علاج تسوس الأسنان بالليزر

علاج تسوس الأسنان بالليزر
علاج تسوس الأسنان بالليزر

تسوس الأسنان والليزر

تلعب الأسنان دورًا مهمًا في تجويف الف،م إذ إنها تسهم في عملية المضغ، والكلام، والحفاظ على جمالية الوجه،[١] ويُعرّف تسوس الأسنان بأنه تدمير الطبقة الصلبة الخارجية للأسنان والمعروفة باسم المينا، وهذه المشكلة موجودة عند مختلف الأعمار من الأطفال حتى كبار السن، وفي هذه الحالة يتشكل البلاك باستمرار والذي يُعرّف بأنه طبقة خارجية لزجة من البكتيريا، إذ تنتج البكتيريا الموجودة في البلاك أحماضًا تهاجم طبقة المينا عند تناول الأطعمة المحتوية على السكريّات، وبسبب لزوجة طبقة المينا فإن هذه الأحماض تبقى على اتصال مباشر مع طبقة المينا، مما يؤدي إلى تحلل هذه الطبقة مع الوقت وتشكّل التجاويف.[٢]

ويُعدّ العلاج بأشعة الليزر من العلاجات المستحدثة مؤخرًا والتي تُستخدم على نطاق واسع ضمن المجالات الطبية المختلفة؛ نظرًا لما يُميز هذا النوع من العلاج من سرعة ودقة عالية، كما أنّه أقل تداخلًا من العلاجات الأخرى، وتتضمن مجالات استخدامه الأمراض الجلدية والتناسلية، وطب الأنف والأذن والحنجرة، وأمراض الجهاز الهضمي، والمسالك البولية، وأمراض القلب، وجراحة الأعصاب، وجراحة العظام، وبطرق عديدة أحدث الليزر ثورة في تشخيص الأمراض المختلفة وعلاجها[٣]، ومن الاستخدامات الحديثة لأشعة الليزر علاج تسوس الأسنان أيضاََ، على الرغم من كون الطريقة الأكثر استخدامًا وقبولًا عالميًا لإزالة تسوس الأسنان هي آلة الحفر الميكانيكية الدوارة والمصنوعة من الألماس أو كاربيد التنغستن.[٤]


علاج تسوس الأسنان بالليزر

كثرت طرق معالجة الأسنان والأمراض المصاحبة لها في العصر الحديث، وتعددت الوسائل والآليات المتبعة في هذا القسم من الطب، إلا أن استخدام الليزر يعد من أحدث الطرق المتبعة في علاج تسوس الأسنان، وبالرغم من تطور هذه الطريقة وسرعتها في علاج التسوس، إلا أن جمعية أطباء الأسنان الأمريكية لم تعطِ الليزر القبول التام بسبب عدم إثبات سلامته نهائيًا، وتكمن أهمية علاج الأسنان بالليزر في نواحٍ عديدة، إذ يوجه الطبيب المعالج طاقة ضوئية على الأسنان أو على اللثة التي يرغب بعلاجها، فيعمل الليزر كآداة قاطعة أو مذيبة للأنسجة التي يمر عليها، ويستخدم الليزر في إزالة التسوس من الأسنان وتنظيفها وتعقيمها، ويستخدم أيضًا في تحضير الحشوات المختلفة، ويستخدم أيضًا في الكشف عن تسوس الأسنان في بدايته والتخلص منه مبكرًا، كما أنه يستخدم لتحقيق غايات علاجية متعددة، منها:[٥]

