أهمية المعلم
يعد المعلم عاملًا مهمًا في حياة الطالب على المدى البعيد والمدى القصير، إذ إن مهنة التعليم من المهن التي تتضمن عاملًا إنسانيًا مشتملًا على مساعدة الآخرين والتأثير على حياتهم بما قد يغيرها إلى الأفضل أو الأسوأ، وتكمن أهية المعلم الحقيقية في دوره الكبير الذي يلعبه في تحفيز الطلاب على التعلم، وتشجيعهم على التفوق الأكاديمي، وإبراز أفضل جوانب شخصيتهم بما يتناسب مع العالم الأكاديمي ومتطلبات الحياة العامة، ويشمل ذلك كلًا من التحصيل العلمي مثل العلامات والمهارات الدراسية والمعرفة المنهجية إلى المهارات الشخصية والصفات النفسية والاجتماعية على حدٍ سواء، أي مساعدة الطالب على الوصول إلى أقصى حدود قدراته واستغلالها بأفضل طريقة ممكنة.
ومن مهمة المعلم رفع القيمة المعنوية لدى الطالب ومساعدته على تقدير نفسه ومهاراته وتشجيع ميولهم وثقتهم في أنفسهم، كما يلعب دورًا هامًا في تطوير العلاقة بين الأهل والمدرسة كونهما أهم العوامل المؤثرة أكاديميًا واجتماعيًا في حياة الطفل أو الطالب وذلك من خلال عقد الاجتماعات ومشاركة الأهداف التعليمية والقيم المستهدفة مع الأهل كي يصبح جو المنزل مكملًا للجهود المبذولة في المدرسة، ومن أهداف المعلم العامة إنشاء جيل مثقف واعٍ يحمل رسالة الأخلاق وتقبل الاختلاف والتسامح وكسر الحواجز بين مختلف فئات المجتمع المحلي والعالمي كذلك، بالتالي فإن المعلم يخلق جيلًا يحمل صفات القادة الذين سيأخذون على عاتقهم مهمة حمل المجتمع إلى أعلى مستوياته وتنميته ليصبح أكثر تطورًا وتحضرًا.[١]
فن التعامل مع الطلاب
على الرغم من أهمية مهنة التعليم ورسالتها السامية التي يسعى المعلمون جاهدين إلى إيصالها، إلا أنهم يواجهون العديد من الصعوبات المتمثلة مع الطلاب نتيجة لاختلاف البيئات التي قدموا منها، والأساليب المتبعة في التربية، واختلاف الأهداف والمبادئ بين الطلاب، لذا، نقدّم إلى المعلم عددًا من الطرق المهمة في التعامل مع الطلاب في الحصة الصفية:[٢][٣]
- التواصل المستمر مع الأهل وإعلامهم بالمستجدات أولًا بأول من ناحية سلوكات الطفل وتحصيله العلمي وغيرها؛ إذ إن ذلك يخلق رابطًا بين المعلم والطالب وأهله بما قد يساعد على حل المشاكل المستعصية من أكثر من طرف.
- استخدام أسلوب مواجهة الطالب عن قرب، وذلك لإبعاده عن السلوك السيء بجلوسه على مقربة من المعلم.
- توضيح التوقعات والتبعات للطالب؛ أي توضيح ما يوازيه كل تصرف من عقاب إن كان سيئًا ومن مكافأة إن كان سلوكًا إيجابيًا والالتزام بتطبيق هذه التوقعات والخطوات باستمرار.
- اختيار الوقت المناسب للتعامل مع الموقف، فلا يمكن محاولة تهذيب الطالب أمام زملائه بل على انفراد.
- محاولة التواصل مع الطالب على الصعيد العاطفي وفهم المشكلة التي يواجهها بما يدفعه إلى التصرف على هذا النحو السلبي، فقد تكون مشكلة تربوية أو نفسيه أو اجتماعية على سبيل المثال.
- استخدام أسلوب التعاون الصفي، بحيث ينشغل كل طالب عن معلمه بزميله لمساعدته أو تلقي المساعدة منه؛ بهذه الطريقة، يمكن للطالب المتمكن مساعدة الطالب الضعيف وتفريغ طاقاته بطريقة بناءة تنفعه شخصيًا وتنفع زملاءه من حوله.
- الصبر ومنح الأمور وقتًا لتأخذ مجاريها، فلا يمكن تغيير السلوكات السلبية إلى إيجابية في ليلة وضحاها، بل تحتاج إلى وقت وجهد ومثابرة من جانب المعلم والطالب والأهل على حدٍ سواء.
صفات المعلم المتميز
يوجد عدد من الصفات التي تميز بعض المعلمين عن غيرهم، لذا نقدّم إلى المعلم نصائح لتحسين الأداء داخل الغرفة الصفية والعلاقة بين المعلم والطلاب خارجها كذلك، ومنها:[٤]
- تقديم الدعم للطلاب من خلال قراءة أسلوبهم وسلوكياتهم والاختلافات الطارئة عليها والتعامل معها على حدة وبأسلوب يشابه تعامل الوالد أو الوالدة مع طفلها بغرض إدراك أبعاد المشكلة والتوصل إلى حل مناسب لها.
