محتويات
بحيرة ساوة
تتميز بحيرة ساوة عن غيرها من البحيرات بأعلى مستوى ملوحة، وتصل إلى نسبة 35 غم لكل متر مكعب مقارنةً بالمياه الداخليه العراقية، وفسرت الدراسات والتحليلات الكيميائية والنظريات أن السبب يعود إلى أن أصل هذه البحيرة نيزكي، وأنها تتغذى على المياه الجوفية الصاعدة من قاع البحيرة عبر الشقوق، وتتميز هذه البحيرة بطولها الذي يصل إلى 4.47 كم، وعمق يصل إلى 1.77 كم، ويُعّد منسوب هذه البحيرة من إحدى المميزات؛ إذ إنها تُعطي نوعًا من الجمال لها، ومن الجدير بالذكر أنه أقيمت دراسات على مستوى المياه في البحيرة الذي بين أن منسوبها أعلى من المناطق المجاورة لها إذ يصل إلى 1-4 أمتار، ومستوى البحيرة أيضًا أعلى من مستوى نهر الفرات بمقدار 7-5 أمتار، وعن مستوى الخليج العربي بمقدار 17-20 مترًا، إضافةً إلى تكوينات البحيرة من الجبس التي يصل طولها تقريبًا ستة أمتار، ويعود السبب في ذلك أنها تتشكل من تبخر الماء المالح الذي ينشأ عنه ترسبات الملح على ضفاف البحيرة، ويكون الجبس في هذه الحالة بمثابة الحصن المنيع الذي يمنع تدفق المياه خارج البحيرة.[١]
موقع بحيرة ساوة
تقع بحيرة ساوة في محافظة المثنى التابعة للدولة العراقية بالقرب من نهر الفرات التي تبعد ما يقارب 23 كم من الجهه الغربية من مدينة السماوة، وهذه البحيرة لا تحتوي على مدخل أو مخرج، لكنها تغذي نفسها من خلال سحب مياه نهر دجلة والفرات من خلال الشقوق والتصدعات المشتركة بينهم التي تنقل المياه إلى الطبقات الجوفية أسفلها، وبسبب اختلاف المناخ في العراق قد يتقلب مخزون هذه البحيرة لكنها لا تجف تمامًا، ويعود السبب في ذلك إلى التوازن الحاصل بين تغذية المياه، وعملية التبخر،[١] وتتميز بحيرة ساوة بمناخها الجاف؛ إذ تتراوح درجات حرارتها بين 27.6 درجة مئوية و44.6 درجة مئوية خلال العام، ويصل متوسط الهطول السنوي للأمطار 110 ملم في السنة، وتُقدر قيمة التبخر التي تحدث عادة خلال شهر يوليو إلى 506 ملم، وتسجل أقل نسبة 89 ملم، ويكون اتجاه الرياح عامة شماليًا غربيًا بسرعة 4.1 م/ث.[١]
الأحياء البحرية في بحيرة ساوة
تُعّد البحيرة بيئة غير مناسبة لعيش النباتات فيها أو على شاطئ البحيرة؛ إذ إن السبب في ذلك يعود إلى مياه البحيرة المالحة، ويُعّد نوع كارب الأسنان العربي هو النوع الوحيد الذي يعيش في البحيرة، ويتميز هذا النوع من الأسماك بمظهره الناعم وحجمه الصغير الذي لا يتجاوز 10سم، وعند موت هذا النوع من الأسماء تختفي أعينها، وتُعّد بحيرة ساوة غنية بالطيور ويوجد فيها 25 نوعًا من الطيور المقيمة والمهاجرة أو في المناطق المجاورة لها، وتحتوي البحيرة على عدد كبير من الطيور المائية مثل: البط وطيور فولكا أترا، والجريب الصغير، وغراب بلاد ما بين النهرين، بالإضافة إلى النوع الرمادي، وقد وجدت أيضًا أنواع من الطيور الجارحة خاصة في فصل الربيع والخريف، وساهمت الطبيعة الصحراوية من الجهة الغربية للبحيرة وشبه القاحلة في التنوع الكبير في الحياة البرية؛ إذ شملت أنواعًا من الثديات المتواجدة في المنطقة المجاورة للبحيرة مثل: الثعلب روبيل، وضبع مخطط، وغرير العسل، ومونجوزي رمادي هندي إضافةً إلى الزواحف مثل: ثعبان الماء.[١]
البحيرات والأنهار في العراق
تتغذى البحيرات المتواجدة في العراق على الفيضان الناتج عن نهر دجلة والفرات والجداول والقنوات المائية لهذه الأنهار، وتختلف نسبة التغدية لكل بحيرة كثيرًا، والعامل الأساسي في ذلك هو تدفق الأنهار، مما يؤدي إلى اختلاف كبير في حجم ومساحة البحيرة، وفي جنوب بغداد تكون البحيرات ذات ملوحة متزايدة، مما ينتج عنها كمية من الطمي الثقيل الذي يؤدي إلى سوء تغذيتها من الأنهار، ويُعّد نهر الفرات أطول نهر في العراق الذي يبدأ من تركيا مرورًا بسوريا ثم يدخل إلى العراق، وتوجد روافد للنهر عند دخوله العراق منها: الزاب العظيم، والزاب الصغير، والعزيم، وديالى الذين ينضمون إلى نهر دجلة في العراق، ويعرف الشط الذي ينشأ من التقاء نهر دجلة والفرات باسم شط العرب، ومن الجدير بالذكر أن نهر دجلة يشكل الحدود بين إيران والعراق.[٢]
