محتويات
أين تقع جمهورية الشيشان
هي واحدة من جمهوريات روسيا الاتحادية، تقع في منطقة القوقاز، تحدها داغستان وجورجيا من الناحية الجنوبية، وداغستان وروسيا من الناحية الشمالية، وأوسيتا الشمالية وأنغوشيا من الناحية الغربية، وبذلك فإن مساحتها الجغرافية الكلية تقدر بنحو 17.300 كيلو متر مربع، وتجدر الإشارة إلى أنها استقلت عن روسيا في مطلع تسعينيات القرن الماضي وهو ما تسبب في اندلاع معارك دامية استمرت حتى عام 2009[١].
ولمن لا يعرف القوقاز فهي منطقة تقع بين البحر الأسود وبحر قزوين، تحدها روسيا شمالًا، وتركيا وإيران جنوبًا، وهي منطقة مقسومة إلى قسمين بسبب الجبال الممتدة من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي، إذ يوجد القوقاز الجنوبي الذي يشمل كل من جورجيا وأرمينيا وأذربيجان، والقوقاز الشمالي الذي لا يزال تحت الحكم الروسي المباشر، ويضم جمهورية تتمتع بحكم ذاتي منهها جمهورية الشيشان، وداغستان، وأديغة[٢].
تاريخ جمهورية الشيشان
بسط الاتحاد السوفييتي سيطرته على جمهورية الشيشان في مطلع تسعينيات القرن الماضي على يد الجنزل السابق بالجيش الأحمر جوهر دوداييف، وقد فاز باتخابات نظمت في أيلول سبتمبر عام 1991، ثم أعلن استقلال الشيشان عن روسيا الاتحاد بعد شهرين؛ فيما رفضت موسكو ما قام به الجنزال، وقرر الرئيس بوريس يلتسين إرسال جيشه إلى الجمهورية لكنه واجه مقاومة عنيفه دفعته إلى التراجع، الأمر الذي جعل موسمو تتبنى إستراتيجية جديدة تمثلت في إنشاء ودعم عدد حركات مسلحة ضد دوداييف.
وبعد مرور سنتين قررت روسيا إرسال قوة عسكرية إلى الشيشان من جديد، وكانت تضم 30 ألف مقاتل فنجحوا في دخول العاصمة غروزني في مطلع العام 1995، ونتج عن ذلك تدمير المدينة بالكامل ومقتل 25 ألف شيشاني مقابل 5 آلاف جنديًا روسيًا، وآلاف النازحين، ثم عادت المعارك من جديد واستمرت حتى أغسطس من العام التالي جراء توقيع اتفاق جديد بين الطرفين مع حضور أمين مجلس الأمن القومي الروسي ألكسندر ليبيد مع العلم أن عدد القتلى وصل إلى 100 ألف قتيل بحلول عام 2001.
شكلت موسكو إدارة تابعة لها لتحكم الشيشان بقيادة ستانيسلاف إلياسوف، فيما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانسحاب جزئي للجيش وبالمقابل منح صلاحيات واسعة لاستخبارات المكلفة بتصفية المعارضين، وقد نجحت بالفعل في التخلص من الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف الذي يؤيد استقلال بلاده، فخلفه عبد الحليم سعيدولاييف، وقد استمرت عمليات تصفية المعارضين حتى عام 2009، مع تنصيب موسكو حاكمة على الشيشان وإنغوشيا وأوسيتيا الشمالية وداغستان[١].
الثروات الطبيعية في الشيشان
شهدت الشيشان حملات غزو كثيرة على مر التاريخ، وقد ذكرنا آنفًا أن موقعها مميز كونها تمتد على طول 60 ميلًا من البحر الأسود غربًا، وبحر قزوين شرقًا[٣]، وهو ما يبرر كونها محط أنظار الغزاة، بالإضافة إلى وجود الثروات الطبيعية فيها مثل الثروة المعدنية التي تتمثل في الذهب الأسود أو البترول، إذ تنتشر حقول البترول حول العاصمة عرزوني، وتوجد أيضًا الثروة الزراعية بفضل وفرة المياه وخصوبة التربة، مع العلم أن الشعب الشيشاني أهمل هذه الثروة فاتجه نحو الصناعة والمهن الأخرى[٤].
