محتويات
أحاديث الرسول عن فضل بلاد الشام
انتشر الإسلام منذ أكثر من 1400 سنة وما زال انتشاره مستمرًا في جميع أنحاء العالم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، وكان لبعض الأماكن والدول الحظ في وصول الإسلام لها في المراحل الأولى ودخول أهلها فيه، ومنهم منطقة بلاد الشام التي اختّصها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الكثير من الأحاديث الصحيحة، كما يفتخر أهل بلاد الشام بذكر النبي محمد لبلادهم في أحاديثه، ولهم كل الحق في ذلك فهو النبيّ الكريم الذي لا ينطق عن الهوى وإنمّا بوحي من الله سبحانه، من هذه الأحديث:[١]
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّ الله عليه وسلّم: [اللَّهمَّ بارِكْ لنا في شامِنا اللَّهمَّ بارِكْ لنا في يَمَنِنا) قالوا: وفي نَجْدِنا قال: (اللَّهمَّ بارِكْ لنا في شامِنا اللَّهمَّ بارِكْ لنا في يَمَنِنا) قالوا: وفي نَجْدِنا قال: (هنالكَ الزَّلازلُ والفِتَنُ وبها) أو قال: (منها يخرُجُ قَرْنُ الشَّيطانِ )][٢].
- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [رأيتُ عمودًا من نورٍ خرج من تحتِ رأسي ساطعًا؛ حتى استقر بالشامِ][٣].
- عن ابن حَوالة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [سيَصيرُ الأمرُ إلى أن تَكونوا جُنودًا مُجنَّدةً، جُندٌ بالشامِ، وجُندٌ باليَمنِ، وجُندٌ بالعِراقِ، قال ابنُ حَوالةَ: خِرْ لي يا رَسولَ اللهِ إنْ أدرَكتُ ذلك، فقال: عليكَ بالشامِ؛ فإنَّها خِيرةُ اللهِ مِن أرضِه، يَجتَبي إليها خِيرَتَه مِن عِبادِه، فأمَّا إنْ أبَيتُم، فعليكم بيَمَنِكم، واسقوا مِن غُدُرِكم؛ فإنَّ اللهَ تَوكَّلَ لي بالشامِ وأهلِه][٤].
- عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق، من خير مدائن الشام][٥].
- عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [لا تَزَالُ من أُمَّتي عِصابَةٌ قَوَّامَةٌ على أَمْرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، لا يَضُرُّها مَنْ خالفَها؛ تُقَاتِلُ أَعْدَاءَها، كلَّما ذهب حَرْبٌ نَشَبَ حَرْبُ قومٍ آخَرِينَ، يُزِيغُ اللهُ قُلوبَ قومٍ لِيَرْزُقَهُمْ مِنْهُ، حتى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ، كأنَّها قِطَعُ الليلِ المُظْلِمِ، فَيَفْزَعُونَ لذلكَ؛ حتى يَلْبَسُوا لهُ أَبْدَانَ الدُّرُوعِ، وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: هُمْ أهلُ الشَّامِ، ونَكَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بإصبُعِهِ؛ يُومِئُ بِها إلى الشَّامِ حتى أوْجَعَها][٦]
أحاديث عن فتن بلاد الشام
استمدّت بلاد الشام مكانتها العظيمة في الإسلام لكثير من الأسباب والعوامل، فهي من المناطق التي ستحدث بها الفِتن وأشراط السّاعة والملاحم عند اقتراب يوم القيامة، إذ ذكرها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في بعض الأحاديث الواضحة، وفيما يلي سنوضح لك بعضًا منها:[١]
- عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [بيْنا أنا نائمٌ إذ رَأَيتُ عَمودَ الكِتابِ احتُمِلَ مِن تحت رأسي، فظَنَنتُ أنه مَذهوبٌ به، فأتْبَعتُه بَصري، فعُمِدَ به إلى الشَّامِ، ألَا وإنَّ الإيمانَ حين تَقَعُ الفِتنُ بالشَّامِ][٧].
- عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: [إني رأيتُ الملائكةَ في المنام أخذوا عمودَ الكتابِ فعمدوا به إلى الشامِ فاذا وقعتِ الفتنُ فإنَّ الإيمانَ بالشامِ][٨].
- عن ابن حَوالة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[يا ابنَ حَوَالَةَ! إذا رأيتَ الخِلافةَ قد نَزَلَتِ الأرضَ المُقَدَّسَةَ، فقد دَنَتِ الزلازلُ، والبَلابلُ، والأمورُ العِظامُ، والساعةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ من الناسِ من يَدِي هذه مِن رأسِكَ][٩].
- عن النواس بن السمعان الكلابيّ رضي اللَّه عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال، فقال: [ذكر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الدَّجَّالَ فقال إن يخرُجْ وأنا فيكم! فأنا حجيجُه دونكم، وإن يخرُجْ ولست فيكم ، فامرؤٌ حجيجُ نفسِه، واللهُ خليفتي على كلِّ مسلمٍ ، فمن أدركه منكم فليقرَأْ عليه فواتحَ سورةِ الكهفِ، فإنَّها جِوارُكم من فتنتِه. قلنا: وما لُبثُه في الأرضِ؟ قال: أربعون يومًا: يومٌ كسنةٍ ويومٌ كشهرٍ، ويومٌ كجمعةٍ، وسائرُ أيَّامِه كأيَّامِكم فقلنا: يا رسولَ اللهِ: هذا اليومُ الَّذي كسَنةٍ أتكفينا فيه صلاةُ يومٍ وليلةٍ؟ قال: لا، اقدُروا له قدرَه، ثمَّ ينزِلُ عيسَى بنُ مريمَ، عند المنارةِ البيضاءِ شرقِيَّ دمشقَ فيُدرِكُه عند بابِ لُدٍّ فيقتُلُه][١٠].
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: [مُنِعتِ العراقُ درْهمَها وقفيزَها. ومُنِعتِ الشَّامُ مدَّها ودينارَها، ومُنِعت مصرُ إردبَّها ودينارَها وعدتُم كما بدأتُم][١١].[١٢]
مَعْلومَة: هل دخل الرسول بلاد الشام؟
يتسائل البعض ما إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد دخل بلاد الشّام في القِدم أم لا، إذ بيّن لنا علماء الدّين أنّ النبيّ صلّ الله عليه وسلّم لم يخرج من مكّة المُكرّمة قبل نبوّته، إلا في مرّةٍ واحدة ذهب بها إلى بلاد الشّام للتجارة في مال خديجة رضي الله عنها، مع غلامٍ واحد اسمه ميسرة، وكان عمره عليه السّلام حينها خمسة وعشرون سنة، كما ذهب به عمّه أبو طالب قبل ذلك إلى منطقة تقع على أطراف بلاد الشام يُطلق عليها للتجارة أيضًا، وكان في الثانية عشر من عُمره بزيادة شهر أو شهرين، لكنّه عاد به إلى مكّة المكرمة خوفًا عليه من اليهود والنّصارى، ويقول البعض أنّه أرسله مع بعض الغلمان إلى مكّة المكرمة.[١٣]
المراجع
- ^ أ ب "عشرون حديثاً صحيحاً في فضائل الشام "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:7301 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني ، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:6233 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن حوالة ، الصفحة أو الرقم:2483، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:2116 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبو هريرة وابن سمط، الصفحة أو الرقم:3425 ، إسناده صحيح رجاله ثقات.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:21733، إسناده صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في فضائل الشام ودمشق، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:10، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم:7838، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن النواس بن سمعان الأنصاري ، الصفحة أو الرقم:4321، صحيح.
- ↑ رواه ابن حزم، في المحلى، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:7/343، صحيح .
- ↑ "أضواء على فتن العراق والشام ومصر من خلال الأحاديث ومدى انطباقها على الواقع"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2021. بتصرّف.
- ↑ "هل رحل سيد المرسلين إلى خارج جزيرة العرب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2021. بتصرّف.
