محتويات
تاريخ مدينة الصويرة
تعد مدينة الصويرة من المدن المغربية المطلة على المحيط الأطلسي ولها تاريخ عريق، وتمتلك طابعًا معماريًا مميزًا، وشهدت المدينة في آخر سنواتها نشاطًا سياحيًا كبيرًا، ويرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد، فقد جعل الفنيقيون منها مكانًا للرسو في جزيرة موغادور عندما كانوا يسافرون خلال البحر إلى الإكوادور، وأنشأ ملك موريتانيا جوبا الثاني في المدينة معملًا من أجل صناعة الصباغات التي تستخرج من المحار وكان يصدرها للرومان، واستقر البرتغاليون والسلاطين السعديون فيها بعد ذلك، فالسلطان العلوي سيدي محمد الثالث بن عبد الله هو الفاتح الحقيقي، وهو الذي وضع مدينة الصويرة في مسارها التاريخي والجغرافي، وهو الذي وكّل تيودور كومود مهمة إعادة بنائها في وضعها الحالي في عام 1760 م، وتحتوي مدينة الصويرة على الكثير من الساحات والأسوار للآثار التاريخية العظيمة والساحرة، فهي عبارة عن تحفة مليئة بالبنايات الأثرية المتناسقة، وإرث ثقافي تعود لأجيال سابقة مع البنايات العصرية الموضوعية، بالإضافة إلى الأسوار التي تحتوي على أبواب ضخمة.[١]
الصويرة مدينة الفن والعراقة
تنحدر كلمة "الصويرة" في اللغة العربية من كلمة "صورة"، وبهذا فإن اسم المدينة يعني "الصورة الصغيرة"، وبنى البرتغاليون في القرن الخامس عشر تحصيناتها الأولى، ويعد "سكالا" الموجود فيها إلى اليوم، والمفتوح على المحيط الأطلسي واحدًا من الأمثلة على هذه التحصينات، وأُطلق على المدينة فيما بعد اسم موغادور، وتوجد المدينة على الخرائط منذ زمن بعيد، وبالرغم من أنّ المدينة كانت ساحة للكثير من المعارك، إلا أنّ المكان الأسهل من أجل إرساء الأعداء لسفنهم فيها كان الطرف الشمالي منها، وبدأ التجار الأوروبيون في القرن الثامن عشر بالقدوم إلى المدينة والتجارة مع أهلها، وقد كان حاكمها الفعلي في ذلك الوقت سيدي محمد بن عبدالله والذي عقد العزيمة على جعل المدينة أهم مرفأ في البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى أنه سمح للعديد من مختلف الأجانب بالسكن في المدينة، والتجارة مع السكان المحلين، فقد كان أول من استقر فيها من الأجانب رجل قدم من الدنمارك، كما استقبل هذا الحاكم الذكي عددًا من المستثمرين اليهود الذين سكنوا فيها، وطوروا بعد ذلك المدينة واستقطبوا أجانب آخرين للإقامة فيها، وبهذا بات مرفأ موغادور المرفأ المغربي الأول والذي تنطلق منه الرحلات مع العالم غير الإسلامي.[٢]
جذبت المدينة العديد من الفنانين، بالإضافة إلى وجود العديد من المتاحف فيها، ومنها على سبيل المثال متحف فريدريك داماغارد، وسكن السلطان سيدي محمد بن عبدالله في سنة 1764 م المدينة، وهاجم أعداءه في مرفأ أغادير الجنوبي، وقد أصبح ميناء الصويرة بعد ذلك حلقة وصل بين تمبكتو والدول الأوروبية، ومنها ازدهرت تجارة الملح، والذهب، وريش النعام والعاج، وقد ساهم هذا الأمر في ثراء المرفأ، وأسس الفرنسيون في العام 1912 م محميتهم في المدينة، وغيروا اسمها مجددًا إلى موغادور، وصور الشهير أوسون ويلز في المدينة أجزاء من فيلمه المأخوذ من رواية لشكسبير "عطيل"، وكذلك استقر فيها جيمي هيندريكس نجم السبعينات في رقص الروك أند رول، وقد أصبحت المدينة فيما بعد المكان الأنسب لراقصي الهيب هوب، وممارسي رياضة التزلج على الأمواج ومحبي الإثارة.[٢]
أفضل الأماكن السياحية في الصويرة
نذكر فيما يأتي أفضل الأماكن السياحية في الصويرة:
- الأسوار التاريخية: ينبهر الناظر في البداية بأسوار مدينة الصويرة المغربية، وسيشعر وكأنها ترحب به وتدعوه لرحلة جميلة في هذه المدينة الرائعة، ويعود السبب في بناء تلك الأسوار المهيبة إلى استخدامها كجدران دفاعية من أجل حماية المدينة من أي هجوم، ولذلك فليس من المستغرب أن تبقى موجودة إلى يومنا هذا في أجزاء متعددة من المغرب من أصيلة إلى الصويرة، وتعد أسوار الصويرة واحدة من أهم المعالم في المدينة التاريخية، والتي تضيف الكثير من الأجواء الجميلة للمكان، ليس فقط من أجل تراثها التاريخي الغني، ولكن لأنها توفر إطلالة رائعة على شاطئ البحر.[٣]
- المدينة القديمة: وضعت المدينة القديمة المسورة في مدينة الصويرة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في سنة 2011 م، وهي محفوظة بصورة لا تصدق، حتى إنّ المشي في أي من شوارعها يعد بمثابة رحلة خلال الزمن، وتعد المدينة القديمة في الصويرة والمشهورة بممراتها الداخلية مع بيوتها البيضاء التي تحمل الأبواب الملونة، أحد أروع الأماكن السياحية في الصويرة، ومن الممكن فيها تذوق أطيب المأكولات العالمية والمحلية، ما بين المطاعم المختلفة والمتنوعة التي تقدم المأكولات الفرنسية، والمغربية والإيطالية الشهية.[٣]
المراجع
- ↑ "الصويرة (مدينة مغربية)"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-19. بتصرّف.
- ^ أ ب "الصويرة.. مدينة الفن والتاريخ"، albayan، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-19. بتصرّف.
- ^ أ ب " أفضل الأماكن السياحية في الصويرة المغرب"، ar-traveler، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-19. بتصرّف.