محتويات
نهر النيل
يغطي نهر النيل مساحة تبلغ حوالي 4132 ميلًا عبر الجزء الشمالي الشرقي لقارة أفريقيا، ويعبُر من خلال أكثر من إحدى عشرة دولة جميعها في شمال شرق أفريقيا، ويُعد المصدر الرئيسي للمياه في العديد من هذه الدول مثل مصر والسودان، ومن ناحية ثانية، ومن أهم روافد نهر النيل؛ نهر النيل الأبيض ويُعد التيار الرئيسي لنهر النيل، ونهر النيل الأزرق الذي يزود نهر النيل بنسبة كبيرة جدًا من مياه النهر، وكمية الطمي المتكون من ترسبات غنية وخصبة، فهذه المياه ناتجة عن سقوط الأمطار الموسمية في فصل الصيف على هضبة الحبشة، إذ يلتقي النيل الأبيض القادم من شرق أفريقيا مع النيل الأزرق القادم من إثيوبيا في الخرطوم عاصمة السودان، التي يعبرها الجزء الشمالي من نهر النيل في طريقه إلى مصر.[١]
أهمية نهر النيل لمصر
- الأهميّة الاقتصادية: لنهر النيل أهميّة اقتصادية كبيرة لكل من الدول التي يعبرها، خاصةً فيما يتعلّق بمجال الزّراعة، فيعتمد الفلّاحون والمزارعون بالدّرجة الأولى على نهر النّيل في ريّ أراضيهم ومحاصيلهم الزّراعية، بفضل كميّات المياه الكبيرة التي يوفرها فيضان النهر والتي تخزّن في السدود والقنوات المائية، مما شجّع المزارعين على إنتاج موسمين من الزراعة الأول في الصيف والآخر في الشّتاء، ممّا زاد من كمية إنتاج المزروعات بشكل ملحوظ، ومن أهم المحاصيل التّي تزرع على ضفاف النيل هي الأرز، والقطن، والبصل، والبطاطا، وقصب السكر، والطماطم.[٢]
- الأهميّة في قطاع السياحة: يعدّ نهر النيل عاملًا جذب رئيسي للسيّاح، إذ يأتي إليه الكثيرون وذلك للاستمتاع بمظهره الجميل والتقاط الصور من حوله، وليست الأراضي الزّراعية فقط، الأمر يمكّن زيارته على ضفاف النهر، إذ ينظّم العديد من المرشدين والشركات السّياحية رحلات مغامرة للمناطق الصّحراوية، وجولات للغوص ورؤية الأسماك، كما يمكن للزّوار الاستمتاع برحلات ترفيهيّة بالقوارب المخصصّة للأنهار، إذ ضفاف النيل الجميلة.[٣]
- الأهميّة في قطاع النّقل: لنهر النيل دور مهم في قطاع النقل إذ يتمركز معظم السكّان على ضفاف النهر، فيمكن للأشخاص والبضائع الانتقال على طول نهر النيل عبر القوارب والسفن، وأكثر الدول استفادة من هذا الأمر غير مصل هي السودان، وأوغندا، وتنزانيا، وبوروندي.[٤]
أهمية نهر النيل عبر التاريخ
أهمية نهر النيل قديمًا
شهدت منطقة حوض النيل وهي الدول المجاورة للنهر والمستفيدة من مياه النهر الجارية أهم الحضارات والمزورعات، ومن أبرز هذه الحضارات الحضارة الفرعونية؛ فقد اعتمد المصريون القدماء وحتى العصر الإسلامي على مياه نهر النيل في الطعام والتنقل، وأنشأوا حضارتهم على ضفة النهر وزرعوا العديد من المزروعات، ومارسوا طقوسًا دينية تعكس أهمية النهر بالنسبة لهم، حتى ارتبط ذكر المصريين بنهر النيل عن غيرهم من الدول المجاورة للنهر، ومن جانبهم اهتم المصريون بالنيل وأولوه عناية كبيرة منذ القدم.[٥]
أهمية النيل في العهد الإسلامي