  • تبييض الأسنان: يستعمل الليزر في تبييض الأسنان، فهو يستخدم في تنشيط مادة البيروكسيد التي تستعمل في التبييض وهذا ما يسمى بالتبييض الضوئي، كما أنه يساعد على تسريع عملية التبييض أثناء جلسات تبييض الأسنان في العيادة.[٦]
  • علاج أمراض اللثة: يستخدم لإزالة اللثة الملتهبة والزائدة، ويعقم الجيوب بين اللثة والأسنان ويزيل البكتيريا، ويستخدم كذلك في إزالة البكتيريا من جذور الأسنان عند سحب الأعصاب من الأسنان وحشوها.
  • علاج بعض الالتهابات: يستخدم أيضًا في علاج التهابات اللثة الناتجة عن استعمال تركيبة الأسنان الكاملة والمتحركة.
  • أخذ العيّنات: يساهم في أخذ عينات من اللثة والأنسجة من الفم لفحصها مجهريًا والكشف عن الأمراض الموجودة وكذلك عن السرطان، كما يساعد في التخلص من أمراض الأنسجة السطحية والصغيرة في الفم.


علاج التسوّس بالطريقة التقليدية والليزر

يعد استخدام الليزر من أهم التقنيات الحديثة التي تستخدم في علاج تسوس الأسنان، فهي عبارة عن آداة تصدر حزمًا ضيقة وشديدة من الطاقة الضوئية، وعندما يلامس الليزر الأنسجة فإنه يسبب تفاعلًا؛ إذ إنّ الضوء يزيل أو يبخر أو يشكّل النسيج، والليزر الشائع استعماله حاليًا يعمل في وسط غازي يسمى ليزر غاز ثاني أكسيد الكربون، والذي يعد من أكثر أنواع الليزر تطورًا وله كفاءة في العمل بقدرات عالية، وقد أصبح علاج تسوس الأسنان بالليزر جزءًا مهمًا، فلهذه الطريقة في علاج التسوس فوائد وميزات عديدة؛ منها[٥] التقليل من فترة التئام الجروح بعد التدخلات الجراحية التقليدية والأعراض المصاحبة لها،[٦] بالإضافة إلى أنه يقلل من تدمير الأنسجة المحيطة،[٦] وتوجد العديد من الدّراسات التي تُقارن بين الإزالة الميكانيكية للتسوس وبين إزالته باستخدام أشعة الليزر، وخلصت بعضها إلى النتائج الآتية:[٧][٨]

  • مدى أمان العلاج: لا يوجد فرق كبير بين الليزر وآلة الحفر الدّوارة من ناحية كفاءة كلّ منهما أو مدى أمان استخدامهما أو احتمالية تسبب أيّ منهما بمضاعفات؛ مثل الألم الشّديد.
  • الوقت المستغرق في العلاج: قد يستغرق العلاج بالليزر وقتًا أطول من آلة الحفر الدّوارة؛ إذ قد يصل الوقت المستغرق إلى ثلاثة أضعاف ذلك الذي تستغرقه الطريقة التقليدية، ويُمكن تقليله بحوالي خمس إلى عشر دقائق إذا لم يستخدم التخدير قبل الليزر.
  • الحاجة إلى التخدير: يقلل الليزر كثيرًا من استعمال التـّخدير أثناء العلاج، فهو لا يُسبّب ألمًا شديدًا، وبالتالي يوفر عملية علاجية مريحة للمريض.
  • الحفاظ على السن: يُحافظ الليزر على صحة السّن وتركيبته نوعًا ما بعد إزالة التسوس.[٩]
  • المضاعفات: تكون احتمالية أن يتسبب الليزر بنزيف أو تورمات في الأنسجة اللينة أقل من آلة الحفر، وكذلك تكون احتمالية الإصابة بالعدوى البكتيرية أقل، وقد يكون التماثل للشفاء أسرع.
  • لا يصدر العلاج بالليزر أصواتًا كالتي تصدرها بقية أدوات حفر الأسنان، وبالتالي يقلل من توتر المريض.[٥]


سلبيات علاج تسوس الأسنان بالليزر

من عيوب وسلبيات استخدام الليزر لعلاج تسوس الأسنان ما يأتي:[١٠][٩]

