الفرق بين الشك والريب
يُقصد بالريب غالبًا: التوهم والالتباس، أمّا الشك؛ فهو استواء طرفين متقابلين لم يترجح أحدهما على الآخر بسبب وجود أمارتين، والشك أقوى من الريب ويُفسّر به أحيانًا، [١] والريب هو الشك مع وجود تهمة، وقد وجد العديد من المفسرين تقاربًا شديدًا في المعنى بينهما وفرقًا في المعنى، مع العلم أنّ الريب جاء وصفًا للشك في الكثير من آيات القرآن الكريم، والشك أيضًا هو تردد بين شيئين متناقضين دون تفضيل أحدهما على الآخر، والريب أقل درجات الشك ويمكن اعتباره أول درجات الشك، مع العلم أنّ الشك أقوى كثيرًا من الريب وقد وضّح أحد العلماء وجود فرق بسيط بين الريب والشك؛ فالريب يكون في علم وعمل القلب، أمّا الشك فلا يكون إلّا في العلم لذا يوصف باليقين، وأخيرًا يعدُّ الشك أكثر تخصيصًا من الريب.[٢]
الابتلاء بالشك
يكونُ الشكُ أحيانا متعلقًا بأمور عدّة كالجنة والنار أو الله والدار الآخرة، وما إلى ذلك فان أُصيب الإنسان بأحدها أو بها جميعًا؛ فإن الشك يكون من الشيطان، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عندما يعرض لهم ذلك بأن يقولوا آمنت بالله ورسله ويستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم، فمن صريح الإيمان وقوته إنكار هذا الشك واستعظامه؛ لأن بصيرة المؤمنين قادرة على استنكار ذلك الشك، أما إن كان الأمر يتعلق بالوسوسة في الصلاة فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ويكمل الصلاة بناءً على اليقين في عدد الركعات؛ فإن شكّ بأنه صلى ركعتين أو ثلاثة يجعلها اثنتين ويكمل صلاته ويسجد سجود السهو قبل التسليم، أمّا إن كان الشك في سجدة أو سجدتين فإنه يأتي بالسجدة الثانية ويكمل صلاته، ثم يسجد سجدتين للسهو قبل السلام، وإن كان الشك يتعلق في الوضوء فإن كان على طهارة فليعمل بالأصل لأنه على طهارة، فالشك لا يُؤثر على الطهارة إلّا إن كان على يقين بأنه قد أحدث.[٣]
الفرق بين الشك المؤدي للكفر والوسوسة
من المؤكد أنّ هناك فرقًا بين الوسوسة والشك المؤدي إلى الكفر؛ فالوسوسة هي الشعور الذي يداهم قلب الإنسان بغير اختياره، فإن نفاه العبد وكرهه كان ذلك دليلًا على صريح إيمانه، أمّا الشك وعكسه اليقين؛ فهو أن يتردد المرءُ بين شيئين؛ إذ لا يُجزم بصدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولا بكذبه، ولا يجزم بحدوث البعث من عدم حدوثه،[٤] ويعد الشك جحيمًا للفكر والقلب، ويسهل دخوله للذهن ولكن من الصعب خروجه منه، وإن دخل الشك ذهن الإنسان فقد سلامة وطمأنينة قلبه، واستمرار الشك يحوله إلى مرض وعقد لها نتائج وخيمة، وللشك أنواع عديدة نذكر منها ما يلي:
- الشك في وجود الله وفي بعض الصفات.
- الشك في العقيدة، والشك في وفاء الأصدقاء وأمانتهم، وهو سبب في قلة المودة والمحبة والثقة.
- الشك في الناس جميعًا، وهذا من التعميم الخاطئ.
- الشك في بعض الفضائل كالتضحية.
- الشك في ما هو نافع وما هو ضار.
- الشك في النفس فلا ثقة في نفسه ولا في قدراته.[٥]
المراجع
- ↑ "ما الفرق بين الشك والريب؟!!"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-16. بتصرّف.
- ↑ "الفرق بين الشك والريب"، المرسال، 2019-03-11، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-16. بتصرّف.
- ↑ "نصيحة لمن ابتلي بالشك"، الامام ابن باز رحمه الله، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-17. بتصرّف.
- ↑ "فرق بين الشك المؤدي للكفر وبين الوسوسة"، فتوى اسلام ويب، 2009-10-22، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-16. بتصرّف.
- ↑ سلطانه الجابر، "انواع الشك"، اكاديميه علم النفس، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-17. بتصرّف.