السياحة في بلغاريا صوفيا

مدينة صوفيا البلغارية

تعدّ مدينة صوفيا عاصمة جمهورية بلغاريا منذ الثالث من أبريل نيسان لعام 1879م، تقع في شبه جزيرة البلقان، وتحديدًا في الجنوب الغربي من الجمهورية، يعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد، تشبه المدن الأوروبية، إذ يهيمن على هندستها المعمارية طابع المباني المنخفضة على طراز البناء في النمسا وروسيا، بالإضافة إلى الهندسة الكلاسيكية الجديدة وهندسة عصر النهضة، وهي المدينة الأهم في الجمهورية قاطبة من النواحي الاقتصادية؛ المالية، التعليمية، الصحية، الثقافية، التجارية على حد سواء، يبلغ عدد سكانها حوالي 1.359.520 نسمة، وسنتحدث في هذا المقال حول مناخها وأبرز المعالم السياحية فيها بشيء من التفصيل.[١]


السياحة في صوفيا

تزدحم مدينة صوفيا بالسياح خلال الفترة الممتدة بين شهري كانون الأول ديسمبر إلى آذار مارس من كل عام، مما يعني أنها مفعمة بالضجيج والحياة والاكتظاظ، وهي مناسبة لمحبي الصخب، فيما تنعم بالهدوء خلال شهري تموز يوليو وآب أغسطس إذ يتجه معظم السكان إلى ساحل المتوسط والبحر الأسود، ومن أبرز المعالم السياحية التي تستقطب الوفود في المدينة ما يأتي:[١][٢]

  • متحف Socialist للفن: يقدم المتحف تماثيل برونزية معروضة في الهواء الطلق تعود لقادة اشتراكيين كان لهم صيت واسع في فترات سابقة، وهو ما يجسد التاريخ الاشتراكي الذي مرت به صوفيا، كما أن المتحف فرصة مناسبة للتنزه كونه يضم حديقة مميزة.
  • كنيسة القديس سانت نيكولاس الروسية: تقع في قلب المدينة، يعود تاريخها إلى ما يزيد عن 100 سنة مضت، وهي قطعة فنية جميلة بفضل هندسيتها المعمارية المميزة في القباب الذهبية، والواجهات الفريدة والمفعمة بالألوان، وهو ما يضفي عليها جمالًا منفردًا بين الكنائس.
  • بيت الحلزون: استغرق بناؤه 10 سنوات تقريبًا، شكله يشبه الحلزون، ومن هنا اشتق اسمه، وهو مبنى ضخم ملون قد يكون من أجمل المباتي الغريبة التي يراها السائح، وقد اختير عام 2009 واحدًا من أغرب المباني العالمية.
  • حديقة حيوان صوفيا: تعد أقدم وأكبر حديقة حيوان في جمهورية بلغاريا قاطبة، تضم تنوعًا بيولوجيًا هائلًا بوجود 1.200 حيوان مختلف منها فرس النهر، والفيل، وحيوانات برية أخرى، كما تضم الحديقة بركة ماء يمكن للسائح الاستمتاع فيها بجولة فريدة مدتها 3 ساعات.
  • متحف Earth and Man National: يعد واحدًا من المتاحف المختصة باحتضان المعادن الطبيعية، يضم حوالي 50% من جميع المعادن المعروفة على كوب الأرض، يؤمه المهتمون بالعلوم والمعرفة.
  • كاتدرائية ألكسندر نيفسكي: تعدّ أحد المعالم المشهورة في المدينة، بنيت في القرن العشرين مما يعني أنها حديثة عمومًا، ذات طراز فخم ومميز يشبه الطراز البيزنطي الحديث.
  • كنيسة القديسة صوفيا: وهي خاصة بالمسيحيين الأرثوذوكسيين، بنيت على أطلال كنيسة رومانية كان قد دمرها الإمبراطور البزنطي جوستنيات الأول لما غزا المدينة، عثر بداخلها على فسيفساء خاصة بمعبد وثني قديم، وهي ثاني أقدم كنيسة في صوفيا إذ يرجع تاريخها إلى القرن السادس الميلادي، وعليه فقد سميت صوفيا باسمها في مطلع القرن الرابع عشر، علمًا أنها كانت تعرف باسم سيرديكا سابقًا، وتجدر الإشارة إلى أن الكنيسة تحولت إلى مسجد جراء سيطرة الإمبراطوية العثمانية على المدينة.
  • متحف التاريخ الوطني: يعدّ من أكبر متاحف شبه جزيرة البلقان عمومًا، وهو متحف غني بالمعروضات إذ يضم حوالي 7.000.000 قطعة أثرية خاصة بالتراث الثقافي البلغاري، مما يعني أنه يقدم عرضًا تاريخيًّا لجمهورية بلغاريا برمتها من خلال المقتنيات التي كادت أن تنطق، بني في أواخر سبيعينات القرن الماضي، يضم 5 صالات كل صالة تتناول حقبة زمنية معينة.
  • مسجد بنيا باشي: يعود إلى فترة الإمبراطورية العثمانية، بني عام 1576 وظل شامخًا حتى يومنا الحاضر على هيئتة الأصلية، يتميز بقبه ضخمة تغطي سطحه، ومِئذة عالية، وهو المسجد الوحيد المسموح الصلاة فيه في صوفيا بكاملها مما يعني أنه يحتضن الجالية الإسلامية هناك، علمًا أن الإمبراطوية العثمانية خلفت مسجدين آخرين فيما تحول أحدهما إلى كنيسة، والثاني إلى متحف.


