محتويات
مدينة سواكن السودانية
تقع مدينة سواكن شمال شرق السودان، على بعد 58 كم جنوب بورتسودان على سواحل البحر الأحمر،[١]كانت مدينة -جزيرة- سواكن بوابةً للثقافة والتجارة لعدة قرون، وبعد بناء ميناء جديد في بورتسودان 1905-1909م أصبحت سواكن مدينةً مهجور إلى حدٍ كبير، ومنذ ذلك الحين تناوب أهالي المنطقة على حفظ آثار المنطقة الثمينة، لكن مرور الوقت أحبطهم وأدركوا أن كنوز سواكن تتلاشى شيئًا فشيئا، وعلى مر السنين كان نقص الأموال وجملة من العقبات القانونية حاجزًا أمام حفظ وإعادة إعمار آثار سواكن.[٢]
جغرافية ومناخ مدينة سواكن
حضيت مدينة سواكن بأهمية بالغة فيما مضى على اعتبار أنها ميناء تجاري وثقافي للسودان، وتقع هذه المدينة على سواحل شرق إفريقيا، وتتميز سواكن بكونها واقعة على جزيرة تتخذ الشكل البيضاوي داخل مدخل ضيق يمتد مسافة 4 كيلومترات إلى الداخل، ثم ينتهي بحوض عريض يبلغ عرضه 2 كيلومتر تقريبًا، ومن الجدير ذكره وجود نوعين من الجزر المرجانية المستديرة في الحوض الضحل؛ إحداها مهجورة بالكامل ولا تحتوي على مقبرة، والجزيرة الأخرى واقعة إلى الجنوب وهي سواكن، وتتصل سواكن بالبر بواسطة جسر صغير من صنع الإنسان، وقد فقدت هذه المدينة (الجزيرة) أهميتها عند بناء ميناء جديد في منطقة بورتسودان بداية القرن العشرين، منذ ذلك الوقت وتفقد سواكن سكّانها تدريجيًا حتى أصبحت كمدينة الأشباح.[٣]
وتتمتع سواكن بمناخ متقلب على مدار العام، إذ إن شهري يناير وفبراير أبرد شهور العام بواقع درجات حرارة تصل إلى 26 درجة مئوية، في حين أن أكثر الشهور دفئًا هو شهر يوليو، إذ تصل درجة الحرارة إلى 42 درجة مئوية، وتشهد المدينة أمطارًا في أشهر يناير إلى مايو، ويوليو، واغسطس، وأكتوبر إلى ديسمبر، وإن أكثر الشهور تساقطًا للأمطار هو شهر نوفمبر، ومما يجدر ذكره أن أكثر الشهور جفافًا في سواكن هي شهري يوليو وسبتمبر.[٤]
تاريخ مدينة سواكن
تمتعت مدينة سواكن -خاصةً الميناء البحري- بأهمية بالغة من الناحية الاستراتيجية لمدة 3 الاف عام، تناوبت على استخدامه إمبراطوريات قوية، إذ كانت تفرض رسوم على التجارة، وقد طوّر رمسيس الثالث ميناء سواكن خلال القرن العاشر ق.م، أدى ذلك لجعل سواكن ملتقى ثقافي للتجارة والاستكشاف، ثم بعد قرابة 1000 عام اكتسب الإسلام أتباعًا في شبه الجزيرة العربية، وزادت أهمية الميناء كثيرًا، أما الآن هو بقايا متداعية للإمبراطوريات التي مرّت عليه، كان ازدهار هذه المنطقة بعد تدمير ميناء العيداب ليصبح الميناء الأفريقي الرئيس على سواحل البحر الأحمر، فضلًا عن كون سواكن نقطة عبور رئيسية للديار المقدّسة للحج والعمرة، ثم بدأت سواكن بالتدهور عند احتلال الأتراك لها خلال القرن السادس عشر، ثم توالت الأحداث والأزمان وصولًا لعام 1821م عندما تمكنت مصر مصر استئجار سواكن وضل في أيدي المصريين معظم القرن التاسع عشر، ثم أُهمل ميناء سواكن لصالح ميناء بورتسودان الجديد بداية القرن العشرين، ومنذ ذلك الحين أدى زحف الشعاب المرجانية لإعاقة نشاط الموانئ في سواكن.[٥][١]
أبرز معالم مدينة سواكن
تتنوع المعالم السياحية والأثرية في مدينة سواكن، وتتكون غالبية أبنيتها من الحجارة المرجانية القديمة، التي زُيّنت بالنقوش والحفر والزخارف على الأخشاب بطرق أثرية قديمة، وتعج المدينة بمثل هذه المعالم كونها منطقة أثرية وتاريخية تعود أصولها للقرون الوسطى، واستنادًا لما سبق نُجمل لك أبرز معالم مدينة سواكن:[٦]
- المنازل والقصور القديمة: تضم مدينة سواكن قصور تاريخية أبرزها قصر الشنا الشامخ، ومنزل خور شيد، وتتميز هذه المبانِ بالعراقة والتاريخ الطويل.
