محتويات
الوثائق التاريخيّة
هي الشاهد على تاريخ أمة ما، فهي كل ما خلدّهُ التاريخ من أحداث وآثار للسلف السابق، كما أنها تعدّ من المصادر التي تعتمد عليها الدراسات والأبحاث التاريخيّة بشكل أساسي، ونظرًا لأهميتها فقد أصبحت علمًا يُدرّس،[١] وتلعب الوثائق دورًا هامًا وكبيرًا في حفظ التراث والنصوص التاريخيّة، كما لها دور كبير في عمليات البحث التاريخيّ، ولأن الوثائق تعدّ من الأصول التاريخيّة التي يستخدمها الباحثون في التاريخ؛ لذا يجب أن تَخضع للمنهج العلميّ والبحث التاريخي.[٢]
أهمية الوثائق التاريخيّة
يتجلى دور الوثائق في أهميتها لدى الباحث والمؤرخ، إذ لا يمكنه الاستغناء عنها في أبحاثه ودراساته، كما أن دراسة الوثائق ليست بالأمر السهل كما يتصوره البعض، فهي تحتاج إلى دراسة وخبر في مجال الخطوط واللغة، وكثير من الأحيان يقع الباحث في حيرةٍ عندما تتعدد الوثائق وتتشكل، فيمضي الكثير من الوقت في تحليل الوثائق ومعرفة صحتها، إذ توجد الكثير من الوثائق التي يدور حول صحتها الجدل من قِبل الباحثين والمتخصصين؛ لذلك فإن الباحثين والدارسين للوثائق يمضون الكثير من الوقت في التدقيق والتحريّ بالوثائق التاريخيّة، وتزخر المكاتب والمخطوطات في العالم بالوثائق المهمّة ذات الصلة بالتاريخ.[٢]
أنواع الوثائق التاريخيّة
تتعدد أنواع الوثائق وتتشكل فلا يمكننا حصرِها بشكل مبسّط، إلا أنه يتم التركيز على الوثائق الأكثر قربًا واتصالًا للباحث أو الدارّس، وهي كالآتي:[٣]
- النصوص: تنقسم النصوص إلى قسمين؛ نصوص مقصودة وهي التي وضعها أصحابها بهدف التأليف وحفظها في كتب مصدريّة، وغير مقصودة وهي التي وضعها أصحابوها دون هدف للتأليف أو النشر، ونتاجها التأثيرات الاقتصادية والسياسيّة العسكريّة، والاجتماعية، والدينيّة وبعض الأهداف التي ترتبط بالواقع التاريخيّ للدولة، ويمكن أن تكون النصوص شخصيّة متعلقة بأشخاص مثل السير الذاتيّة والخواطر، أو نصوص عموميّة تتبع للدولة وللجمعيات والنقابات وعادةً ما تكون ضمن الوثائق الأرشفيّة.
- الرسوم البيانيّة: وهي نتائج الدراسات الاجتماعية والعسكريّة، والدينيّة، والاقتصادية، والسياسيّة التي تُدرّس من قِبل الأشخاص أو الدولة.
- الإحصائيات: وهي التي تذكر في الصحف والوثائق الرسميّة التابعة للدولة.
- الصور: تتعدد أشكالها فقد تكون شخصيّة أو عموميّة وربما تكون للأشخاص مثل الملوك والرؤساء، والوزراء والقادة العسكريين.
- الرسوم: تظهر في الجرائد والصحف، وهي الرسوم الكاركاتوريّة ومنها ما يكون تابعًا للدولة والمنظمات وتكون ذات أهداف سياسيّة وعسكريّة أو اقتصاديّة.
- الخرائط: عادةً ما تكون الخرائط ذات طابع سياسيّ وعسكريّ بالإضافة لخرائط الاقتصاديّة وخرائط المجتمع.
مراحل تحليل الوثيقة
لقد توصلَ الباحثون والمؤرخون لمعلومات وأحداث تدور حول حياة الإنسان السابقة، من خلال تحليل الوثائق التاريخيّة التي عُثر عليها، وللوصول إلى معلومات دقيقة ومفيدة لا بد أن اتباع عدّة مراحل لتحليل الوثيقة، وهي:[٤]
- مرحلة فهم الوثيقة: وفيها تُعَلّم الكلمات المفتاحيّة للوثيقة، سواء كانت تلك الكلمات نصوصًا أو إحصائيات، وذلك يكون من خلال قراءة الوثيقة بشكل جيد وتكرار قراءتها عدّة مرات، ومن ثمَّ تحديد عناصر الوثيقة واستخراج أهم المعاني والأفكار الواردة فيها.
