محتويات
الزواج
لا شكّ أن الزواج سيكون السكن لقلبكَ وقلبك زوجتكَ، وعبادة تُقربكما إلى الله، فإعفاف نفسك وزوجتك عبادة، وإنفاقكَ على زوجتك عبادة، وإنجاب الولد عبادة، فالزواج نعمة من نعم الله التي ينبغي شكره عليها، قال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}،[١]
ولقداسة الزواج في الإسلام جعل الله له شروطا تحفظه وتمنع ضياع الحقوق فيه، فإذا كنت ممن يستطيعون الزواج، فلا تحرم نفسك من هذه النعمة العظيمة، التي جعلها الله حفظا لكَ ولزوجتكَ وللمجتمع كله، ولذلكَ قد تتساءل ما إن كان الزواج اختياركَ أم نصيبٌ لا يدًا لكَ فيه؟.[٢][٣]
هل الزواج اختيار أم نصيب؟
قدر الله المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ويعد الزواج من المقادير التي قدرها الله، قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[٤]، والزواج كما قلنا من أقدار الله عز وجل إلا أن ذلك لا ينفي أنه لا يتم إلا بإرادة واختيار، فإنك تختار فتاة معينة، وقد يتعلق قلبك بها وقد تعقد عليها قرانك، إلا أنها في النهاية قد تنفصل عنكَ لأنها ليست من نصيبكَ وأنت لست من نصيبها.
وقد يكون سبب انفصالك عن زوجتك أمر تافه لا يستحق الانفصال، ورغم ذلك تنفصل عنها، وبعد أيام تتزوج بفتاة أخرى وقد تكون أقل درجة من الزوجة الأولى وتكون سعيدًا معها، وذلك كله بعلم الله المسبق بأنّ نصيبك وقسمتك أن تتزوج بفتاة ما لحكمة يعلمها الله.
وفي النهاية فإننا نسعى ونجد ونبحث ونختار بإرادتنا، وهذه الإرادة إن وافقت ما قدره الله، عُقد القران وبدأت رحلة الحياة الزوجية، وإلا ذهب كل واحد في طريقه، لأنّ هذه الزوجة لم تكن من رزق زوجها الذي قدره الله، فعليك إذا كنت مقبلا على الزواج أن تحسن الإختيار ثم تستخير الله وتستشير أهل الرأي ثم دع النتائج لله فهو لن يضيعك.[٥]
كيف تختار الزوجة الصالحة؟
إذا كنت تفكر في الزواج ومُقبل عليه، فقد تحتار في كيفية اختيار الزوجة الصالحة، فما هي صفات المرأة المثالية التي يمكنك الزواج بها؟
بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصفات التي ينبغي اختيارها زوجة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ]،[٦] فحاول البحث عن المرأة المتدينة التي تؤدي فرائض الله وتجتنب نواهيه، التي تكثر من النوافل والمستحبات، وتجتنب المكروهات والشبهات، الملتزمة بحجابها، الحافظة لحيائها، صاحبة الخلق الحسن، الصبورة واسعة الصدر، التي تعرف حق زوجها عليها، المرأة ذات الجمال الداخلي والخارجي، التي إن نظرت إليها أسرتك وإن أمرتها أطاعتك، وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالها، ذات الحسب والنسب الشريف، ذات المال التي تعينك في النوائب.
كما وورد أنه [لمَّا نزلت وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ قالَ كنَّا معَ رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في بعضِ أسفارِهِ فقالَ بعضُ أصحابِهِ أنزلَ في الذَّهبِ والفضَّةِ لو علمنا أيُّ المالِ خيرٌ فنتَّخذَهُ فقالَ أفضلُهُ لسانٌ ذاكرٌ وقلبٌ شاكرٌ وزوجةٌ مؤمنةٌ تعينُهُ على إيمانِه]،[٧]، فاختر المرأة التي تعينك في أمور دينك كلها تأمرك بالمعروف وتنهاك على المنكر، وتعينك على طاعة الله.
