محتويات
حكم الاحتلام
الاحتلام من الأمور الطبيعية التي جبل الله -تعالى- الناس عليها، فلا يؤاخذ الإنسان عند حصول الاحتلام، ويجب الاغتسال عند نزول المني، أما إذا احتلم المرء ولم يُنزل فلا غسل عليه، واستدل الفقهاء بالعديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها ما يأتي:[١]
- (جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا).[٢]
- (سُئِلَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- عَنِ الرجُلِ يَجِدُ البَلَلَ ولا يَذْكُرُ احتِلامًا؟! قال: يَغْتَسِلُ، وَعَنِ الرجلِ يَرَى أنه قَدِ احتَلَمَ ولا يَجِدُ بَلَلًا؟! قال: لا غُسْلَ عليه، قالت أُمُّ سُلَيْمٍ: هل عَلَى المَرْأَةِ – تَرَى ذلك – غُسْلٌ؟! قال: نَعَمْ، إنَّ النساءَ شقائِقُ الرجالِ).[٣]
تعريف الاحتلام
يُقصد بالاحتلام لغةً: المباشرة في المنام، وفي الاصطلاح الشرعي: ما يراه النائم من المباشرة في المنام، ويحصل معه في الغالب إنزالٌ للمني،[٤] ويعتبر الاحتلام علامةً من علامات البلوغ،[٥] قال -تعالى-: (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ).[٦]
التطهر من الاحتلام
يمكن للمسلم التطهر من الاحتلام بطريقتين؛ الكيفية المجزئة، والكيفية الكاملة، وسنذكر تفصيلهما فيما يأتي:
الكيفية المجزئة
يقوم المسلم بتعميم جميع بدنه بالماء مرةً واحدة فقط، مع نية رفع الحدث أو استباحة الصلاة، فقد ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لأم سلمة -رضي الله عنها-: (إنَّما يَكْفِيكِ أنْ تَحْثِي علَى رَأْسِكِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ ثُمَّ تُفِيضِينَ عَلَيْكِ المَاءَ فَتَطْهُرِينَ).[٧][٨]
وبناءً على ذلك تقتصر الكيفية المجزئة على ركنين أساسيين ويتحقق بهما؛ وهو نية رفع الحدث، وتعميم الجسم بالماء، دون الإتيان بالسنن الأخرى للغسل.[٨]
الكيفية الكاملة
الكيفية الكاملة للغسل تشمل الكيفية المجزئة وسنن الغسل، وهي الطريقة التي كان النبي الكريم يتطهر بها، وبيانها فيما يأتي:[٨]
- نية رفع الحدث.
- التسمية.
- القيام بغسل اليدين ثلاث مرات.
- غسل الفرج، وإزالة النجاسة.
- القيام بالوضوء الكامل، وتأخير القدمين لآخر الاغتسال.
- القيام بغسل الرأس ثلاث مرات، وتخليل الشعر بالماء خلالهما.
- تعميم البدن كاملاً في الماء، وذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى القول بسنية تعميم الماء ثلاث مرات على جميع أعضاء البدن.
- القيام بغسل القدمين في نهاية الاغتسال.
الحكمة من الاحتلام
خلق الله -تعالى- جسم الإنسان وأودع فيه الشهوة؛ وجعل لها طريقاً مشروعاً لإخراجها، وقد أودع الله -تعالى- الشهوة في جسم الإنسان بما لا يتعارض مع فطرته البشرية لحكم متعددة، ومنها ما يأتي:[٩]
- إعمار الأرض حسب ما أمر الله -تعالى- وشرع.
- بناء الأسرة لتحقيق مصالح الحياة.
- حفظ البدن والاستمرار في الحياة.
المراجع
- ↑ محمد آدم الإتيوبي، ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، صفحة 200. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم:130، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:419، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 96. بتصرّف.
- ↑ دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 51. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية:59
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم:330، صحيح.
- ^ أ ب ت محمود عويضة، الجامع لأحكام الصلاة، صفحة 252- 253. بتصرّف.
- ↑ "التفسير الشرعي والعلمي للاحتلام رابط المادة: "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2022. بتصرّف.