أسباب جفاف الفم والحلق أثناء النوم

أسباب جفاف الفم والحلق أثناء النوم
أسباب جفاف الفم والحلق أثناء النوم

جفاف الفم والحلق أثناء النّوم

يُعاني العديد من الرجال من جفاف الفم والحلق بعد الاستيقاظ من النّوم وأثناء نومهم، ولتلك المشكلة مسبّبات عديدة مرضية ونفسية وفسيولوجية، ولكن السّبب الرئيسي هو انخفاض مستوى السّوائل أثناء النّوم لفترات طويلة، مما يؤدي إلى ضعف إفراز الغدد النكفية للعاب في الفم، فيسبّب ذلك جفافًا فيه وفي الحلق يشعر به الشّخص بعد النهوض، وينجم عن ضعف إنتاج اللعاب لمدة طويلة مضاعفات عديدة، مثل: انعدام الشَّهية، وعدم القدرة على مضغ الطّعام وابتلاعه، وتكاثر البكتيريا الضارّة في الفم، وذلك ما يؤدّي إلى انبعاث رائحة كريهة منه، وتعرض اللثة للالتهابات والأضراس للتسوس،[١][٢] ويعد جفاف الفم والحلق هي حالة شائعة إلى حدّ ما بين النّاس، فتحدُث بنسبة 5.5-46٪ من الأشخاص البالغين، كما تزداد نسبة جفاف الفم مع تقدّم العمر، فنصف كبار السِّن تقريبًا يشكون من جفاف الفم والحلق، ومع ذلك ما زال غير واضح ما إذا كانت هناك علاقة مباشرة بين الشّيخوخة وانخفاض إنتاج اللّعاب، أو ما إذا كان هذا يرجع إلى زيادة عدد الأدوية التي يتناولها كبار السّن عادةً.[٣]


أسباب جفاف الفم والحلق أثناء النّوم

فيما يأتي أهم الأسباب المؤدية إلى جفاف الفم والحلق أثناء النّوم:[٢][٤][٥]

  • الجفاف: عدم شرب كميات كافية من الماء والسوائل، خاصةً في حالات فقدان الجسم للسّوائل بشكل كبير؛ كارتفاع درجة حرارة الجسم، أو عند التّعرق المفرط أثناء النّوم، أو عند الإصابة بالإسهال والتّقيؤ الشديدين، أو في حالة نزيف الدم، أو عند الإصابة بالحرق.[٥]
  • الأدوية: تُعدّ الأدوية السّبب الأكثر شيوعًا لحدوث جفاف الفم والحلق ونقص اللّعاب، ووفقًا للتقارير والإحصائيّات يوجد أكثر من 400 نوع من الأدوية التّي تُصرف دون وصفة طبيّة تُساهم في حدوث جفاف الفم والحلق أو تزيد من تفاقمه، ومن هذه الأدوية مضادّات الهستامين المستخدمة لعلاج الحساسيّة والرّبو، الأدوية الخافضة للضّغط، الأدوية المزيلة للاحتقان، أدوية علاج الألم، مدرّات البول، مرخّيات العضلات، ومضادّات الاكتئاب، أمّا الأدوية الّتي تمتلك خصائص مضادّة للكولين فتُسبّب اختلالًا وظيفيًا في اللّعاب، ومن هذه الأدوية؛ مضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات، ومضادّات الهستامين، والأدوية المضادّة للتّشنّج، والمرضى الّذين يتناولون أدوية متعدّدة يكونون أكثر عرضة لخطر جفاف الفم كآثار جانبيّة للأدوية، ويُمكن التّقليل من جفاف الفم والحلق عن طريق استخدام الأدوية البديلة الأقل تأثيرًا على جفاف الفم والحلق، أو إذا كان المريض يتناول الأدوية المضادة للكولين، فتناولها أثناء النّهار بدلًا من استخدامها ليلًا لتنجنّب الأعراض اللّيليّة، أو أخذها على شكل جرعات متعدّدة ومقسّمة بدلًا من أخذها كجرعة واحدة كبيرة،[٦] أو الأدوية المدرة للبول التي تستخدم لعلاج أمراض عديدة، مثل فشل القلب، وأمراض الكلى، وارتفاع ضغط الدم ومثبطات قنوات الكالسيوم، أو الأدوية المسكنة للألم غير موجود في أيّ من المراجع المدرجة.
  • العادات الخاطئة: بعض العادات الخاطئة التي يمكن أن تسبب جفاف الحلق، مثل؛ التَّدخين، والإفراط في تناول المشروبات الكحولية، وتعاطي المخدرات.[٤]
  • العلاجات الطّبيّة: يُمكن لبعض العلاجات المستخدمة لعلاج بعض الأمراض أن تُساهم في التسبب بجفاف الفم والحلق؛ كالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي المستخدم لسرطان الرأس أو الرّقبة، وقد يكون جفاف الفم والحلق حادًّا أي يتطوّر أثناء فترة العلاج، ومنها ما يكون مُزمنًا أي يتطوّر بعد أشهر إلى سنوات بعد العلاج، وتُسبّب هذه العلاجات جفاف الفم والحلق وخلل في الغدد اللّعابيّة نتيجة لسُميّة العلاج وتأثيره مباشرة على الغدد اللّعابيّة أو على الأنسجة الفمويّة، وعادةً ما يُسبّب العلاج الكيميائي سُميّة حادّة ينتج عنها جفافًا مؤقّتًا للفم يختفي بعد التّوقّف عن استخدام العلاج، في حين أنّ العلاج الإشعاعي يُسبّب سُميّة فموية حادّة، كما ينتج عنه تلفًا دائمًا في الأنسجة الفمويّة يُعرّض المرضى لجفاف الفم الدّائم، كما يُمكن أن يحدث جفاف الفم والحلق أيضًا بعد زرع الخلايا الجذعيّة المكوّنة للدّم.[٦]
  • الشّيخوخة: فيحدُث جفاف الفم والحلق بنسبة 30% عند الأشخاص الّذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، وبنسبة 40% عند الأشخاص الّذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا، ويكون ذلك نتيجة استخدامهم للعديد من الأدوية الّتي تكون من آثارها الجانبيّة حدوث جفاف الفم، كما أنّه قد يكون ناتجًا عن وجود بعض الحالات الطبيّة والأمراض؛ كالسّكّري، أو مرض الزّهايمر، أو مرض باركنسون.[٦]
  • أمراض جهاز المناعة: كمرض متلازمة شوغرن، وهو من أكثر الأمراض المناعيّة شيوعًا، ينتج عنها مجموعة من الأعراض؛ كحدوث خلل وظيفي في اللّعاب، وجفاف الحلق.[٦]
  • أمراض وحالات طبيّة: توجد العديد من الأمراض الّتي ينتج عنها جفاف الفم والحلق، ويُذكر منها ما يأتي:[٦]
    • التّليّف الكيسي وهو عبارة عن مرض جيني، ومن أعراضه أن يجعل الإفرازات العرقية والمخاطية أكثر كثافةً ولزوجةً، وبالتّالي تبقى تلك الإفرازات عالقةً في الجسم وتسبِّب ضيقًا في التّنفس وتشكل بيئةً خصبةً للميكروبات الضارة.[٧]
    • مرض التهاب الكبد الوبائي نوع سي.
    • سرطان الغدد اللّيمفاويّة.
    • تلف في الأعصاب نتيجة حدوث إصابة في الرّأس أو الرّقبة.
    • مرض السُّكَّري غير القابل للسيطرة.
    • أسباب نفسيّة.
    • السّكتة الدّماغيّة.
    • ارتفاع ضغط الدّم غير القابل للسيطرة.
    • التهاب المفاصل الروماتيزمي.[٥]
    • فقر الدم.[٥]