  • لا يمكن استخدام الليزر للأسنان التي تحتوي على حشوات موجودة مسبقًا.
  • لا يلغي العلاج بالليزر الحاجة إلى التخدير كليًا.
  • يميل العلاج بالليزر إلى أن يكون أعلى كلفة بكثير من حفر الأسنان بالأساليب التقليدية.
  • يمكن أن يؤثر استخدام الليزر المخصص بالأنسجة الصلبة على صحة عصب السن.
  • قد تظهر الحاجة إلى استخدام الحفارات التقليدية بعد استخدام الليزر في تحضير التجاويف للحصول على شكل معين لها، وتشكيل الحشوة، وضبط الإطباق، وتلميع الحشوة.
  • قد يؤذي اللثة المحيطة بالسن.
  • يُعدّ استخدام الليزر أعلى تكلفةً من استخدام آلة الحفر.
  • يمكن أن يجرح الليزر لبّ الأسنان في بعض الأحيان.[٦]
  • قد لا يمكن استخدام الليزر بناءً على طبيعة الأنسجة المحيطة بالسن كطبيعة اللثة المحيطة.
  • اختيارالطبيب المختص غير المناسب ينطوي على خطر إتلاف الخلايا في حال استخدامه لليزر بطول موجي غير مناسب، أو زيادة حرارة الليزر، وقد يوصي بعض الأطباء باستخدام تقنية الليزرعلى الرغم من عدم احتياج الشخص لها وإمكانية علاج الأسنان بطرق أخرى.[٦]


استخدامات أخرى لليزر في طب الأسنان

استحدث استخدام الليزر في طب الأسنان العديد من الإجراءات المختلفة على الأسنان نفسها والأنسجة الفموية المحيطة بها، ومن ذلك ما يأتي:[١٠]

  • الكشف عن التجاويف في الأسنان: إذ تستطيع أشعة الليزر اكتشاف التجاويف المبكرة في الأسنان من خلال العثور على دليل على تسوس الأسنان، ومعاينة الأنسجة واللثة بدقة.
  • علاج حساسية الأسنان: يمكن علاج الأسنان التي تعاني من الحساسية من المشروبات الباردة والساخنة باستخدام أشعة الليزر التي تغلق الأنابيب في جذر السن.
  • علاج الابتسامة اللثوية: يستخدم الليزر لإعادة تشكيل أنسجة اللثة، وخصوصًا عندما تغطي اللثة معظم طول الأسنان.
  • إطالة تاج السن: إذ يعيد هذا الإجراء تشكيل أنسجة اللثة والعظام من أجل بنية أسنان أكثر صحة، مما يساعد على وضع التركيبات والحشوات عليها.
  • علاج اللسان المربوط: يساعد هذا العلاج الأطفال الذين يتسبب لسانهم المربوط بصعوبة في الرضاعة الطبيعية أو يعيق النطق لديهم.
  • إزالة طيات الأنسجة اللينة: إذ يمكن لأشعة الليزر إزالة ثنايا الأنسجة الرخوة الناتجة عن أطقم الأسنان السيئة دون حدوث ألم أو الحاجة لخياطة الجرح.
  • إزالة الأورام الحميدة: فيمكن للّيزر أن يزيل الأورام من الحنك، واللثة، وجوانب الشفتين والخدين من خلال اتباع طرق خالية من الألم والخياطة.
  • علاج قروح الزكام: يمكن لأشعة الليزر التقليل من الوقت الذي يحتاجه المريض للشفاء وتقليل الألم الناجم عن هذه القروح، وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد نوع معين من الليزر يمكن استخدامه، إذ توجد أنواع للّيزر لكن المستخدم منها لحالات الأسنان هي تلك التي تصلح لعلاج الأنسجة الصلبة أو الأنسجة اللينة.


