تاريخ غرناطة
غرناطة هي إحدى المدن الإسبانيّة ذات تاريخ عريق وقديم جدًا، وكانت تُدعى غرناطة باسم إلبيرا وقد جاء الاسم من فترة الحكم الإسلامي للمدينة عام 711م، وفي فترة حكم ابن الأحمر لغرناطة جلب المسلمين ورسّخهم في المدينة وأصبحت في ذلك الوقت من أعظم المدن وأعرقها ونهضت اقتصاديًا وتجاريًا، وزاد عدد المسلمين فيها لأكثر من نصف مليون نسمة، وبعد فتح الأمويين لإسبانيا قام المسلمين بعدد كبير من الفتوحات في كافة أرجاء البلاد وأسسوا دولة الأندلس، وأجروا حملة إصلاحات واسعة للبنى التحتيّة وللطرق الزراعيّة ونهضوا بكافة مناحي الحياة، وأسس اليهود مجتمعًا خاصًا بهم على أطراف المدينة، ولكن في عام 711م تمكّن طارق بن زياد من فتح المدينة وإخراج اليهود منها، وكان الفتح الكامل لمدينة غرناطة في العام 713م.[١]
وفي العام 1010م حدثت صراعات عنيفة داخل الخلافة الإسلاميّة في غرناطة مما أدى لتدمير المدينة ونهب خيراتها، ومن ثم أُعيد بناء المدينة وتوسّعت أطرافها وخضعت لحكم الموحدين، وفي عام 1238م وقعت المدينة تحت حكم بني الأحمر وأصبحوا أمراء مستقلين وساهموا في نمو تجارة الذهب في بلاد المغرب العربي، وفي عام 1492م سقطت غرناطة عندما سلّم الخليفة محمد الثاني عشر المدينة لملك وملكة قشتالة وهما من الكاثوليك وبذلك انتهى حكم المسلمين لغرناطة، وكان من شروط التسليم أن يحافظ المسلمون على دينهم وممارسة شعائرهم دون أي ضغوطات، ولكن الكاثوليك المسؤولين عن غرناطة لم يعجبهم بقاء المسلمين على دينهم وأصدروا مرسومًا قسريًا لتعميد غير المسيحيين، مما أدى لظهور حركات تمرد مسلحة من قبل المسلمين في غرناطة ردًا على ظلمهم وقرار تعميدهم قسرًا، فردّ ولي عهد قشتالة على تمردهم بتهجيرهم من البلاد أو اعتناقهم للمسيحيّة فعانى المسلمون من الاضطهاد والنفي والإعدامات لمنعهم من ممارسة شعائرهم الدّينيّة، وانتشر الدّين المسيحي في البلاد وحوّلت المساجد لكنائس ودُمرّت أحياء المسلمين تمامًا. [١]
موقع مدينة غرناطة
توجد غرناطة في جنوب شبة جزيرة أيبيريا إلى الشرق من منخفض غرناطة الذي يقع على سلسلة جبليّة مرتفعة تدعى جبل الثلج على ارتفاع ما يقارب 700 متر عن سطح البحر، ويمر في غرناطة اثنان من أهم الأنهار هما شنيل وحدره، ومناخ المدينة يميل للمناخ القاري فصيفه شديد الحرارة والجفاف وشتاؤه بارد وماطر وتتفاوت درجات الحرارة كثيرًا بين الليل والنهار، ويسكن غرناطة ما يزيد عن 200 ألف نسمة، ويعتمد اقتصاد البلاد على الزراعة والسياحة كثيرًا لأن غرناطة هي مدينة سياحيّة حافلة بالمعالم الأثريّة الهامّة والتي يقصدها السياح من كافة الأرجاء، ويسكن مدينة غرناطة حوالي 237 ألف نسمة، وهذا العدد يرتفع إلى ما يزيد عن 498 ألف نسمة إذا أضيف إليه عدد سكان الضواحي وذلك حسب إحصاء 2013. [٢]
المعالم السياحيّة في غرناطة
تضم غرناطة عددًا كبيرًا من المعالم السياحيّة من الساحات والحدائق والقصور القديمة والجبال والكهوف والتلال، وفيما يأتي ذكر لأهم هذه المعالم: [٣]
- قصر الحمراء: وهو عبارة قصر تاريخي يعود إلى النصف الثاني من القرن العاشر واستمرّت عملية بناء القصر لأكثر من 150عامًا، وفي القصر عدد من الأبراج للدفاع وسور يحيط به وعدد من الزخارف والآيات القرآنيّة التي تزيّن جدران القصر والتي جعلت منه تحفة نادرة الوجود.
- حي البيازين: وهو حي قديم يعود لعام 800م، والحي مبني على الطراز الأندلسي القديم ويمتاز بشوارعه الضّيقة وأبوابه الثلاثة القديمة وهي باب البيازين وباب فحص اللوز وباب الزيادة.
- كاتدرائيّة غرناطة: وتدعى باسم كاتدرائيّة التّجسّد وبنيت الكاتدرائيّة على أنقاض أشهر المساجد الإسلاميّة وأقدمها، وتمتاز الكاتدرائيّة ببنائها الضخم وطرازها المعماري القوطي.
- سوق Alcaiceria: والسوق كان عبارة عن بازار من أيام العصر الإسلامي وواضح فيه الملامح الإسلاميّة، ويضم السوق عددًا كبيرًا من تجار القماش والحرير والتوابل والعطور، وكان السوق قديمًا يضم عددًا كبيرًا من الشوارع والممرات الصغيرة التي تضم المحلات بين جنباتها، ولكن السوق الآن عبارة عن ممر واحد فقط فيه عدد من المحلات الني تبيع التّحف والهدايا التذكاريّة.
- متحف Banuelo : وهو من الحمامات القديمة والتاريخية الموجودة في البلاد قبل أن تدمر باقي الحمامات بعد إعادة فتح غرناطة ونجا هذه الحمّام من الدّمار، ويحتوي الحمّام على عدد من الأعمدة المقوّسة وسقفه له فتحه على شكل نجمة في الأعلى لتهوية المكان.
- النّصب التذكاري: وهو أقدم نصب تذكاري في المدينة بني في عهد بني نصير، وكان يُستخدم كمخزن ومأوى للتجار الذين يبعدون عن المدينة، ويضم المكان مجموعة من الحمامات العربيّة وفناء مركزيًا ضخمًا.