حياة الأسد

حياة الأسد
حياة الأسد

الأسد

الأسد أو ملك الغابة كما تشيع تسميته من الحيوانات البريّة المفترسة التي تنتمي إلى فصيلة القطط الكبيرة، ويحتل المرتبة الثّانية بعد النّمر من حيث القوّة العضليّة، وضخامة الجسم التي تختلف من الذّكر إلى الأنثى، إذ يتراوح طول جسم الذّكر البالغ من 1.8 إلى 2.1 متر مع إضافة متر لطول الذّيل، وبارتفاع 1.2 متر من ناحية الكتف، وبوزن يتراوح ما بين 170 إلى 230 كغم، ويتميّز الذّكر البالغ بلبدة وهي شعر كثيف يبرز من مؤخّرة رأسه، والرّقبة، والكتفين، ويمتد نحو الحلق والصّدر وصولاً إلى حافّة البطن.

بينما اللّبؤة وهي أنثى الأسد يبلغ طول جسمها حوالي 1.5 متر، وبوزن يتراوح ما بين 120 إلى 180 كغم، وارتفاع كتف يتراوح ما بين 0.9 إلى 1.1 متر، ويغطّي جسم فصيلة الأسود بذكورها وإناثها وبر جسم قصير بألوان مختلفة تطغى على ألوان أجسامها، ويختلف لون الوبر من فصيلة لأخرى من الأصفر اللّامع، أو البرتقالي المائل للبنّي، أو البنّي الدّاكن، أو الرّمادي الفضّي، مع وجود تكتّل من الشّعر على طرف الذّيل يصطبغ بدرجة أغمق من لون الجسم.[١]


دورة حياة الأسد

يبدأ سن التّزاوج عند الأسود عندما تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وتستمر فترة الخصوبة أو ما يُعرف بفترة الشّبق عند زوجة الأسد اللبؤة فترة تتراوح ما بين ثلاث إلى أربعة أيّام، تتزاوج خلالها مع الذّكر كل 20 دقيقة، ويعتقد العلماء أنّ تكرار التّزاوج بين الأسود بهذه الوتيرة يحفّز الإباضة لدى الأنثى، ويرفع من نسب حملها، وبمجرّد أن تخصّب بويضات اللّبؤة تستمر فترة حملها بالأشبال لمدّة تصل إلى 108 أيّام، وبمتوسّط ولادة شبلين إلى أربعة أشبال، إذ يتراوح عدد المواليد عند بعض اللّبؤات ما بين شبل إلى ستّة أشبال، لا يُكتب لها جميعًا النّجاة لأنّ الأم قد تضطر لترك أشبالها يومًا كاملًا في رحلة بحثها عن الفرائس لاصطيادها، ما يترك الأشبال عرضةً لخطر الهجوم من الحيوانات الأخرى، أو الضّباع، ما يرفع عدد الوفيات بينها قبل بلوغها العامين، وعندما تولد الأشبال تكون عمياء وجسمها مغطّى بوبر سميك، وبقع داكنة تختفي كلّما تقدّمت بالعمر لتصبح شبيهة بوالديها، وتكون في الفترة الأولى من ولادتها معتمدة اعتمادًا كلّيًا على والدتها، وتبقى في حضانتها لمدّة عامين كاملين، بعدها تصبح الأشبال قادرة على إطعام نفسها والفطام عن والدتها، وعندما تبلغ هذه الأخيرة سن الثّلاثة أعوام من عمرها تصبح جاهزة للتّكاثر وإعادة دورة حياة القطيع.[٢]


معدل عمر الأسد

يختلف متوسّط عمر الأسود في البريّة عنه في الأسر، إذ يتراوح متوسّط عمر هذه الأخيرة ما بين 15 إلى 20 عامًا، بينما في البريّة لا يتجاوز 15 عامًا، والسّبب في ذلك يرجع إلى تعرّض الأسود في البريّة إلى تهديدات الحيوانات الأخرى على الرّغم من أنّه ملك الغابة المفترس المتربّع على عرش مملكته، إلاّ أنّه قد يتعرّض لإصابات قد تودي بحياته أثناء اصطياد فرائس كبيرة وقويّة، إلى جانب تعرّضها لخطر ندرة الفرائس واحتماليّة موتها جوعًا، وكذلك تعرّض بعضها للأمراض المميتة، ما يزيد من خطر تعرّضها للانقراض، بينما الأسود في الأسر مؤمّنة من حيث الطّعام، والرّعاية الصحيّة ما يزيد من طول أعمارها، ومن الجدير بالذّكر أنّ الأسود الذّكور في البريّة معدّل عمرها أقصر من الإناث، لاضطرار الذّكور لخوض معارك شرسة مع الذّكور الأخرى في سبيل حماية زمرتها، وأفرادها، بينما الإناث غير مضطرّة لخوض مثل هذه المعارك.[٣]