- التعامل مع الطلاب باحترافية ونضج؛ أي إن الطلاب لا يفضلون المعلم الذي يتعامل مع طلابه على أنه واحد منهم بتصرفاته وطريقة حديثه وما إلى ذلك، إذ يجب أن يلعب دورًا أهم من حيت الاستماع إلى المشاكل والتشجيع الدائم وتقديم المشورة والنصيحة الواعية المنطقية.
- ربط المعلومات الأكاديمية بالحياة اليومية للطلبة كي ترسخ الأفكار الأساسية في أذهانهم ويتمكنوا من الاستفادة منها في حياتهم الفعلية لا نسيانها بمجرد الانتهاء من دراستها، فمن شأن هذا أن يحمل الطلاب على إدراك أهمية التعليم في الحياة الفعلية ودوره في مستقبلهم.
- استغلال الوقت بما ينفع الطلاب، لا إمضاء الوقت بالأمور الصغيرة التي لا تحمل لهم أي قيمة أكاديمية أو شخصية؛ فعندما يشعر الطالب أنه ينتفع من خبرة معلمه والمادة الدراسية المقدمة إليه، سيحفزه ذلك على حضور الحصص بحماس والمثابرة في الدراسة وتقديم أفضل ما لديه.
- تقديم شروحات مختلفة وبأساليب متعددة لأكثر من مرة، إذ إن التكرار يفيد الطالب ويمكنه إدراك جوانب المادة المطروحة إلى جانب تغطية الفروقات بين الطلاب والاختلافات بينهم في أسلوب الفهم والتفكير والمعرفة السابقة.
- استخدام تقنيات مختلفة لجذب انتباه الطلاب وتنويع الأنشطة في الحصة الصفية، مثل الكتب والفيديو والعروض التقديمية والخطابات والموسيقى وغيرها من الأساليب التي تشجع الطالب على الدراسة والاسه بسهولة تكشاف أكثر فأكثر.
- الحزم والشدة في الصف، إذ إن الطالب لا يحب المعلم الذي يغيّر رأيه بسهولة؛ فالإصرار والاستمرارية من أهم السبل التي تشجع الطالب على الالتزام، وتساعد في أن يخلص المعلم الطلاب من الطرق الملتوية لتجنب الحصة الصفية.
- تحديد المادة الدراسية المطروحة قبل البدء بإعطائها وتحديد الأهداف التي يرغب المعلم في الوصول إليها، فمن شأن ذلك أن يجعل تركيز الطالب في اتجاه واحد يصب جهوده فيه لتحقيق هذا الهدف.
نصائح للمعلم
نقدّم للمعلم عددًا من النصائح التي يجب اتباعها للوصول إلى جو صفي مليء بالتحفيز والأخذ بيد الطالب إلى طريق النجاح في الحياة العلمية والعملية كذلك، إلى جانب تسهيل العملية التعليمية على المعلم نفسه وتمكينه من الوصول إلى أعلى قدراته واستغلالها إلى الحد الأعلى، ومنها ما يلي:[٥]
- تحديد الأساليب التعليمية والتقنيات الناجحة التي قد سبق واستخدمها والأخرى التي لم تثبت نجاحها في الغرفة الصفية وإعادة استخدامها مرة أخرى.
- اللجوء إلى أسلوب التخويف بما هو معقول، أي بما يحفز الطلاب على الدراسة أكثر دون الاستسلام لصعوبة الامتحان أو المادة.
- تقديم المكافآت للطلاب لقاء جهودهم، وذلك لتشجيعهم على الاستمرارية والتميز المستقبلي في الصف.
- الأخذ بآراء الطلاب وردود أفعالهم على نشاط ما أو موقف معين حصل داخل الصف، ثم الالتفات إلى أهمها ومناقشته مع الطلاب في المرة القادمة لفهم سلبيات وإيجابيات الحصة الصفية والمادة الدراسية من وجهة نظر الطلاب.
- الوضوح في التعامل مع الطلاب من ناحية المادة المطروحة والتعليمات الصفية المفروضة عليهم وطريقة تصحيح الأوراق وتقييم الامتحانات.
المراجع
- ↑ Dr. Mary Dowd (20-07-2018), "Importance of Becoming a Teacher"، work.chron, Retrieved 20-12-2019. Edited.
- ↑ "10 ways to manage those difficult students", theeducationnetwork, Retrieved 20-12-2019. Edited.
- ↑ "25 Sure-Fire Strategies for Handling Difficult Students", scholastic, Retrieved 15-4-2021. Edited.
- ↑ "How to Become the Best Teacher", busyteacher, Retrieved 20-12-2019. Edited.
- ↑ "Teaching Tips", utc.edu, Retrieved 20-12-2019. Edited.