بحيرة ساوة المعجزة
تناقلت العديد من كتب السنة النبويّة المطهرة وكتب الحديث أنه من الأمور التي وقعت يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم؛ تصدع ديوان كسرى، وجفاف بحيرة ساوة وخمود نار فارس، وغيرها من العلامات، وقد ذكر عدد من العلماء في كتبهم ومنهم الإمام الطبريّ في تاريخة والحافظ العراقيّ في كتابه المورد الهني وغيرهم، بأسنادهم إلى هانئ المخزومي أنه قال: لمّا كانت الليلة التي ولد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى، وسقط منه أربع عشرة شرقة وخمدت نار الفرس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وفاضت بحيرة ساوة. [٣]
بحيرة ساوة أسرار ظاهرة كونيّة
يتخيم الغموض بحيرة ساوة، إذ إنها بحيرة وسط الصحراء ويطلق عليها عدّة أسماء، ومنها أم الأسرار والبخيلة والبطة، إذ تحيطها الصحراء من جميع الجوانب، ومنابعها مدفونة في أعماقها، ومستوى المياه فيها ثابتٌ منذ أن تكونت، وتتكلس المياه فيها في حال سحبها عبر القنوات، ويقول أحد المسرحيين: الكثير من الحكايات والأساطير موجودة في عقول الناس، إذ حذر الأجداد أبناءهم من البحيرة وعدم التواجد ليلًا بالقرب منها من غير التعاويذ، وذلك لوجود إشاعات حول تواجد العفاريت والأشباح في البحيرة، إلا أن أهل السماوة يقضون ساعات جميلة فيها ليلًا والاستمتاع بالهواء الطلق. [٤]
صفات بحيرة ساوة
تشكلت بحيرة ساوة في عصر الهولوسين أي قبل ألف سنة، ورغم وجود البحيرة في قلب الصحراء إلا أن مياهها تبقى ثابتة، وعندما تترك المياه خارج البحيرة تتحول إلى أحجار كلسيّة، وقد أُخذت عينة من مياه البحيرة، وحُلّلت في المختبر، وقد تفاجأ العلماء بالتشابه الكبير بين مياه البحيرة ومياه بحر قزوين رغم بعد المسافة بينهما، وتعدّ منطقة البحيرة منطقةً جافة، إذ تصل درجات الحرارة فيها 27-44 درجة مئوية، ومياه البحيرة غنيّة بالكالسيوم والكبريت، إذ تستخدم في علاج أمراض عديدة، وتكثر المنطقة بالكهوف والتي لا تزال حقيقتها غير مكشوفة حتى الآن، ويعيش في البحيرة نوع واحد من الأسماك لا يتعدى طولها 10 سنتمترات، وهي أسماك شفافة وتحتوي على نسبة عالية من الشحوم، إذ يُرى الهيكل العضمي للسمكة من شدّة شفافيتها، إذ إنه من الصعب اصطياد الأسماك وطبخها فهي حتمًا ستذوب في النار لكثرة الشحوم فيها، وتتميز مياه البحيرة بشدة ملوحتها، لذا لا تعيش أنواع الأسماك الأخرى فيها. [٥]
عجائب بحيرة ساوة
ترتفع درجات الحرارة في المنطقة، وقد حيرت بحيرة ساوة الجميع في كيفية محافظتها على نفس المنسوب من المياه منذ اَلاف السنين، فرغم درجات الحرارة العالية جدًا في الصحراء التي توجد فيها البحيرة، إلا أنها لم تتبخر منذ اَلاف من السنين، وهذا أمر يدلّ على إعجاز الله سبحانه وتعالى وعظمته، كما أن البعض قال أن هذه البحيرة فاضت مياهها وتدفّقت يوم مولد الرسول عليه الصلاة والسلام، وقيل كذلك أن جفاف بحيرة ساوة سيكون علامةً من علامات الساعة، [٦]، وقد ظنّ البعض أنه يوجد تحت هذه البحيرة نبع يزوّدها ويُغذّيها بالماء، لكن الحقيقة التي توصّل لها العلماء أنه لا وجود لأي نبع يُغذّي هذه البحيرة، وبقيت أعجوبة حيّرت العلماء والجميع في المنطقة، وتأتي إلى البحيرة العديد من الطيور المهاجرة التي تمكث فيها فترةً، ثم تعود لتهاجر مرةً أخرى إلى موطنها الأصلي بالرغم من أن نسبة ملوحة المياه