بيئة الأسد ونمط حياته

على الرّغم من أنّ لقب الأسد هو ملك الغابة، إلاّ أنّه فعليًّا لا يعيش في الغابات، بل يستوطن السّهول العشبيّة، والسّافانا، والأراضي القاحلة من قارّة إفريقيا جنوب الصّحراء الكبرى، لأنّ هذه البيئة تسهّل عليه الاختباء والتّمويه الذي يمكّنه من صيد فرائسه، وتمتلك الأسود بصرًا حادًا في الظّلام يؤهّلها لأن تكون كائنات ليليّة بامتياز، تنشط لاصطياد فرائسها من الغسق وحتّى الفجر، أمّا ساعات النّهار فتقضيها بالاسترخاء والنّوم لساعات طويلة تتراوح ما بين 16 إلى 20 ساعة، دون أن تفقد مهارتها ومقدرتها على الصّيد نهارًا.[٤]

في زمرة الأسود تكون اللّبؤات هي المسؤولة عن الصّيد ومطاردة الفرائس، وتكون وظيفة الذكور من الأسود في نهايات الصّيد عندما تُطبق بأنيابها على عنق الفريسة لخنقها، وتكون الحصّة الأكبر للذّكر ومن هنا جاء تعبير "نصيب الأسد"، أمّا عن الفرائس التي تفضّل زمرة الأسود افتراسها فهي الحمار الوحشي، لأنّها أبطأ في حركتها من الغزلان والظّباء الصّغيرة التي تمكّنها رشاقتها وسرعتها من الإفلات من المصائد التي تعدّها لها الأسود، إذ تنتهج اللّبؤات تكتيكًا استراتيجيًا في الصّيد، باختبائها بين الأعشاب الطّويلة باتّجاه الرّيح، والانتظار لفترات طويلة قبل الانقضاض المباغت والمفاجئ على فريستها، ما يُربك هذه الأخيرة ويسهّل محاصرتها وصيدها، أمّا الفرائس الكبيرة كالزّراف، وصغار الفيل، والجواميس، وحتّى وحيد القرن، وفرس النّهر، لا تلجأ الأسود لاصطيادها إلاّ في حالات الجوع الشّديد، وندرة الطّرائد سهلة الصّيد، لما تشكّله هذه الحيوانات من خطورة عليها، إذ ترتفع نسبة إصابة الأسود إصابات مميتة أثناء صيدها، وللّبؤات القدرة على تحديد الطّريدة الأنسب لافتراسها من القطيع، ببصيرتها الحادّة التي تمكّنها من تمييز الفريسة الأبطأ، أو الأضعف، أو الأكبر في السّن، أو المصابة، ما يجعل أمر افتراسها أسهل، وفي حالات ندرة الفرائس تستطيع الأسود التّأقلم إذ تقتات على جثث الحيوانات الميّتة، أو الفاكهة المتساقطة من الأشجار، وإن كانت المعلومة الأخيرة صعب تخيّلها، خاصّةً أنّ الأسود من المفترسات اللّاحمة، ولكنّها حياة الغاب القاسية.[٥]


سلوكيّات الأسد

تعيش الأسود ضمن مجموعات تسمّى الزّمر، بداخلها تراتبيّة اجتماعيّة تحدّد الذّكور المسيطرين، ويحق لهؤلاء تأديب باقي أفراد الزّمرة بضربة خفيفة من المخلب، أو عضّة خفيفة على الرّقبة، ولا يُقصد بهذا التصرّف الإيذاء، وإنّما لفرض السّيطرة والهيمنة على بقيّة أفراد الزُّمرة، أمّا فيما يتعلّق بالمعتدين من الأسود الغرباء عن الزُّمرة فيتصدّى لها ذكور الزّمرة، بإجراءات تحذيريّة سابقة للقتال، تتمثّل بنشر البول على حدود منطقتها، وفي حال دخل غريب تائه، أو معتدٍ مغامر، فإنّ ذكور الزُّمرة تنتصب وترفع رأسها، وتحدّق به، وتُكشّر عن أنيابها لإخافته، وإن لم يُجدِ هذا التّكتيك نفعًا في صد المعتدي، فإنّها تبدأ بإصدار زئير قوي لإعلام المعتدي أنّها على استعداد للقتال الشّرس للدّفاع عن منطقتها وإناثها.[٦]