- الشِعاب المرجانية: تضم مدينة سواكن عددًا من الشِعاب المرجانية الشهيرة، وهي؛ شِعب البيرنس، وشِعب الداموث، وشِعب قاض ايتود، وشِعب المدخل.
- الجزر: تحتوي سواكن على منطقة جزر على غرار الميناء المعروف، أبرزها جزيرة الرمالك الشهيرة، وكذلك جزيرة الحجر الصحي التي تبعد مسافة 5.8 كم عن سواكن.
- المتاحف: ضمت سواكن من القِدَم عديد المتاحف أبرزها متحف هداب، وهو المعروف بكونه أكبر متاحف منطقة شرق السودان، أنشأ هذا المتحف محمد نور هداب أحد أعيان المدينة، ويضم تشكيلة مميزة من المقتنيات الأثرية والتاريخية التي مرّت على المدينة، فضًلا عن صور وأعمال فنية قدّمها سكّان سواكن في العصور القديمة، إلى جانب مقتنبات تاريخية تخص عثمان دقنة أحد قادة الثورة المهدية في السودان.
قد يُهِمُّكَ
تتنوع المعالم السياحية الطبيعية في السودان، فهي بلاد تتميز بالمساحات الزراعية والموارد المائية، ولعلك ترغب في التعرّف على بعض معالم هذا البلد فيما يلي:[٧]
- شلالات فولا: تقع شلالات فولا جنوبي السودان، تحديدًا على بحر الجبل، وتتميز بجمالها الخلّاب.
- حديقة الدندار الوطنية: تقع هذه الحديقة في منطقة سهل الفيضان الطيني لنهر الدندار ونهر الرهد، على بعد 470 كم من العاصمة الخرطوم، وتضم في ثناياها مجموعة متنوعة من الحيوانات، يقصد الزوار السودان برحلات جوية قليلة الثمن لرؤية 27 نوع من الثديّات الكبيرة، وما يزيد عن 160 نوع من الطيور، إضافة إلى 32 نوع من الأسماك، ومن الجدير بالذكر أن موقع حديقة الدندار الوطنية تأسست عام 1335م، وهي الآن ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.
- أهرامات مروي: تشتهر مدينة مروي بتاريخها القديم، إلى جانب كونها وجهة سياحية رئيسية في السودان، وهي تقع على الجهة الشرقية لنهر النيل، ومما تتميز به مروي احتوائها على 200 هرم، مما يكسب السياح الشغف لزيارتها.
- جوبا: تمتلك مدينة جوبا جمالًا طبيعيًا، وتحتوي على جامعة جوبا الوطنية، بالإضافة لطريق واحد معبّد أنشئه البريطانيين في الخمسينيات.
المراجع
- ^ أ ب "Sawakin", britannica, Retrieved 2020-10-28. Edited.
- ↑ "Suakin: On Reviving an Ancient Red Sea Port City", jstor, Retrieved 2020-10-28. Edited.
- ↑ "SUAKIN ISLAND", unknownworld, Retrieved 2020-10-28. Edited.
- ↑ "Monthly weather forecast and climate Suakin, Sudan", weather-atlas, Retrieved 2020-10-28. Edited.
- ↑ "Suakin Island Ruins", atlasobscura, Retrieved 2020-10-28. Edited.
- ↑ "لرحلة ممتعة.. إليك أفضل الأماكن السياحية في جزيرة سواكن"، سيدي، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-28. بتصرّف.
- ↑ "VISIT TOP TOURIST PLACES OF SOUTH SUDAN", cruisetraveltips, Retrieved 2020-10-28. Edited.