عندما فتح المسلمون بلاد مصر على يد القائد عمرو بن العاص الذي أرسله الخليفة عمر بن الخطاب لنشر الإسلام، أمره بشق قناة تصل بين البحرين لتسهيل حركة السفن، وعندما حدثت المجاعة في أرض الحجاز أرسل الخليفة عمر إلى الوالي بمصر عمرو بن العاص يستنجده في طلب العون والمساندة، فأرسل إليه عمرو بن العاص قافلة محملة بالطعام والشراب والأمتعة، أولها في الحجاز وآخرها في مصر؛ فقد كان الخير وفير في بلاد النيل، وبعد أن تم الفتح الإسلامي لمصر تكشفت لعمرو بن العاص بعض العادت المصرية القديمة التي تخالف بطبيعتها تعاليم الدين الإسلامي، ولكنها عادات متجذرة في نفوس المصريين، وتغييرها ليس بالأمر السهل، ومنها أن النهر عندما لا تفيض مياهه في موسمها المعروف لديهم؛ يلقون إليه بفتاة جميلة من بينهم؛ لتكون عروس نهر النيل؛ وهي بمثابة قربان للنهر ليفيض عليهم بمياهه، فأرسل عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب يستشريه في الأمر، فأرسل الأخير كتابًا وأمر واليه عمرو بن العاص أن يلقيه في النهر، وكان قد كتب عمر بن الخطاب في كتابه "من عبد الله عمر بن الخطاب إلى نهر النيل، أما بعد، فإن كنت تجرى بأمرك، فلا حاجة لنا بجريانك، وإن كنت تجرى بأمر الله، فاجر بما أمرك الله وحيث أراد الله"، وبعد أن ألقى عمرو بن العاص هذا الكتاب في نهر النيل جرى النيل جريانًا ليس كسابق عهده.[٥]
أهمية نهر النيل في العصر الحالي
جريان نهر النيل المغاير لبقية الأنهار من الجنوب إلى الشمال أكسبه خصائص وميزات أدت إلى لفت أنظار الدول المستعمرة الطامعة في خيراته واستغلال ثرواته من خلال استعمار منطقة حوض النيل، فأهمية النهر في ري المزروعات طيلة أيام السنة لا تخفى على أحد، والطمي الغني الذي يتركه على ضفتيه، الذي يزيد من خصوبة التربة ومناسبتها للزراعة، عدا عن كون النهر وسيلة للحركة والتنقل للوصول إلى المناطق البعيدة، بالإضافة إلى استخدام مياه النهر لإنتاج الطاقة الكهرومائية التي تخدم منطقة دول حوض النيل، وأنشئت العديد من السدود لحفظ مياه النهر وتجنب هدرها دون فائدة، واستغل المصريون الثروة المائية في صيد أسماك نهر النيل التي تعد مصدر دخل أساسي لعدد كبير من الصيادين؛ فأسماك النهر تمتاز بجودة عالية في الطعم بسبب عذوبة مياه النهر، ومن الجدير بالذكر أن لنهر النيل أهمية سياحية مهمة؛ لما يتمتع به من مناظر آسرة لشدة جمالها الطبيعي، فيرى السياح شروق الشمس فوق مياه النهر الزرقاء الصافية، فجهزوا قوارب لنقل السياح لعدة أماكن سياحية مثل محافظة أسوان ومحافظة قنا ومحافظة الأقصر، بينما دولة السودان تسيير رحلاتها السياحية بين السد الثالث والسد الرابع في شمال السودان بين كوتشي وجوبا.[٦]
أسباب تلوث نهر النيل
لم يحافظ الإنسان على صورة نهر النيل باستخدامه الخاطئ التي تتمثل بملوثات الصرف الزراعي من المخلفات الزراعية وناتج حرقها، وكذلك بقايا المبيدات والأسمدة سواء كان مسموحًا بها أو يحظر استخدامها فنجد المبيدات الحشرية التى يرشها الفلاحون لمكافحة الآفات تظهر أثارها الإيجابية فى مكافحة الحشرات والآفات وتظهر الآثار السلبية فى مياه نهر النيل إذ إنه عندما نرش المبيدات على النباتات المزروعة فى الأرض تترسب في الأرض وتأخذها الأملاح وتسير بها لتصل إلى نهر النيل وبذلك تلوث مياه النهر وتؤثر على الإنسان والحيوان.