أمّا عن تفاعل الأسود مع بعضها البعض داخل الزُّمرة، فيكون عن طريق إيماءات مختلفة المعاني، إذ عندما يلتقي أفراد الزُّمرة مع بعضهم فإنّهم يفركون رؤوسهم بعضها ببعض، في دلالة لإظهار المودّة والمحبّة، ويبادل الطّرف الآخر نفس الإيماءة لإظهار مودّته أيضًا، ولكن إن كان هناك تفاعل سلبي بين أفراد نفس الزُّمرة فيمكن أن يكون التّفاعل بزمجرة كبيرة، أو صفعة على الوجه بالمخلب، أو عض للرّقبة، وهو ما ذكرناه أعلاه.[٧]


التحدّيات التي تواجه حياة الأسد

على الرّغم من أنّ الأسد هو ملك الغابة دون منازع، إلاّ أنّ حياته ليست سهلة، بل تواجهه في بعض الأحيان تحدّيات ومصاعب تهدّد حياته، وتزيد من مخاطر تعرّضه للانقراض، من أبرزها نذكر ما يلي:[٨]

  • الصّيد غير القانوني: صيد الظّباء والأحياء البريّة الأخرى من قبل البشر للاتجار بها، تنعكس سلبيًّا على الأسود، فالاصطياد الجائر يسبّب نقصًا في أعداد الطّرائد التي تقتات الأسود عليها، ما يعرّضها لخطر الموت جوعًا، إلى جانب ازدياد احتماليّة وقوع الأسود في المصائد المميتة التي ينصبها البشر للصّيد، وتعرّضها لإصابات تُفضي بحياتها.
  • تهديد البشر: إذ يشكّل انقضاض الأسود على الماشية المستأنسة من قبل البشر مصدر إزعاج وتهديد لمصدر رزقهم، ما يدفع البشر إلى قتل الأسود لحماية قطعانهم، إمّا باستخدام جيف مسمومة، الذي يهدّد حيوانات أخرى مثل الفهود، والكلاب البريّة، والنّسور، ما يشكّل خطرًا على الحياة البريّة عمومًا.
  • النّمو السّكاني: الزّحف العمراني للبشر، واستصلاح الأراضي للزّراعة، تُفقد الأسود مواطنها التي تعيش فيها، الأمر الذي يحد حركة الأسود بهدف التجوّل للبحث عن فرائسها.
  • صيد الأسود غير القانوني: للاتّجار بجلودها، أو مخالبها، أو أسنانها، أو عظامها.
  • الطّقوس الاحتفاليّة: بعض القبائل الإفريقية تعمد إلى قتل الأسود كطقس احتفالي لبلوغ الذّكور فيها، دلالة على شجاعتهم واستحقاقهم للرّجولة.
  • تهديدات مختلفة: تتعرّض الأسود في البريّة لقلّة الرّعاية الصحيّة، ما يجعلها تواجه الأمراض والآفات الفتّاكة لوحدها، وهو ما ينتج عنه ارتفاع نسب الوفيات، إلى جانب تعرّض الأشبال لهجمات الحيوانات المفترسة الأخرى، وهو ما يؤثّر على تعدادها، دون نسيان الإصابات المميتة التي تتعرّض لها الأسود أثناء صيدها للفرائس الضّخمة مثل الجواميس، والزّرافات، ووحيد القرن، وفرس النّهر، ناهيك عن تدمير النّباتات التي تمكّن الأسود من التخفّي وتسهّل عليها التمويه والاختباء لاصطياد فرائسها.


المراجع

  1. "Lion", britannica, Retrieved 16-5-2020. Edited.
  2. "Life Cycle of the Lion", sciencing, Retrieved 16-5-2020. Edited.
  3. "Average Life Span Of A Lion", liveanimalslist, Retrieved 16-5-2020. Edited.
  4. "African Lion Facts: Habitat, Diet, Behavior", thoughtco, Retrieved 16-5-2020. Edited.
  5. "Lion", ypte, Retrieved 16-5-2020. Edited.
  6. "HOW-LIONS-COMMUNICATE", animals, Retrieved 18-5-2020. Edited.
  7. "Three Interesting Lion Behaviours", kariega, Retrieved 16-5-2020. Edited.
  8. "Threats to Lions", lionrecoveryfund, Retrieved 16-5-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :