كيف كان حال العرب قبل الإسلام؟

كيف كان حال العرب قبل الإسلام؟
كيف كان حال العرب قبل الإسلام؟

العرب

هم الشعوب السامية التي يرجع نسبها لسام بن نوح عليه السلام، انتشروا في عدة أماكن بالعالم، ولكن أغلبهم اليوم في المناطق المسماه بالوطن العربي في قارتي آسيا وإفريقيا، أما أصل كلمة العرب فقد اختلف فيها المحققون والتي لها العديد من التفاسير اللغوية، وأولها أن العرب عندما فسروها اتبعوا علم الأنساب، فبحسب رأيهم أن العرب تُنسب ليعرب بن قحطان، فالكلمة مشتقة من أسمه، إذ يعتبروه أول من أعرب في لسانه، كما يذكر العدنانيون أن أول من تكلم العربية هو إسماعيل بن إبراهيم عندما كان عمره 14 عامًا.

وفي تفسير آخر أن كملة عرب هي من الفعل يُعرب أي يفصح بحديثه، وقد لازمت هذه الكلمة العرب لفصاحتهم في اللسان، وأخيرًا سُمي العرب نسبة لبلدهم "عربة" أي مكة، وهي دار إسماعيل بن إبراهيم الملقب بأبي الفصاحة، فإسماعيل عليه السلام أبو العرب قد أنجب أولادًا فانتشروا في البلاد ونشروا هذه اللغة، فالأرجح أن العرب أصلهم من شبه الجزيرة العربية، وقد قُسم المؤرخون العرب إلى عرب بائدة وهي القبائل العربية القديمة التي عاشت في الجزيرة العربية وانقرضت قبل الإسلام كقومي عاد وثمود، والعرب العارية وهم من سكنوا مملكة سبأ والعرب العدنانيون من نسل سيدنا إسماعيل عليه السلام، وأخيرًا العرب المستعربة وهم الشعوب التي تحدثت العربية ولكن أصولهم ليست عربية.[١][٢]


العرب قبل الإسلام

كان حال العرب قبل مجيء الإسلام سيء جدًا، مما عكس الكثير من مظاهر التخلف في الاعتقاد والأخلاق عندهم، والتي سنذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر كالآتي:[٣]

  • عبادة الأصنام: كان العرب يعبدون الأصنام ويعظمونها بمظاهر كالتقرب والذبح، فقد كانوا هم من يصنعونها من التمر، الطين والخشب، إذ كان عددها يقرب من الـ 360 صنمًا يحيطون الكعبة المشرفة، فذُكرت في القرآن الكريم بقول الله عز وجل : {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}.[٤]
  • التطير: الذي يعني أنه عندما كان أحد منهم ينوي الزواج والسفر والتجارة يلقي طيرًا في السماء، ففي حال توجه الطير لليمين مشى في الأمر لاعتقاده بالخير والنفع فيه، وإذا توجه للشمال أحجم عن المضي في هذا الفعل لاعتقاده ما فيه من شر.
  • الولاء: أي أن ولاءهم للقوي في ذلك العصر، فمنهم من كان ولاءه للروم، وبعضهم للفرس وبعضهم للحبشة، فهي القوى العظمى التي كانت مسيطرة آنذاك.
  • الأخلاق والعادات والتقاليد: كانت العديد من المظاهر في المجتمعات العربية قبل الإسلام تصف مدى الانحطاط الأخلاقي والسلوكي في تصرفاتهم، فكان الغزو والقتل من أهمها إذ لا يراعون الحرمات، فمن السهل عليهم قتل الرجال وسبي النساء عندهم، ولأسباب غير مهمة، فالحرب المعروفة "بالبسوس" التي استمرت 30 عامًا كانت بسبب ناقة، وحرب داحس والغبراب كانت بسبب مسابقة للفرسان، أما بخصوص عاداتهم فكانوا يأكلون الميتة ويشربون الدم، ومن عاداتهم أيضًا الطواف بالكعبة رجالًا ونساءً عراة، وأخيرًا كان الزنا من أكثر المظاهر المجتمعية انتشارًا، ومن نتائجة نسبة الأولاد لغير الأزواج.
  • قتل الأولاد خوفًا من الفقر: إذ كانوا يقتلون أبناءهم تحسبًا من الوقوع في الفقر، يقول الله تعالى : {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}[٥]، كما كانوا يدفنون بناتهم كي لا يقعن بالأسر ويجلبن لهم العار، فمن كانت تولد له أنثى يتوارى من قومه كأنه قام بجرم مشهود، وقد ذكر الله عز وجل هذه العادة الجاهلية في قوله :{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ . يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.[٦]
  • أوضاع المرأة: كانت المرأة تتعرض للتعذيب والإهانة، بالإضافة لوأدها فقط لأنها مرأة وحرمانها من الميراث، وفي حال تزوجت كانت تُجبر على ما تكره أو تُعلق فلا هي متزوجة ولا مطلقة، وفي بعض الأحيان كانوا الأزواج يحرمون زوجاتهم على أنفسهم كأمة أو أخته، وهو ما حرمه الإسلام المعروف بالظهار، فجعل الإسلام لذلك حكمًا واضحًا لما يُسمى بالإيلاء، وهو إما التكفير عن اليمين أو الطلاق، فيقول الله عز وجل : {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.[٧]


