جزر تاهيتي

جزر تاهيتي
جزر تاهيتي

جزر تاهيتي

تَقع جزر تاهيتي في وسط جنوب المحيط الهادئ في بولينسيا الفرنسيّة في أوروبا وتبلغ مساحتها 1043 كيلومتر تقريبًا ، ,تَشتَُهر بكونِها معلمًا سياحيًا مهمًا ولِقُربِها من جزيرةِ هاواي، ويعود سبب شهرتها إلى احْتِوَائِهَا على معالم مختلفة كالشّلالات المعدنيّة الخلابة والشواطئ السوداء الفريدة من نوعها عالميًّا والشُعُب المُرجانيّة الجميلة إلى طبيعة تكوينها، فقد نَشأَت هذه الجزر من تكوينين بركانيين مخروطيين متآكلين، ويَصِلُ بينهما مضيق يُدعى بتارافاوا، ويُدعَى الشق الأول منهما "تاهيتي نوي"؛ أي الكبير، والشق الثاني "تاهيتي ايتي"؛ أي الصغير لتفاوتهما بالمساحة الجغرافيّة.[١]


تاريخ جزر تاهيتي

تروي أراضي تاهيتي قصصًا تاريخية عميقة من الاحتلالِ المتكررِ لشعوبِها الأصلية كحال معظم الدول المُستَكشَفَة المنهوبة في زمانها من قبل الإنجليز والفرنسيين المستعمِرين، واستوطنت شعوب التونغا والساموا جزر التاهيتي، ويعد البولينيزيون السكانَ الأصليين لجُزرِ التّاهيتي، كما تَعَّرضَت هذه الجزر إلى اختلاط في الثقافة ما بين الفرنسيّة والصينيّة بعد الهجرة الآسيويّة إليها والازدياد المستمر لعددِ الزوار الأوروبيين بعد اكتشافها في القرن السادس عشر الميلاديّ، وتكررت زيارات الأسطول البحري البريطاني إليها ومن ثم استوطنها الفرنسيون في عام 1767، ويُعَدّ جيمس كوك البريطانيّ من أشهر الرحالة الذين زاروا هذه الجزر، وألف الكتب المتعلقة بجمالِ طبيعتها، وانتشرت الأمراض المستعصية في تاهيتي بسبب الاحتلال الأوروبيّ بانتقالها من الدول المجاورة عن طريق مهنة الدعارة بين الفقراء والتجارة بالكحول والمخدرات، وما زالت تعد تاهيتي الآن جزءًا من الجمهوريّة الفرنسيّة وديانتها الرسميّة هي المسيحيّة.[١]


الثقافة الشعبيّة في جزر تاهيتي

تعد تاهيتي مركزًا سياحيًّا مهمًا في المحيط الهادئ الآن بسبب تاريخِها العميق القبليّ وطبيعتها الساحرة، وتتميز بأطعمةٍ بحريةٍ فريدة بمذاقِها تَمزِجُ ما بَينَ الأطباق الفرنسيّة التقليديّة والآسيوية الصينيّة وأنواعًا من الفواكهِ والخضارِ والكائنات البحريّة التي لا يُمكن العثور عليها إلا في تاهيتي، كما أنَّها غَنيّة بالثقافاتِ المختلفةِ العريقةِ، وينصح بزيارتُها من قبل المتزوجين حديثًا أو ممن يَبحثون عن الاسترخاءِ في الطبيعةِ الخلابةِ والمستثمرين الأثرياء لكونِها موقعًا ممتازًا للاستثماراتِ والمشاريعِ الرياديّة السياحيّة الاقتصاديّة، ويُمكنُ للسائحِ زيارتها عن طريقِ السُفُنِ البحريّةِ أو الطيران، ويُمكن الاستمتاع بالعديد من الأطباق والعادات والتقاليد السّائدة فيها، والتي نذكر منها:[٢][٣]

الأكلات التقليدية

  • بوسيون كرو: يُعَدّ هذا الطبق المصنوع من سمك التونا غير المطهو المُصطاد من المحيط الهادئ الطبق التقليديّ الرسميّ لسكان جزر تاهيتي، ويُصنعُ هذا الطبق اللذيذ عن طريقِ إضافة كريمة جوز الهند المركزة إلى التونا المخللة بعصيرِ الليمون المُركز.
  • بوي: وتعني " بودنج الموز" تُصنَع هذه الحلوى التقليديّة المميزة من البودنج الكريميّةِ المضاف إليها الموز والفانيلا والبابايا أو اليقطين ثم تُغطى بطبقةٍ سميكةٍ من الكريمة الحُلوة المذاق المُعدة من حليبِ جوزِ الهندِ المحلّى ويُفضَلُ تناولها دافئة.
  • بوليت فافا: وتعني "الدّجاج المقليّ " يُعَدّ هذا الطبق أيضًا من الأطباقِ التقليديّةِ لسكانِ جُزر تاهيتي، ويُطهى هذا الطبق بتقطيعِ الدجاجِ إلى مكعباتٍ متماثلةٍ ثم تقليبها بالزيتِ الساخن ثم تضاف أوراق القلقاس أو "التارو"، ويُضافُ للمزيج حليب جوز الهند كثيف القوام، وتقدِم العديد من الفنادق والمنتجعات هذا الطبق مع البطاطا الحلوة وأوراق شجر "التارو" التي لا يمكن العثور عليها إلا في تاهيتي مما يجعله طبقًا محصورًا لسكان تاهيتي.

الموسيقى التقليديّة

تشتهر تاهيتي بالموسيقى التقليديّة ورقصاتها المميزة التي تُعبِرُ عن تاريخِها العريق القبليّ، وتعد هذه الموسيقى تقليليّة؛ أي إنها تحذف العناصر والأدوات الموسيقيّة غير المهمة في مَراحل صُنعها وتعتمد على عددٍ قليلٍ من النغماتِ والإيقاعاتِ والأدواتِ الموسيقيّة كالطبلة الخشبيّة المسماةِ "باهو" والنّاي والفيفو، وكانت هذه النغمات الموسيقيّة في الماضي رمزًا تاريخيًا فخريًّا للقبيلة التي تعزِفُها.

الوشم

يعد الوشم أحد أشكال الفن القديم المستخدم للتعبير عن الهوية والشخصية في تاهيتي، إذ يتميز كل شخص تقريبًا في بولينيزيا القديمة بالوشم، ويعد الوشم دلالة على الشجاعة والرجولة، وذلك لأن رجال تاهيتي يتحملون عذاب الوشم لشهور طويلة، إذ إن الطرق القديمة التي كانت تستخدم للوشم مؤلمة، أمّا في الوقت الحالي أصبحت عملية وأقل ألمًا.


السياحة في جزر تاهيتي

تُعَدُّ جزر تاهيتي مكانًّا مثاليًّا للسياحة ولزيارةِ العديد من المعالم الطبيعيّة لممارسة الأنشطةِ البحريّةِ والتعرف على ثقافتها، كما تعد الأنشطة مثل تسلق الجبال وركوب الخيل ورحلات السفاري أنشطةً رياضيًّة رائجةً بين السياح، وبالرغمِ من أنًّ معظم السياح يفضلون زيارة جارتها هاواي إلا أنَّ تاهيتي تَزدحمُ بالزوارِ في كلّ عام، وتُعَدُّ جبالُ ماراو المفضلة للتسلق لدى الرياضيين المحترفين وحدائق فايباه المميزةُ بالمناظرِ البانوراميّة والنباتاتِ نادرةِ الوجود والشلالاتِ المعدنيّة الثلاثة التي يمكن رؤيتها عن طريقِ الاشتراك في الرحلاتِ البحريّة التي تسير في طريقها حول تلك الشلالات، ويمكن رؤيةِ الشعابِ المرجانيّة والتشكيلات الصخرية الربانية التي هي من أجمل وأشهر المعالم السياحيّة في تاهيتي.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "Tahiti", britannica, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  2. "the island of tahiti food and drink", worldtravelguide, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  3. "Discover the Islands of Tahiti", tahiti, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  4. "Discover Tahiti", spto, Retrieved 30-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :