كم عدد سجود السهو

كم عدد سجود السهو
كم عدد سجود السهو

سجود السهو

سجود السّهو هو عبارة عن سجدتين يسجدهما المصلّي لجبر الخلل الحاصل في صلاته بسبب السّهو،[١] وقال القاضي أن السّهو في الصلاة يعني النسيان فيها، وقال ابن القيّم أن الحكمة من سجود السهو ترغيمًا للشيطان في وسوسته للعبد وكونه حال بينه وبين الحضور في الصلاة، ولهذا أسماها النبي عليه الصلاة والسلام بالمُرغمتين، وأمر بهما من سها في صلاته، كما أن السّهو في الصلاة لا يعني أن المصلّي مُعرضٌ في صلاته؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أعظم من أقام الصلاة ومع ذلك وقع السّهو منه لأن السّهو من طبيعة البشر، ولهذا قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لما سها، كما جاء في حديث ابن مسعود المتفق عليه: [إنَّما أنا بشَرٌ مثلُكم أنسى كما تنسَوْنَ فإذا نسيتُ فذكِّروني]،[٢] كما قال الإمام أحمد: نحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أشياء، سلّم من اثنتين فسجد، وسلّم من ثلاث فسجد، وفي الزيادة والنقصان، وقام من اثنتين ولم يتشهّد.[٣]


عدد سجود السهو

عدد سجدات سجود السهو هما سجدتان كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام، وهما واجبتان على من سهى عن واجب في صلاته أو فعل ما لا يجوز فعله في الصلاة، وتصلى سجدتا السهو واحدة قبل السلام وواحدة بعده، وإن سجدهما المصلي كلتاهما قبل السلام أو بعده فلا مانع وقبل السلام أفضل إلا في حالتين، الحالة الأولى هي إن سلّم المصلي عن نقص ركعة أو أكثر سهوًا، فيكمل صلاته ثم يسجد سجدتا السهو بعد السلام. أما الحالة الثانية فإذا بنى المصلّي على غالب ظنه وتحرّى الصواب واجتهد وأكمل صلاته ثم سلّم فيسجد السّهو بعد ذلك، ويكون سجوده بعد السلام في هاتين الحالتين أفضل ولكن إن سجد قبل السلام فلا حرج في ذلك.[٤]


أسباب آداء سجود السهو

إن أسباب سجود السمهو ثلاثة، الشكّ والزيادة والنقص سنبينهما فيما يلي:[٥]

  • الشكّ: الشكّ هو التردد بين شيئين وينقسم إلى قسمين، شكّ بعد الصلاة وشكّ أثناء الصلاة، فالشكّ بعد الصلاة لا يلتفت إليه المصلّي إلا إذا تيقّن فيفعل بما تيقّن، أما الشك أثناء الصلاة فيفعل المصلي بما ترجّح عنده ويسجد للسّهو بعد السلام فالمصلّي هنا إما أن يترجّح له أمرين أو لا يترجح له أمرين، فإذا كان يصلّي صلاة الظهر وشكّ في أنه صلّى ركعتين أو ثلاث فإذا ترجح عنده أنها الركعة الثالثة فهذا يجعلها الثالثة ويكمل صلاته ثم يسجد للسّهو بعد السلام، أما إذا لم يترجح له فيبني على الأقل ويعتبرها ركعتين ويتم صلاته ويسجد للسّهو قبل السلام.
  • الزيادة: هي أن يزيد المصلّي في صلاته ركوعًا أو سجودًا، والزيادة حالتين إما أن يتذكرها المصلي أثناء فعلها أو بعدها، فإذا تذكرها أثناء فعلها فهنا يجب عليه الرجوع عنها فيكمل صلاته ثم يسجد للسّهو بعد السلام، وإذا تذكرها المصلي بعد فعلها فيكمل صلاته ثم يسجد للسّهو بعد السلام.
  • النقص: والنقص إما نقص ركن أو نقص واجب، فإذا كان الركن الناقص هو تكبيرة الإحرام فإن الصلاة باطلة لأنها لم تنعقد أصلًا، أما إذا كان النقص غير ذلك وتذكره المصلي بعد أن يصل إلى موضعه في الركعة التالية فيلغي الركعة التي ترك منها الركن ويقيم التي تليها مقامها، كأن ينسى الرجل الركوع في الركعة الأولى ويتذكر في الركعة الثانية فهكذا تعد تلك الركعة هي الركعة الأولى ولا يعتد بالركعة السابقة ويكمل صلاته ومن ثم يسجد للسّهو بعد السلام، أما في حال تذكر المصلي قبل أن يصل إلى موضعه من الركعة التالية فهنا يجب أن يعود إلى الركن المتروك فيأتي به وبما بعده وقكمل صلاته ومن ثم يسجد للسّهو بعد السلام، أما نقص الواجب فإذا نسي المصلي واجبًا في الصلاة وتذكره قبل أن يفارق محلّه من الصلاة فيأتي به ولاشيء عليه، وإذا تذكره بعد أن يفارق محلهّ من الصلاة قبل أن يصل إلى الركن الذي يليه فهنا يرجع ويأتي به ثم يكمل صلاته ويسجد للسّهو بعد السلام، أما إذا تذكره بعد وصوله إلى الركن الذي يليه فيستمر في صلاته ولا يرجع إليه ويسجد للسّهو قبل السلام.


