من بنى قلعة بعلبك

مدينة بعلبك

يعلبك مدينة لبنانية تقع في سهل البقاع الواسع، يحدها من الغرب سلسلة جبال لبنان الشرقية والغربية، ومن الشرق نهر الليطاني، وتعد بعلبك مركزًا لمحافظة البقاع، لأهمية موقعها الاستراتيجي منذ القدم، وسميت بهذا الاسم لذكرها في كتاب التوراة باسم بعلبق، كما ذُكرت في كتاب أنيس بن فرحة بأن اسم بعلبك اشتق من كلمتين وهما بعل أي الرب، وكلمة بق بمعنى البقاع، كما سميت في زمن الرومان هيليوبلس وفي زمن الأمويين القلعة. تشتهر بعلبك بخصوبة الأراضي الزراعية، بالإضافة لوقوعها على الخط الاستراتيجي البرّي التجاري في المنطقة، وقديمًا كانت حلقة الوصل بين حضارات وادي النيل وحضارات دجلة والفرات في الشرق، وهذا ما جعلها مدينة أثرية بامتياز، فالمدينة تحتوي على العديد من الآثار الرومانية القديمة أشهرها قلعة بعلبك.[١]


باني قلعة بعلبك

تعد قلعة بعلبك من القلاع العريقة في الشرق الأوسط وتحديدًا في لبنان، توجد في الجهة الشرقية من لبنان في منطقة البقاع في مدينة بعلبك، ترتفع عن سطح الأرض قرابة 1130 مترًا، وتبعد عن العاصمة بيروت ما يقارب 80 كيلومتر، وهي مجمع أثري كبير يحوي العديد من الآثار الرومانية وغيرها من الحضارات التي سكنت المدينة قديمًا، وفي عام 1984م ضمت آثار مدينة بعلبك لقائمة اليونيسكو (التراث العالمي)، وتتألف القلعة من:[٢][٣]

  • معبد جوبيتر: وهو المعبد الرئيسي الذي يتشكل مدخله من 12 عمودًا ضخمًا.
  • مسجد النبي إبراهيم.
  • البهو المُسدس: والذي يُدخَل له من ثلاث بوابات تسمى البروبيليا.
  • الدِكة.
  • الساحة الكبيرة: يصل الزائر إلى الساحة بعد المرور بالساحة السداسية، وهي أكبر موقع في القلعة يبلغ حجمها قرابة (135م*113م).
  • الرواق المقدم: الذي يحتوي على درج مكون من ثلاثة أجزاء.
  • معبد باخوس: يعد أصغر من معبد جوبيتر، لكن مقاساته تجعله أكبر من البارثينون في أثينا، وما زال يحافظ على أغلبية أجزائه القديمة دون انهيار.
  • متحف هياكل بعلبك.
  • القلعة العربية.


تاريخ مدينة بعلبك

اختلف العلماء في تحديد أول حضارة شيّدت في التاريخ، لكن الكثير من المؤرخين اجمعوا على بعلبك كأول مدينة شيّدت قبل 11 ألف سنة، إذ كانت مكاناً للعبادة لبلاد ما بين النهرين وقبائل بعر والفينيقيين، وأصبحت بعد ذلك من أسس الحضارات القديمة الرئيسية، فتوجد الكثير من الامتيازات التي جعلت بعلبك تُختار كمدينة استراتيجية، فالتل الذي بنيت عليه المدينة وقلعتها من التلال المُهمة المُطلة، ووِفرَت المياه فيها خاصة العيون الرئيسية كعين اللجوج وعين رأس العين في الجنوب الشرقي من المدينة أكسبها أهمية كبيرة للاستيطان فيها، إذ اعتمدتها القوافل القادمة من الساحل كمركز رئيسي للراحة، وكان موقع المدينة مُغرٍ للتجار؛ بسبب وجوده في منتصف طريق العبور والقوافل في سلسلة جبال لبنان الغربية ليتبادل التجار بضاعتهم وعمل المقايضات التجارية، ومن أهم الحقب الزمنية لمدينة بعلبك ما يأتي:[٢]

