التمساح
التمساح هو أحد أنواع الزواحف الكبيرة، ويعيش في المناطق المدارية في أفريقيا وآسيا والأمريكتين وأستراليا، وتنتمي التماسيح إلى عائلة الفقاريات والترتيب (Crocodilia)، والذي يضُم أيضًا الكايمان والغاريال، وللتماسيح ثلاثة عشر نوعًا، وهي موجودة بأحجام مختلفة، وأصغر أنواع التماسيح هو التمساح القزم، ويبلغ طوله حوالي 5.6 قدم (1.7 متر)، أما وزنه فيتراوح بين 13 و15 رطلًا (من 6 إلى 7 كيلو غرامات)، بينما أكبر أنواع التماسيح هو تمساح المياه المالحة، بطول يبلغ حوالي 20.24 قدم (6.17 م)، ويمكن أن يصل وزنها إلى 2000 رطلًا (907 كجم)، تتغذى التماسيح على اللحوم فقط، وفي البرية تتراوح فرائسها بين الأسماك والطيور والضفادع والقشريات، بينما إذا كانت تعيش في حديقة الحيوان، فإنها تتغذى على الحيوانات الصغيرة التي تُقتل من أجلها، مثل الفئران أو الأسماك، كما أنها تتغذى على الجراد الحي أيضًا[١].
عدد أسنان التمساح
تمتلك التماسيح فكّين مُصممين للإطباق التام على فرائسها، ولها أسنان مخروطية لتتمكن من اختراق جسد الفريسة والإمساك بها، فهي تبتلع فريستها دون أن تُقطّعها أو تمضغها، في بعض أنواع التماسيح مثل تمساح غاريال وتمساح تومستوما تكون الأسنان حادة جدًا، وتتشابك أسنان الفكين العلوي والسفلي تمامًا عند إغلاق الفكين، وهذا يوفر له إمكانية الإطباق التام على أي شيء موجود فكيه، غالبًا ما تفقد التماسيح أسنانها، ولكن تحت كل سن من أسنانها يوجد سن بديل له يحل مكانه مباشرةً حال فقده، ويستطيع التمساح استبدال أسنانه كل 20 شهرًا تقريبًا، مدى الحياة، إلا أن هذه العملية تتباطأ مع تقدم التمساح في العُمر، وقد يتوقف استبدال الأسنان تمامًا عند بلوغه سنًا مُعيّنًا، أما عن عدد أسنانه فهو يتراوح من 60 سنًا في التمساح القزم إلى 110 أسنان في تمساح غاريال، أما تماسيح المياه المالحة فهي تمتلك 66 سنًا، منها 18 سنًا في كل جانب من الفك العلوي و15 سنًا في كل جانب من الفك السفلي[٢].
وتتميز العضلات التي تغلق الفكين بقدرتها على توليد قوة هائلة، فهي قادرة على سحق أصداف السلاحف بسهولة، وعلى العكس تمامًا فإن العضلات التي تفتح الفكين تمتلك قوة قليلة، وعلى الرغم من قوة فكي التمساح الهائلة، إلا أنه قادر أيضًا على تحريكهما والتحكم بهما بحساسية ولُطف، إذ إن معظم أنواع التماسيح تحمل صغارها حديثي الولادة إلى الماء في أفواههم دون أن تؤذيهم[٢].
معلومات عن التمساح
تتمتع التماسيح ببعض الحقائق المثيرة للاهتمام، منها[٣]:
- يعود وجود التماسيح إلى عصور ما قبل التاريخ وقد عاشت في جميع المناطق الاستوائية الأكثر سخونة في العالم.
- للتماسيح أجسام كبيرة وعريضة ولها أرجل قصيرة وذيل طويل، ورؤوس التماسيح طويلة وموجهة بالعيون والخياشيم الموجودة في الجزء العلوي من الرأس، كما أن نمو التماسيح لا يتوقف، وبعض الأنواع منها تعيش لمدة تصل إلى 75 عامًا.
- تعد التماسيح من الكائنات شبه المائية (البرمائيات)، وتقضي الكثير من الوقت في السباحة، وهي من ذوات الدم البارد، مثل جميع الزواحف، لذلك يلزم لها قضاء بعض الوقت على اليابسة في درجات الحرارة المرتفعة خلال النهار، فبعض التماسيح التي تعيش في مناطق مختلفة في الأمريكتين وأفريقيا وآسيا وأستراليا تعيش في أحر مناطق الأراضي الرطبة، والتماسيح ذات الأجساد الكبيرة أكثر مرونة في الماء، إذ تستخدم ذيلها القوي في الدفع داخل الماء.
