مظاهر وأسباب بيع وزرع الاعضاء البشرية

مظاهر وأسباب بيع وزرع الاعضاء البشرية
مظاهر وأسباب بيع وزرع الاعضاء البشرية

تجارة الأعضاء البشرية

تُعرف تجارة الأعضاء بأنّها ممارسة واستغلال أو إكراه شخص ما وسرقة أحد أعضائه بظاهر الشراء وبطرقٌ غير مشروعة، وقد يلجأ الشّخص للسفر إلى دولة غير الدولة الأم بهدف شراء أو بيع أو الأعضاء البشرية،[١] ويتصاعد ويتطوّر سوق تجارة الأعضاء البشرية يوميًا على مستوى العالم، وقد ظهرت مجموعة واسعة من القصص المحزنة والمؤسفة لأطباء أو مستشفيات تُسهم في هذه الظاهرة غير المشروعة دون اكتراث للقوانين والأنظمة، وخاصةً حياة الأشخاص.

وقد تحدثت عن هذا الأمر وسائل الإعلام مرارًا، إلّا أنّ جشع الذات يُبقي الشركات الربحية في طريقها لتسهيل مثل هذه التجارة غير المشروعة بين الدول الفقيرة ومنتسبيها إلى الأثرياء من الدول الأخرى دون النظر للناس ولمعاناتهم، وفي ذات الوقت يسعى المهتمون بالمال فقط إلى تصيد اهتمام فئة معينة من الناس بهذه التجارة ودعمها، وهؤلاء هم المرضى المعانون من الفشل الكلوي أو تلف أحد الأعضاء الأخرى، لذا يتوجب وضع التدابير اللازمة، للحد من هذه الظاهرة ومعاونة المحتاجين لتجنّب الخوض في هذا الطريق.[٢]


أسباب ظاهرة تجارة الأعضاء البشرية

تنتشر ظاهر تجارة الأعضاء البشرية أكثر يومًا بعد يوم، وهي تجارة محظورة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية لما لها من آثار سلبية وهضم لحقوق الناس عامةً والفقراء خاصةً، فما هي أسباب انتشار هذه التجارة؟ ولكن لها أسباب مُختلفة، وإليك فيما يلي تفصيًلا أكثر عن أسباب هذه التجارة:

  • حاجة بعض الناس للأعضاء البشرية، نتيجةَ لتلف عضو ما لديهم، وغالبًا ما تكون أكثر الفئات استعدادًا لممارسة هذه التجارة هي طبقة الناس الأثرياء؛ إذ لا يهتمّون بتكلفة العضو مقابل الحصول عليه، والتخلّص من معاناتهم.[٣]
  • ارتفاع معدلات أمراض القلب، وأمراض الكلى، والأوعية الدموية، والشيخوخة حول العالم، ممّا سبب جملة من الأمراض المؤدية إلى تلف عضو ما في جسم الإنسان.[٢]
  • جني الشركات المنظمة لهذه التجارة كمًّا من الأرباح بغض النظر لمعاناة البشر.[٢]
  • الديون ومتطلبات الحياة الصعبة ترّغم الفقراء على اللجوء لمثل هذه التجارة لجني القليل من الأموال؛ وذلك لكسب قوت عيالهم أو سداد دين معين، ومن الجدير ذكره أنّ سماسرة هذه التجارة -وهم الوسطاء بين الأطراف- يدفعون القليل للمحتاجين ويجنون الكثير من الأموال من مشتري الأعضاء.[٤]
  • ارتفاع معدّلات البطالة، والتخلّف، والأمية، والفقر بين الناس، يدفعهم للّجوء لبيع أعضائهم؛ كالكلى أو الكبد.[٤]
  • تراجع جودة نظام الحكم والقوانين الرادعة، يُؤدي إلى انتشار مثل هذا النوع من التجارة.[٤]
  • ربما يكون الإكراه أحد الأسباب لهذه التجارة، فإكراه الشخص على التنازل عن أحد أعضاءه مقابل ثمنٍ بخس أو تهديدٍ معين أمرٌ سيء جدًا.[١]


مكافحة تجارة الأعضاء البشرية

لظاهرة تجارة الأعضاء البشرية آثارٌ سلبية تزداد يومًا بعد يوم، وتسعى الجهات العالمية الرسميّة على الدوام للحد من هذه التجارة وغالبًا إيقافها كليًا، فهي تُنذر بعواقب وخيمة إن استمرت في الانتشار، ومن هنا لابد من السعي الدؤوب لحل هذه الظاهرة بالسرعة الممكنة، ولعل ما يأتي بعض أبرز الحلول المقترحة للحد من هذه الظاهرة، واتخاذ البديل المناسب عنها لعلاج نقص الأعضاء البشرية، ولعلّ أبرز طرق مكافحة تجارة الأعضاء البشرية ما يأتي:[٢]