حال العرب بعد الإسلام

لم يكن الكثير من العرب يتبعون الدين الحق فترة ما قبل نزول الرسالة السماوية على سيد الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم إلا عدد من الأشخاص ذُكروا في السيرة النبوية الشريفة، وهم زيد بن عمرو الذي كان حنيفًا يتبع ملة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وكذلك ورقة بن نوفل الذي كان متنصرًا، وقس بن ساعدة الذي كان يبشر بمجيء النبي وتوفي قبل البعثة، ولكنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، أما ما فعل الإسلام بالعرب بسماتهم الغاية في بشاعتها وتقاليدهم المدمرة لأي كيان اجتماعي، فقد كان بمثابة قفزة نوعية غيرت من أخلاقهم وسماتهم فتحولت لأعلى درجات التعاضد والمحبة والفضيلة والإحسان، فهو كما وصفه الله عز وجل بالنور المنزل عليهم، وهو ما أوصلهم ليسودوا العالم حاملين هذه الصفات، فالرسالة السماوية في أصلها هي رسالة إخراج الناس من الظلمات إلى النور، إذ يقول الله سبحانه وتعالى : {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [٨].[٩]


العصر الجاهلي

هو العصر المرتبط بالفترة الزمنية التي عاشها العرب في منطقة الحجاز قبل الأسلام والتي تقدر بنصف قرن تقريبًا، وله سمات أهمها أن العرب آنذاك كانوا يعيشون بمناطق في بيئة صحراوية جافة عكست العديد من صفاتهم الاجتماعية، الأخلاقية، وكذلك السياسية، وقد أطلق عليها هذا الاسم "الجاهلية" نسبةً للحاله التي كان العرب يتصفون بها آنذاك، والتي توضحت جيدًا بعد مجيء الإسلام الذي يحمل من الصفات الحميدة والأخلاق، مما جعلهم فيما بعد سادة الأمم وأكثرها وعيًا وعلمًا، ومن الجدير ذكره أن الجهل في مصطلح الجاهلية لا يعني ضد العلم، ولكنه يعني ضد الحلم، أي أنه ارتبط بجهل المعتقد أي عبادة الأصنام والبعد عن الله، وأن ما جاء بعد هذا العصر هو عصر النور والتغير الفكري لوجهة النظر في الحياة.[١٠]


المراجع

  1. معتز ابراهيم (20-3-2019)، "من هم العرب المستعربة"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2019. بتصرّف.
  2. محمد سهيل طقوش، تاريخ العرب قبل الإسلام ، صفحة 25. بتصرّف.
  3. "كيف كانت الحياة في " الجزيرة العربية " قبل مجيء الإسلام إليها ؟"، islamqa، 22-7-2010، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2019. بتصرّف.
  4. سورة يونس، آية: 18.
  5. سورة الأنعام، آية: 151.
  6. سورة النحل، آية: 58-59.
  7. سورة البقرة، آية: 226-227.
  8. سورة المائدة، آية: 15-16.
  9. راغب السرجاني (21-4-2010)، "العرب قبل الإسلام"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2019. بتصرّف.
  10. 2-9-2016 (24-10-2019)، "سبب تسمية العصر الجاهلي بهذا الإسم"، shof اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :

813 مشاهدة