- مرّحلة التخطيط: وفيها يُوضع مخطط للوثيقة، ويبدأ البحث عن معلومات للوثيقة من خلال الدروس، ومن ثمَّ توزيع المعلومات وتبويبها حسب المخطط، مع تجنب الحشو الزائد.
- مرحلة التحرير: من خلال هذه المرحلة تُكتب وثيقة تحتوي على مقدّمة وعرض وخاتمّة.
أهمية دراسة التاريخ
يعيش الناس في الوقت الحاضر ولكنهم في حالة قلق دائم من المستقبل، وما قد يساعدنا في الاستعداد للمستقبل هو النظر إلى الماضي ودراسة التاريخ في جميع فروع المعرفة والعلوم المتاحة والمرغوبة، لذلك تركز بلدان كالولايات المتحدة الأمريكية على أهمية دراسة التاريخ في الصفوف الأكاديمية، وعلى الرغم من أنّ المؤرخين لا يقومون بوظائف مادية إلا أنّها في الواقع أكثر صعوبة من وظائف كالهندسة أو الطب.[٥][٦]
وتجذب الكتابات التاريخية عامة الناس لجمالها ودقة كتابتها واحتوائها على الحبكات والقصص الدرامية وبالأخص التاريخ العسكري، ولا شك أنّه عامل مهم في الفن ومجال الترفيه، لكنه يتفوق في مجال الفهم الإنساني وتقديم منظور آخر عن طبيعة الإنسان والحياة البشرية في المجتمع، و يقدم التاريخ لنا مخزنًا من المعلومات حول المجتمعات، كما يساعدنا في فهم تشكل الحياة عامة؛ إذ نستفيد من التجارب التي حصلت وسجلت في الماضي، ونذكر هنا بعض أهم جوانب دراسة التاريخ:[٦]
أهمية التاريخ في فهم المجتمعات
يساعدنا التاريخ في فهم الظواهر العالمية المختصة بالمجتمعات عبر العصور، فكيف أمكننا أن نفهم ما هي الحرب وأن نقيمها ونحن نعيش في سلام، إلا عبر المواد التاريخية، كما أمكننا معرفة تأثير الابتكار التكنولوجي وأن نفهم المعتقدات التي تسهم في تشكيل الحياة الأسرية، لمساعدة علماء الاجتماع في صياغة نظريات وقوانين خاصة بالسلوك الإنساني، ومن أهم ما يخص فهم المجتمعات تاريخيًا هو دراسة التحالفات العسكرية بين الأمم وأسبابها، والحملات التبشيرية، بالإضافة إلى الانتخابات الجماعية، وتعود أهمية دراسة المجتمعات للاستفادة قدر الإمكان من كيفية عمل المجتمعات في السابق وإدارة حياتهم الخاصة وتجنب الأخطاء التي وقعوا فيها، كما نذكر هنا أهمية دراسة التاريخ لفهم التقلبات السياسية في العالم ومعرفة أسبابها، من تغيّر توجه الكونغرس الأمريكي إلى الحروب المختلفة حول العالم، وعبر التاريخ وحده يمكن معرفة العناصر الأساسية في المجتمع التي تستمر وتنجو بالرغم من التغيير المستمر.[٦]
أهمية التاريخ في فهم الأخلاقيات
يوفر التاريخ مكانًا للتأمل في الأنماط الأخلاقية، وتسمح دراسة حالات الأفراد والمواقف والتفاعلات بينهم في الماضي لطلاب التاريخ باختبار الحس الأخلاقي لمجتمع بعينه، ومعرفة كيفية تكون هذه الأخلاق تبعًا للظروف التي عايشتها كل أمة، ونجد العديد من القصص التي تروي تفوق الأخلاق في مجتمعات دون غيرها منها الحقيقية وأخرى خيالية، والهدف منها توفير الإلهام للأجيال القادمة للاقتداء بالأخلاق الحسنة، وهناك ما يعرف بتدريس التاريخ بالقدوة، وهي طريقة لدراسة الماضي باستخدام قدوات عرفوا في نجاحهم في تجاوز وحل معضلات أخلاقية وأصبحوا من عظماء التاريخ، بالإضافة إلى أشخاص بسطاء استطاعوا تقديم دروس في الشجاعة والاجتهاد وغيرها من الأخلاق الحميدة.[٦]
