دقيق الشعير
لطالما كان الشعير من الحبوب المستخدمة بكثرة على موائد الطعام جنبًا إلى جنب مع القمح، فهو من أقدم أنواع الحبوب المستخدمة عبر التاريخ، وما يزال استهلاكه شائعًا حتى الآن في بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا، ويتميز الشعير باحتوائه على كميات كبيرة من المواد الغذائية والمعادن المختلفة مثل الألياف والسيلينيوم والتريبتوفان والنياسين والمنجنيز والنحاس والفوسفور، ولذا فإنه يزخر بفوائد صحية كثيرة تنعكس إيجابًا على صحة الإنسان، وسنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على أهم تلك الفوائد، ولا سيما فيما يتعلق ببشرة الوجه.
فوائد عامة لدقيق الشعير
تتجلى أهم فوائد دقيق الشعير بالأمور التالية:
- تحسين عملية الهضم: يحتوي دقيق الشعير على كمية كبيرة من الألياف، مما يمنحه القدرة على مكافحة حالات الإمساك أو الإسهال التي قد تصيب المرء، وبينت دراسة علمية نشرت عام 2003 أن استهلاك الشعير ضمن النظام الغذائي أدى إلى نتائج إيجابية على وظيفة الأمعاء عند المشاركين في الدراسة. وتعد الألياف الموجودة في الشعير ضرورية للحفاظ على التوازن الصحي للبكتريا في الجهاز الهضمي، وقد أظهرت دراسة أخرى أن استهلاك الشعير- ومن ضمنه دقيق الشعير- ساهم في الوقاية من أنواع مختلفة من السرطان داخل الجهاز الهضمي، مثل سرطان القولون.
- تعزيز خسارة الوزن : لا تقتصر وظيفة الألياف في الشعير على ما سبق، فهي مفيدة جدًا في حرق الدهون داخل الجسم، ونظرًا لأن الألياف تساهم في منح البراز كتلة أكبر، فإنها تساهم في تسريع عملية التخلص من الفضلات والسموم الموجودة في الجسم. وعندما يتناول الإنسان الأطعمة الغنية بالألياف مثل الشعير، فإنه يشعر بالشبع لفترة أطول، فتقل كمية الطعام الذي يأكله يوميًا فلا يفرط في تناوله، وبذلك ينقص وزنه مع مرور الوقت.
- خصائص مضادة للأكسدة :يزخر دقيق الشعير بمضادات الأكسدة النباتية المعروفة علميًا باسم ليغنان lignans، فهذه المواد كانت مرتبطة دائمًا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان، ومردّ ذلك في المقام الأول إلى دورها الكبير في الحد من الالتهاب ومكافحة الأعراض الناجمة عن التقدم في العمر. ويعرف النوع الرئيس من هذه المضادات باسم 7-hydroxymatairesinol، وتبين الدراسات العلمية المختلفة أنه يضطلع بدور مهم في الوقاية من أمراض السرطان نظرًا لمساعدته الجسم في عملية أيض البكتريا، وبذلك يحافظ الجسم على التوازن الصحي بين البكتريا المفيدة والضارة داخل الأمعاء، فتقل حالات الالتهاب التي تصيب الإنسان. وتساهم المؤكسدات الموجودة في الشعير في تعزيز مستويات مركب الإنترولاكتون enterolactone داخل الأمعاء، وهذا الأمر حيوي لتنظيم مستويات الهرمونات في الجسم، ومكافحة أمراض السرطان المرتبطة بالهرمونات مثل سرطان البروستات.
فوائد دقيق الشعير للوجه
- يتميز دقيق الشعير باحتوائه كميات وافرة من السيلينيوم، مما يمنح بشرة الوجه مرونة طبيعية ويحافظ على سلامتها، ويشتهر دقيق الشعير أيضًا بخصائصه المضادة للالتهابات، ولذا، فإن وضعه على بشرة الوجه كفيل بالتخلص من حب الشباب وحالات الالتهاب التي تصيبها، ولمّا كان الشعير غنيًا بالزنك، فهو مفيد جدًا في شفاء الجروح المختلفة والبشرة المتضررة، ولا يمكن نسيان خصائصه المقشرة وقدرته على تنظيم عملية إنتاج الزهم في البشرة، وبالتالي يكون استعماله كفيلًا بمنحها توهجًا وتألقًا طبيعيين.
- وبالإضافة إلى ما سبق، يمكن استعمال دقيق الشعير في تنظيف البشرة وتخليصها من الشوائب المختلفة، إذ يكفي خلط بعض الحليب أو الماء مع ملعقة صغيرة من دقيق الشوفان، ومن ثم وضعها على بشرة الوجه يوميًا لمدة قصيرة، على أن يغسل بعدها بالماء البارد، وبذلك يتخلص المرء من جميع الشوائب التي تعلو بشرة وجهه. وهناك طريقة أخرى شائعة لاستخدام دقيق الشعير، وذلك عبر إعداد عجينة باستعمال كمية قليلة من عصير الليمون، وبعدها توضع العجينة ماسكًا على الوجه، وتترك هناك لمدة قصيرة قبل أن يغسل الوجه لاحقًا بالماء البارد، وبذلك يتفتح لون البشرة طبيعيًا.