أعراض جفاف الفم والحلق

قد تشمل أعراض جفاف الفم وعلاماته ما يأتي:[٢]

  • التهاب الشفاه وتشققها.
  • صدور رائحة كريهة من الفم.
  • اضطرابات في التذوق أو عُسر الكلام .
  • الشعور بآلام في اللسان.
  • ازدياد الحاجة لشرب الماء، خاصةً في الليل.
  • حدوث التهاب في اللسان.
  • سرعة تسوس الأسنان، ومشاكل في اللثة.
  • الشعور بصعوبة أو انزعاج عند المضغ والبلع، عند تناول الأطعمة الجافة.
  • حدوث التهاب في الغدد اللعابية.
  • لزوجة اللعاب والتهاب الحلق.


مضاعفات جفاف الفم والحلق

إذا كانت نسبة اللعاب قليلة في الفم، سيؤدي ذلك إلى حدوث جفاف في الفم الذي يمكن أن يؤدي في حال استمراره وعدم علاجه إلى ما يأتي:[٤]

  • تسوّس الأسنان، وزيادة الترسبات (البلاك)، وأمراض اللثة.
  • تقرحات في الفم.
  • فطريات في الفم.
  • نشقق الشفاه، وحدوث تشققات الجلد في زوايا الفم.
  • مشكلات في المضغ والبلع قد تؤدي بدورها إلى سوء التغذية.


نصائح للتخلص من جفاف الفم والحلق

يُفضل استشارة طبيبك إذا استمر جفاف الفم والحلق، لكن فيما يأتي بعض النصائح للتخفيف من أعراض جفاف الفم:[٨]

  • شرب الماء، أو المشروبات الخالية من السكر، أو شرب الماء خلال الوجبات ليساعد على المضغ والبلع.
  • تناول المنتجات التي تحتوي على مادة الزيليتول، إذ إنها قد تُساعد في منع الفجوات بين الأسنان.
  • تناول السكاكر الصلبة الخالية من السكر، أو مضغ العلكة الخالية من السكر.
  • استخدام بدائل اللعاب، التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، التي توجد فيها مادة الزيليتول لتبطين الفم، أو سائل مرطب للفم، أو استخدام بديل اللعاب الذي يحتوي على مادة الكاربوكسيميثيلسيلولوز أو مادة الهايدروكسيل سيلولوز مثل؛ هلام البيوتين الذي يُعادل رطوبة الفم.
  • محاولة التنفس عبرالأنف فقط، وتجنب التنفس عبر الفم، أما في حال المعاناة من الشخير يجب حل المشكلة.
  • ترطيب الشفاه باستمرار لترطيب المناطق المتشققة والجافة، حيث يمكن استخدام المستحضرات كالفازلين والجليسرين على الشّفاه للتخفيف من الجفاف والتّشققّات.[٩]
  • تشجيع المرضى على إجراء فحص يومي للفم لملاحظة أيّ بقع حمراء أو بيضاء أو داكنة أو تقرّحات أو تسوّس الأسنان، فعند العثور على أي شيء غير طبيعيّ ينبغي مراجعة الطّبيب أو طبيب الأسنان بأقرب وقت.[٩]
  • إزالة البلاك وعلاج التهابات اللّثة أو التهاب الأسنان وتسوّسها.[٩]
  • عدم ارتداء أطقم الأسنان أثناء النوم، مع ضرورة المحافظة على نظافتها ونقعها ليلًا.[٩]
  • تجنّب المنتجات الّتي تحتوي على لوريث كبريتات الصوديوم، لما لها من دور في تكوين التهاب الفم القلاعي والتّقرّحات.[٩]
  • تناول الأطعمة؛ كالجزر أو الكرفس.[٩]
  • محاولة الابتعاد عن المنتجات التي يمكن أن تزيد الأعراض سوءًا، وتشمل ما يأتي:[٨]
    • الكافيين والكحول: إذ إن هذه المنتجات يمكنها أن تؤدي إلى التهيج والجفاف، وينبغي أيضًا عدم استخدام غسول الفم الذي يحتوي على الكحول.
    • جميع أنواع التبغ: في حال كان الشخص يدخن التبغ أو يمضغ منتجاته، فإنه يجب أن يتوقف عن ذلك؛ لأن هذه المنتجات يمكنها أن تؤدي إلى جفاف الفم وتهيجه.
    • مضادات الهستامين بأنواعها: ومزيلات الاحتقان دون وصفة طبية، إذ إنها يمكن أن تزيد الأمر سوءًا.
    • الحلويات السكرية والأطعمة الحمضية: لأنها تزيد فرص تسوس الأسنان.
    • الأطعمة المالحة والحارّة: لأنها يمكن أن تؤدي إلى التهيّج، بالإضافة تجنّب الأطعمة أو المشروبات الحمضيّة أو السُّكَّريّة لمنع حدوث تسوّس الأسنان.[٩]
  • المحافظة على نظافة الفم والأسنان قد تساعد في تجنب مشاكل جفاف الفم، وفيما يأتي بعض النصائح في هذا السياق:[٨]
    • غسل الأسنان يوميًا بمعجون يحتوي على الفلورايد، واستعمال خيط تنظيف الأسنان،مع ضرورة تنظيف الأسنان مرتين يوميًّا على الأقل باستخدام فرشاة أسنان ناعمة ومعجون الأسنان.[٩]
    • استخدام غسول الفم الّذي يحتوي على فلورايد الصوديوم، والمضمضة فيه لمدّة دقيقة واحدة على الأقل قبل بصقه خارج الفم، واستخدام جل الفلورايد ووضعه على الأسنان لمدّة 2-3 دقائق باستخدام فرشاة الأسنان، ومن ثمّ بصقها خارج الفم، وينصح بعدم تناول الطّعام أو الشّراب لمدّة 30 دقيقة على الأقل بعد استخدام الفلورايد، كما أنّ غسول الفم الذّي يحتوي على الكلورهيكسيدين مفيد أيضًا في منع تسوّس الأسنان عن طريق تقليل عدد بكتيريا الفم المسؤولة عن تسوّس الأسنان. [٩]
    • لتجنّب الأحماض البكتيرية، يجب سؤال طبيب الأسنان لتحديد المعجون أو الهُلام المناسب لها، فمنها ما يحتوي على الفلورايد أو على البيتائين.
    • زيارة طبيب الأسنان على الأقل مرتين في السنة، وذلك لفحصها والتأكد من سلامتها، ولإزالة اللويحات السنيّة لمنع حدوث التسوس.


المراجع

  1. "What Causes Dry Mouth?", healthline,2016-10-30، Retrieved 2019-10-6. Edited.
  2. ^ أ ب ت Tim Newman (2018-1-2), "Everything you need to know about dry mouth"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-10-6. Edited.
  3. Susan Chow, Ph.D. (23-8-2019), "What is Xerostomia?"، news-medical, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Dry mouth", mayoclinic,2018-2-1، Retrieved 2019-10-11. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Dental Health and Dry Mouth", webmd, Retrieved 29-10-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Xerostomia (Dry Mouth)", ada,8-7-2019، Retrieved 18-12-2019. Edited.
  7. "Everything you need to know about cystic fibrosis", medicalnewstoday, Retrieved 29-10-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Dry mouth", mayoclinic,2018-2-1، Retrieved 2019-10-6. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Cathy L. Bartels, "Xerostomia"، oralcancerfoundation, Retrieved 18-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

612 مشاهدة