أهمية التاريخ في صنع الهوية
أحد أبرز أسباب أهمية دراسة التاريخ هو أنّه يثبت هوية البلد أو الشعب أو الهوية القومية، ولذلك تحرص جميع الدول الحديثة على توفير كافة السبل لتعليم أبنائها وتثقيفهم حول تاريخها، كما يتضمن التاريخ البيانات والأدلة حول كيفية تكون الجماعات والعائلات والمؤسسات ثم تحولها إلى دول بأكملها، بالإضافة إلى البيانات المتعلقة بكيفية تطور الأمم والحضارات مع الحفاظ على تماسكها ونقل كل حضارة للعادات والتقاليد الخاصة بها، وبالنسبة للشعب الأمريكي الحديث؛ فإن دراسة تاريخ أسرة هو الاستخدام الأكثر شيوعًا المتعلق بالهوية، ويعود ذلك إلى كون علم الأنساب المعقد يوضّح كيفية تفاعل الأسرة الواحدة مع تغير تاريخي كبير، وتستخدم المجتمعات والمؤسسات الاجتماعية، كالمجموعات العرقية داخل الولايات المتحدة التاريخ لأسباب مشابهة لإثبات الهوية والأحقية التاريخية لها في عدة أمور، وقد يُساء استخدام الهوية التاريخية في بعض الأحيان، إلا أنها عامل مهم في فهم القيم الوطنية وترسيخها في الشعوب.[٦][٥]
أهمية التاريخ في عالم الأعمال
تساعد دراسة التاريخ كثيرًا في إنتاج رجال أعمال ناجحين على كافة الأصعدة، وذلك لتلافيهم الأخطاء المذكورة في كتب التاريخ، بالإضافة إلى خلق قادة سياسيين محترفين، كما نجد أعدادًا كبيرة من طلاب التاريخ، لكن معظم الأشخاص الذين يدرسون التخصص لا يعملون كمؤرخين محترفين، إنّما يشغلون وظائف مختلفة كتدريس التاريخ لمختلف المراحل العمرية، والعمل في المراكز الإعلامية، كما يشغلون عدة مناصب في المتاحف التاريخية، بالإضافة إلى العمل على البحوث المتعلقة بالتاريخ لشركات ووكالات عامة، ويستخدم العديد من طلاب التاريخ المجال لمواصلة الدراسة في تخصصات أخرى مثل القانون ومجال الإدارة العامة، كما يطور مجال دراسة التاريخ مهارة البحث والقدرة على تقييم صحة مصادر المعلومات والتفسيرات المتنوعة لأحداث التاريخ.[٦]
المنهج التاريخي
يعدّ المنهج التاريخي عملية إحياء الماضي، وذلك من خلال جمع الأدلة وتعديلها والربط في ما بينها وتقويمها وتمحيص تلك الأدلة، ثم تبدأ مراحل عرض وشرح دقيق في المدلولات، وذلك لاستنتاج البراهين التي توضح نتائج علميّة قابلة للأخذ، كما يوصف المنهج التاريخي بأنّه أداة تسجيل الأحداث والوقائع التاريخية كما يدرسها ويفسرها بناء على أسس علمية ومنهجية دقيقة، والهدف من الدراسات هو الوصول لحقائق تساعد على فهم الماضي والحاضر في نفس الوقت، بالإضافة إلى المساعدة على التنبؤ بالمستقبل.[٧]
المراجع
- ↑ "ماهية الوثائق التاريخية وأنواعها"، mgalh، 2019-8-6. بتصرّف.
- ^ أ ب "اهمية الوثائق"، uobabylon، 2019-8-6. بتصرّف.
- ↑ "الوثائق التاريخية: أنواعها، مراحل تحليلها"، addoha، 2019-8-6. بتصرّف.
- ↑ "الوثائق التاريخية: أنواعها، مراحل تحليلها"، addoha، 2019-8-6. بتصرّف.
- ^ أ ب "Seven Reasons to Study History ", thecompleteuniversityguide, Retrieved 21-7-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Why Study History? (1998)", historians, Retrieved 21-7-2019. Edited.
- ↑ "المنهج التاريخي"، humanities، اطّلع عليه بتاريخ 22-7-2019. بتصرّف.