النّاسور
النّاسور تجويف يصل بين فراغين أجوفين، يظهر بين الجلد والفتحة العضليّة الشرجيّة في نهاية الجهاز الهضمي، وهي حالة مرضيّة تحدث بسبب إصابة الغدّة الشرجيّة بالالتهابات، وتكوّن الخرّاج بسبب هذه الإلتهابات، الذي قد يزول تلقائيًّا أو يحتاج إلى تدخّل جراحي لصرفه، وهو السّبب الرّئيسي في حدوث التجويف المعروف باسم النّاسور. ويتكوّن النّاسور من نسيج طلائي مثل الأوعية الدمويّة، ينتج عنه شعور شديد بالألم في منطقة الشّرج، يصعب معها القيام بالرّوتين اليومي، سواء المشي، أو الاستلقاء، وحتى النّوم، مما يتطلّب زيارة عاجلة للطّبيب لعلاجه. [١]
علاج النّاسور
تسبق عمليّة علاج النّاسور تشخيصه، لمعرفة وضعه والحالة الصحيّة، وما إن كانت معقّدة أو طفيفة، وفيما يلي تلخيص لرحلة علاج النّاسور بدءًا بالتشخيص وطرقه، وانتهاءًا بخيارات العلاج: [٢]
أولاً: التشخيص
يجب تشخيص النّاسور تشخيصًا سليمًا دقيقًا، لمعرفة المسار الكامل للنّاسور الشرجي، الذي يعتمد عليه تحديد العلاج المناسب، ومن الإجراءات المتّبعة في تشخيص النّاسور ما يلي:
- تصوير الرّنين المغناطيسي، للتعرّف على مسار النّاسور، وتحديد وضع العضلة العاصرة لفتحة الشّرج، وعضلات قاع الحوض.
- تصوير الموجات فوق الصوتيّة، عن طريق منظار ذو موجات عالية التردّد، لمعرفة وضع النّاسور، والعضلات العاصرة، والأنسجة المحيطة.
- تصوير بالأشعّة السينيّة للنّاسور، بعد حقن المنطقة التي تعاني من ظهور النّاسور بمحلول تباين.
- منظار سيني مرن؛ للتأكّد من عدم وجود اضطرابات صحيّة أخرى مثل داء كرون، أو التهاب القولون التقرّحي.
- منظار شرجي لفحص القناة الشرجيّة.
- مسبار؛ لإدخاله في النّاسور لتحديد وضعه، ورسم مسار دقيق له.
- تحديد موقع النّاسور عن طريق الحقن بمحلول صبغي.
ثانيًا: العلاج
الخطوة التّالية للتشخيص الدّقيق للنّاسور يأتي العلاج، الذي يتركّز حول الخيار الجراحي، ولكن يوجد الكثير من الخيارات الجراحيّة التي يختار الطّبيب منها الأنسب، حسب حالة المريض، ومن أبرزها ما يلي:
- بضع النّاسور: من خلال قطع الفتحة الدّاخليّة للنّاسور، وكحت الأنسجة المصابة للتخلّص منها، ثمّ تسوية القناة للتخلّص من تجويف النّاسور، وخياطتها، وفي بعض الحالات الأشد تعقيدًا لقطع جزء كبير من العضلة العاصرة المتحكّمة في فتحة الشّرج.
- سديلة المستقيم التقديميّة: وهذا الخيار يلجأ له الجرّاح في الحالات التي تتطلّب قطع جزء كبير من العضلة العاصرة، فيجري سديلة من جدار المستقيم، قبل إستئصال فتحة النّاسور الدّاخليّة، وبعد إستئصالها، يستخدم الجرّاح السّديلة لترميم المنطقة، ما يقلّل من كميّة القطع في العضلة العاصرة.
- خيوط سيتون: وفيها يعمد الجرّاح إلى وضع خيط من اللّاتكس المعروف باسم سيتون، أو خيط من الحرير، داخل فتحة النّاسور الدّاخليّة، لخروج العدوى.
- الفيبرين اللّاصق وسدّادة الكولاجين: هذا الخيار يأتي بعد تنظيف القناة وخياطة الفتحة الدّاخليّة للنّاسور، بعدها يعمد الجرّاح إلى حقن لاصق مصنوع من بروتين ليفي، يطلق عليه طبيًّا اسم الفيبرين، ثم لحم الفتحة الخارجيّة للنّاسور وتسويتها وإزالة التجويف، بعدها تغلق قناة النّاسور الشّرجي بسدّادة مصنوعة من بروتين الكولاجين لإغلاقها وضمان عدم عودة النّاسور.
- ربط قنوات النّاسور داخل المصرّة: يلجأ الجرّاح إلى هذا الخيار لتجنّب قطع العضلات العاصرة، إذ يعمد إلى ربط قنوات النّاسور داخل المصرّة؛ ليستطيع الوصول إلى النّاسور دون قطع جزء من العضلة العاصرة، ويضع خيوط سيتون في قناة النّاسور؛ لإجبارها على التمدّد مع الوقت، وتأتي الخطوة الثّانية من العلاج بهذه الطريقة بعد عدّة أسابيع، بعد تمدّد قناة النّاسور، عندها يزيل الجرّاح الأنسجة المصابة، ويغلق فتحة النّاسور الدّاخليّة دون الإضطرار لقطع جزء من العضلات العاصرة لفتحة الشّرج.
- الفغر أو الفغرة: وهذا الخيار يلجأ له الجرّاح في الحالات الأكثر تعقيدًا، من خلال عمل شق مؤقّت في بطن المريض، لتحويل مسار الفضلات ليخرج من الشق إلى كيس تجمّع، وذلك للسّماح لمنطقة الشّرج بالتّشافي بعد عمليّة النّاسور.
- سديلة العضلات: وهذا الخيار يلجأ له الجرّاح في النواسير الشرجيّة شديدة التعقيد، إذ تكون القناة الدّاخليّة للنّاسور، مليئة بالأنسجة العضليّة السّليمة من الفخذ، أو من الأرداف، أو من الشفران.
أعراض النّاسور
أكثر ما يرافق النّاسور من أعراض، كما أسلفنا في الفقرة الاستهلاليّة، الشّعور بآلام شديدة في منطقة الشّرج، بالإضافة إلى أعراض أخرى نلخّصها بما يلي: [٣]
- نزف الدّم من منطقة الشّرج.
- إفراز صديدي وتقيّحات كريهة الرّائحة من منطقة الشّرج.
- صعوبة شديدة في التبرّز، مع آلام أثناء خروج البراز.
- الشّعور بآلام شديدة أسفل الظّهر تتركّز في الفقرات القطنيّة آخر العمود الفقري.
- الشّعور بانتقاخ وتورّم حول فتحة الشّرج أثناء الجلوس.
- الشّعور بآلام شديدة وحادّة في منطقة أسفل البطن.
- الإسهال المتكرّر.
- الغثيان الشّديد المفضي إلى القيئ.
- خسارة ملحوظة في الوزن نتيجة فقدان الرغبة في تناول الطّعام.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم متزامنة مع قشعريرة ورعشة، في بعض الحالات.
المراجع
- ↑ "الناسور، تعريف وأنواع وأسباب وأعراض وعلاج بالصور"، fasthemorrhoidstreatment، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-30. بتصرّف.
- ↑ "الناسور الشرجي"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-30. بتصرّف.
- ↑ "الناسور وأنواعه وأهم أعراضه وأسبابه وطرق علاج الناسور"، only4men، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-30. بتصرّف.