أعراض الإصابة بتسوس الأسنان

تعد التجاويف أكثر شيوعًا بين الأطفال، إلا أنّها تكون موجودة بين البالغين أيضًا، ويمكن أن تؤدي إلى انحسار اللثة عن الأسنان المُصابة بالتسوس، إضافةً إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض اللثة، وتعريض جذور الأسنان إلى الإصابة بالتسوس أيضًا، إذ إنّ جذور الأسنان مُغطاة بطبقة أقل سمكًا من المينا، وبالتالي تكون أكثر عرضةً للتسوس والحساسية من المشروبات الباردة والساخنة، ويكون هذا الأثر شائعًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عامًا،[٢] وتوجد عدّة أعراض تظهر على المُصاب بتسوس الأسنان، نذكر منها ما يأتي:[١١]

  • المعاناة من وجع الأسنان الذي قد يكون مستمرًا أو يأتي على شكل ألم حاد من فترة لأخرى، أو قد يكون غير مؤلمٍ كثيرًا.
  • ظهور بقع رمادية أو بنية أو سوداء على الأسنان.
  • وجود رائحة كريهة للفم.
  • وجود طعم غير مستساغ في الفم.


طرق الوقاية من تسوس الأسنان

إن زيارة طبيب الأسنان وإجراء فحوصات الأسنان المنتظمة تسهم في العلاج المبكّر لتسوس الأسنان، وقد تقي أيضًا من الإصابة بتسوس الأسنان، ويكون علاج التسوس الأسنان أرخص عند اكتشافه في المراحل المبكرّة، إذ يستطيع الطبيب تحديد التسوس بإجراء الفحص البسيط أو باستخدام الأشعة السينيّة، وتجدر الإشارة إلى أن البالغين يخضعون للفحص مرّة واحدة على الأقل كل سنتين، بينما يخضع الأطفال دون سن الـ 18 للفحص مرّة واحدة على الأقل كلّ عام،[١١] وتوجد عدّة طرق تساهم في الوقاية من تسوس الأسنان، نذكر منها ما يأتي:[٢]

  • تفريش الأسنان مرتين في اليوم باستخدام معجون يحتوي على الفلورايد.
  • تنظيف الأسنان يوميًا باستخدام خيط الأسنان.
  • تناول وجبات غذائية متوزانة والحد من تناول الوجبات الخفيفة الغنية بالسكريّات.
  • سؤال طبيب الأسنان عن كيفيّة استخدام الفلورايد الإضافي الذي يقوي الأسنان، وعن طرق استخدام الواقيات البلاستيكيّة التي توضع على موضع المضغ في الأسنان الخلفية لحمايتها، إذ يبدأ التسوس من تلك المنطقة على الأغلب.


المراجع

  1. Reza Yarmohammadi , Hamed Mortazavi, "Tooth Loss Related to Systemic Diseases"، ijmedrev, Retrieved 2020-1-24. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Decay", mouthhealthy, Retrieved 2020-1-24. Edited.
  3. Qisheng Peng (2018), "Lasers in medicine", Reports on Progress in Physics , Issue 71, Folder 5, Page . Edited.
  4. Montedori A, Abraha I, Orso M (2016 ), "Lasers for caries removal in deciduous and permanent teeth.", Cochrane Database Syst Rev., Issue 9, Page . Edited.
  5. ^ أ ب ت "Laser Use in Dentistry", webmd, Retrieved 2020-1-24. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج Ana Gotter (2016-5-4), "Are Laser Dental Procedures Better Than Traditional Treatments?"، healthline, Retrieved 2020-1-24. Edited.
  7. "The Safety and Effectiveness of an Er:YAG Laser for Caries Removal and Cavity Preparation in Children", sciencedirect, Retrieved 25-12-2019. Edited.
  8. "Application of laser technology for removal of caries: A systematic review of controlled clinical trials", researchgate, Retrieved 25-12-2019. Edited.
  9. ^ أ ب "Laser Use in Dentistry", webmd, Retrieved 25-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب Ana Gotter (4-2-2019), "Are Laser Dental Procedures Better Than Traditional Treatments?"، healthline, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  11. ^ أ ب "Tooth decay", nhs, Retrieved 2020-1-24. Edited.

فيديو ذو صلة :