دوافع زيارة صوفيا

توجد العديد من المحفزات التي تجعل مدينة صوفيا البلغارية واحدة من الوجهات السياحية التي يقصدها الوافدون من جميع أنحاء العالم، ويمكن إبراز هذه الدوافع والمحفزات فيما يأتي:[٣]

  • الاستمتاع بالمعالم السياحية والأثرية التي ذكرناها آنفًا فهي وجهة مثالية للمعرفة الاستكشافية، والاسترخاء والاستجمام على حد سواء، فتاريخ المدينة عريق يستحق القراءة عبر المقتنيات الأثرية التي تحكي عنه، لا سيما وأن عمر صوفيا حوالي 2.500 سنة، كما أن طبيعتها خلابة ومثالية للتنزه والرحلات التي تحبس الأنفاس.
  • واحدة من أرخص العواصم الأوروبية، فهي مناسبة لذوي الدخل المحدود والميزانية السياحية غير المفتوحة، فنوعية الخدمات المقدمة في النزل والمطاعم مميزة جدًا مقارنة مع أسعارها في بقية الدول الأوروبية.
  • طبيعة السكان المحليين فهم اجتماعيون ودودون يحبون استقبال الضيف والترحيب بالزائر الأجنبي، كما هو الحال في معظم دولة شبه جزيرة البلقان، وعليه من المستحيل أن يشعر السائح بالغربة أو الضياع في صوفيا بل يمكنه سؤال أي شخص عابر ليبلغ مبتغاه، بل قد يكون معه صداقة سريعة.


المناخ في صوفيا

ثعدّ المناخ أحد الامور التي تهم السائح الوافد لا سيما إذا كان قادمًا من بلد أجنبي، فعليه أخذ العتاد المناسب تبعًا للطقس والفترة الزمنية فيها، ويعدّ مناخ صوفيا البلغارية قاريًا معتدلًا، فشتاء المدينة بارد صقيعي، ويمتد من مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر إلى نهاية آذار/مارس، فيما تبلغ ذروة برودته في شهر كانون الثاني يناير، إذ تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر في ظل تساقط الثلوج دون الأمطار، وأما صيفها فيمتد بين شهري أيار مايو إلى أيلول سبتمبر، وهو معتدل عمومًا إذ تصل متوسط درجة الحرارة في تموز يوليو إلى 28 درجة مئوية، وقد ترتفع إلى 40 درجة في بعض الأحيان.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت أسماء سعدالدين (25-10-2016)، "مدينة صوفيا البلغارية"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 9-4-2019.
  2. " 9 من أجمل الاماكن السياحية في مدينة صوفيا عاصمة بلغاريا"، المسافر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 9-4-2019.
  3. رباب فاروق، "6 أسباب لزيارة صوفيا، عاصمة بلغاريا الجميلة"، موسوعة المسافر، اطّلع عليه بتاريخ 9-4-2019.

فيديو ذو صلة :