسم كنيسة مار جرجيس، وبنيت الكنيسة على مساحة تقدّر بحوالي 800 متر مربع، وقد بنيت على حقبتين زمنيتين، إذ بُني الجزء الأول قبل 2000 سنة مضت، والجزء الثاني قبل 1500 سنة في زمن عصر الملك قسطنطين، وتأتي أهمية هذه الكنيسة بكونها رابع أقدم كنيسة في العالم، وخامس مكان مقدّس في العالم بالنسبة للديانة المسيحية، وقد ذكرت أيضًا في الإنجيل.
- الجامع الكبير: يقع الجامع الكبير في منتصف المدينة، ويسمّى أيضًا باسم جامع فاطمة خاتون نسبةً إلى فاطمة خاتون ابنة محمد بك بن السلطان آخر سلاطين العصر المملوكي، وقد أنشئ بناءً على طلبٍ منها حين زارت الأماكن المقدّسة في القدس مرورًا بمدينة جنين.
- نفق بلعمة: يُطلق عليه أيضًا اسم نفق بيلعام، ويقع على المدخل الجنوبي للمدينة، وقد كشف عن الموقع بين عامي 1996 و1997 فقد كان عبارة عن نفق يستخدمه أهالي المدينة للوصول إلى نبع المياه.
- تل الحفيرة: يسمّى أيضًا باسم تل أو قرية دوثان، ويقع في الجنوب من مدينة جنين ويضمّ التلّ مدينة تعود للعصر الكنعاني الإسلامي، وتنتشرُ أشجار اللوز والبرتقال على محيط القرية، كما وُجدت العديد من قطع الفخّار الأثرية في التلّ والتي تعود للعصور الحجرية والنحاسيّة الحديثة.
- أحراش أم الريحان: يُطلق عليها اسم أحراش العمرة أيضًا.
- قرية صانور.
- تل تعنك.
- قرية جبع.
- خربة خروبة.
- مقبرة شهداء الجيش العراقي.
- نصب الحرب الالماني.
- أحراش السويطات.
- عين المالح.
- قرية تياسير.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح "جنين (مدينة)"، palestinapedia، 23-10-2013، اطّلع عليه بتاريخ 21-8-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "أبرز المعالم السياحية والتاريخية في محافظة جنين"، wafa. بتصرّف.
- ↑ "تعرف على مدينة جنين الفلسطينية المحتلة "، alkawthartv، 21-12-2016، اطّلع عليه بتاريخ 21-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "اهم المواقع الاثرية والسياحية في محافظة جنين"، maannews، 25-2-2006، اطّلع عليه بتاريخ 21-8-2019. بتصرّف.