عالية جدًا، وهذا الأمر الذي زاد من غرابة هذه البحيرة وحيّر العلماء أكثر، حتى أن بعضهم قال أن بحيرة ساوة تستحق أن تكون أعجوبة ثامنة من عجائب الدنيا، أما بالنسبة للكائنات البحرية والأسماك فإن البحيرة لا تحتوي على أي كائنات بحرية بسبب الملوحة العالية لمياهها، ولا يوجد فيها سوى نوع واحد من الأسماك قصيرة الجسم التي لا يتعدّى طولها 10 سم، والتي تأقلمت مع ملوحة البحيرة لتستطيع العيش فيها، كما يعيش في قاع البحيرة نوع واحد من الحلزون يُسمى Pomatiopsis، أما بالنسبة للنباتات فلا يعيش أي نوع من النباتات في البحيرة تبعًا لملوحتها العالية جدًا، ويُنصح الكثير ممن يعانون من الأمراض الجلدية بالذهاب إليها بهدف الاستشفاء؛ فمياه البحيرة غنية بالكبريت والكالسيوم، وهي بذلك مناسبة لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية، لذلك فإن بحيرة ساوة تعد من معالم السياحة العلاجية والاستشفائية في العراق.[٦][٧] وهذا أمر يدلّ على إعجاز الله سبحانه وتعالى وعظمته، كما أن البعض قال أن هذه البحيرة قد فاضت مياهها وتدفّقت يوم مولد الرسول عليه الصلاة والسلام، وقيل كذلك أن جفاف بحيرة ساوة سيكون علامةً من علامات الساعة، وبالرّغم من كل هذه الأقاويل التي قيلت فيها إلّا أنه لا معلومة مؤكدة حولها إلى الاَن. [٦]
العراق
تقع العراق جنوب غرب آسيا، تحدها من الشمال تركيا، ومن الشرق إيران، والغرب سوريا والأردن، ومن الجنوب المملكة العربية السعودية والكويت، وتُقّسم تضاريس العراق إلى أربع مناطق جغرافية هي:[٨]
- السهول الغرينية: تقع هذه السهول في الأجزاء الوسطى والجنوبية من العراق، وتمتد بين نهر دجلة والفرات التي تبعد ما يقارب 600 كم من بلد دجلة والرمادي على الفرات وصولًا إلى الخليج الفارسي التي تصل مساحتها إلى 132.000 كيلومتر مربع؛ أي ما يعادل ثلث مساحة العراق، وتتميز السهول الغرينية بارتفاعاتها المنخفضة وسوء التصريف الطبيعي للمياه، ومن الجدير بالذكر أن السهول الغرينية تضم عدة بحيرات مثل: بحيرة المستنقع التي تصل مساحتها عرضيا من 13-25 كم.
- الصحاري: تقع الصحاري في المنطقة الغربية والجنوبية من الدولة، وهي منطقة شاسعة تصل مساحتها إلى 168.000 كيلومتر مربع؛ أي ما يعادل خُمسيّ المساحة الإجمالية للبلاد مثل: الصحراء الغربية التي تقع على امتداد الصحراء السورية التي يصل ارتفاعها إلى 490 مترًا، وتُعرف الصحراء الجنوبية باسم الهجارة من الجهه الغربية، ومن الجهه الشرقية تعرف باسم الدبيبة، ويقدر ارتفاع الصحراء الجنوبية بين 100-400 متر.
- المرتفعات: تقع المرتفعات في الجزء الشمالي الشرقي من العراق أشهرها جبل العنيزة الذي يقع عند تقاطع الحدود بين الأردن والعراق، والمملكة العربية السعودية، الذي يصل ارتفاعا إلى 951 مترًا.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Sawa Lake", revolvy, Retrieved 27-8-2019.
- ↑ "Iraq", nationsencyclopedia, Retrieved 28-8-2019.
- ↑ "من معجزات النبي.. بحيرة "ساوة" التي غاضت يوم ميلاده العظيم"، masrawy، 2019-8-19. بتصرّف.
- ↑ "بحيرة ساوه أسرار ظاهرة كونية عجز العلم عن تفسيرها"، almadapaper، 2019-8-19. بتصرّف.
- ↑ "تقرير شامل عن بحيرة ساوة"، almrsal، 2019-8-19. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ""بحيرة ساوه" لؤلؤة الصحراء وأغرب بحيرات العالم"، yallabook.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-6-2019.
- ↑ جواد الحطاب (28-3-2013)، "بحيرة "ساوة".. كسر قوانين الطبيعة والتفسيرات الفيزيائية"، العربية، اطّلع عليه بتاريخ 19-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "Iraq", britannica, Retrieved 28-8-2019. Edited.