  • عهد الفينيقيين: بنى المدينة الفينيقيون على هضبة بعيدة عن باقي المدن الأخرى كالساحل والروابي الصخرية الساحلية، وكانت مدينة متدينة يلعب فيها الدين الدور البارز والرئيسي في الحياة اليومية، وفي العهد الفينيقي كَرَّسوا دين الثلاثية المحلية وهي:[٤]
    • الإله بعل إله الرعد والعاصفة الذي كان يمثل الخصوبة عند الشعب السامية الأولى، وكانوا يعتقدون بأن له القدرة على تجفيف الأرض إرسال الأمطار والفيضانات لها.
    • الإله الشاب أونيس إله النباتات والمواشي الأكثر شعبية بين كل الآلهة.
    • الإله بعل سيد المدينة، وبجانبه الإله اتاغارتيس الأم العظيمة.
  • ما بعد الإغريق: احتلها الإسكندر المقدوني وضمها تحت أراضيه الشاسعة، لكن في عام 323م توفي الإسكندر المقدوني فجأة دون ترك وريث عرش ليحل محله، فاختلف القادة والأقرباء على الحكم وانشقوا فانهارت الوحدة الإغريقية، واستمرت الأمور على هذا الحال لمدة 40 سنة في فترة انقسام الإمبراطورية الإغريقية لأربعة ممالك، فحكمها البطالمة حكام مصر، ثم حكمتها فينيقيا والمملكة السورية، وفي زمن الحروب السورية بين السلوقيين والبطالمة تناوبت المملكتين على حكم المنطقة، حتى اندلعت الحرب الكبيرة زمن حاكم الإمبراطورية السلوقية أنطيوخس الثالث في عام 198 قبل الميلاد، وبعد هذه الحرب وقعت المنطقة في حكم السلوقيين، وبعد فترة من الوقت رجعت النزاعات للظهور وكانت بين السلوقيين والفرس والأرمن، وقد حصلت بعلبك في ذلك الوقت على الحكم الذاتي لفترة بسيطة حتى جاء القائد الروماني بومبي بأمر من مجلس الشيوخ الروماني وأنهى الحروب الأهلية والنزاعات ووضع بعلبك تحت الحكم الروماني في عام 65 قبل الميلاد.[٤]
  • بعلبك الرومانية: بعد وقوع المدينة تحت الحكم الروماني المباشر سميت بهليوبوليس أي مدينة الشمس، وقد حافظت على العلاقة الجيدة مع ملوك عنجر (شالسيس)؛ لتأمين طرق التجارة والحج بين فلسطين والجزيرة العربية والشام، وفي عهد الإمبراطور أوغسطس عام 16 قبل الميلاد، توسعت المدينة وكبرت بصورة ملحوظة، وبُنيَ فيها الكثير من المباني والمعابد والمستعمرات العسكرية الكبيرة، وكان الهدف من ذلك لإبراز قوة وترسيخ المجد لروما وسيطرتها على أغلب مناطق العالم القديم، فبنيت ثلاث معابد كبيرة وعدة أبنية وميادين ضخمة ما زالت قائمة لليوم كآثار رائعة وهي:[٤]
  • معبد جوبيتير: تعود لعام 16 قبل الميلاد.
  • برج المذبح:تعود لعهد الملك نيرون بين أعوام 54-68 للميلاد، يقع وسط باحة المدينة.
  • معبد باخوس: بين أعوام 120-125 للميلاد في عهد تراجان.
  • الساحة الكبرى: توجد في بعلبك تعود لما بين أعوام 98-117 للميلاد لكن لم يكمل إلا بعهد أنطونيوس بيوس بين أعوام 138-161 للميلاد.

ضعفت المدينة قليلاً بعد معركة أسوس بين الجيش الروماني الرسمي بقيادة سيبتيموس سيفيروس وقوات حاكم سوريا نيجر بسكينيوس والتي انتهت بانتصار الجيش الروماني، وللحد من النفوذ السوري في المنطقة قسّمت لجزأين وهما سوريا الجوفاء، واختيرت أنطاكية كعاصمة لها، وسوريا- فينيقيا في الجنوب، اختيرت مدينة صور كعاصمة لها.


المراجع

  1. The Editors of Encyclopaedia Britannica (08-02-2012), " Baalbeck archaeological site, Lebanon"، britannica, Retrieved 25-07-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Amani Sharif (23-03-2017), "A Brief History of The Baalbek Roman Ruins in Lebanon"، theculturetrip, Retrieved 25-07-2019. Edited.
  3. Editors of pheniciens، "بعلبك"، pheniciens، اطّلع عليه بتاريخ 25-07-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت مُحررين المعرفة، "بعلبك"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 06-08-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :

490 مشاهدة