موقع الأندلس
الأندلس سابقًا أو إسبانيا حاليًا هي بلاد من بلاد الفتوحات الإسلامية في قارة أوروبا، وقد سُميت بالأندلس قديمًا في زمن الأمويين؛ إذ إنهم أقامو فيها عاصمة لهم بعد فتحها على يد الفاتح طارق بن زياد لموقعها الاستراتيجي قرب مضيق جبل طارق في البحر الأبيض المتوسط، وتحتل الأندلس أكبر مساحة في جنوب إسبانيا تحديدًا في الجنوب الشرقي من القارة الأوروبية وهي أكثر المدن الإسبانية عددًا في السكان، فيسكنها ما يزيد عن ثمانية ملايين نسمة وتمثل مساحتها ما يُقارب 17 بالمئة من إجمالي مساحة إسبانيا كاملة، وتتكون الأندلس من ثماني مُقاطعات أو بلدات رئيسية، وهي مكونة من سلاسل جبلية معروفة منها سلسلة سيبيريا الشهيرة وتحتفظ بأسمائها العربية التي سُميت بها في زمن الدولة الأموية، إلا أنها تغيرت لاحقًا لأسماء إسبانية، لكن الأسماء العربية لها ما زالت معروفة وأهمها مدينة قرطبة التي كانت عاصمة من عواصم الدولة الأموية، وتُعد الأندلس من أكثر المدن جذبًا للسياح في إسبانيا لمناخها المُعتدل وموقعها المُميز؛ فهي المنطقة الوحيدة في القارة الأوروبية التي تمتلك سواحل على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهادي في نفس الوقت، وتحتوي الأندلس على عدد كبير من الآثار الإسلامية مثل المساجد المُزخرفة بالنقوش الإسلامية التي تميزها العمارة الإسلامية الباهرة في تفاصيلها وجمالها وإتقانها.[١]
فتح الأندلس
بعد فتح طنجة في المغرب العربي في زمن حكم الوليد بن عبد الملك الحاكم الأموي، ولى القائد موسى بن نصير على حكمها ثم تولاها طارق بن زياد الذي صبّ اهتمامه على التوسع في الفتوحات الإسلامية ووصوله إلى الجانب الآخر من ضفة البحر الأبيض المتوسط من ميناء سبتة، ثم جمع جنودًا كانوا قرابة 7 آلاف جندي مسلم واتجه نحو مضيق جبل طارق الذي حمل اسم الفاتح منذ ذلك الوقت، بدأ طارق بن زياد بفتح البلدات الساحلية ثم مدّه موسى بن نصير بما يزيد عن عشرة آلاف جندي لنصرته على الملك لذريق ودامت المعركة لمدة ثمانية أيام، نصر الله طارق بن زياد بها وجنوده وتوجه بعدها لفتح الجزيرة الأيبيرية كاملةً في عام 95 هجرية، واجتمع طارق بن زياد مع القائد موسى بن النصير وجنودهمها باتجاه برشلونة وغيرها من المدن في شهر رمضان المبارك عام 93 هجرية حتى فتحوا كامل الجزيرة الأيبيرية إلا منطقة صغيرة تُسمى بلاى، ودام حكم الأمويين ما يُقارب 800 سنة في الأندلس أُقيمت خلالها حضارة كبيرة وعريقة عُرفت في العالم أجمع بعلومها وتحضرها وتطورها ومنّ الله تعالى على المسلمين دخول بلاد الأندلس في الإسلام.[٢]
سقوط الأندلس
مع نهاية الحكم الاموي وانخراط الحكام الأمويين باللهو وحياة الترف والحروب اللانهائية للدفاع عن سلطاتهم، قلّ الاهتمام بمدينة الأندلس وما حولها وكانت عيون الإسبان تترقب اللحظة المُناسبة لاستعادة الأندلس للحكم الصليبي الإسباني، فبعد سقوط الحكم الاموي بدأت الجيوش الإسبانية والبرتغالية المسيحية بالتوجه لمواجهة المسلمين في بلاد الأندلس منطقة تلو الاُخرى حتى كانت آخر منطقة سقطت تحت الحكم الإسباني غرناطة في عام 1492 ميلاديًا، ولم يكتفوا باستعادة بلاد الأندلس وحسب بل امتد نفوذهم للقارة الإفريقية لمدينة سبتة ومليلة المغربية، كما أنهم ارتكبوا أفظع المجازر في مسلمي الأندلس مما اضطرهم للهرب مع اليهود إلى شمال إفريقيا هربًا من الظلم والقتل وتحتوي متاحف إسبانيا والأندلس على العديد من أدوات التعذيب والقتل التي استعملها البرتغاليون في تعذيب مسلمي الأندلس بعد استعادتها في عام 1415، فقد دامت الحروب لسقوط كامل الحكم الإسلامي في الأندلس ما يزيد عن نصف قرن حارب فيه المسلمون بما أوتوا من قوة للمحافظة على الأندلس العظيمة.[٣]
المراجع
- ↑ Mervat Salam (29-10-2018)، "اين تقع الاندلس "، mqalaat، اطّلع عليه بتاريخ 6-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "فتح الأندلس 92 هـ"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 6-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "سقوط الأندلس.. حكاية الفردوس المفقود"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 6-8-2019. بتصرّف.