محتويات
التضامن العربي
يُعرّف التضامن في اللغة على أنه الالتزام، والقوة والتعاون بين طبقات الأفراد المختلفة بحيث يؤدي كل منهم ما قصّره الآخر للحفاظ على ديمومة المجتمع وتطوره، وهو مصدر الفعل (تَضامَن).[١] وأما اصطلاحًا فقد اختلف المُعرّفون على تحديد تعريف معين له، فمنهم من يقول إنه تكاتف أفراد الجماعات فيما بينها سواء كانت مقاطعة، أو دولة أو حتى مجموعة دُول من أجل تحقيق الأهداف والأحلام المشتركة التي تعود بالنفع على الجميع دون استثناء ودون تمييز فيما بينهم.[٢]
والتضامن سلوك إنساني يتمثل في تقليل الألم والمعاناة بين الناس من خلال تقديم العون والمساعدة لهم والاتحاد بين الغني والفقير، وأنظمته مستمدة من دساتير مختلفة كالدينية، الاجتماعية أو من القوانين الدولية. وبالتالي تحقيق أمان واستقرار المجتمعات وتطورها، فهو مسؤولية تقع على عاتق كل إنسان سليم سويّ التفكير والنخوة. وأما ابن خلدون فيقول في مقدمته إن التضامن يستمد من العصبية، أي بمعنى أنه اللبنة الأساسية في المجتمعات الإنسانية التي تعمل كقوة دافعة لعجلة التاريخ من خلال تقديم العون للغير سواء من محيطه أو خارجه، ويشير إلى أن العصبية لا ترتبط بالأساس على صلة الدم ولا تحتمل شكلًا بدائيًا، وإنما هي جانب إيجابي يتناول حث الإنسان على التحرر من قيود الحسد والأنانية.[٣]
خصائص التضامن
يتكون التضامن من عدة خصائص وإن اجتمعت دلّت على تقدم المجتمعات نحو الاستقلالية من حيث الأمان والاستقرار في كافة مناحي الحياة، وهي كالآتي: [٤]
- الاندماج والعمل ضمن راية واحدة وتحقيق سبل التكامل من خلال التعاون بأشكاله المختلفة وإكمال الناقص واكتمال العمل الخيري.
- بعث الطاقة وإشعال الهمم في تحقيق الأحلام من خلال تجديد الفكر والابتعاد عن الروتين.
- تطوير الابتكارات والإنجازات وبالتالي زيادة الكفاءة، الفعالية والإنتاج.
معوقات التضامن العربي
يواجه التضامن العربي العديد من المعوقات التي تعيق عمله وتطوره بكفاءة وفاعلية وهي كالآتي: [٥][٦]
- السياسة الفردية: أي التعامل والمسايرة لاحتياجات الدولة الداخلية ولكن ضمن حدود زمنية معينة، وبالتالي غياب الإرادة السياسية لتعارض أغلب المصالح واختلاف أولويات الرؤى والأهداف حول الاتجاهات وتباين الاستراتيجيات فيما يتعلق بالتعاون في المجالات الأخرى وبالذات المجال الاقتصادي. فحينما ترى الشعوب أن توحد المصالح يؤدي إلى الارتقاء والتحسن في مستوى المعيشة، فيشكل هذا داعمًا قويًا لاستمراريتها في التقدم والثبات على الاتحاد.
- إشغال العاطفة قبل العقل: الاختلاف بين الشعوب نتيجة تنوع الفكر، والعادات والتقاليد دفع ذلك للتفكير بعاطفة وميل نحو الطائفة المشابهة وبالتالي اتخاذ القرار بعيدًا عن التعقل والعقلانية.
- المعيقات الاقتصادية: فالتباين في الثروات الطبيعية بين الدول العربية وانقسامها إلى دول غنية وفقيرة يؤثر على طبيعة التعامل وخاصة إذا كانت فروقات الدخل واضحة بين الأفراد، ووجود نزاعات محلية في الدولة الواحدة.
- التباين الفكري: وخاصة في المجال السياسي واستيراتيجات الحكم في الدول العربية.
عوامل التضامن العربي
تتميز الدول العربية بالعديد من العوامل المشتركة فيما بينها، مما تسهّل عملية تكوين التضامن، وهي كالآتي: [٧]
- الدين الإسلامي: فالحضارة الإسلامية انطلقت من البلاد وشبه الجزيرة العربية، وانتشرت في أماكن مختلفة من العالم ناشرة معها علومها وإنجازات مفكريها وعلمائها.