- تفرز في معدة التماسيح أحماضًا ذات فعالية عالية في هضم أي حيوان فقاري، فهي قادرة على هضم العظام والقشور أيضًا، والتماسيح الكبيرة قادرة على أن تتغذى على أي حيوان فجسدها كبير بما يكفي للسيطرة والتغلّب على أي فريسة، أما الأنواع الأصغر فتقتصر على الفرائس الأصغر وبعضها متخصص في الحيوانات الصغيرة مثل السلاحف والمحار، وتستخدم التماسيح الكمين لافتراس الحيوانات، إذ تسبح في كثير من الأحيان بالقرب من فرائسها التي تشرب من النهر، ثم تستخدم ذيلها القوي للاندفاع إلى الأمام حتى تتمكن من عض الفريسة والإمساك بها بقوة.
- تميل التماسيح إلى الحياة الانفرادية، بالرغم من أنها في بعض الأحيان تتجمع معًا عند الصيد.
- تعيش التماسيح في مجموعات كبيرة في موسم التكاثر في المناطق التي تتوفر بها الفرائس، يتزوج التمساح الذكر الواحد مع أكثر من تمساح واحد من الإناث، وعند وضع البيض، تحفر الإناث حفرة في ضفة النهر أو تُشكّل كومة من النباتات الرطبة وتضع البيض فيها، وتبقى بالقرب منه لتحميه حتى يفقس، ثم تحمل صغارها إلى الماء وتستمر بحمايتها خلال السنة الأولى من حياتها.
تاريخ التماسيح
ظهرت التماسيح منذ حوالي 240 مليون سنة، أي قبل 25 مليون سنة من ظهور الديناصورات الأولى و100 مليون سنة قبل ظهور أول الطيور والثدييات، وكان طولها يصل إلى 40 قدمًا، تُعد التماسيح أكثر الكائنات شبهًا بالديناصورات، فلها العديد من الميزات التي تشبه الديناصورات إلى جانب وجود تشابه مع الطيور، وترتبط التماسيح بالطيور بشكل أوثق من ارتباطها بالزواحف، فالطيور والتماسيح على سبيل المثال، تتشابه فيما بينها بأن لها قلوبًا تضُم أربع حُجرات متطورة، بينما تحتوي قلوب السحالي والثعابين على ثلاث حُجرات فقط، ويعزز القلب المكون من أربع حُجرات من أداء الدماغ ويوفر مرونة أكبر في البيئات المتغيرة مقارنة بقلب ثلاثي الحجرات، وتتشابه التماسيح مع الطيور في مجموعة من السلوكيات، مثل: بناء أعشاش جيدة، والحضن والحماية لبيضها[٤].
خلال فترة العصر الترياسي، كان أسلاف التماسيح يشكلون مجموعة واسعة تتراوح بين الحيوانات النحيلة ذات الأرجل الطويلة التي تشبه الذئاب والحيوانات المفترسة الضخمة المخيفة، وفي نهاية هذا العصر، أي قبل حوالي 200 مليون سنة، قضت كارثة غير معروفة على معظم هذه الحيوانات، كما تطورت الحيوانات المفترسة الضخمة مثل البلاسيوصورات لتتعلم السباحة في المحيط، وشهدت التماسيح التي بقيت على قيد الحياة تنوعًا جديدًا تمكّن من العيش في الأنهار والمستنقعات، وفي العصر الطباشيري العالي، أي قبل 65 مليون عام، استطاعت التماسيح أن تنجو من الانقراض، عندما وجّه كويكبٌ ضربة مميتة إلى الديناصورات وطائفة واسعة من الحياة الأخرى على الأرض وفي المحيطات، ولا أحد يعرف سبب عيش التماسيح في الوقت الذي ماتت فيه الكثير من الكائنات، لكن موطنها في المياه العذبة هو أحد الأسباب التي تُفسر بقاءها إلى جانب نظامها الغذائي الواسع النطاق، وقدرتها على العيش لفترات طويلة دون طعام، ومنذ ذلك الوقت، بدأت الثدييات مسيرتها التطورية نحو السيطرة على العالم، ومع مرور الوقت، تلاشت سيطرة التماسيح، وتطورت إلى أن أخذت شكلها في وقتنا الحاضر الذي نعرفه[٤].
المراجع
- ↑ Alina Bradford (2014-6-25), "Crocodiles: Facts & Pictures"، livescience, Retrieved 2019-12-8. Edited.
- ^ أ ب "The Crocodilian Body", iucncsg, Retrieved 2019-12-8. Edited.
- ↑ Nancy Hayden (2017-9-1), "CHARACTERISTICS OF A CROCODILE"، animals.mom, Retrieved 2019-12-8. Edited.
- ^ أ ب "CROCODILES: THEIR HISTORY, CHARACTERISTICS AND BEHAVIOR", factsanddetails, Retrieved 2019-12-8. Edited.