كما قال رسول الله عليه السلام: [عليكم بالأبكارِ، فإنهنَّ أنتقُ أرحامًا، وأعذبُ أفواهًا، وأقلُّ خَبًّا، و أرضى باليسيرِ]،[٨] ولا يلزم أن تتوافر جميع هذه الصفات في المرأة، فإذا وجدت بعض هذه الصفات في امرأة ما فعليك بها، كما ينبغي أن تتعرف عليها بالسؤال عنها وسماع أخبارها ممن خالطها ويعرفها حق المعرفة.[٩][١٠]
أركان وشروط الزواج في الإسلام
لأن الزواج من الأمور ذات الأهمية الكبيرة، فقد جعل الله له أركانًا وشروط لا يتم إلا بها، وذلك لحفظ حقوقكَ وحقوق زوجتكَ، وهي:[١١]
- أركان الزواج :
- وجود زوجين خاليين من الموانع التي تمنع صحة الزواج، كالمحارم من النسب أو الرضاع ونحوه، أو أن يكون الرجل كافرا والمرأة مسلمة.
- حصول الإيجاب؛ وهو اللفظ الصادر من الولي أو من يقوم مقامه، كأن يقول للزوج زوجتك فلانة، أو أي لفظ يفيد الإيجاب.
- القبول؛ وهو اللفظ الصادر من الزوج أو من يقوم مقامه، كان يقول قبلت أو أي لفظ يدل على قبول الزواج.
- شروط الزواج:
- تعيين كل من الزوجين بالإشارة أو التسمية أو الوصف ونحو ذلك.
- رضى كل من الزوجين بالآخَر.
- أن يعقد الزواج للمرأة وليها، وذلك لأن الله خاطب الأولياء بالزواج.
- الشهادة على عقد الزواج وإعلانه.
- شروط الولي: ذكرنا أنّ من شروط الزواج أن يعقد الزواج للمرأة وليها، والولي في الإسلام، يجب أن تتوفر فيه شروط معينة حتى تصح ولايته، وشروطه هي:
- العقل.
- البلوغ.
- الحرية.
- اتحاد الدين فلا ولاية لكافر على مسلمة، ولا ولاية لمسلم على كافرة.
- العدالة؛ وهي العدالة المنافية للفسق.
- الذكورة فلا يجوز أن تزوج المرأة المرأة، ولا أن تزوج المرأة نفسها.
- الرشد؛ وهي القدرة على معرفة الكفؤ ومصالح الزواج، ويجب التنويه هنا إلى أنه لا يجوز تعدي الولي الأقرب إلا إذا مات أو فقد شروط ولايته.
قد يُهِمُّكَ
في مرحلة من مراحل حياتك سوف تبدأ بالبحث عن الفتاة المناسبة التي تصلح أن تكون زوجة لك، ولأن ذلك من الأمور التي قد توقعك في الحيرة، فإنك في هذه اللحظة تحتاج للجوء إلى خالق السموات والأرض، رافعا يديك داعيًا مستخيرًا الله الذي يعلم أين يكون الخير والشر، وتطلب منه الخيرة في زواجك.
وقد أجمع العلماء على أن الإستخارة سنة، وللاستخارة كيفية معينة وهي:
- توضأ كوضوئك للصلاة، وانوي لصلاة الاستخارة قبل أن تشرع بها.
- صلِّ ركعتين ومن السنة أن تقرأ بالركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص.
- بعد أن تنتهي من الصلاة والتسليم، ارفع يديك متضرعًا لله ومستحضرًا قدرته، ادعُ الله واحمده، واثنِ عليه، ثم صلِّ على النبي والأفضل الصلاة الإبراهيمية.
- اقرأ دعاء الاستخارة: [اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: «وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»]،[١٢] وإذا وصلت إلى قول (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا) هنا تسمي حاجتك، مثل أن تقول: (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ الزواج من فلانة بنت فلان)، ثم بعد ذلك تصلي على النبي كما فعلت في المرة الأولى.[١٣]
المراجع
- ↑ سورة النحل، آية: 72.
- ↑ "الزواج.. فضائل وفوائد وأحكام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-7. بتصرّف.
- ↑ "منافع الزواج"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-7. بتصرّف.
- ↑ سورة القمر، آية: 49.
- ↑ "الزواج بين القدر والاختيار"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-7. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1466 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 3094 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 4054 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ "كيف أختار الزوجة الصالحة؟"، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-7. بتصرّف.
- ↑ "حسن اختيار الزوجة"، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-7. بتصرّف.
- ↑ "ملخّص مهم في أركان النّكاح وشروطه وشروط الوليّ"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-7. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1162 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ "كيفية صلاة الاستخارة"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-7. بتصرّف.