مكة المكرمة
مكة المكرمة تقع غرب المملكة العربية السعودية وتبعد مسافة ما يقارب 400 كم عن المدينة المنورة في الاتجاه الجنوبي الغربي، وتبعد مسافة ما يقارب 120 كم عن مدينة الطائف في الاتجاه الشرقي، ومسافة 72 كم عن العاصمة الاقتصادية جدة، ويعود تاريخ تأسيسها إلى ما قبل ميلاد النبي إسماعيل، وتقع على منطقة جبلية جرداء لا تحتوي على شجر ولا ثمر عند تقاطع درجتي العرض 21/25 شمالًا والطول 39/49 شرقًا ضمن إقليم تهامة غرب شبه الجزيرة العربية ويبعد عن البحر الأحمر مسافة 80 كم ضمن تشكيلات الدرع العربي التي تتكون جباله من صخور متحولة وصخور جوفية اندساسية وصخور غرانيتية، ويوجد بين جبالها أودية تغطيها ترسبات الحصى والرمل ومعظمها تتبع في تكوينها حركات الصدوع والانكسارات التي مرت بالدرع العربي خلال الأزمة الجيولوجية القديمة، وتبلغ مساحة مكة المكرمة ما يقارب 850 كم، 88 منها مأهول بالسكان وتبلغ مساحة المنطقة المركزية التي تحيط بالمسجد الحرام المتربع وسط المدينة ما يقارب 6 كم ويبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر ما يقارب277 م، وحسب إحصائيات 2012 يبلغ عدد سكانها مليون نسمة كلهم من المسلمين.[١]
أول من كسا الكعبة
من أهم وأبرز مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام هي كسوة الكعبة المشرفة، ويتربط تاريخ المسلمين بكسوة الكعبة المشرفة وكسوتها منذ القدم، وكسوة الكعبة تكون من الحرير الأسود وينقش عليه عليه آيات من القرآن الكريم من ماء الذهب وتغير كسوتها مرة في السنة في صباح يوم عرفة بعد صلاة فجر اليوم التاسع من شهر ذي الحجة بمساعدة 160 فنيًا وصانعًا، والحكمة من كسوة الكعبة أنها شعيرة إسلاميةوهي اتباع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه من بعده في ذلك، وروي أنه في سنة 9 هـ قد كسا الرسول محمد في حجة الوداع الكعبة بالثياب اليمانية وكانت نفقتها من بيت مال المسلمين.[٢]
وكما ذكر عن عدنان بن أد وهو الجد الأعلى للنبي الأكرم وهو واحد ممن كسوها، وتبع الحميري ملك اليمن هو أول من كساها في الجاهلية بعد زيارته لمكة وهو أيضًا صنع للكعبة بابًا ومفتاحًا، ومن بعده كساها الكثير في الجاهلية، حتى اصبحت الأمور بيد قصي بن كلاب وهو الجد الرابع للرسول ونظمها؛ إذ جمع قبائل قومه تحت لواء واحد وعرض عليهم أن يتعاونوا مع بعضهم البعض في كسوتها إلى أن قال أبو ربيعة عبدالله بن عمرو المخزومي وهو تاجر غني يملك المال والثراء الواسع لقريش (اكسوا الكعبة سنة وأنا أكسوها سنة) فوافقت قريش، وبعد فتح مكة جاء عهد الدولة الإسلامة وظهرت الكتابة على الكسوة، وفي عصر الدولة الأموية كسيت الكعبة كسوتين في العام واحدة في اليوم العاشر من شهر محرم والثانية في آخر شهر رمضان استعدادًا لعيد الفطر، ومن بعدها اهتم الخلفاء العباسيون اهتمامًا كبيرًا بكسوة الكعبة المشرفة فكسوها ثلاث مرات في السنة، ومنذ بداية العصر العباسي كان الخلفاء يكتبون أسماءهم على الكسوة ويقرنون بها اسم الجهة التي صنعت بها وتاريخ صنعها.[٢]
الكعبة المشرفة
الكعبة المشرَّفة هي بناء شامخ يقع في وسط الحرم المكي الشريف وهي قبلة المسلمين ومحط أنظارهم وأول بيت وضع في الأرض لعبادة الله وحده لا شريك له، إذ إن وادي إبراهيم الذي فيه الكعبة المشرفة لم يكن يحتوي على الزرع ولا على الماء، وأمر الله عز وجل إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يأخذ المكان مسكنًا لذريته، ونفذ إبراهيم عليه السلام أمر الله عز وجل وأسكن زوجته هاجر وطفلها إسماعيل عليه السلام، وبعد دعاء سيدنا ابراهيم عليه السلام استجاب الله عزوجل دعاءه، وفجر لذريته عين زمزم، وهيأ لهم أسباب المعيشة وبعدها أصبح الناس يأتون إلى الوادي، وأرشد الله عز وجل إبراهيم عليه الصلاة والسلام لمكان الكعبة المشرفة وأمره ببنائها، وسكنها أقوام مختلفة وتعاقب على ولاية الكعبة العمالقة وجرهم وخزاعة وقريش وغيرهم الكثير، وكانوا يعمرونها ويجددون بنيانها عند الحاجة ويكسونها ويحتسبونه تشريفًا وفخرًا لهم، حتى جاء الإسلام فزاد في تشريفها، كما حث على تعظيمها وتطهيرها، وقد كساها النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة بعده.[٣]
الحجر الأسود
الحجر الأسود حجر من الجنة أسود اللون له تجويف أشبه بطاس الشرب وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة، ويبدأ الطواف من عنده وينتهي عنده، ويتسابق المسلمون لتقبيله أمتثالًا بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويوجد الحجر الأسود في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة، ويرتفع عن الأرض لمتر ونصف، وذكر بعض المؤرخين رؤيتهم ووصفهم للحجر الأسود عبر التاريخ فمنهم من رآه يوم قلعة القرامطة في القرن الرابع كمحمد بن نافع الخزاعي فهو رأى السواد في رأسه فقط وسائره أبيض وطوله قدر ذراع،.[٤]
المراجع
- ↑ "مكة المكرمة"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب جاد محيدلي (20-8-2018)، "تعرفوا إلى قصة كسوة الكعبة من جد النبي محمد وحتى الآن!"، annahar، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "الكعبة المشرفة"، gph.gov، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "بالصور.. الحجر الأسود قطعة من الجنة حملها جبريل إلى إبراهيم""، youm7، 29-9-2014، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.