أحاديث عن سجود السهو

فيما يلي أحاديث عن سجود السهو:

  • عن عمران بن حصين رضي الله عنه: [أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سلَّم في ثلاثِ ركعاتٍ مِن العصرِ فقال له الخِرباقُ: يا رسولَ اللهِ أنسيتَ أم قصُرَتِ الصَّلاةُ ؟ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أصدَق الخِرباقُ ) فقالوا: نَعم فقام فصلَّى ركعةً ثمَّ سجَد سجدتَيْنِ ثمَّ سلَّم].[٦]
  • عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: [صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةً زاد فيها أو نقَص منها فلمَّا أتَمَّ قُلْنا: يا رسولَ اللهِ أحدَث في الصَّلاةِ شيءٌ ؟ قال: فثنى رِجْلَه فسجَد سجدتَيْنِ ثمَّ قال: ( لو حدَث في الصَّلاةِ شيءٌ لأخبَرْتُكم به ولكنْ إنَّما أنا بشَرٌ أنسى كما تنسَوْنَ فإذا نسيتُ فذكِّروني وإذا أحدٌ شكَّ في صلاتِه فليتحرَّ الصَّوابَ وليَبْنِ عليه ثمَّ ليسجُدْ سجدتَيْنِ].[٧]
  • عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: [عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه صلَّى الظُّهرَ خمسًا فقيل: زِيدَ في الصَّلاةِ شيءٌ ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( وما ذاك ؟ ) قالوا: إنَّك صلَّيْتَ خمسًا فسجَد سجدتَيْنِ بعدَما سلَّم].[٨]ل*عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صبى الله عليه وسلم قال: [إنَّ أحدَكم إذا قام يُصلِّي جاءه الشيطانُ، فلَبَسَ عليه حتى لا يَدريَ كم صلَّى، فإذا وجَد أحدُكم ذلك، فلْيسجُدْ سجدتينِ وهو جالسٌ].[٩]
  • عن عبد الله بن بحينة، أنه قال: [صلَّى لنا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَكعتينِ ثمَّ قامَ فلم يجلس فقامَ النَّاسُ معَهُ فلمَّا قضى صلاتَهُ وانتظرنا التَّسليمَ كبَّرَ فسجدَ سجدتينِ وَهوَ جالسٌ قبلَ التَّسليمِ ثمَّ سلَّمَ صلى الله عليه وسلم].[١٠]


الصلاة

الصلاة في الإسلام عمود الدين، وهي ركن الإسلام الثاني، ويعدّ آداؤها أعظم صورة لمظاهر العبودية، فيضع العبد أشرف أعضائه على الأرض تعظيمًا وإجلالًا لربه ولا يضعها لأحدٍ سواه، فعند السجود يكون العبد أقرب ما يكون إلى ربّه، فالصلاة تجدّد الصلة بالله، وتعدّ تطهيرًا لصفحة ماضية وفتح صفحة جديدة مع الله عز وجلّ، ومن آثار الصلاة على الإنسان أنها تذكره بمقابلة الله والنظر إلى وجهه الكريم يوم القيامة، ويشبهها الرسول عليه الصلاة والسلام بالنهر الجاري الذي يُغتسل فيه خمس مرات في اليوم، فيقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: [أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا].[١١] ويقف الإنسان في الصلاة بين يدي ربه ويتذكّر ما فاته من يومه وما عمل فيه إن كان في مرضاة الله سبحانه وتعالى فيستمر فيه، وإن كانت أعماله تغضب الله تعالى فيتوب عنها، لذلك فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.[١٢]


المراجع

  1. "المَبحثُ الأوَّلُ: تعريفُ سُجودِ السَّهوِ"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2662، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  3. "تعريف سجود السهو والحكمة منه"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.
  4. "كم عدد سجدات السهو؟"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2019. بتصرّف.
  5. "سجود الشكر والتلاوة"، al-feqh، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.
  6. رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 2654، خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه.
  7. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2656، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري.
  8. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم: 2682، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما.
  9. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1031، خلاصة حكم المحدث : صحيح .
  10. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن مالك بن بحينة، الصفحة أو الرقم: 1034 و 1035 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 667 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  12. "أهمية الصلاة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :