محتويات
القوس والسهم
استعمل الإنسان العديد من الأدوات والعناصر المتوفرة في الطبيعة في تمكين استمرار دأبه في الأرض، والتي منها القوس والسهم؛ إذ استخدم في تحقيق أغراض الصيد، وأداة مهمة من أدوات القتال خلال الحروب، ومع الوقت تطور استعمالها لتصبح من أهم الرياضات التي تعقد لها الدورات، والمسابقات -خاصة في الألعاب الأولمبية.[١]
السهم في اللغة مصدر الفعل الثلاثي (سَهَمَ)؛ وهو قطعة من الخشب يُكوّن منها نصل يرمى به باستخدام القوس، والجمع منه أسهم وسهام. وأما القوس فهو آلة في شكل هلال أو نصف دائري مهيأ لرمي السهام في الحرب ونحوها، والجمع منها أقواس وقِسيّ.[٢] وأما اصطلاحاً فالقوس والسهم عبارة عن أدوات استخدمت منذ عهد الإنسان القديم استشهادًا بالرسومات التي اكتشفها علماء الآثار في كهوف دول مختلفة مثل إسبانيا وإفريقيا؛ إذ كانت من أكثر الأدوات استخدامًا من أجل كسب رزقه والدفاع عن نفسه من الحيوانات المفترسة ومن أبناء جنسه الذين يحاولون قتله أو الاستيلاء على ممتلكاته.[٣]
كيفية صناعة القوس والسهم
تتعدد الطرق المستعملة في صناعة السهم والقوس، وتمكن صناعتها في المنزل بمواد بسيطة غير مكلفة تقريبًا، ومتوفرة في المكتبات والمتاجر المختلفة، والطريقة ما يلي:
صناعة القوس
تختلف المعايير، ونوعية المادة الصلبة المستخدمة في صناعة القوس وهذا يعطي تفسيرًا لسبب اختلاف جودة الأقواس فيما بينها ذات الاستخدامات المتعددة، وفي الطريقة المذكورة يُعتمَد على استعمال الخشب بوصفه مادة أساسية. [٤]
- المواد والأدوات: قطعة من خشب ذات حجم كبير، وخيط متين -مثل خيط النايلون-، وأداة حادة -مثل السكين-.
- خطوات العمل:
- يجرى اختيار قطعة خشبية بطول مترين تقريبًا، ويكون سمكها متوسطًا من الوسط؛ مثل خشب البلوط، وتجرى إزالة الأغصان والنتوءات عنها مع الانتباه إلى خصائصها؛ كأن تكون جامعة بين المرونة والصلابة، وجافة.
- تحديد مقبض اليد من خلال رسم علامات على العصا، إذ تكون بمسافة 7 سم تقريبًا ومواقعها في الأعلى، والأسفل مكان تثبيت الخيط، والوسط يكون مقبض اليد.
- استخدام السكين في نحت الجزء المنتفخ من القطعة الخشبية؛ إذ تزال الأوراق والأغصان الرقيقة من الجهتين العليا والسفلى حتى تتساويان في الانحناءة والعَرض، وبعد ذلك يُحفّ الجانبان جيدًا للتخلص من الشقوق مع المحافظة على قوة القوس من أجل تمكين تثبيت الخيط.
- وضع الخيط وربطه بجوانب القوس بمسافة تقريبية حوالي 2.5-5 سم، ويكون طوله أقصر من طول القطعة الخشبية؛ وذلك للحصول على قوة شد أكبر، وللتأكد من متانته يجرى تعليقه من جهة المقبض وشد الحبل للأسفل.[٤]
صناعة السهم
بالنسبة للسهم، ونوعية المواد المختارة في صناعته فإنه يجرى اختيار أقوى أنواع الخشب، والمستخدمة في صناعة عصيان الرماح، إذ تكون مستقيمة وجافة، وتُتَّبع الخطوات التالية من أجل تكوينه.[٤]
- المواد والأدوات: قطعة من الخشب مثل خشب القضبان الذهبية، إذ يكون طولها نصف طول القطعة المستخدمة في صناعة القوس، وسكين، وريش.
- خطوات العمل:
- نحت القطعة الخشبية من أجل الحصول على سهم مستقيم، وإذا لم تكن هناك استجابة يجرى أحيانًا تسخين القطعة باستخدام النار لمدة بسيطة مع الحذر من حرقها، ثم نحت أحد طرفي السهم من أجل تمكين وضعه في خيط القوس للإطلاق وتسمى منطقة النوك.