سكان جمهورية الشيشان
بلغ عدد سكان جمهورية 1.394.000 نسمة حسب إحصائية حديثة جرت عام 2016، يدين غالبيتهم بالإسلام على المذهب السني الشافعي، مع وجود حركات صوفية تتمتع بنفوذ كبير هناك، علمًا أن الإسلام وصل إليها قبل ألف سنة، وهذا لا يعني عدم وجود المسيحيين فيها بل هم قلة، يتحدثون اللغة الشيشانية وهي لغة قديمة من العصر الحجري ظلت تكتب بحروف العربية حتى أواسط عشرينات القرن الماضي، إذ استبدلت بحروف كيريلية وروسية، ويتحدث الشعب الشيشاني اللغة الروسية أيضًا إلى جانب لغتهم الرسمية، فيما يعتمدون في تعاملاتهم الاقتصادية على الروبل الروسي كما أن توقيتهم أيضًا يتبع توقيت موسكو، ويتميز شعب الشيشان بالطيبة إلى حد كبير، والشجاعة والكرم الطائي[٣].
مدن جمهورية الشيشان
على الرغم من أن غالبية الجمهورية قرى إلا أن هذا لا يعني عدم وجود مدن نهائيًا، ومن أبرزها ما يأتي:[٣]
- العاصمة غروزني: تأسست سنة 1817، تسميتها شيشانية الأصل تعني بالعربية المرعب، وتعد واحدة من أكبر المدن وعليه فإنها تضم حوالي ثلث سكان الجمهورية قاطبة، ويعود ذلك إلى وقوعها على رابية على نهر لسونج، بالإضافة إلى كونها مركزًا صناعيًا وتجاريًا وسياسيًا هامًا، ناهيك عن تحصيناتها بالقلاع العسكرية العديدة وأشهرها قلعة بريجرادني التي تعرف باسم قلعة جوهر تيمنًا بالقائد جوعر داييف الذي أعلن استقلال الجمهورية عن روسيًا، وتجدر الإشارة إلى أبرز معالم المدينة وهو مسجد يحمل اسمها ذاته، ويعد الأكبر على مستوى قارة أوروبا ككل، بدأ العمل في بنائه سنة 2006 بمساعدة تركيا، فيما افتتح رسميًا في السابع عشر من أكتوبر عام 2008، ويتميز بعمارته من الرخام الأبيض المستخرج من جزيرة أداسي في بحر مرمرة، والنقوش الذهبية على الجدران، بالإضافة إلى مئذنته العالية على ارتافع 62 مترًا، وتوجد أيضًا كنيسة سانت مايكل التي بنيت في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وهي الكنيسة الوحيدة في الجمهورية قاطبة لأن عدد المسيحيين قليل جدًا، ولا ننسى مجمع مدينة غزروني الذي يتكون من 50 مبنى.
- مدينة أرغون: هي مدينة جميلة، من أبرز معالمها مسجد إيماني قادروفا الذي بدأت أعمال البناء فيه سنة 2011، وهو مسجد ضخم ومميز مبني على طراز هاي تيك الذي يشبه الصحن الطائر من بعيد، ويتسع لحوالي 5 آلاف مصلٍ، ومن أبرز معالمها أيضًا مجمع أرغون سيتي 1 و2 الذي عُد افتتاحه حدثًا ضخمًا دعي له عدد كبير من دول هامة، وأقيمت له أمسيه إسلامية أنشد فيها منشدون دينيون دون موسيقى، بالإضافة إلى مارثون من القلب إلى القلب الذي ضم عددًا كبيرًا من السكان ورصدت له جوائز قيمة سيارة.
المراجع
- ^ أ ب "الشيشان"، الجزيرة، 16-11-2014، اطّلع عليه بتاريخ 22-8-2019. بتصرّف.
- ↑ ذيب بشير، "معلوكمات عن الشيشان"، موقع شيشان الأردن، اطّلع عليه بتاريخ 22-8-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "تقرير عن السياحة في الشيشان الجميلة وافضل فنادق الشيشان"، المسافر العربي، اطّلع عليه بتاريخ 22-8-2019. بتصرّف.
- ↑ Shaimaa Elznaty، "أي تقع الشيشان في أي قارة وعاصمتها"، معلومة ثقافية ، اطّلع عليه بتاريخ 22-8-2019. بتصرّف.