حياة هدى الشعرواي
هي نور الهدى محمد سلطان ابنة محمد سلطان باشا، ولدت عام 1879 في مدينة المينا المصرية، تزوجت في سن الثالثة عشر من ابن عمتها علي الشعراوي، وانجبت منه ولدًا اسمه محمد وبنتًا اسمها بثينة، إلا أن زوجها كان يكبرها بأربعين عامًا وغيّر اسمها من هدى سلطان إلى شعراوي نسبةً له، فقد عُرف عنه في ذلك الوقت بالتقيد الشديد في العادات والتقاليد البالية وعدم إعطاء المرأة حقها الكامل وحريتها، فقد درست هدى في منزل والديها قبل أن تتزوج ولم تُكمل تعليمها فذلك الأمر الذي جعلها من النساء المتمردات على النظام الجائر بحق النساء، ولها الأثر الكبير في بدء النشاط النسوي في مصر في أواخر القرن التاسع عشر، فأسست العديد من الجمعيات النسوية ودافعت عن حقوق المرأة مطالبة بإنصافها في نواحي الحياة كافة، وقد توفيت هدى الشعراوي في عام 1947.[١]
إنجازاتها
كان لزواجها من ابن عمتها علي الشعراوي الباشا وهو قائد سياسي وثوري الأثر الكبير في حياتها ونشاطها السياسي الثوري بجانب ما واجهته في طفولتها من ظلم وحياة قاسية وزواجها بعمر صغير وحرمانها من العديد من النشاطات مثل؛ العزف على البيانو وممارسة هواياتها مثل الزراعة والاعتناء بالحديقة، فأصيبت بالاكتئاب الأمر الذي دعا لسفرها للعلاج في فرنسا حين تعرفت على قيادات فرنسية نسوية لتحرير المرأة فتعلمت منهم وأخذت أفكارها وعادت بها إلى مصر تدعو لتطبيقها، فكان أول ما طالبت به رفع سن الزواج للمرأة المصرية لسن السادسة عشر وكان لها ذلك.
أسست هدى الشعراوي أول جمعية للعناية بالأطفال عام 1907، كما كان لها الأثر في إقناع الجامعة المصرية لتخصيص غرفة للنساء للمُحاضرات، وشاركت في في مظاهرات عام 1919 مع مجموعة من النساء، كما أسست وأشرفت على جمعية الوفد المركزية للنساء، وأسست أول اتحاد نسائي مصري عربي عام 1923، وأصبحت نائبًا لرئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمي عام 1935، وتمردت هدى الشعراوي على الظلم ضد المرأة والقوانين البالية والظالمة بحقها، فكانت أول من خلع النقاب عن وجهها وخرجت كاشفةً عن وجهها أمام العامة، الأمر الذي جعل العديد من الأشخاص يطلقون عليها لقب السافرة ومن معها من النساء حتى لاقت الفكرة القبول وسمح الكثيرون من الآباء والأزواج لبناتهن بخلع النقاب عن وجوههن بعد مدة من الزمن.[٢] كان أول نشاط سياسي لهدى الشعراوي عام 1919 حين خرجت مع ما يُقارب 300 امرأة في مظاهرة للدفاع عن سعد زغلول، والوقوف أمام بنادق الجند الإنجليز، حين أطلق أحد الجند الرصاص على إحداهن لتكون أول شهيدة من الحركة النسائية، الأمر الذي جعل العديد من نساء الطبقة الراقية في مصر يخرجن في مسيرات ضخمة رفعوا فيها شعار الوحدة الوطنية برفعهم الهلال والصليب في المسيرات دلالة على الوحدة الدينية والتكاتف، وكان للاتحاد المصري النسائي عدد كبير من الإنجازات للمرأة المصرية وللفتيات مثل إنشاء المدارس والمعامل لتعليم الفتيات حرفة ومهنة مثل الخزف ونوادٍ خاصة للسيدات والمدارس الثانوية والجامعات، بجانب دعمها للأيتام بتوفير دار لرعايتهم وتعليمهم والاهتمام بهم، ودار حضانة لرعاية الأطفال، كما كان لهدى الشعراوي الدعم الكبير لطلعت حرب عند تأسيسه لبنك مصر ماديًا ومعنوعيًا من خلال معارفها من الطبقة الراقية بالمجتمع.[٣]
ثقافتها ومذكراتها
ولدت هدى لوالد احتل العديد من المناصب المرموقة أهمها نائب رئاسة مجلس النواب، وقائم مقام الخديوي، إلا أن المرض فتك به ومات وهدى لم تبلغ الخامسة من عمرها فقط، تلقت تعليمها في منزل والدها فختمت القرآن الكريم عندما بلغت التاسعة، لكن القرآن كان هو الكتاب الوحيد الذي يُسمح لها بقراءته، حسب ما ذكرت بمذكراتها التي تميزت ببساطتها وطريقة سردها الممتعة لأحداث حياتها، فهي تُعد من أجمل السيّر لغاية الآن، ذكرت بها تفاصيل حياتها الدقيقة وزواجها وطلاقها وعودتها لابن عمتها مرةً أُخرى، كما وذكرت هدى في مذكراتها دراستها للغة التركية وشرائها للكتب بالخفية عمن حولها لتزيد من ثقافتها وعلمها، ثم ما لحق من تعليمها للغة الفرنسية والإنجليزية فيما بعد، فساعدتها ثقافتها وعلمها في تأسيس أول مجلة مصرية تختص بأمور المرأة، وكانت تصدر باللغة الفرنسية في ذلك الوقت واحتلت مكانة مرموقة، كما زاد من ثقافة هدى الشعراوي وعلمها تنقلها وسفرها لبلدان العالم وبخاصة أوروبا في الوقت الذي كانت به مصر على أبواب الاستقلال، فتزامن وجودها وقت الثورة المصرية والنهضة الأدبية في مصر التي شاركت بها نُخبة من سيدات مصر أهمهم باحثة البادية، فأسست أول نادٍ أدبي نسائي في مصر باسم جمعية الترقي الأدبي للسيدات الذي شاركت الأدبية الفرنسية مارغريت كليمان في تأسيسه بدعوة شخصية من هدى الشعراوي.[٤]
المراجع
- ↑ "هدى شعراوي "، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 14-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "نبذة بسيطة عن "هدى شعراوي""، elfagr، 1-12-2017، اطّلع عليه بتاريخ 14-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "هدي شعراوي فى سطور"، hodasharawi، اطّلع عليه بتاريخ 14-8-2019. بتصرّف.
- ↑ كريم مروة (25-5-2009)، "هدى شعراوي.. قصة تاريخ مجيد في نضال المرأة العربية"، albayan، اطّلع عليه بتاريخ 14-8-2019. بتصرّف.