- نحت الطرف الآخر من السهم؛ إذ تكون القطعة حادة ورفيعة جدًا، وقد يستلزم الأمر تسخينها لتصبح صلبة، ثم نحتها بعد البرودة للحصول على حدة ممتازة.
- من الممكن الاستعاضة عن الحدة الأمامية من السهم وصنع النصل بدلًا منها، وتثبيت قطعة معدنية بمقدمة السهم باستخدام خيط وربطه جيدًا.
- تثبيت الريش في خلفية السهم من خلال الربط والتثبيت باستعمال الخيط.
تطور القوس والسهم خلال التاريخ
تطور استعمال الأداتين (القوس والسهم) وصنعهما على مر التاريخ إثر توفر المواد، واكتشاف مواد أخرى نتيجة استمرار الإنسان المتواصل في البحث والمعرفة، وبالتالي أدى ذلك إلى وجود أنواع عدة من القوس والسهم، وهي ما يلي:[٥]
- أنواع القوس:
- القوس الطويل واستخدم في أوروبا زمن العصور الوسطى، إذ كان بطول المترين تقريبًا ويصل مداه حين الرمي إلى ما بين 165 و 228 مترًا.
- القوس المركب، واستعمل في مناطق عدة بدءًا من آسيا وصولًا إلى أوروبا وشمال إفريقيا، وكان يستعمل خلال ركوب الخيل إذ كان معكوسًا وقصيرًا، وترمى به السهام بسرعة كبيرة ولمسافات بعيدة، ويتألف من عدة مواد؛ مثل: قرون الماشية، والخشب، والجلد.
- القوس المستعرض وهو قوس مثبت على قطعة خشبية مدعومة بزناد لإطلاق السهام القصيرة، ويصل مداها إلى حوالي 400 متر، واستخدم في أوروبا زمن الحملات الصليبية.
- أنواع السهم: تنوعت بناء على الغرض الذي صُنعت من أجله؛ مثل:
- السهام حادة النصل لاختراق الأجسام الصلبة.
- السهام عريضة النصل لشق الأشياء المغلفة أو المصنوعة من الجلد
- السهام مدورة النصل لصيد الطيور.
رياضة القوس والسهم
رياضة القوس والسهم أو النبالة هي فن من فنون التصويب، ومن أقدم أنواع الرياضة الممارسة عن طريق الإنسان في الأماكن المفتوحة أو المغلقة، إذ يستخدم القوس والسهم معًا من أجل التصويب على الأهداف وتحقيقها في مرتكز اللوحة الدائرية (مرسوم فيها خمس دوائر متعددة الألوان) المنصوبة أمام اللاعب، وكلما كانت الضربة قريبة من المرتكز وأكثر دقة زاد عدد تجميع النقاط لصالح اللاعب، فسُلّم النقاط يبدأ بالعد من واحد وانتهاء عند العدد عشرة.[٦][١]
تعددت آراء المؤرخين ودارسي الآثار في البدايات الأولى لنشأة رياضة القوس والسهم، إذ نشرت أحد أبحاث التاريخ أنها تعود إلى زمن القدماء المصريين قبل حوالي خمسة آلاف سنة بالاستدلال على الآثار الموجودة في المعابد الفرعونية، التي توضح استخدامها في طقوس مختلفة؛ كالاستعراض، والحروب/ ومع الوقت تداولت بين الناس وتفنّنوا في استخدامها نتيجة التقدم في صنع الأسلحة؛ مثل البندقية، إذ نشأت أول مباراة لها في أثينا عام 1896م، وأُدرجت ضمن الاتحاد الأوروبي في بلجيكيا عام 1920م، وبعد ذلك تأسس الاتحاد الدولي للقوس والسهم (FITA) في بولونيا عام 1930م لتحديد قوانين اللعبة وتنظيمها.[٧][٦]
المراجع
- ^ أ ب "رياضة "القـــوس والسهـــم""، موقع بوابة الفجر، 2012/1/2، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/21.
- ↑ "تعريف و معنى صوت السهم المنزلج من القوس في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني لكل رسم معنى، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/21.
- ↑ "مـادة المنازالت"، جامعة بنها- قسم نظريات وتطبيقات رياضات المنازالت ، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/21.
- ^ أ ب ت "كيفية صنع القوس والسهم"، WikiHow، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/21.
- ↑ أحمد عبد الحميد (2014/3/1)، "تطور القوس والسهم ..من سلاح يحسم المعارك الحربية إلى الرياضة والترفيه"، موقع وكالة أنباء ONA، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/21.
- ^ أ ب "القوس والسهم"، موقع أكاديمية فيت ستامب الرياضية.
- ↑ "تاريخ صناعة القوس والسهم"، Archery Academy، 2019/3/21.