إضافة إلى ملوثات الصرف الصحي في الريف والقرى التي تصرف مخلفاتها إلى النيل مباشرة في معظم الأحيان، بالإضافة إلى المخلفات الناتجة عن النشاط السياحي من المراكب الراسية على سطح النيل، أما من الناحية الصحية مثلًا مخلفات المستشفيات التى تلقى فى النهر، ومن الناحية الصناعية فمخلفات المصانع المختلفة تلقى فى مياه النهر مما يجعلها غير صالح للاستعمال البشري بالإضافة إلى مخلفات السفن وما تصرفه في مياه النهر، مما يؤثر في تزايد المشكلة، بالإضافة إلى المخلفات الخاصة بالإنسان من حيوانات ميتة وهذه من العادات السيئة التى تلوث نهر النيل، وبذلك يتلوث المصدر الرئيسي لمياه شرب الإنسان والحيوان والزراعة في مصر.[٧]
المخاطر التي يتعرض لها نهر النيل
فيما يأتي أبرز ما يتعرض له نهر النيل من مخاطر:[٨]
- خطر احتجاز مياه النهر عند دول المنبع.
- التلوث الكبير الذي يتعرض له النهر الناتج عن بعض السكان المحليين والزوار؛ إذ يلقون في مجرى النهر حيواناتهم النافقة، عدا عن القمامة التي يخلفها الزوار والسياح.
- ومن أخطر أنواع التلوث التي يتعرض لها النهر هو مخلفات المصانع والبواخر التي تعد مواد قاتلة للأسماك.
- سوء استخدام مياه النهر وهدرها بلا فائدة من قبل السكان.
طرق المحافظة على مياه نهر النيل
فيما يأتي أبرز طرق المحافظة على مياه نهر النيل:[٨]
- عدم رمي النفايات والمخلفات في مجرى النهر؛ من سجائر ومعلبات ومواد بلاستيكية، وترشيد استخدام مياه النهر والمحافظة عليها من سوء الاستخدام والتبذير.
- نشر التوعية بين الناس لأهمية النهر والخطر الذي قد يسببه تلوث مياهه على الإنسان والحيوان.
- الإبلاغ عن أي مخالفة من مسببي التلوث للنهر، ومنعهم قدر الإمكان بلا عنف أو شجار.
- على الحكومة أن تلعب دورها الأساسي في الحفاظ على مياه النهر من العبث، فتُشرف على المرافق العامة وتصريفاتها، وتنشر مراكز لمراقبة وضبط أي مخالفات حول النهر.
- إنشاء مناطق خاصة لمعالجة النفايات، وتوعية السكان بأهمية فصل القمامة ليسهل على الدولة معالجتها وإعادة تدويرها إن أمكن.
- تعاون دولي لأجل التخلص من النفايات وحماية المياه من التلوث.
المراجع
- ↑ MONA (18-5-2018)، "ما هو مصدر مياه نهر النيل ؟"، البديل، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "Agriculture and fishing", britannica, Retrieved 23-6-2019. Edited.
- ↑ "How the Nile River Works", adventure.howstuffworks, Retrieved 23-6-2019. Edited.
- ↑ "The Nile River", worldatlas, Retrieved 23-6-2019. Edited.
- ^ أ ب "بحث عن اهمية نهر النيل وحمايتة من التلوث"، مصراوي، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
- ↑ Asmaa Mohamed ، "بحث كامل عن نهر النيل وأهميته وواجبنا نحوه"، ثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "بحث عن نهر النيل"، كنانة، اطّلع عليه بتاريخ 8-8-219. بتصرّف.
- ^ أ ب Sameh، "بحث عن نهر النيل"، معلومة، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2019. بتصرّف.