- اللغة العربية: لغة القرآن الكريم التي تتحدث بها الغالبية العظمى من الشعوب العربية وتتواصل فيما بينها باستخدامها فمن خلال لغة التواصل الواحدة يتحقق الاتحاد في المجال الاقتصادي، على سبيل المثال، وتحقيق الاكتفاء الذاتي مع الاستغناء عن الاستيراد الخارجي.
- وحدة الجغرافيا: فالدول العربية تتوزع في نطاق واسع في قارتيّ العالم القديم آسيا وإفريقيا وهي متصلة مع بعضها البعض، بحيث تكون تضاريس الدولة امتدادًا لدولة أخرى، وما يفصل بينها هو فقط الحدود البشرية السياسية المرسومة على الورق والمطبقة على أرض الواقع.
- وحدة التاريخ: تتشابه الأحداث اليومية التاريخية في الأغلب بين البلدان العربية من قبل الإسلام وبعده حيث استعمرت وعاشت في ظروف صعبة بذلت النفس والمال وكل ما تملك من أجل الحرية والاستقلال.
- وحدة المصير فالدول العربية تتعرض للمخاطر والمواجهات نفسها لأن عدوها واحد.
أهمية التضامن العربي
تتشعب أهمية التضامن في الكثير من الزوايا الشاملة والمتكاملة مع بعضها البعض، وأهمها ما يلي: [٨]
- الزاوية النفسية: التعاون يعني المشاركة وإحياء روح الأمل وإلغاء قيود العزلة والوحدة، وتحقيق الإيثار والإخاء في جو بيئي يسوده الإنجاز التطبيقي والعلمي.
- الزاوية السياسية: تكاتف أفراد وحكومة الدولة الواحدة تعني صد المؤثرات الخارجية ومنع أي تخريبات من الأعداء.
- النفسية الاقتصادية: تمكين الاكتفاء الذاتي ودعم الاقتصاد الوطني والقضاء على البطالة وبالتالي زيادة الإنتاجية الفكرية التكنولوجية في الصناعات والخدمات المختلفة وبالتالي زيادة هيمنة الدولة وتقدم عملتها النقدية إلى خانة العملات الصعبة.
مظاهر التضامن العربي
يتشكل التضامن نتيجة الترابط المتعدد بين أفراد المجتمع والتعايش لتحقيق أسمى غايات الاتحاد والتقدم، والتعاون مع المجتمعات الأخرى الجارة والصديقة، والتحالف والهدنة مع المجتمعات المغايرة. ومن أبرز مظاهر التضامن ما يلي: [٩]
- التعليم: التعليم من أحد وأهم المجالات التي يحتاج فيها الفرد إلى الدعم من خلال مجتمعه والمؤسسات العظمى، واستمرارية التعليم تتحفز بتكافل العناصر الثلاثة وهي المعلم، والمتعلم والدولة. فالمعلم من يعطي العلم، والمتعلم من يطلبه والدولة توفر الأساليب وتهيئ الظروف المناسبة للتعلم. وأي اختلال بين هذه العناصر، كسيادة التحيز والأنانية فإن ذلك لن يؤثر فقط على العملية التعليمية وإنما أيضًا على إنتاجية المجتمع.
- التواصل الاجتماعي: من خلال الدعم والمشاركة ونبذ الخلافات والتعصب القبلي أو الثقافي وغيرها.
- العمل التطوعي: هو تطوع الذات والتحرر من قيود الذات، لأنه يشمل على تقديم النفع والفائدة من دون أي مصلحة أو مقابل. والمتطوع يحمل رسالة للغير، وقدوة للفرد.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى تضامن في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، almaany، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/18.
- ↑ sahar (2016/11/27)، "ما أهمية التضامن؟"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/18.
- ↑ "مفهوم وتعريف ومعنى التضامن"، kololk، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/18.
- ↑ "4 سطور توضح مفهوم التضامن في المجتمع"، Edarabia.
- ↑ د. عادل عمر (2017/12/30)، "الحفاظ على التضامن العربي"، elsada، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/18.
- ↑ "تعددت ظروف وحدة العرب والفشل واحد"، albayan، 2010/1/16، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/18.
- ↑ "تقرير عن عوامل التضامن العربي"، kololk، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/18.
- ↑ "أهمية التضامن والتعاون بين الأفراد والمجتمعات"، humanitygate، 2017/7/10، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/18.
- ↑ أمل سالم، "بحث عن التضامن الاجتماعى"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 2019/3/18.