  • تطبيق قوانين رادعة : قد لا يتوفّر حلٌ أفضل من تطبيق وإنزال أشدّ العقوبات بكل من يلجأ لمثل هذه التجارة غير المشروعة، فهم غالبًا ما يستغلّون حاجة الفقراء في الدول النامية للحصول على ما يبتغون، ولعلّ ملاحقة كل الأطراف القائمين على تسهيل هذه التجارة قضائيًا أمر لا بدّ منه، إضافةً لدور الدول الفقيرة والنامية في تطبيق القوانين الرادعة على الضعفاء من مواطنيها بغية حمايتهم من الاستغلال وعدد من المخاطر الصحيّة اللاحقة.
  • تحديد قواعد سلوك الطبيب : يقع على عاتق الطبيب مسؤولية حقيقة في الحد من هذه التجارة، فهو مسؤول عن التحقق من قانونية عملية زرع الأعضاء أو إزالة عضو من شخص ما دون أن يكون مكرهًا أو محتاجًا، ممّا يُؤدي للحد من هذه الظاهرة.
  • تحفيز التبرّع بالأعضاء وتنظيم خدمات زراعة الأعضاء : يتعين على أفراد المجتمعات التعاون والتعاضد فيما بينهم للحد من ظاهرة الإتجار بالأعضاء البشرية، ويكون ذلك من خلال موافقة الأشخاص على التبرّع بأعضاء أقاربهم المتوفيين لغيرهم من الأشخاص المحتاجين لهذه الأعضاء، الأمر الذي يُقلل من هذه الظاهرة، ويُقلل من الأمراض، وخاصةً الفشل الكلوي.
  • تعزيز وتطوير القطاعات الصحية : لا شكَّ بأن أكثر المساهمين في هذه الظاهرة هم المرضى على اختلاف أمراضهم بين السكري، وضغط الدم، والفشل الكلوي، وما إلى ذلك من الأمراض التي تُسبب تلف الأعضاء، ولعلّ تطوير قطاع الخدمات والرعاية الصحيّة حل مناسب للحد من كثير من الأمراض، إلى جانب إمكانية علاج بعض الأمراض جرّاء الكشف المبكّر عنها، ومع قلّة هذه الأمراض وإمكانية علاجها تنخفض حاجة الناس للأعضاء البشرية، ممّا يعني انحسار هذه الظاهرة تدريجيًا.


قد يُهِمُّكَ

تُعد زراعة الأعضاء حلًا ناجحًا وجذريًا لمشكلة تلف العضو البشري، ولكنّ استغلال هذا الأمر في التعدّي على الآخرين، واستغلال فقرهم أمرٌ غير أخلاقي، وتتوفر حول هذه الظاهرة مجموعة من المعلومات التي لربما تكون مهمةً لديكَ، وذلك تبعًا لمُنظمة الصّحة العالمية، ومن هذه المعلومات ما يأتي:[٣]

  • يبلغ عدد الدول التي تُمارس زراعة الكلى 91 دولة حول العالم.
  • خلال العام 2005م وعلى مستوى العالم فقد أجريَ حوالي 66 ألف عملية زراعة كلى، و21 ألف عملية زراعة كبد، و6 آلاف عملية زراعة قلب.
  • إنّ الطريقة الأكثر شيوعًا لتجارة الأعضاء تكون بين الدول.
  • تشتهر الهند، والباكستان، والصين بزراعة الأعضاء، بالإضافة لاشتهار كل من بوليفيا، والبرازيل، والعراق، وجمهورية مولدوفا، والبيرو، وتركيا ببيع الكلى.
  • يشتهر كل من أستراليا، وكندا، واليابان، وعمان، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية باستيرادهم للأعضاء البشرية.


المراجع

  1. ^ أ ب "Chapter 9: Organ Trafficking", pressbooks, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Tazeen H. Jafar (2-11-2009), "Organ Trafficking: Global Solutions for a Global Problem", ajkd, Issue 6, Folder 54, Page 1145-1157.
  3. ^ أ ب "The state of the international organ trade: a provisional picture based on integration of available information", who, Retrieved 11-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Human Organ Trade in Global Perspective", moderndiplomacy, Retrieved 11-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :